` `

هل الفيتامينات تبطل مفعول حبوب منع الحمل؟

صحة
10 مايو 2021
هل الفيتامينات تبطل مفعول حبوب منع الحمل؟
لا تُبطل الفيتامينات مفعول حبوب منع الحمل (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

مع التطور العلمي الكبير، تطورت أشكال ووسائل منع الحمل، ومن أهم هذه الوسائل حبوب منع الحمل، والمقال التالي يوضح بعض المعلومات عن حبوب منع الحمل، والآلية التي تعمل بها هذه الحبوب، كما ويجيب عما إذا كانت الفيتامينات تبطل مفعول حبوب منع الحمل أم لا.

صورة متعلقة توضيحية

 

ما هي حبوب منع الحمل؟

هي عبارة عن كبسولاتٍ طبية يتم تناولها من أجل تنظيم النسل ومنع حدوث الحمل، وتتكون هذه الحبوب من هرموني الإستروجين (Estrogen) والبروجسترون (Progesterone) بشكلٍ رئيسي، بالإضافة إلى بعض المكوناتِ الأخرى. وتعملُ حبوب منع الحمل على تثبيط عمل الغدة النخامية ومنع الجسم من إنتاج البويضات، حيث يحدثُ الإخصاب في رحم المرأة عندما تصلُ الحيوانات المنوية إلى البويضة، وتأتي مهمة الحبوب أيضًا في منع هذه الحيوانات من الوصول إلى البويضة، وذلك من خلال إنشاءِ غشاءٍ مُخاطي سميك عند عنق الرحم كي يمنعَ الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة وحدوثِ الإخصاب، وهناك نوعانِ من حبوب منع الحمل يختلفان عن بعضهما في التركيبة وطريقة العمل:

  1. حبوب منع الحمل المركبة: تحتوي على هرموني الإستروجين البروجسترون، والحبوب المركبة من أكثر الأنواعِ شيوعًا واستخدامًا، وهي مخصصةٌ لفترة زمنية محددة تكون شهرًا واحدًا في أغلبِ الأحيان، وبالرغم من أنه يجب تناولها بانتظام، إلاّ أنه يمكن تناولها بفوارق زمنية بسيطة.
  2. حبوب البروجسترون (الحبوب الصغيرة): يتكون هذا النوعُ من هرمون البروجسترون (Progesterone)، ولا يحتوي على هرمونات أخرى. يؤدي هذا النوع نفس الوظيفة التي تؤديها حبوب منع الحمل المركبة، إلا أنها أكثر دقة من الأول، ويجب تناولها بشكلٍ منتظمٍ ويومي حسب الجدول المحدد، وبفارقٍ زمني لا يزيد عن ثلاث ساعات.

إن تناول حبوب منع الحمل بشكلٍ منتظم يمنع حدوث الحمل، وله آثارٌ إيجابية على الجسم أيضًا، إلا أنه لا يحمي من الأمراض الجنسية المنقولة مثل الإيدز وغيره، كما وتساعدُ هذه الحبوب أيضًا على تلطيف البشرة وعلاج حب الشباب، وتمنع ظهور الأعراض الجانبية السابقة للدورة الشهرية، كما وتخفف من آثارها على المرأة إذا ما تم تناولها بانتظام.

صورة متعلقة توضيحية

 

كيف تعمل حبوب منع الحمل؟

إنّ حبوب منع الحمل فعالةٌ بنسبةٍ تصل إلى 99% إذا ما تم استخدامها بالشكل الصحيح،  وعلاوةً على الانتظام في تناول حبوب منع الحمل، هناك مواعيد محددةٍ للبدء في تناولها، ويجب تناول حبة يوميًا ولمدة 21 يومًا على الأقلِ بشكلٍ منتظم دون انقطاع، ومن ثم التوقف عنها لسبعة أيامٍ قبل العودة لتناولها من جديد، ويمكن تقليل فترة الراحة من تناولها إلى أقل من أسبوع، أو يمكن تخصيص الجدول بالتعاونِ مع الطبيب، إلا أنَّه يجب الالتزام به تجنبًا لحدوث الحمل، حيث يعتمد الأمر على منع حدوث خللٍ في مستويات الهرمونات في الجسم، وتعمل هذه الحبوب على النحو التالي:

  • تعمل الهرمونات التي تحتويها حبوب منع الحمل على منع الجسم من إنتاج المزيد من البويضات، وذلك من خلال تخفيف بطانة الرحم مما يمنع البويضات من النمو.
  • تعمل أيضًا على تشكيل حاجزٍ سميكٍ من المخاط عند عنق الرحم يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إليه.
  • لا تصلح حبوب الحمل للمرأة المدخنة إذا ما تجاوزت الخمسة والثلاثون من عمرها.

هناك عدة أنواعٍ من حبوب منع الحمل مصنعة حسب طريقة الاستخدام، وعلى الرغم من اختلاف طرق تصنيعها إلا أنّ جميعها تحتوي على الهرمونات المثبطة، لكن تختلف نسب الهرمونات باختلاف النوع، حيث تحتوي بعض الأنواع على نسبٍ متفاوتة للهرمونات في الحبوب للشريط الواحد، وأنواعٌ تحتوي حباتها على نسبٍ ثابتة، وتعتمد توزيعات الهرمونات فيها على طريقة الاستخدام التي يحددها الطبيب.

صورة متعلقة توضيحية

 

هل الفيتامينات تبطل مفعول حبوب منع الحمل؟

لا تُبطل الفيتامينات مفعول حبوب منع الحمل، كما أن تناولها بشكلٍ معتدلٍ لا يؤثر على عملها، إلا أنَّ تناولها بشكلٍ مفرطٍ قد يؤثر سلبًا على عمل هذه الحبوب، حيث إن تناول أكثر من 1000 ملغ يوميًا من فيتامين سي، يؤدي إلى ارتفاعِ مستويات هرمون الإستروجين، مما يسبب أعراضًا جانبية مثل الغثيان والصداع والإنتفاخ، تنتج عن التغير في مستويات الهرمون في الجسم، كما أن هناك بعض المكملات العشبية التي تحتوي على الفيتامينات مثل بذور الكتان وحبوب الثوم وغيرها تؤثر سلبًا على عمل حبوب منع الحمل.

  • تتأثر أدوية الصرع والعلاجاتِ الخاصة باضطرابِ ثنائي القطب بحبوب منع الحمل، حيث تسبب الأخيرة ضعفًا في فعالية هذه الأدوية، كما أن هناك عشبةً تسمى نبتة العرن المثقوب، وهي من مضادات الاكتئاب الخفيف، تتداخل في عملها مع حبوب منع الحمل.
  • بعض الأدوية المستخدمة في علاج فيروس نقص المناعة (الإيدز) تؤثر سلبًا على حبوب منع الحمل وتقلل من فعاليتها، إلا أن هناك بعض أنواع هذه الحبوب لا تتأثر بهذا النوع من الأدوية.

وبشكلٍ عام، عند تناول نوعين من الدواء بشكلٍ مستمر قد يؤثر أحدهما على الآخر، وذلك بسببِ اختلاف مركباتهما وتأثير كلًا من النوعين على جسم الإنسان، كما وقد يتأثر أحدهما بالآخر إذا ما تم تناولهما في نفس الوقت، لذلك يجب دائمًا قراءة الوصفة الطبية المُرفقة مع الأدوية التي يتم تناولها من أجل معرفة أنواع الأدوية الأخرى التي تتفاعل معها، بالإضافة إلى إخبار الطبيب المختص عن هذه الأدوية.

صورة متعلقة توضيحية

 

الأعراض الجانبية لحبوب منع الحمل

تعملُ حبوب منع الحمل بشكلٍ دقيق، ويتطلَّب تناولها أيضًا بشكلٍ منتظم حسب التعليمات كي لا يحدث أي خللٍ في عملها، فحدوث خللٍ قد ينتج عنه تقلبات هرمونية، ولحبوب منع الحمل أعراضٌ جانبية، قد لا تبدو خطيرة لكن بعض هذه الأعراض قد تسبب مشكلة صحية:

  • تشعرُ بعض النساء بالغثيان عند تناولهن لحبوب منع الحمل للمرة الأولى، لكنها حالةٌ مؤقتة ولا يجب أن تدوم طويلًا.
  • من الآلام المصاحبة لتناول هذه الحبوب، آلامٌ في الثدي بالإضافة إلى الحساسية، ويكون ذلك في فترة بداية تناولِ الحبوب.
  • تسبب الهرمونات الموجودة في حبوب منع الحمل الصداعَ النصفي، وذلك بسبب حدوث تغيراتٍ في مستويات الهرمونات في الجسم.
  • تؤثر التغيرات الهرمونية الناتجة عن تناولِ الحبوب على الرؤية، حيث تؤدي إلى سماكة القرنية، إلا أنّ ذلك لا يعد مؤشرًا على وجود أمراضٍ في العين.

وعلى الرغم من أن حبوب منع الحمل تعتبرُ آمنة على المدى الطويل، إلا أنَّها قد تؤدي إلى حدوث مشاكلٍ صحيةٍ خطيرة، ويجب تنويه الطبيب إلى السجل المرضي قبل البدء في تناول حبوب منع الحمل، ومن أهم هذه المخاطر التي قد تنتُج عن استخدامها، خطر الإصابة بمرض السرطان، حيث تؤدي التغيرات الهرمونية إلى زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وتقليلِ خطر الإصابة بالبعض الآخر.

  • ثبت أن الذين يتعاطون الحبوب الهرمونية أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الثدي من الذين لا يستخدمون حبوب منع الحمل.
  • تصبحُ المرأة عرضةً للإصابة بسرطان عنق الرحم إذا ما استمرت بتناول حبوب منع الحمل لمدةٍ تزيد عن خمسة سنوات.

وعلى الرغم من ذلك، ثبت أن تناول هذه الحبوب يقلل من خطرِ الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى أنَّ النساء اللواتي يتناولن هذه الحبوب أقل عرضةً للإصابة بسرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم.

 

اقرأ/ي على مسبار:

هل يتأثر شكل الجنين بما تراه الأم الحامل؟

هل صحة اختبار الحمل المنزلي موثوقة؟

هل ينتقل الإيدز عن طريق اللعاب؟

هل الفيتامينات تزيد الوزن؟

هل حبوب تنزيل الدورة تسقط الجنين؟

لا تُبطل الفيتامينات مفعول حبوب منع الحمل، وتناولها بشكل معتدل لا يؤثر على عملها

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على