` `

هل فوائد الزعتر مثبتة علميًا؟

مأكولات ومشروبات
26 مايو 2021
هل فوائد الزعتر مثبتة علميًا؟
تتعدد فوائد الزعتر بين الاستخدامات الطبية والاستخدامات غير الطبية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تنتشر بين الناس وعلى مواقع الإنترنت العديد من الوصفات التي تدعّي فوائد الزعتر في علاج الكثير من الأمراض والأعراض. يستعرض هذا المقال نبذة قصيرة عن نبتة الزعتر وأبرز استخداماتها، ويُقدّم مجموعة من فوائد الزعتر المثبتة علميًا، وأخيرًا الآثار الجانبية للإفراط في تناول الزعتر أو استخدامه.

صورة متعلقة توضيحية

 

نبذة عامة عن الزعتر

الزعتر هو شجيرة دائمة الخضرة لديها أكثر من 400 نوع فرعي، تم استخدامها منذ آلاف السنين في الطهي والتطبيقات الطبية واستخدامات كثيرة أخرى. تُعتبر منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​وأجزاء معينة من إفريقيا الموطن الأصلي للزعتر، ويعود استخدامها إلى الإمبراطورية المصرية حيث تم استخدامها في التحنيط. كما استخدم الإغريق الزعتر كبخور. ويتواجد الزعتر في الأسواق بأشكالٍ مختلفة، منها الزعتر الطازج أو المجفف والزيوت العطرية.

 

القيمة الغذائية للزعتر

وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية ، فإن الزعتر الطازج غني بالمياه والطاقة والألياف والبروتين، ومحتوى السكّر فيه منخفض جدًا. كما أنه مصدر جيد للحديد والكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والبوتاسيوم والصوديوم. بالإضافة إلى كل ذلك، يحتوي على بعض الفيتامينات المهمة مثل فيتامين C والنياسين وحمض الفوليك وفيتامين A وبيتا كاروتين وفيتامين K وكميات منخفضة من الثيامين والريبوفلافين وفيتامين B-6 أيضًا.

صورة متعلقة توضيحية

 

استخدامات الزعتر

يشتهر الزعتر باستخداماته في الطهي، بفضل نكهته المميزة التي تُستخدم لتعزيز المذاق العام والتجربة الذوقية للطبق الذي تمت إضافته إليه. علاوة على ذلك، فهو معروف أيضًا بخصائصه الطبية. ومن أهم استخدامات الزعتر:

  • الطهي: تستخدم أوراق الزعتر في أطباقٍ مختلفة، إما بشكلها الأخضر الكامل أو المجففة، وعادةً ما يتم إضافته إلى الحساء والصلصات وأطباق اللحوم أو في المقبلات.
  • المشروبات الساخنة: يشتهر مشروب مغلي الزعتر في العديد من الثقافات، كما يتم إضافة أوراق الزعتر إلى الشاي في بعض المناطق لإضافة نكهة لذيذة.
  • الاستخدامات الطبية: تدخل مستخلصات الزعتر في الكثير من المنتجات الدوائية، إما على شكل شراب أو في الكريمات الموضعية.
  • الاستخدامات التجميلية: يستخدم زيت الزعتر في العديد من منتجات التجميل التي تهتم بالعناية بالبشرة والشعر، كما يستخدم أيضًا في المنتجات العطرية.
صورة متعلقة توضيحية

 

فوائد الزعتر الطبية

كما ذُكر في بداية المقال، تتعدد استخدامات وفوائد الزعتر، تاليًا أهم فوائد الزعتر التي أثبتتها الأبحاث الطبية والعلمية:

  • مضاد للالتهابات

الثيمول هو العنصر الأكثر وفرةً ونشاطًا في الزعتر، وبحسب تقرير نُشر في مجلة سلامة الغذاء سنة 2007، للثيمول مجموعة واسعة من التأثيرات على جسم الإنسان، منها تأثيره على الفطريات والفايروسات وقدرته على من الالتهابات التي تُسببها، مما ينتج عنه تقليل الضغط على أجهزة المناعة.

  • فوائد الزعتر على الجلد

إحدى فوائد الزعتر العديدة قدرته على تحسين صحة الجلد، إذ يعتبر الزعتر من العلاجات العشبية التقليدية الشائعة فيما يتعلق بالحفاظ على صحة الجلد وتحسينها. وفي دراسة أجريت في إثيوبيا، وجدت أن مزيجًا من كريم مضاد للفطريات بنسبة 3٪ من الزعتر و 10٪ من كريم مستخلص البابونج ساعد في إزالة الآفات الجلدية الشبيهة بالأكزيما. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث العلمي في تأثيرات الزعتر على الجلد.

  • فوائد الزعتر على الجهاز التنفسي

يعتبر استخدام الزعتر في علاج الأمراض والأعراض التنفسية أحد أشهر وأقدم استخداماته في الطب الشعبي والتقليدي، حيث استُخدم الزعتر ولا يزال في علاج التهاب الشعب الهوائية والربو المزمن والاحتقان والزكام والأنفلونزا وانسداد الجيوب الأنفية والحساسية الموسمية. كما أن الزعتر يعمل كطارد للبلغم ومضاد للالتهابات، حيث يزيل البلغم والمخاط من المسالك التنفسية للمساعدة على التنفس، ويخفف من الالتهاب ويمنع نمو الميكروبات التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي الخطيرة.

وفي دراسة منشورة، أظهر مستخلص سائل مكوّن من الزعتر وأوراق اللبلاب فعاليةً تجاه التهاب القصبات الحال الذي يرافقه سعال مع بلغم.

  • يحسن الدورة الدموية

وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، يحتوي 100 غرام من الزعتر الطازج على 17.45 ملغم حديد، أي ما يقارب 20% من القيمة اليومية الموصى بها للشخص، ويلعب التركيز العالي للحديد والمعادن الأخرى في الزعتر دورًا أساسيًا في تحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء، وبالتالي تعزيز الدورة الدموية ومحتواها من الأكسجين في أجهزة الجسم المختلفة.

  • يخفض ضغط الدم

هناك نوع من الزعتر يعرف باسم (Thymus Linearis Benth)، لديه القدرة على خفض ضغط الدم. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة (Acta Poloniae Pharmaceutica)، كان المستخلص من هذا النوع من الزعتر قادرًا على خفض ضغط الدم والكوليترول بشكل كبير في الفئران. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات العلمية للتأكد من فائدة الزعتر على ضغط الدم لدى الإنسان.

  • علاج قلق

يعتقد ممارسو العلاج بالروائح أن للزعتر تأثيراتٍ مزيلة للقلق أو الحد من منه، وهي فائدة أخرى من فوائد الزعتر تدعمها دراسة أجريت عام 2014 في مجلة الأمراض الحادة، حيث أُعطيت الفئران في الدراسة جرعة فموية من الثيمول تبلغ 20 (ملغم / كغم)، وأظهرت الفئران إجهادًا أقل بكثير عند الخضوع لاختبار المتاهة، مقارنةً بالفئران التي لم تحصل على جرعة الثيمول. لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث على تأثير الزعتر في علاج القلق البشري.

  • علاج السعال

يستخدم الزعتر منذ فترة طويلة كعلاج منزلي للسعال والتهاب الشعب الهوائية وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، كما يؤخذ عن طريق الفم في بعض الأحيان لعلاج التهاب الصدر أو استنشاقه لفتح المسالك الهوائية.

هناك بعض الأدلة السريرية على تأثيرات الزعتر على الجهاز التنفسي، فوفقًا لدراسة أجريت سنة 2013 منشورة في المجلة الأوروبية للجهاز التنفسي، يعمل الثيمول الموجود في الزعتر على مستقبلات اللسان والفم والحلق والممرات الأنفية بطريقة قد تثبط السعال.

شملت الدراسة 18 متطوعًا، تعرض كل منهم لمحفزات السعال، وبعد استخدام رذاذ الأنف من الثيمول، خضعوا لعدة اختبارات لتقييم الرغبة في السعال وعدد مرات السعال الذي حدث، وعتبة حدوث السعال (النقطة التي يحدث عندها السعال استجابة للمنبهات). وجدت الدراسة أن رذاذ الأنف لم يكن له أي تأثير على عتبة السعال، إلّا أنّه قلل بشكل كبير من عدد وشدة مرات السعال، بالإضافة إلى أنّه قلّل الرغبة العامة في السعال. كما أبلغ المتطوعين الذين تلقّوا رذاذ الأنف أنّه كان له تأثير تبريد لطيف.

  • آلام الحيض والدورة الشهرية

لطالما تم الترويج للزعتر لخصائصه المسكنة للألم والمضادة للتشنج. غالبًا ما تكون الأدلة الداعمة لهذه الادعاءات مختلطة ، ولكن كانت هناك بعض النتائج الواعدة.

في دراسة نُشرت في مجلة Research in Medical Sciences سنة 2012، أعطى الباحثون 120 طالبة جامعية إما مكملات الزعتر أربعة مرات يوميًا أو الإيبوبروفين ثلاث مرات يوميًا، لعلاج تشنجات الدورة الشهرية، بعد شهرين من العلاج، أبلغت كلتا المجموعتين من النساء عن مستويات مماثلة من الراحة وتسكين الآلام.

  • علاج أمراض الفم واللثة

استُخدم الزعتر شعبيًا في تعقيم الفم للوقاية من التهاب وأمراض اللثة. هناك أيضًا أدلة على أنه قد يعالج مرض القلاع الفموي، وهو عدوى شائعة تسببها فطريات المبيضات البيضاء، يتسبّب في تكوين طبقة بيضاء على اللسان وسقف الحلق وباطن الخدين. وفقًا لدراسة أجريت سنة 2015 ونُشرت في مجلة الطب البديل والتكميلي، كان الثيمول قادرًا على تثبيط نمو المطثية البيضاء وسلالات المبيضات الأخرى في أنبوب الاختبار، كما يعتقد الباحثون أن الثيمول يثبط إنتاج الإرغوستيرول (Ergosterol)، وهي مادة شبيهة بالكوليسترول ضرورية لتعزيز نمو الفطريات. وعند استخدام الثيمول مع عقار نيستاتين (Nystatin) المضاد للفطريات، كان الثيمول قادرًا على القضاء على 87.4 ٪ من جميع سلالات المبيضات.

صورة متعلقة توضيحية

 

فوائد الزعتر غير الطبية

كما أنّ للزعتر فوائدًا طبية وصحية، هناك استخدامات وفوائد أخرى للزعتر، منها:

التخلص من الحشرات والآفات:

يعتبر الثيمول أيضًا مكونًا في العديد من مبيدات الآفات، وكما يستخدم بشكل شائعٍ كمضادٍ للبكتيريا والفايروسات، وكذلك يستخدم في طرد الجرذان والفئران والآفات الحيوانية الأخرى. وأظهرت إحدى الدراسات الحديثة أن مستخلص الزعتر يمكن أن يصد البعوض، لكن زراعته في الحديقة لا يكفي لذلك، ومن أجل الحصول على أفضل نتائج لمكافحة الآفات، يجب فرك أوراق الزعتر بين اليدين لتحرير الزيت العطري.

مُعطّر: يُستخدم زيت الزعتر الممزوج بالماء علاجًا لرائحة الفم الكريهة.

 

الآثار الجانبية للزعتر

يستخدم الزعتر عادةً في الطهي، ويعتبر آمنًا عند استخدامه بكميات غذائية معقولة. كما أنّه غير ضار في أشكال المكملات الغذائية. ومع ذلك، فإن الإفراط في استهلاك الزعتر قد يسبب اضطراب في المعدة وتشنجات وصداع ودوخة.

وعلى عكس معظم الزيوت الأساسية، يمكن أيضًا تناول زيت الزعتر عن طريق الفم ولكن بكميات محدودة، نظرًا لتركيز الزيت، فقد يؤدي إلى تضخيم الآثار الجانبية مثل انخفاض ضغط الدم.

كما أنّ الحساسية من زيت الزعتر شائعة أيضًا، خاصةً لدى الأشخاص الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه نباتات من عائلة النعناع، بما في ذلك الزعتر والخزامى والمريمية. يمكن أن تظهر الحساسية مع الإسهال والغثيان والقيء عند تناول زيت الزعتر، أمّا عند وضعه على الجلد، قد يحدث التهاب الجلد التحسسي.

صورة متعلقة توضيحية

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل فوائد الثوم مثبتة علميًا؟

هل فوائد الحلتيت مثبتة علميًا؟

هل فوائد السبيرولينا مثبتة علميًا؟

الفطر الريشي.. هل هو مفيد حقًا؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على