` `

هل عملية الحقن المجهري مؤلمة؟

صحة
9 مايو 2021
هل عملية الحقن المجهري مؤلمة؟
عملية الحقن المجهري ليست مؤلمة بشكل كبير يستدعي القلق (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تُعد عملية الحقن المجهري واحدة من أشهر الحلول الطبية المُتاحة لمشاكل الإنجاب، مما يجعلها محل اهتمام الكثيرين، وتُثير لديهم الكثير من التساؤلات، من بينها إن كانت عملية الحقن المجهري مؤلمة. فما هي عملية الحقن المجهري؟ وكيف تتم؟ وما هي أنواع مشاكل الإنجاب التي يُمكن علاجها من خلال عملية الحقن المجهري؟  

يجمع هذا المقال المعلومات الطبية اللازمة للإجابة على عدد من الأسئلة حول عملية الحقن المجهري كالأسئلة المذكورة أعلاه، وعلى رأسها: هل عملية الحقن المجهري مؤلمة؟

صورة متعلقة توضيحية

 

ما هي عملية الحقن المجهري؟

لكي يتسنّى تعريف عملية الحقن المجهري، يجب أولًا أن يتم تعريف عملية الإخصاب الصناعي، وذلك لأن عملية الحقن المجهري، هي جُزء من عملية الإخصاب الصناعي، أو إجراء إضافي لعملية الإخصاب الصناعي التقليدي.

الإخصاب الصناعي (In Vitro Fertilisation) هو إجراء طبي يتم في المُختبر، عن طريق جمع عدد من بُويضات السيدة الراغبة في الإنجاب، من خلال جهاز خاص، ثم وضعها في بيئة مخبرية مُناسبة مع عينة من الحيوانات المنوية للأب، وبقائها تحت المُراقبة لبضعة أيام (من 1 إلى 5 أيام) حتى التأكد من حدوث عملية الإخصاب، أي اختراق أحد الحيوانات المنوية جدار البويضة وإتمام التلقيح. 

أما عملية الحقن المجهري (Intracytoplasmic Sperm Injection)، فهي شكل خاص من التلقيح الصناعي، يتم فيه استخدام حُقنة مجهرية من أجل حقن أو إدخال حيوان منوي واحد إلى داخل كل بويضة من البويضات المُراد تخصيبها بشكل مُتعمّد. يتم إجراء الحقن المجهري أيضًا في المُختبر، وعندما يُقرر الطبيب أن البويضة المُخصبة جاهزة، يتم زراعتها في رحم الأم. 

يُمكن القول أن الفرق بين الإخصاب الصناعي التقليدي، والإخصاب الصناعي بالحقن المجهري، هو طريقة اتحاد الحيوان المنوي مع البويضة. ففي الطريقة التقليدية يتم ذلك من خلال وضع الكثير من الحيوانات المنوية والبويضات سويًا وانتظار حدوث التخصيب بشكل تلقائي، في حين أن اتحاد الحيوان المنوي مع البويضة في الحقن المجهري يتم بشكل مُتعمد من خلال حقن الحيوان المنوي في داخل البويضة.

 

متى تكون عملية الحقن المجهري حلًا مُناسبًا لعدم الإنجاب؟

هُناك الكثير من الأسباب التي تُؤدي إلى تأخر أو عدم الإنجاب. إن عملية الحقن المجهري يُمكن أن تكون حلاً مُناسبًا إذا كانت مشاكل الإنجاب ناتجة عن مجموعة من الأسباب، وأهمها:

  • إذا كان الأب يُنتج عددًا قليلًا جدًا من الحيوانات المنوية، أي أن العدد غير كافٍ لحدوث التلقيح بشكل طبيعي أو حتى من خلال الإخصاب الصناعي التقليدي.
  • إذا كان هُناك تشوهات في تكوين الحيوانات المنوية، أو إذا كانت الحيوانات المنوية تتحرك بشكل ضعيف وبطئ.
  • إذا تم إجراء التلقيح الصناعي التقليدي إلا أنه فشل في إنتاج بويضات مُلقحة، عندها يُصبح الحقن المجهري حل بديل عن الطريقة التقليدية للإخصاب الصناعي.
  • إذا كان الأب يُعاني من أي أمراض أو أسباب جينية تُؤدي لانسداد قنوات الجهاز التناسلي التي تمر منها الحيوانات المنوية أثناء القذف. في هذه الحالة يجب أن يتم استخراج الحيوانات المنوية من الخصية أو من البربخ بشكل جراحي، ثم حقنها مجهريًا في البويضات التي تم استخراجها من جسم الأم.
  • إذا كانت البويضات أو الحيوانات المنوية أو كلاهما قد تم تجميده وحفظه لفترة من الزمن. في هذه الحالة يتم التلقيح عند رغبة الوالدين من خلال الحقن المجهري.
صورة متعلقة توضيحية

 

كيف تتم عملية الحقن المجهري؟

هُناك مجموعة من الخطوات التي تُشكل بمجملها الكيفية التي تتم من خلالها عملية الحقن المجهري، هذه الخطوات هي:

  • يتم إخضاع السيدة الراغبة في الحمل من خلال الحقن المجهري للعلاج باستخدام أدوية مُعينة، تعمل على تحفيز المبيضين، وذلك بهدف إنتاج عدد من البويضات الناضجة الجاهزة للتلقيح.
  • بعد ذلك، يتم استخراج البويضات الناضجة من الجسم باستخدام جهاز خاص يعمل بتقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية، وذلك عن طريق المهبل.
  • تحضير عينة السائل المنوي باستخدام تقنيات خاصة مثل أجهزة الطرد المركزي، وذلك بهدف التخلص من الحيوانات المنوية الميتة أو الضعيفة.
  • تُستخدم أدوات مخبرية دقيقة وخاصة من أجل تثبيت البويضة، والتقاط حيوان منوي واحد، ثُم حقنه داخل البويضة، بعد الحقن يتم استبعاد أدوات التثبيت والحقن، ويُحفظ الوعاء الذي يحتوي على البويضات التي تم حقنها بالحيوانات المنوية في ظروف مُلائمة داخل المعمل.
  • تخضع العينة في الأيام التالية للمراقبة والفحص، وذلك للتأكد من أن عملية تلقيح البويضات قد تمت بنجاح، تمهيدًا لزراعة البويضات الملقحة في رحم الأم.
  • تتم عملية الزراعة من خلال إدخال أنبوب من المهبل والذي يصل إلى الرحم، ومن ثم وضع البويضات الملقحة في الرحم. يُشار إلى أنه في أغلب الحالات، لا تتطلب عملية الزراعة استخدام التخدير الكلي أو الموضعي.
  • في اليوم المقرر لعملية زراعة البويضات الملقحة، يتوجب على السيدة الدخول إلى المُستشفى والبقاء هُناك في أحد غُرف الإفاقة بعد الزراعة لمدة تتراوح بين 4 -6 ساعات. خلال فترة ما بعد الزراعة، يتوجب على السيدة البقاء مُستلقية على ظهرها. 
  • تتم مُتابعة حالة السيدة بعد عملية الزراعة من خلال تحليل الدم أو الفحص بأجهزة السونار للتأكد من أن عملية الزراعة تمت بنجاح وبالتالي بدأت أول مراحل الحمل بالفعل.
صورة متعلقة توضيحية

 

هل عملية الحقن المجهري مؤلمة؟

من بين خطوات عملية الحقن المجهري المذكورة في الفقرة السابقة من هذا المقال، هُناك خطوتين اثنين فقط تتمان في جسم السيدة لدى خضوعها لهذا الإجراء العلاجي، وهما:

  • استخراج البويضات: تتم هذه الخطوة من خلال إدخال إبرة دقيقة جدًا مُتصلة بجهار السونار عبر المهبل، ثم سحب البويضات من المبيض. هذه الخطوة قد تنطوي على مقدار من الألم، إلاّ أنه في الغالب يتم إخضاع السيدة لدرجة من التخدير، أدنى من التخدير الكُلّي أو العام، وهو المقدار الكافي من التخدير لكي تتم عملية استخراج البويضات دون الشعور بالألم. بعض السيدات اللاتي خضعن لعملية الحقن المجهري أشرن إلى الإحساس بالتشنجات بعد استخراج البويضات، لكن هذه التشنجات تزول خلال فترة قصيرة بعد إتمام هذه الخطوة.
  • زراعة البويضات الملقحة: تُعتبر هذه الخطوة أكثر سهولة من خطوة استخراج البويضات، وفي أغلب الحالات، تتم زراعة البويضات الملقحة دون الحاجة لاستخدام أي شكل من أشكال التخدير على الإطلاق.

مما سبق يُمكن القول أن إجابة سؤال هل عملية الحقن المجهري مؤلمة؟ هي لا. عملية الحقن المجهري غير مؤلمة، أو على الأقل ليست مؤلمة بشكل كبير يستدعي القلق، وحتى الخطوة التي يُمكن أن تكون مؤلمة بعض الشئ، تتم في الحقيقة تحت تأثير الأدوية المُخدرة.

صورة متعلقة توضيحية

 

هل هُناك مخاطر لعملية الحقن المجهري؟

بعض الدراسات التي تناولت عملية الحقن المجهري تُشير إلى عدد من المخاطر الصحية التي قد تُصيب الأطفال الذين تم إنجابهم باستخدام هذه التقنية. هذه المخاطر الصحية تشمل:

  • بعض التشوهات الخلقية مثل الإحليل التحتي (Hypospadias).
  • تشوهات الغدد الصماء.
  • بعض المشاكل المتعلقة بالنسخ الجيني.
  • خلل في القدرات العقلية.
  • التوحد.

يُمكن الاطلاع على معلومات مفصلة حول مرض التوحد من خلال مقال مسبار هل يمكنني معرفة أن طفلي سليم من التوحد بسهولة؟.

وبالرغم مما سبق، يُمكن القول أن عملية الحقن المجهري تُعتبر بشكلٍ عام إجراءً طبيًا آمنًا، وأن احتمال إصابة الأطفال الذين يتم إنجابهم من خلال الحقن المجهري بالأمراض المذكورة أعلاه يبقى مُتدنيًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل عملية قص المعدة خطيرة؟

هل يتأثر شكل الجنين بما تراه الأم الحامل؟

هل اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية خطير؟

هل هناك مشروبات لتسهيل الولادة الطبيعية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على