` `

هل المجوهرات تحجب الأشعة السينية؛ صح أم خطأ؟

علوم
8 أغسطس 2021
هل المجوهرات تحجب الأشعة السينية؛ صح أم خطأ؟
المجوهرات تقوم بحجب الأشعة نتيجةً لكثافتها (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

هل المجوهرات تحجب الاشعة السينية؟… الكثير يتساءل حول مدى صحة هذه المعلومة، خاصة بعد انتشار الكثير من الأقاويل حول ذلك، ونظرًا لتعدد استخدامات هذه الأشعة في المجالات الطبية وغير الطبية على حدّ سواء، لا بدّ من تسليط الضوء، ووفقًا للمصادر الموثوقة، على أنواع الاستخدامات والتعليمات الخاصة بها؛ لضمان السلامة العامة، وما إذا كان التعرّض للأشعة السينية ذو أضرار جانبية أم لا، فضلاً عن قدرة المجوهرات على حجبها.

هل المجوهرات تحجب الأشعة السينية؟

لا بدّ من نزع جميع المجوهرات والمعادن قبل أخذ الصور الإشعاعيّة بالأشعة السينيّة؛ فإنّ هذه المجوهرات تقوم بحجب الأشعة نتيجةً لكثافتها؛ ممّا يؤدّي إلى صعوبة التعرّف على أجزاء الجسم المصابة ومدى خطورة إصابتها عند فحص الصورة من قبل الطبيب، ولا مشكلة في وجود أيّ من المجوهرات داخل غرفة التصوير بالأشعة ما لم يتمّ وضعها بين مصدر الأشعة والجسم الذي نرغب بتصويره، ويجدر التنبيه إلى ضرورة إخبار الفنّيّ أو الطّبيب المُختصّ عند وجود أيّة مجوهرات يصعب إزالتها؛ ليتمكّن من التقاط الصورة بأفضل شكلٍ ممكنٍ أيضًا.

ما هي استخدامات الأشعة السينية؟

للأشعّة السينيّة العديد من الاستخدامات الطّبّيّة وغير الطّبّيّة، وأبرزها مذكور في النقاط التالية:

  • تصوير الأسنان والعظام: يعتمد الكثير من الأطبّاء على صور الأشعة السينيّة للأسنان والعظام؛ من أجل معرفة أماكن الكسور والالتهابات في العظام، إلى جانب التحقّق من التهاب المفاصل وتسوّس الأسنان وهشاشة وسرطان العظام.
  • اكتشاف أمراض الرئة: يُمكن أخذ صورة أشعّة سينيّة تغطّي منطقة الصدر؛ للتحقّق من حالات الإصابة بمرض السلّ أو سرطان الرئة، بالإضافة إلى التأكّد من أمراض التهاب الرئة أيضًا.
  • معرفة الأوعية الدمويّة المسدودة: يقوم الأطبّاء بحقن بعض الأشخاص بمادّة تباين، تحتوي على اليود، قبل أخذ صورة الأشعة السينيّة لمنطقة الصدر؛ من أجل اكتشاف الأوعية الدمويّة المسدودة في الجسم بالاعتماد نتيجة الصورة. 
  • التحقّق من تضخّم القلب: يقوم الأطبّاء بأخذ صورة أشعّة سينيّة للقلب؛ من أجل معرفة مدى إصابة المريض بداء فشل القلب الاحتقاني.
  • تصوير البطن: يتمّ تصوير البطن باستخدام الأشعة السينيّة؛ للتحقّق من إصابة الجسم بأمراض مشكلات السبيل الهضمي، كما يُمكن استخدام هذه الأشعة للتأكّد من عدم ابتلاع الأجسام الغريبة ومكوثها في المعدة.
  • علاج السرطان: تُستخدم الأشعة السينيّة لعلاج المصابين بأمراض السرطان من خلال قتل الخلايا السرطانيّة، ويُقسم هذا العلاج الإشعاعيّ إلى؛ إشعاع داخليّ وإشعاع خارجيّ.
  • أمن المطارات: تحتوي معظم المطارات حول العالم على أجهزة لإصدار الأشعّة السينيّة؛ للتحقّق من محتويات الحقائب وعدم وجود أيّ من الموادّ الخطيرة أو المريبة ضمن حقائب المسافرين.

هل توجد أضرار من استخدام الأشعة السينية؟

بالرّغم من الفوائد الكثيرة التي يجنيها الإنسان من استخدام الأشعة السينيّة؛ بما فيها اكتشاف الأمراض وعلاجها؛ إلّا إنّ هناك العديد من الأضرار لهذه الأشعة؛ ومنها: الإصابة بأمراض إعتام العين، بالإضافة إلى احمرار الجلد وتساقط الشعر، وذلك عند التعرّض إلى الأشعة السينيّة بشكلٍ كبيرٍ، وتُعدّ الإصابة بأمراض السرطان من أبرز الأضرار التي تنتج عن التعرّض المطوّل للأشعّة السينيّة.

عوامل زيادة خطورة الإصابة بالسرطان

تعتمد الإصابة بالسرطان؛ نتيجةً للأشعّة السينيّة، على العديد من العوامل، وهي تتضمن ما يلي:

  • عدد جرعات الإشعاع: تزداد خطورة الإصابة بأمراض السرطان عند التعرّض إلى الأشعّة السينيّة بشكلٍ كبيرٍ، وتنخفض نسبة الإصابة بهذه الأمراض عند التعرّض إلى الأشعة المذكورة بنسبة ضئيلة أثناء الفحوصات.
  • عُمُر المريض: تنخفض نسبة الإصابة بأمراض السرطان عند تعرّض كبار إلى الأشعة السينيّة مقارنةً بمستويات خطورة الإصابة بالسرطان عند صغار العمر؛ بسبب الأشعة السينيّة ذاتها؛ أيّ أنّ العلاقة بينهما علاقة عكسيّة.
  • جنس المريض: ترتفع نسبة الإصابة بأمراض السرطان عند النساء مقارنةً بالرّجال عند تساوي العمر والجرعات الإشعاعيّة، التي تمّ التعرّض لها على مدى العمر.
  • منطقة الإشعاع: يضمّ الجسد العديد من الأعضاء ذات الحساسيّة الكبيرة للأشعّة السينيّة، وهذا يعني أنّ المنطقة التي تتعرّض إلى الإشعاع تُعدّ من أبرز عوامل الإصابة بالسرطانات المذكورة.

ما هي تعليمات استخدام الأشعة السينية؟

توجد العديد من التعليمات والإرشادات التي ينبغي اتّباعها عند استخدام الأشعة السينيّة؛ للمحافظة على صحّة المريض وفنيّي الأشعة والأطبّاء، وهي تشكل على ما يلي:

  • تقييم مخاطر الأشعة: لا بُدّ من تقييم مدى خطورة الأشعة السينيّة على المريض قبل أخذ أيّ من الصور الإشعاعيّة؛ وذلك عن طريق التحقّق من توفير جميع مستلزمات السلامة؛ بما فيها أنظمة مراقبة الإشعاع.
  • فحص جهاز الأشعة: ينبغي على الفنيّ المُختصّ فحص جهاز توليد الأشعة السينيّة؛ للتحقّق من مطابقة المواصفات المُعتمدة، وتزداد أهميّة الفحص عند نقل جهاز الأشعة أو صيانته.
  • مراقبة الإشعاع: يجب على الجهات المعنيّة مراقبة النشاط الإشعاعيّ المُنبعث من الأشعة السينيّة على نحوٍ مستمرٍّ، واتخاذ جميع التدابير التي تضمن صحّة المريض والفنيّ عند زيادة الأشعة عن الحدود المسموحة.
  • خلع الملابس: على المريض خلع الملابس حسب تعليمات مختصّ الأشعة؛ للحصول على الصورة المناسبة التي يستطيع الطبيب قراءتها بشكلٍ دقيقٍ؛ لتشخيص الحالة المرضيّة، أو التحقّق من سلامة الجسد.
  • نزع المجوهرات والمعادن: تؤدّي المجوهرات والمعادن إلى حجب الأشعة السينيّة ومنها من الوصول إلى العضو المصاب وتصويره بشكل سليم؛ فإنّ المجوهرات تحجب الاشعة السينية كما سبق.
  • الحصول على وسط التباين عند الحاجة: يساعد وسط التباين في تحديد بعض المناطق من الجسم؛ لمعرفة الأمراض التي تصيبها من خلال الأشعّة السينيّة، وينبغي أخذ هذا الوسط قبل إجراء التصوير للوصول إلى نتائجٍ مرضيةٍ.
  • التحقّق من ثبات الأطفال: يتمّ استخدام العديد من الأدوات لضمان ثبات الطّفل عند التقاط الأشعة السينيّة؛ وذلك لأخذ صورة سليمة وعدم الحاجة إلى تكرارها مرّة أخرى؛ نتيجةً لتحرّك الأطفال وعدم ثباتهم.
  • ارتداء سترة الوقاية: يُسمح للآباء والأمّهات الدّخول مع أبنائهم عند الحاجة إلى أخذ الصورة السينيّة للأطفال، وينبغي على المرافقين ارتداء سترة الرصاص، التي تقي من الأشعة وتضمن سلامتهم.
  • التخلّص من وسط التباين: يستطيع المريض ممارسة أنشطته اليوميّة الاعتياديّة بعد أخذ صورة الأشعّة السينيّة، ويجب عليه شرب الكثير من السوائل؛ للتخلّص من وسط التباين في حالة استخدامه.

ما هي أنواع الأشعة السينية الطبية؟

تتوفّر الكثير من أنواع الأشعّة السينيّة، التي يتمّ الاعتماد عليها في العديد من الفحوصات الطبيّة أو غيرها، وأبرزها الأنواع الآتية:

  • أشعّة الصدر السينيّة: يتيح هذا النوع للطبيب الاطّلاع على العديد من أعضاء الجسد؛ للكشف عن أسباب صعوبة التنفّس أو السعال أو آلام الصدر المُختلفة.
  • أشعّة البطن السينيّة: يُمكن استخدام هذه الأشعة السينيّة؛ لتصوير الطحال والأمعاء والمعدة وغيرها من أجزاء البطن؛ وذلك لكشف الإصابة بالعديد من الأمراض؛ مثل: حصوة الكلى وانسداد الأمعاء.
  • أشعّة الكلى والحالب والمثانة: تُستخدم هذه الأشعة للكشف عن أمراض الجهاز البوليّ والهضميّ وتشخيص أمراض المسالك البوليّة، ويُمكن للطبيب التحقّق من حجم الكلية والمثانة والحالب، والتأكّد من موضعها باستخدام هذه الأشعة.
  • أشعّة الرقبة السينيّة: يتمّ استخدام أشعّة الرقبة السينيّة؛ للتحقّق من فقرات العمود الفقريّ داخل رقبة الإنسان والتأكّد من سلامتها، كما يعتمد عليها الأطبّاء لمعرفة الإصابة بالتهابات الرقبة وبعض مشاكل الأعصاب أيضًا.

ما هي أشكال صور الأشعة السينية الطبية؟

تتوفر صور الأشعّة السينيّة الطبية بثلاث أشكالٍ فحسب؛ وهي:

  • التصوير الإشعاعيّ: يستخدم هذا النّوع أقلّ كميّة من الإشعاع مقارنةً بأنواع صور الأشعّة السينيّة الأخرى، كما أنّه أكثر أنواع التصوير شيوعًا؛ حيث يتمّ استخدامه لتصوير العظام والأسنان، بالإضافة إلى تصوير الصدر أيضًا.
  • التنظير الفلوريّ: بالرغم من كميّات الأشعّة السينيّة الصغيرة التي يحتاجها التنظير الفلوريّ؛ إلّا إنّه يحتاج كميّات كبيرة مقارنةً بالتصوير الإشعاعيّ، ويتمّ استخدام هذا النوع من التصوير؛ لمراقبة نشاط الأمعاء بعد تناول المريض مادة الباريوم.
  • التصوير المقطعي المحوسب: يحتاج هذا النّوع من التصوير إلى الكميّة الأكبر من الأشعة السينيّة مقارنةً بالنوعين السابقين؛ نتيجةً لأخذ عدّة صور في جلسة واحدة وتكوين صورة ثلاثيّة الأبعاد. 

كيف يتم إنتاج الأشعة السينية؟

يتمّ إنتاج الأشعة السينيّة عن طريق تسريع الإلكترونات في الأنابيب المُخصّصة لذلك من خلال فرق الجهد الكبير، ويتمّ توجيه هذه الإلكترونات إلى مادّة مستهدفة لتصدر الاشعّة السينيّة المطلوبة، كما تعتمد بعض المنشآت على جهاز المسرّع الدورانيّ التزامنيّ، المعروف باسم السنكروترون، لإنتاج الأشعة السينيّة من خلال تسريع الإلكترونات داخل حلقةٍ مفرّغةٍ يبلغ قطرها عشرات الأمتار، ثمّ يتمّ توجيه هذه الإلكترونات بالاعتماد على المغناطيس لإصدار الأشعة السينيّة، ويتمّ استخدام هذا الجهاز للأغراض البحثيّة، ويجدر الذكر بأنّ المجوهرات تحجب الاشعة السينية ولا بدّ من إزالتها عند أخذ الصور المختلفة باستخدام الأجهزة المذكورة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الذهب الأبيض أفضل من الأصفر؟ تعرف على الفروقات

هل أشعة الشمس تخترق الملابس علميًا؟

هل الغبار يقتل الفيروسات؟

هل النحاس ينجذب للمغناطيس؟

هل ينتقل الصوت في الفراغ؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على