` `

هل الملح الخشن هو ملح البحر؟

علوم
28 أبريل 2021
هل الملح الخشن هو ملح البحر؟
يوجد عدة اختلافات بين الملح الخشن وملح البحر (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تتنوع أصناف وتسميات الملح ،كالملح الخشن وملح البحر والملح الوردي وغيرها.

يستعرض هذا المقال نبذة عن الملح، بالإضافة للتعريف بمصادره وأنواعه المختلفة، كما يجيب على سؤال هل الملح الخشن هو ملح البحر؟ ويتناول فوائد الملح على الصحة وما هي محاذير استهلاك الملح بشكل عام. 

صورة متعلقة توضيحية

 

نبذة عن الملح

الملح أو كلوريد الصوديوم، ويسمى أحيانًا بالملح الصخري لتمييزه عن باقي مركبات الأملاح الكيماوية. في الوقت الحالي يُعد الملح مادة أساسية لا غنى عنها، إلا أنه لم يكن كذلك عند بداية ظهوره واقتصر استخدامه على الطبقة الغنية فقط.

جغرافيًا ترتبط بعض طرق التجارة القديمة بالملح نظرًا لأهميته البالغة، إذ يسمى أحد أقدم الطرق في إيطاليا بطريق الملح (سالاريا)، حيث كان الملح الروماني يُنقل من أوستيا إلى أجزاء أخرى من إيطاليا مرورًا بذلك الطريق، وتعد الصين والولايات المتحدة والهند وألمانيا وكندا وأستراليا أكبر منتجي الملح في العالم.

تاريخيًا كان الملح يستخدم بديلًا عن العملة النقدية في التعاملات التجارية في إثيوبيا وأماكن أخرى في إفريقيا والتبت أيضًا. أما في الثقافة العربية، فالملح له عدة دلالات مميزة، فيستَخدم العَرب تعبير (يوجد بيننا خبز وملح) كإشارة للتقارب بين الأشخاص وطول المعرفة وكتقدير للصداقة وحُسن المعشر، مما يدل على ارتباط الملح بالكثير من نواحي حياة البشر عبر التاريخ، إلى جانب تعدد استخدامات الملح في مجالات الحياة المختلفة، ولعل أبرزها تلك المرتبطة بتحضير الطعام أو الصناعات الغذائية.

 

مصادر الملح 

يعتبر الملح الصخري من أهم مصادر ملح الطعام، ويتم استخراج ملح الطعام الذي نعرفه اليوم من رواسب الملح الصخري بعد تنقيته من الشوائب والمواد السامة غير المرغوبة. تستخرج أغلب كميات الملح الصخري من مياه البحر والبحيرات والمسطحات المائية المالحة عن طريق عملية التبخر، حيث تترسب طبقات الأملاح الناتجة عن تبخر المياه في قاع تلك المسطحات المائية وضفافها.

يختلف تركيز الأملاح بحسب اختلاف طبيعة المسطحات المائية، على سبيل المثال تحتوي المياه المغلقة مثل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر على نسبة أعلى من الملح إذا ما قورنت بالمحيطات المفتوحة الواقعة على نفس خط العرض، وكعادة عامة وبغض النظر عن مصدر مياه البحر، فإن الملح الناتج عن تبخر مياه البحر يحتوي على 77.76 % من كلوريد الصوديوم و10.88 % من كلوريد المغنيسيوم و4.74 % من كبريتات المغنيسيوم، بالإضافة إلى كميات أقل من كبريتات الكالسيوم وكلوريد البوتاسيوم وبروميد المغنيسيوم وكربونات الكالسيوم. ويتم استخراج وتعدين تلك الأملاح عن طريق العديد من مراحل التنقية والغربلة والطحن والتصنيع، إلى أن يصل الملح إلى المستهلك الأخير.

صورة متعلقة توضيحية

 

أنواع الملح 

يكفي فقط أن يذهب الشخص إلى الأسواق ليكتشف التنوع الكبير في أصناف الملح المرصوصة على رفوف المتاجر، ومن أبرزها: 

  1. ملح المائدة المدعم باليود: وهو النوع الأكثر انتشارًا وتواجدًا في الأسواق، ويمر هذا النوع بالكثير من مراحل التكرير والتنقية والطحن، كما ويضاف إلى هذا الملح مادة اليود في الأنواع المستخدمة في الولايات المتحدة وبعض بلدان العالم الأخرى لتعويض نقص اليود الطبيعي في النظام الغذائي في تلك المناطق، ونظرًا لكون حبيباته صغيرة جدًا يضاف له أيضًا مانع التكتل لضمان عدم تكتل جزيئاته.
  2. الملح الخشن: ويعرف أيضًا باسم ملح اللحم، إذ تستخدمه بعض الطوائف الدينية اليهودية في تجفيف اللحم من الدم. يختلف هذا النوع عن ملح المائدة من حيث القوام وحجم الحبيبات، إذ تكون حبيباته أكبر وأخشن، ومن هنا جاءت تسمية الملح الخشن. يحتوي الملح الخشن على كمية صوديوم أقل من ملح الطعام ولا يُضاف له اليود، علاوةً على ذلك، لا يضاف إلى الملح الخشن مانع التكتل بسبب حجم الحبيبات الكبير وخشونتها من الخارج.
  3. ملح البحر: يتم الحصول على هذا النوع من الملح من تبخر مياه البحر مباشرة، على عكس ملح المائدة الذي يتم استخراجه من رواسب الملح، وفي العادة لا يخضع الملح البحري إلى عمليات معالجة، وبالتالي يحتفظ بنسب ضئيلة جدًا من المعادن مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمواد المغذية الأخرى.
  4. ملح الهمالايا: يطلق عليه أيضًا تسمية الملح الوردي، إذ يحتوي هذا النوع على كمية صغيرة جِدًا من أوكسيد الحديد (الصدأ) مما يمنحه لونًا مائلًا إلى اللون الزهري أو الوردي. يُستخرج هذا النوع من منجم كيورا في الباكستان الذي يُعتبر ثاني أكبر منجم عالميًا. يحتوي ملح الهمالايا على كميات أقل من الصوديوم مقارنةً بملح المائدة العادي.  
  5. ملح البحر الفرنسي (Celtic Sea salt): وهو نوع من أنواع الملح البحري الذي يتم الحصول عليه عن طريق عملية التبخر الطبيعي لمياه البحر شأنه شأن ملح البحر العادي، ويسمى بالملح القلطي (Celtic) نسبةً إلى مكان استخراجه قبالة الساحل الغربي للبحر القلطي في فرنسا (Celtic Sea)، وقد يطلق عليه أحيانًا تسمية الملح الرمادي بسبب لونه المائل إلى الرمادي، ويرجع السبب في ذلك إلى المحتوى العالي من المعادن الأخرى التي تدخل في تركيبه. ويعتبر ملح البحر الفرنسي مصدرًا جيدًا لليود والمعادن الأخرى.  
صورة متعلقة توضيحية

 

هل الملح الخشن هو ملح البحر؟ 

كلا الملح الخشن ليس ملح البحر. قد يتشابه الملح الخشن مع ملح البحر من حيث المصدر، فكلاهما في بعض الأحيان ينتجان من تبخر مياه البحر الغنية بالأملاح والمعادن، لكن يوجد عدة اختلافات بين الملح الخشن وملح البحر.

تاليًا أبرز الفروقات بين الملح الخشن وملح البحر:

  1. الحجم: يتمثل الاختلاف الأبرز بين ملح البحر والملح الخشن في تَباين حجم بلورات الملح بين النوعين، حيث أنّ حجم بلورات ملح البحر أكبر من حجم بلورات الملح الخشن، وبالإمكان التحقق من ذلك عن طريق أخذ كمية قليلة من كل نوع بين الأصابع ورشها على الطعام على سبيل التجربة، فيُلاحظ أن رش الملح الخشن أكثر سلاسة من رش ملح البحر على الأطعمة.
  2. نسبة الملوحة: يتميز ملح البحر عن الملح الخشن بطعم أكثر ملوحة، ويحتل ملح البحر المرتبة الأعلى في نسبة الملوحة مقارنةً مع أصناف الملح الأخرى.
  3. طرق الاستخدام: يختلف استخدام كل من الملح الخشن وملح البحر في الطهي، فيعتبر الأول مناسب أكثر لصنع المخللات ونقع اللحوم، أما ملح البحر فهو إضافة ممتازة على سطح المخبوزات الطازجة وبعض أصناف الحلويات المصنوعة من الكراميل، ويعتبر مناسب لمختلف أنواع الطهي بشكل عام.

 

فوائد الملح

للملح باختلاف أنواعه ومصادره ومسمياته عدة فوائد لجسم الإنسان، ويخلق اختلال نسبة الملح في الجسم سواء كان ارتفاعًا أو انخفاضًا العديد من المشاكل الصحية، تاليًا أبرز فوائد الملح للجسم:

  1. يدعم توازن الجسم: يحافظ كل من الكلور والصوديوم الموجودان في الملح على توازن الدموية ومستويات السكر في الدم.
  2. يدعم عمل المخ: يعتبر الصوديوم الموجود في الملح من الكهارل المهمة في الجسم شأنه في ذلك شأن البوتاسيوم والكالسيوم والبيكربونات، وتمَكن الكهارل الدماغ من إرسال الإشارات الكهربائية اللازمة إلى باقي أجزاء الجسم ليعمل بشكل صحيح.
  3. يدعم الملح صحة الغدة الدرقية: يدعم الملح المدعم باليود أو الذي يحتوي طبيعيًا على اليود عمل الغدة الدرقية التي تلعب دورًا مهمًا في عملية التمثيل الغذائي والنمو وتنظيم الهرمونات في الجسم.
  4. يحافظ على ترطيب الجسم: يعزز الملح مستويات الرطوبة الصحية في الجسم عن طريق حفظ توازن الكهارل، إذ تحتاج خلايا الجسم والعضلات والأنسجة إلى الماء، ويساعد الملح هذه الأجزاء من الجسم في الحفاظ على الكمية المناسبة من السوائل، ومن الممكن أن يسبب الجفاف تقلص العضلات والإرهاق والدوخة. 
  5. الوقاية من انخفاض ضغط الدم: يعتبر عنصر الصوديوم في الملح مهم جدًا للوقاية من أعراض انخفاض ضغط الدم التي تشمل الدوخة والغثيان والإغماء وتشوش الرؤية.

 

محاذير استهلاك الملح

كما ذكرنا سابقًا، يتكون ملح الطعام بشكل رئيسي من مركبي الصوديوم والكلوريد، ويؤدي تراكم الصوديوم في الدم بكميات أكثر من حاجة الجسم يؤدي إلى اختلال في عمل الكليتين وارتفاع ضغط الدم، ويرتبط ببعض المشاكل الصحية الأخرى مثل أمراض القلب، ومن هنا توصي دائرة الغذاء والدواء الأمريكية بحد استهلاك الصوديوم ب 2300 ملغم يوميًا فقط، أي ما يعادل تقريبًا ملعقة صغيرة من ملح الطعام. وبالمقابل فإن جمعية أمراض القلب توصي بتقليل كمية الصوديوم في الحمية اليومية إلى ما يعادل 1500 ملغم فقط، أي أقل من ملعقة صغيرة من ملح الطعام لوجود كميات مَنسية أخرى من الصوديوم تدخل إلى الجسم عن طريق تناول الأطعمة المصنعة وغير المطبوخة في المنزل. تاليًا بعض النصائح للتقليل من كمية الصوديوم (الملح) في الحمية اليومية:

  1. قراءة ملصقات معلومات التغذية الملصقة على الأطعمة والمكونات الجاهزة.
  2. تحضير الطعام الطازج في المنزل واختيار الأطعمة غير المملحة.
  3. في حال تناول الأطعمة المعلبة فمن الأفضل شطفها بالماء أولًا للتقليل من أثر الملح.
  4. استبدال صلصات السلطة الجاهزة بالمكونات الطازجة من ليمون وزيت زيتون وأعشاب. 
  5. التقليل من تناول العجائن الجاهزة والتقليل من تناول الخبز والبيتزا والساندوتشات لاحتواء العجينة على كميات عالية من الملح. 
  6. عدم تناول اللحوم المصنعة والمجففة مثل الحبش والسلامي والبسطرمة ومثيلها من اللحوم غير الطازجة. 
  7. عدم تناول اللحوم والخضار والشوربة المعلبة.
  8. عدم تناول رقائق البطاطا وغيرها من الوجبات الخفيفة والبسكويت المملح والأصناف المليئة بالملح والمنكهات الصناعية  
صورة متعلقة توضيحية

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على