` `

هل يوجد أطعمة ومشروبات تقوي الأعصاب؟

مأكولات ومشروبات
16 أغسطس 2021
هل يوجد أطعمة ومشروبات تقوي الأعصاب؟
إن تناول الأسماك بكثرة يعزز وجود المادة الرمادية في الدماغ (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تعتبر الأعصاب والدماغ من أهم مراكز التحكم والسيطرة في الجسم؛ لذلك يجب الحفاظ عليها وتعزيز تطويرها عن طريق تناول أطعمة ومشروبات تقوي الأعصاب؛ فهي تسيطر على كافة الأعضاء الداخلية وتتحكُم بطريقة عملها، وإن إمدادها بالعناصر الغذائية اللازمة لنموها يؤثر بشكلٍ كبيرٍ على مرونة الدماغ وصحة الجهاز العصبي المركزي؛ إذ أثبتت مجموعةً من الدراسات الحديثة فعالية العناصر الغذائية المتوفرة في الأطعمة والمكملات الغذائية في مواجهة الاضطرابات العصبية والمعرفية.

هل هناك أطعمة ومشروبات تقوي الأعصاب؟

يُؤثر النظام الغذائي بشكلٍ كبيرٍ على قدرة الدماغ ومرونته على مقاومة الأمراض؛ إذ تعتبر الأغذية الصحية الغنيّة بأهم العناصر الغذائية ضرورية لتطوّر الأعصاب وتغذيتها للقيام بوظائفها الأساسية، ويمكن القول أن أهم العناصر الغذائية الضرورية لصحة الأعصاب هي الأحماض الدهنية والأوميجا 3، إضافةً إلى المعادن الأساسية؛ كالحديد والنحاس والزنك، وبعض الفيتامينات؛ مثل فيتامين ه وفيتامين ج، وغيرها من العناصر التي سنتحدث عنها بالتفصيل في هذا المقال، وهذه العناصر مجتمعة تعمل على تحفيز الأنظمة الجزيئية، التي تخدم الوظائف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، وبشكلٍ معاكسٍ فإن الأنظمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات تؤثر سلبًا على صحة الدماغ و الأعصاب؛ لذلك يجب تجنبها أو التقليل منها قدر المستطاع.

ما مدى تأثير الأطعمة على الأعصاب؟

تحاول معظم الدراسات والأبحاث المثبتة تحديد تأثير الأطعمة على الوظائف العصبية للإنسان؛ إذ وجدت هذه الدراسات مجموعةً كبيرةً من الأدلة التي تُثبت أثر العناصر الغذائية على الاضطرابات العصبية المتنوعة؛ بسبب قدرتها الفائقة بالتأثير على الجهاز العصبي المركزي، فضلًا عن إمكانية علاج التهاب الأعصاب بالأعشاب، لكن لماذا يكثر البحث عن أطعمة ومشروبات تقوي الأعصاب، وما الحاجة لها؟... 

الحقيقة أن العقل يعتبر مركز التحكّم في الجسم والمسؤول عن تنظيم وظائف الأعضاء الأخرى؛ مثل القلب والرئتين؛ بمعنى أنه المُنظّم الفعلي لجميع وظائف الجسم، وهذا ما يجعل الحفاظ عليه مهمةً أساسيةً للحفاظ على الجسم بالكامل؛ لذلك سنتحدث في هذا المقال عن أهم الأطعمة التي تحافظ بشكلٍ أساسيٍّ على صحة الدماغ وتحسين مهامه المختلفة، وتقوية الأعصاب بشكل عام، وهي:

الأسماك الدهنية

عند البحث عن أطعمة ومشروبات تقوي الأعصاب ستجد على رأس القائمة الأسماك الدهنية الغنية بالأوميجا 3؛ ومنها: سمك السلمون، وسمك التونة، والسردين، والرنجة، التي تُعتبر اللبنة الأساسية لبناء الدماغ؛ وذلك لأن الدهون تعتبر المكوّن الأساسي له بنسبة 60% كما أن دهون أوميغا 3 تُستخدم لبناء خلايا المخ والأعصاب الضرورية بشكلٍ كبيرٍ؛ لتعزيز الذاكرة والتعلم، كما أنها تُبطئ من التدهور العقلي المرتبط بالعمر، وتُقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، كما تشير العديد من الدراسات إلى أن تناول الأسماك بكثرة يعزز وجود المادة الرمادية في الدماغ، وهي مادة تحتوي على أهم الخلايا العصبية المسؤولة عن اتخاذ القرار والذاكرة.

القهوة

تحتوي القهوة على الكافيين ومضادات الأكسدة المسؤولة بشكلٍ كبيرٍ على دعم صحة الدماغ وتقوية الأعصاب، ويمكن تلخيص فوائد القهوة على الأعصاب والدماغ فيما يلي:

  • زيادة اليقظة: عن طريق منع الأدينوزين المسؤول عن الشعور بالنعاس.
  • تحسين المزاج: يعزز الكافيين الموجود في القهوة من إنتاج الدوبامين، وهو أحد النواقل العصبية التي تزيد الشعور بالسعادة.
  • زيادة التركيز: يُساعد الكافيين في تحسين القدرة على التركيز واليقظة.
  • تقليل خطر الإصابة بالأمراض العصبية: وجدت بعض الدراسات أن شرب القهوة يُقلّل بشكلٍ كبيرٍ من خطر الإصابة بالأمراض العصبية المتنوعة؛ مثل: مرض الزهايمر ومرض باركنسون.

العنب البري

يُقدم العنب البري مجموعةً من المركبات النباتية تسمى الأنثوسيانين المضادة للالتهابات، ومجموعة من مضادات الأكسدة التي تقدم فوائدًا متعددةً للجسم والدماغ على حد سواء، كما تُقلل بشكلٍ ملحوظٍ من خطر الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية وأمراض شيخوخة الدماغ؛ لأن مضادات الأكسدة الموجودة فيها تتراكم في الدماغ وتُحسّن التواصل بين خلاياه، كما يمكن القول أن التوت الأزرق ومجموعة الفاكهة الداكنة تنتمي أيضًا لقائمة أطعمة ومشروبات تقوي الأعصاب.

الكُركم

يعتبر الكُركم من أهم التوابل المستخدمة في المطبخ، التي أثبتت الدراسات الحديثة فوائده المتعددة للأعصاب والدماغ؛ بسبب احتوائه على مضادات الأكسدة ومضادات الإلتهاب، كما تبيّن أنه يدخل إلى الدماغ مباشرةً عبر الحاجز الدموي الدماغي، لكن الحقيقة أن معظم الدراسات تستخدم الكُركمين بجرعاتٍ عاليةٍ التركيز، وهو مادة موجودة في الكركم بنسبة تتراوح بين 3-6% فقط؛ لذلك فإنّ الكركم المُستخدم كأحد أنواع التوابل يُحقّق العديد من الفوائد لكن بشكلٍ أقل من مكملات الكُركمين، ويمكن تلخيص فوائده على الدماغ بما يلي:

  • تنشيط الذاكرة: يساعد الكُركمين على تنشيط الذاكرة لدى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر؛ إذ يُعتقد أنه يُساعد في إزالة لويحات الأميلويد، وهي إحدى أهم دلالات المرض.
  • تخفيف الاكتئاب: يقلّل الكُركمين من أعراض الاكتئاب ويحسّن المزاج؛ بفضل تعزيز إنتاج السيروتونين والدوبامين، بالتالي تحسين الحالة المزاجية؛ لذلك يمكن استخدامه بالتزامن مع علاجات الاكتئاب.
  • نمو خلايا الدماغ: يساعد الكُركمين على تأخير التدهور العقلي المرتبط بالعمر؛ بسبب احتوائه على أحد عوامل التغذية العصبية ،وهو نوع من هرمونات النمو التي تُساعد خلايا الدماغ على النمو، كما يُمكن استخدام بعض المكملات الغذائية المحتوية عليه تحت إشرافٍ طبيٍّ لتحقيق الفوائد المطلوبة.

البروكلي

يحتوي البروكلي على مجموعةٍ كبيرةٍ من مضادات الأكسدة والمركبات النباتية القوية، إضافةً إلى كمياتٍ كبيرةٍ من فيتامين k تحقق الاحتياجات اليومية الكاملة، وهذا الفيتامين بالذات يستطيع الذوبان في الدهون، وهو المسؤول عن تكوين الشحميات السفينغولية، التي تعتبر إحدى أنواع الدهون الموجودة في الدماغ بحسب مصادر موثوقة، وبهذا يمكن القول أن تركيز فيتتامين K  يعزز صحة الأعصاب، ونشاط الدماغ ووظائفه الأساسية؛ مثل الذاكرة والحالة المعرفية، كما أن مضادات الاكسدة ومضادات الالتهاب تساعد على حماية الدماغ من التلف.

بذور اليقطين

تحتوي هذه البذور على كمياتٍ كبيرةٍ من مضادات الأكسدة الضرورية لصحة الجسم والدماغ، كما أنها غنية بأهمّ المعادن؛ مثل: المغنيسيوم والحديد والنحاس والزنك، وهذه العناصر بشكلٍ عامٍ مهمة لصحة الأعصاب والدماغ؛ نظرًا للأسباب التالية:

  • الزنك: من العناصر الضرورية للإشارات العصبية، وبحسب العديد من الدراسات فإن نقصه يُعتبر أحد أسباب مرض الزهايمر وباركنسون.
  • المغنيسيوم: يُعتبر من أهم العناصر المنشطة للذاكرة، كما أن نقص المغنيسيوم بحسب بعض الدراسات مرتبط بالاكتئاب والصداع النصفي والصرع.
  • النحاس: يُساعد النحاس على التحكم في الإشارات العصبية، كما أن نقصه في الجسم مرتبط ببعض اضطرابات التنكس العصبي ومنها مرض الزهايمر.
  • الحديد: نقص الحديد في الجسم عادةً يؤثر على وظائف الدماغ بشكل عام، ويُعتبر من أهم أعراض نقصه تشويش المخ والضبابية.

هذه العناصر مجتمعة يمكن الحصول عليها عن طريق إضافة بذور اليقطين لنظامنا الغذائي لتحسين وظائف الدماغ بشكل عام.

الشوكولاتة الداكنة

تتميز الشوكولاتة الداكنة عن الأنواع الأخرى باحتوائها على نسب أعلى من مسحوق الكاكاو، الذي يحتوي على بعض المركبات الضرورية للدماغ؛ مثل الكافيين ومضادات الأكسدة والفلافونويد، وهذه المركبات تعزز مناطق التعلّم والذاكرة في الدماغ، وتُقلل من التدهور العقلي المرتبط بالعمر بحسب مصادر موثوقة ودراسات مثبتة، كما لا يُمكن إغفال دور الشوكولاتة الكبير في تحسين المزاج.

المُكسرات

تناول المُكسرات بشكلٍ مُنتظمٍ يُعزز صحة القلب والدماغ بشكلٍ عامٍ، خصوصًا خفض خطر التدهور المعرفي المرتبط بالعمر، كما أثبتت إحدى الدراسات الموثوقة التي أجريت عام 2014 أن النساء المنتظمات على تناول المكسرات يتمتعن بذاكرة أقوى وأنشط؛ وهذا بسبب احتواء المكسرات على مجموعةٍ كبيرةٍ من فيتامين ه الذي يحمي الدماغ من مخاطر الجذور الحرة، ومضادات الأكسدة، بالإضافة إلى غناها بالدهون الصحية المهمة في تنشيط الدماغ وتقليل التدهور العقلي بحسب العديد من الدراسات، وقد تكون جميع المكسرات مفيدة، لكن أكثرها فائدةً الجوز الذي يحتوي، إضافةً على جميع المكونات السابقة، على أحماض أوميغا 3 الدهنية.

البرتقال

لا شك أن الحمضيات بشكلٍ عامٍ تحتوي على كميات كبيرة من فيتامين C، الذي يمكن اعتباره أحد أهم مضادات الأكسدة التي تمنع التدهور العقلي وفقًا للعديد من الدراسات الموثوقة، كما أن له دورًا كبيرًا في تحسين التركيز والذاكرة، إضافةً إلى دور فيتامين C في محاربة الجذور الحرة المسببة لتلف خلايا الدماغ، فضلًا إلى أن السعرات الحرارية في البرتقال غير مرتفعة أبدًا، وأخيرًا قد يُساعد البرتقال وفيتامين C خصوصًا في تقليل مخاطر الاكتئاب والقلق والزهايمر، وبهذا يمكن إضافة الفلفل الحلو والفراولة والكيوي والطمام والجوافة جنبًا إلى جنب مع البرتقال.

البيض

بالرغم من قلّة الدراسات التي تؤكّد علاقة تناول البيض بِصحة الدماغ؛ إلا إنه يُمكن اعتباره أيضًا من الأغذية الضرورية لصحة الأعصاب والدماغ؛ بسبب المواد والعناصر الأساسية التي يحتوي عليها؛ مثل: فيتامين B12، وفيتامين B6، والكولين الذي يعتبر مسؤلًا عن إنتاج أستيل كولين، وهو أحد النواقل العصبية المسؤولة عن تنظيم الذاكرة والحالة المزاجية، وهذه المادة موجودة بشكلٍ كبيرٍ في صفار البيض، الذي يحتوي على 112 ملغ تقريبًا؛ فيما تحتاج النساء لكمية 425 ملغ يوميًا والرجال إلى 550 ملغ يوميًا. من ناحية أخرى فإن فيتامينات B المتنوعة تعزز صحة الدماغ، وتساعد على إبطاء التدهور العقلي المرتبط بالعمر؛ بسبب تخفيض مستويات حمض الهومو سيستين المرتبط بالزهايمر والخرف، كما أن نقصها يُسبب القلق والاكتئاب، يُضاف إلى ذلك أن نسبة البروتين في البيض تساعد بدورها على بناء الأنسجة في العضلات والعظام.

الشاي الأخضر

يُعزز الشاي الأخضر وظائف الدماغ المتنوعة مثل الشعور باليقظة؛ بسبب غناه بالكافيين، كما يُعزز الأداء والذاكرة، هذا بالإضافة إلى احتوائه على عناصر أخرى ضرورية لصحة الدماغ؛ مثل L-theanine، وهو أحد الأحماض الامينية التي تقلّل القلق وتُعزز الاسترخاء بحسب مصادر موثوقة، كما أنه يُعزّز عمل موجات ألفا في الدماغ؛ مما يمنح شعورًا بالاسترخاء، كما أنه يتضمن مجموعة من مضادات الأكسدة والبوليفينول، التي تحمي الدماغ من التدهور العقلي.

هل تؤثر ممارسة الرياضة على الأعصاب؟

صحة الدماغ لا تعتمد فقط على تناول أطعمة ومشروبات تقوي الأعصاب، لكنها تستوجب أيضًا ممارسة النشاط البدني والتمارين الرياضية، التي تعزز وظيفة الخلايا العصبية من خلال تقليل الإجهاد التأكسدي، وتعزيز التعلم والذاكرة ومواجهة التدهور العقلي المرتبط في العمر؛ إذ تشير نتائج الدراسات المتعددة أن ممارسة الرياضة تقلّل من الاضطرابات النفسية، وتخفّف من الآثار التنكسية للشيخوخة، وتعزّز اللدونة في النخاع الشوكي؛ لذلك يمكن استخدام التمارين الرياضية والنظام الصحي المتوازن الغني بالعناصر الأساسية من معادن وأحماض دهنية لتعزيز صحة الدماغ و الأعصاب، وتقليل مخاطر الشيخوخة المتنوعة، وعلاج العديد من الحالات العصبية مثل التوتر والاكتئاب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن تناول خل التفاح على الريق وقبل النوم؟

هل فوائد الليمون مثبتة علميًا؟

هل فوائد ثمرة أملا الهندية مثبتة علميًا؟

هل فوائد الثوم مثبتة علميًا؟

هل هناك نباتات تؤكل جذورها؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على