` `

هل بيكربونات الصوديوم هو الملح من الناحية العلمية؟

علوم
9 أغسطس 2021
هل بيكربونات الصوديوم هو الملح من الناحية العلمية؟
بيكربونات الصوديوم أيضًا يُطلق عليها أحيانًا ملح أحادي الصوديوم (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

كثيرًا ما نستخدم بيكربونات الصوديوم في المنازل أو في الاستخدامات الطبية رغم عدم معرفتنا لتكوينها الأساسي، وهل بيكربونات الصوديوم هو الملح فعليًا، أم أنّه مركب آخر؟... في هذا المقال سنتحدث عن تركيبة بيكربونات الصوديوم وتركيبة الملح، واستخدام كل منهما على حدة، وسبب الخلط بين المادتين بشكلٍ رئيسيٍّ؛ بالرغم من وجود العديد من الاختلافات بينهما، واشتراكهما ظاهريًا باللون الأبيض النقي.

هل الملح هو بيكربونات الصوديوم؟

بيكربونات الصوديوم أو صودا الخبز والملح هما مركبان مختلفان تمامًا من حيث الوظائف والاستخدامات والمكونات؛ إذ يشتركان معًا ببعض الخصائص؛ أهمها إمكانية استخدامها في المطبخ، وأهميتها لجسم الإنسان، إضافةً لامتلاك المركبين ذرّةً واحدةً من الصوديوم؛ إلّا إنّ المادتين تختلفان معًا من حيث المواد المرتبطة مع الصوديوم، كما أنهما مختلفتان من حيث الوظيفة الأساسية؛  إذ تعمل بيكربونات الصوديوم بشكلٍ رئيسيٍّ على تحييد حمض المعدة، فيما يُساعد الملح على تكوينه، لكن هذه التشابهات والاختلافات البسيطة تجعل العديد من الأشخاص يعتبرونهما مادةً واحدة. هنا سنحاول التفريق بين بيكربونات الصوديوم والملح من الناحية العلمية، التي تتضمن طريقة التكوين والتفاعل والاستخدام.

الفرق بين بيكربونات الصوديوم والملح

الحقيقة أن عملية الخلط بين المادتين تحدث في الأسماء العلمية فقط؛ إذ يتشابه علينا اسم بيكربونات الصوديوم وكلوريد الصوديوم، والحقيقة أن بيكربونات الصوديوم أيضًا يُطلق عليها أحيانًا ملح أحادي الصوديوم أو حمض الكربونيك، وهذه التسميات العلمية هي السبب الفعليّ للتساؤل الأهم؛ وهو هل بيكربونات الصوديوم هو الملح، أما في الحياة العملية فإنّ الفرق بين المادتين واضح؛ رغم عدم معرفة الكثير أن الكربونات أو صودا الخبز يُطلق عليها علميًا اسم بيكربونات الصوديوم، وأن ملح الطعام يُطلق عليه كلوريد الصوديوم.

كيف نحصل على بيكربونات الصوديوم؟

يجب التفريق هنا بين بيكربونات الصوديوم الطبيعية التي يتم إنتاجها في الأمعاء الدقيقة، أو تلك الموجودة في المياه المعدنية التي تعمل بشكل أساسي على تحييد حمض المعدة، وبين المُصنّعة والمتوفرة على شكل مسحوقٍ ناعمٍ؛ بالرغم من كونها مادة بلورية صلبة تتكوّن عن طريق تفاعل كلوريد الصوديوم المعروف بالملح مع كربونات الكالسيوم إضافةً  إلى الهيدروجين؛ إذ تتحلل بيكربونات الصوديوم في السوائل المتنوعة؛ مثل: الدم والبول، وتعمل عملية التحلل هذه على حماية الدم وجعله قلويًا؛ لمعادلة الأحماض المتعلقة بارتفاع حموضة الدم؛ لذلك تكمُن فعاليته في تقليل عُسر الهضم وحموضة المعدة.

ما هي فوائد ملح بيكربونات الصوديوم؟

تتوفر بيكربونات الصوديوم على شكل كبسولات أو أقراص لاستخدامها كمكملات غذائية تؤخذ في حالات صحية متعددة؛ مثل حموضة المعدة، أو للرياضين، كما توجد بشكلها الطبيعي المعروف بصودا الخبز المستخدمة في المنازل، لكن يُفضّل تناولها مع الماء و بجرعات محددة للحصول على فوائدها، التي تشمل:

  • صحة الفم والأسنان: تُساعد في الحفاظ على صحة الفم والأسنان؛ لأن لها خواصًا مضادة للجراثيم؛ لذلك يمكن استخدامها لتطهير والوقاية من جراثيم اللثة وتبييض الأسنان، كما أن لها مفعولًا قويًّأ في تخفيف آلام التقرحات الفموية.
  • صحة الجهاز الهضمي:  مشكلة حموضة المعدة من المشاكل الصحية التي تؤرق العديد من الناس؛ بسبب ارتداد حمض المعدة إلى المريء مسببًا آلامًا وانزعاجًا لمعظم المرضى، لكنها تُعادل حموضة المعدة عند تحللها مع الماء بسبب انخفاض تركيز أيون الهيدروجين؛ مما يجعل المحلول قاعديًا، وتقلّل من وصول حمض المعدة إلى المريء والحلق.
  • تحسين القدرة على التحمل: تُشير بعض الدراسات إلى إمكانية استخدامها للرياضيين؛ للمساعدة على أداء التمارين الرياضية المتنوعة، وزيادة قدرتهم على التحمل، وهذا بسبب الأس الهيدروجيني المرتفع فيها، الذي يقلّل من الشعور بالتعب لأداء التمارين الطويلة براحة.
  • الحفاظ على الصحة العامة: تُساعد على زيادة كفاءة الكلى في إزالة الفضلات والمياه الزائدة في الجسم لمنع تراكمها، كما تشير الأبحاث إلى أن استخدامها يقلّل بشكلٍ كبيرٍ من تطور اعتلال وظائف الكلى، التي تحدث غالبًا بسبب ارتفاع نسبة الحموضة، كما أنها تزيد من فعالية العلاجات الكيميائية لمرضى السرطان؛ لأنها ترفع قلوية الجسم وتجعله مقاومًا للأورام السرطانية المتنوعة؛ لذلك يُمكن استخدامها لتقليل الأمراض المتنوعة في الجسم.
  • تنظيف الخضار والفواكه: يمكن نقع الخضار والفواكه بمنقوع بيكربونات الصوديوم؛ للتخلص من آثار المبيدات الحشرية الموجودة على قشورها.
  • التنظيف وإزالة الروائح الكريهة: يمكن أن تستخدم بفعالية في عمليات التنظيف المنزلية؛ بسبب خواصها المزيلة للبقع؛ إذ يُمكن خلطها مع الماء لتكوين معجون كريمي يُزيل كافة البقع عن الملابس والأرضيات والسجاد؛ لأنها تُحييد الجزيئات الحمضية المسببة للروائح الكريهة سواءً في الأثاث أو الثلاجة، هذا بالإضافة إلى استخدامها كمزيل لرائحة العرق، أو رائحة الأحذية المزعجة ورائحة القمامة.
  • إطفاء الحرائق: تعد حرائق الشحوم في المطابخ من الحرائق التي لا يجوز إخمادها بالماء، بل يُستخدم مواد خاصة لذلك، وفي حال عدم تواجد المواد الخاصة يمكن استخدام صودا الخبز أو بيكربونات الصوديوم لإخماد اللهب.
  • الخبز وتحضير الطعام: تستخدم في تحضير المخبوزات المتنوعة عن طريق خلطها مع الدقيق والسكر والمكونات الأخرى؛ لإحداث تفاعل يجعل الخليط يتمدد ويرتفع بالشكل المطلوب.
  • منتجات وأدوية العناية الشخصية: تُستخدم في منتجات العناية في البشرة المتنوعة ومستحضرات التجميل؛ إذ تُساعد على توازن القاعدة مع الحمض؛ لمنع المنتجات من التلف، خصوصًا في معاجين الأسنان والمستحضرات الأخرى.
  • منتجات التنظيف والمذيبات: يُمكن أن تستخدم مع الخلّ؛ لتكوين محلول يُزيل انسداد المصارف والأوساخ من الأفران المتكوّنة من بقايا الشحوم، أيضًا تُضاعف كفائة منظفات الغسيل وتُساعد في إزالة البقع، إضافةً إلى استخدامها الفعّال في إزالة الحروق وآثارها عن أواني الطبخ؛ إذ يكفي وضع كمية منها مع الماء على الدهون المستعصية وتركها للحظات، ثم إزالتها.
  • قتل الأعشاب الضارة: تُعتبر من المركبات الفعّالة في قتل الأعشاب الضارة التي تنمو في الشقوق المتنوعة؛ بسبب غناها بالصوديوم، الذي يُعتبر بيئةً مزعجةً وقاتلةً لهذه الأعشاب، لكن في هذه الحالات يجب الحذر من تأثيرها على النباتات الأخرى المحيطة.

مخاطر استخدام بيكربونات الصوديوم

تعتبر بيكربونات الصوديوم من المواد المستخدمة بكثرة في المطابخ؛ نظرًا لفوائدها المتعددة واستخداماتها المتنوعة؛ إلّا إنّها حقيقةً تحمل بعض المخاطر الصحية عند تناولها بكثرة أو لفترات طويلة، خصوصًا في الجهاز الهضمي؛ مثل: نوبات التشنج والغثيان، إضافةً إلى القيء أو الإسهال، كما أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن الإفراط في استخدامها قد يسبب اعتلال الدماغ النزفي، الذي يسبب الصدمة وترقّق الدم، إضافة إلى تمييع الدم وعدم قدرته على التجلط، والعديد من المشاكل الأخرى في الكلى والكبد، إضافةً إلى تغيّرات في وظائف وبنية الدماغ؛ وهذه الأمراض تحدث بسبب القلاء الأيضي، وهو حالة تحدث عند وصول الرقم الهيدروجيني في الجسم إلى مستوياتٍ مرتفعةٍ مسببًا نقصًا في البوتاسيوم والكلور والكالسيوم في الدم، والعديد من المعادن الأساسية التي يظهر نقصها غالبًا على شكل تشنجات عضلية وارتباك، كما قد يسبب الإفراط في تناولها إلى مشاكل وأمراض أخطر بكثير من مشكلة الحموضة المعدية التي تستخدم لأجلها.

ما هي أوجه التشابه والاختلاف بين بيكربونات الصوديوم والملح؟

ذكرنا أن الملح هو أحد مكونات بيكربونات الصوديوم، الذي يتشابه معها في بعض الخصائص والفوائد بسبب اشتراكهما بوجود ذرة الصوديوم، المرتبطة مع ذرات الكلور فقط في الملح؛ لذلك سنجد أن معظم الفوائد الطبية مشتركة. أما فيما يخص مصدر الملح؛ فهو مستخلص من رواسب الملح في الأرض والبحر، ويتكوّن بشكلٍ رئيسيٍّ من كلوريد الصوديوم بنسبة 98%، إضافةً إلى مجموعة من العناصر؛ أهمها: الكالسيوم والحديد ومركبات الكبريت، إضافةً إلى المغنيسيوم والنحاس، كما يتم إضافة مادة اليود لبعض أنواع الملح الموجودة في المتاجر.

فوائد الملح

لا شك أن فوائد الملح كثيرة ومتعددة، وتشبه إلى حدٍّ كبيرٍ فوائد ملح بيكربونات الصوديوم، وهذا ما يجعل العديد من المستهلكين يحاولون معرفة هل بيكربونات الصوديوم هو الملح، لكن الحقيقة أن الفوائد قد تتشابه من الناحية الصحية؛ مثل: تعقيم المعدة وتنظيف الأسنان واللثة وتعقيم العينين والعديد من الاستخدامات الأخرى؛ إلّا إنّ له ميزات مختلفة تتمثل في:

  • حفظ الماء في الجسم: يعمل الكلور والصوديوم معًا للحفاظ على كمية الماء والسوائل في الجسم.
  • نقل الإشارات العصبية: للملح دور أساسي في نقل النبضات العصبية في الجسم عن طريق إنتاج النبضات الكهربائية، التي تُنظّم ضربات القلب والعديد من الوظائف الحيوية المهمة.
  • تكسير الطعام: يعمل الملح على تكسير الطعام في المعدة ضمن العملية الهضمية.
  • حفظ الأطعمة: يُستخدم الملح في حفظ الأطعمة المتنوعة لسنوات عن طريق صناعة المخلّل.
  • إضافة نكهة للطعام.
  • إزالة الجليد عن الطرق في فصل الشتاء.

أضرار استخدام الملح

إنّ الإفراط في استخدام الملح يؤثّر سلبًا على الصحة، ويرفع نسبة الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب، إضافةً إلى دوره الأساسي في ارتفاع ضغط الدم، واحتباس السوائل وأمراض الكلى؛ لذلك يجب تناوله باعتدال، والتقليل منه في حال حدوث بعض الأعراض الجانبية المتمثلة في الاستفراغ، والغثيان أو تورم في الأطراف، إضافةً إلى الشعور بألم في المعدة في بعض الأحيان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل النشادر هو بيكربونات الصوديوم؟

هل الرضاعة الطبيعية تمنع نزول الدورة الشهرية وتؤثر على انتظامها؟

هل البرد يرفع ضغط الدم وحرارة الجسم؟

هل فوائد زيت حبة البركة للجنس مثبتة علميًا؟

هل تناول البطيخ بكثرة يزيد الوزن؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على