` `

هل يعتبر الكافيار مضر للحامل؟

صحة
24 أغسطس 2021
هل يعتبر الكافيار مضر للحامل؟
الكافيار غنيّ بأهم العناصر الغذائية الضرورية لصحة الأم والجنين (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

فترة الحمل من المراحل الحساسة والهامة في عمر الأم والجنين، التي تكثُر فيها الاستفسارات عن الأنظمة الغذائية وأنواع الطعام المختلفة؛ ومن ضمن هذه الاسئلة هل الكافيار مضر للحامل؟.. لكن قبل ذلك يجب علينا معرفة ما هو الكافيار، وسبب الجدل حول خطورته أو عدمها على الحامل ومقدار الخطورة إن وُجدت؛ إذ سنحاوِل في هذا المقال الإجابة عن جميع الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بالكافيار وفقًا للمصادر العلمية الموثوقة.

هل الكافيار مضر للحامل؟

من المعروف أن الكافيار غنيّ بأهم العناصر الغذائية الضرورية لصحة الأم والجنين، لكن الجدل قائم بسبب احتواء المأكولات البحرية بشكلٍ عامٍ والكافيار بشكلٍ خاصٍ على كميات من الزئبق، التي من الممكن أن تُسبب أخطارًا مُحتملةً على الجنين؛ بسبب حساسية الأجنّة والحوامل للزئبق، لكن الدراسات الحديثة قد أثبتت أن مستوى الزئبق في الكافيار لا يُعتبر خطيرًا بالمجمل على الحامل والجنين، بل أن الفوائد التي يُقدمها الكافيار والأغذية البحرية للحامل تتعدّى بكثيرٍ المخاطر المحتملة، وهذا ينطبق عمومًا على جميع المنتجات البحرية الأخرى على عكس أن المشروبات الغازية مضرة للحامل مثلًا، كما يُمكن تلخيص مخاطر الكافيار الناتجة عن الإفراط في تناوله بما يلي:

  • تطور سرطان البروستاتا: تُشير دراسات قديمة غير مؤكدة للآن أن تناول الكافيار قد يُساعد في تطور سرطان البروستاتا، لكن الإجابات الدقيقة ليست متوفرة حتى يومنا هذا عن وجود رابط بينهما.
  • مخاطر على الجنين: زيادة نسبة الزئبق في الجسم تؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على الجهاز العصبي للجنين.

ما هو الكافيار؟

يُعد الكافيار من أهم المأكولات البحرية الفاخرة ذات السعر المرتفع؛ بسبب ندرتها وصعوبة صيدها وغناها بالعناصر الغذائية المهمة، وهو نوع من أنواع البطارخ أو بيض ناتج من أنواع متعددة من سمك الحفش؛ إذ يختلف لون الكافيار حسب نوع السمك ويكون بشكل لآلئ صغيرة بألوان زاهية تتراوح بين الأخضر إلى الأسود، فيما تظهر بعضها باللون البرتقالي المحمر. يُشار عادةً إلى بطارخ السلمون بالكافيار الأحمر، لكنه في الواقع ليس كافيارًا، بل ايكورا وهو نوع آخر من البطارخ. يتميز الكافيار بقوامه اللزج ويتم تقديمه كأحد أنواع المقبلات الشهية في المطاعم الفاخرة للاستمتاع بالطعم الشهي وتحقيق العديد من الفوائد المتنوعة، كما أنه غنيّ بالعديد من الفيتامينات والمعادن الصحية الضرورية للجسم وللحامل بشكلٍ خاصٍ؛ حيث يساعد على تطوّر الجنين ونموّه بشكلٍ أفضلٍ، وهذا يجيب على سؤالنا الأهم وهو هل الكافيار مضر للحامل بالنفي، بل أنه مفيد جدًا للحامل خصوصًا عند تناوله بكميات محددة.

خلال بحثنا لمعرفة هل الكافيار مضر للحامل يجب أولًا تعريف الكافيار والتفريق بينه وبين البطارخ الأخرى؛ إذ إن البطارخ عبارة عن بيض الأسماك المتنوعة المأخوذ من الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى، ويتم تحضيرها بعدّة وصفات كأحد أنواع المقبلات، وتتميز بغناها بالعناصر الأساسية؛ وهي: المغنيسيوم والسيلينيوم وفيتامين ب 12، إضافة إلى العنصر الأهم وهو أحماض أوميغا 3 الدهنية، التي تُساعد بشكلٍ عامٍ على تحسين القدرة على التعلّم وخفض مستوى الدهون في الدم، لكن الحقيقة أن معظم الأشخاص يطلقون اسم الكافيار على جميع أنواع البطارخ أو بيض السمك، والواقع  أن الكافيار هو بيض أحد الأسماك ونوع من أنواع البطارخ المتنوعة؛ وهي:

  • الكافيار: يُعتبر من أشهر أنواع البطارخ، وهو في الأصل يعني بيض سمك الحفش البري؛ إلّا إنّه مع مرور الوقت أصبح اسم كافيار يُطلق على جميع أنواع البطارخ وإلى بيوض أنواع مختلفة من السمك وليس الحفش فقط، التي تتميز بحجمها الصغير جدًا؛ فهي بحجم حبة البازيلاء، وألوانها تتراوح بين العنبر أو الأخضر وقد تكون باللون الأسود، وتتميز بطعمها المائل للحلاوة والمقرمش، وفيما يخص العناصر الغذائية المهمة فإن كافيار سمك الحفش يحتوي على كمية كبيرة من الدهون والأحماض الدهنية، التي تُقلل الالتهابات في الجسم وتدعم وظائف الدماغ المختلفة، كما يحتوي على حمض الغلوماتيك والليسين وفينيل الأنين، وهذه الأحماض تُساعد في بناء البروتينات وتُحافظ على سلامة العضلات في الجسم، والحقيقة أن أسعار الكافيار تُعتبر مرتفعةً نسبيًا؛ بسبب الصيد الجائر والتلوث في البحر.
  • توبيكو: أحد أنواع البطارخ، وهو بيض نوع من الأسماك الطائرة، تتميز بلونها الأحمر وحجمها الصغير؛ لذلك يتم وضعها كطبق جانبي أو لتزيين بعض الأطباق الاخرى، ويتميز بطعمه المائل للحلاوة؛ لذلك يتم معالجته بالملح قبل تقديمة، وهذا النوع من البطارخ غني بالبروتينات والأحماض الدهنية والمواد الغذائية الأخرى، كما يحتوي على كمياتٍ كبيرةٍ من الدهون الفسفورية، التي تُساعد بشكلٍ كبيرٍ على حماية القلب والكبد، لكن هذا النوع من البطارخ بالرغم من فوائده إلا أن له تأثيرًا سلبيًا على مستوى الكوليسترول في الدم. 
  • ماساغو: وهو بيض سمك من عائلة الرائحة، وهي أسماك صغيرة تُنتج بيوضًا صغيرة جدًا، طعمه يُشبه طعم التوبيكو، وتبدو هذه البيوض باللون البرتقالي المحمر، ويعتبر أيضًا من أنواع المقبلات، لكن بعض المطاعم تستخدمه كبديل للتوبيكو بسبب تكلفته المنخفضة نسبيًا، وفيما يخص الفوائد الغذائية فإنه غني بالبروتينات الصحية والأحماض الدهنية والعديد من العناصر والمعادن؛ مثل: المغنيسيوم والسيلينيوم، وبعض الفيتامينات المهمة؛ مثل فيتامين ب 12، لكن هذا النوع من البطارخ يُعتبر الغذاء الرسمي لبعض الأسماك الكبيرة والحيوانات البحرية؛ لذلك يُعتبر صيده محظورًا أخلاقيًا خوفًا من الإضرار بالبيئة.
  • ايكورا: نوع من أنواع البطارخ أيضًا، وهو بيض السلمون، يتميز بحجمه الكبير نسبيًا عن الأنواع الأخرى، ويظهر باللون البرتقالي المحمر، ويحتوي على كمية كبيرة من الأحماض الدهنية؛ ومنها: أوميغا 3 و6 و7 و9، إضافةً إلى العديد من مضادات الأكسدة وفيتامين أ، التي تساعد بشكلٍ كبيرٍ على حماية الجسم من علامات الشيخوخة، ومحاربة الجذور الحرّة في الجسم.

ما هي فوائد الكافيار؟

تتنوع فوائد الكافيار الصحية بسبب غناه بالعناصر الأساسية المهمة الضرورية للجسم؛ لذلك يُنصح بتناوله بشكلٍ منتظمٍ وبكمياتٍ معتدلةٍ، وفيما يخص بحثنا هل الكافيار مضر للحامل؛ فالحقيقة أن فوائد الكافيار أكبر بكثير من الأضرار المحتملة، ومن هذه الفوائد نذكر ما يلي:

نمو الجنين الصحي

تعمل أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في الكافيار على توفير العناصر الأساسية الضرورية لنموّ دماغ الجنين وتطوّر جهازه العصبي؛ لذلك يُنصح بتناول ما بين 8-12 أونصة أسبوعيًا من المأكولات البحرية؛ بما فيها الكافيار، على نحوٍ أسبوعيٍّ؛ لغايات الحصول على الفوائد المطلوبة.

تقليل الالتهابات

إنّ احتواء الكافيار على كمياتٍ كبيرةٍ من الأوميغا 3 يقلّل من الالتهابات المتنوعة في الجسم؛ ومنها التهاب المفاصل الروماتويدي، كما تشير بعض الدراسات إلى تأثيره على حركة المفاصل بشكلٍ عامٍ وتقليل التيبس وغيرها من الأعراض، كما أن العناصر الغذائية الموجودة في الكافيار؛ وأهمها الأحماض الأمينية، تدعم نظام المناعة في الجسم، خصوصًا السيلينيوم، الذي يساعد على الجسم على إنتاج الأجسام المضادة، يُضاف إلى ذلك أنّ الأحماض الدهنية تقلّل بشكلٍ كبيرٍ من الالتهابات المتنوعة في الجسم، سواءً في الرئتين أو الأمعاء وغيرها، هذا بالإضافة إلى دورها في إصلاح خلايا الدم البيضاء التالفة؛ ممّا يعزز جهاز المناعة بشكلٍ أفضل.

توفير أهم العناصر الغذائية

يُمكن من خلال تناول الكافيار الحصول على فوائدٍ غذائيةٍ متعددةٍ، وتزويد الجسم بأهم العناصر الغذائية، إضافةً إلى انخفاض السعرات الحرارية؛ ما يجعله مناسبًا للحميات الغذائية على اختلافها؛ حيث تتضمن ملعقة الكافيار كمياتٍ كبيرةٍ من فيتامين b12 الضرورية للجسم؛ لتنمية وظائف الجهاز العصبي وإنتاج خلايا الدم الحمراء، إضافةً إلى السيلينيوم والحديد والصوديوم، كما توفّر كميةً قليلةً من الكالسيوم والفيتامينات؛ مثل فيتامين A  وd1 . لا يمكن الحديث عن فوائد الكافيار دون التطرّق للأحماض الدهنية؛ مثل أوميغا 3، وحمض  إيكوسابنتاينويك، إضافةً إلى حمض الدوكوساهيكسانويك؛ لذلك فإن الإرشادات الصحية توصي بتناول 28 جرامًا من الكافيار يوميًا؛ للحصول على العناصر الأساسية لبناء الخلايا.

تقليل علامات شيخوخة الجلد

يعتبر الكافيار مصدرًا غنيًا بالأحماض الدهنية والأوميغا 3، التي تعتبر ضروريةً لصحة الجلد والبشرة وتأخير علامات الشيخوخة؛ إذ أثبتت بعض الأبحاث أن استخدام مستخلص الكافيار يساهم بشكلٍ كبيرٍ في تحفيز الخلايا الدهنية وإنتاج الأديبونكتين، وهو عنصر أساسي يساعد على التئام الجروح في الجلد ويكافح الالتهابات، كما يُعزز إنتاج الكولاجين في البشرة ويمنع انهياره، لهذه الأسباب مجتمعةً يُعتقد أن الكافيار يُقلّل من علامات الشيخوخة ويُحافظ على الجلد وبنيته بشكلٍ سليمٍ، ويقلّل من ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد، لكن الأبحاث مستمرة لإيجاد العلاقة بين تناول الكافيار وتحسين صحة الجلد.

تحسين صحة الدماغ والصحة العقلية

يحتوي الكافيار على كمياتٍ كبيرةٍ من الأوميغا 3 والأحماض الدهنية الضرورية لسلامة الدماغ، كما يُعتقد أن  له دورًا كبيرًا في تخفيف الاضطرابات المزاجية والاكتئاب؛ لأن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم نسب قليلة من الأوميغا 3 عادةً، لكن الدراسات لم تثبت للآن دور الكافيار في تقليل الاكتئاب، كما تُساهم هذه الأحماض في مكافحة التهاب أغشية الدماغ، بالتالي التقليل من أعراض مرض الزهايمر بحسب مصادرٍ موثوقةٍ، لهذا يُوصى بتناول كميات كافية من الأوميغا 3 عن طريق تناول الكافيار بشكلٍ يوميّ، أو تناول مكملات الأوميغا 3 لتعويض النقص في الجسم.

تعزيز صحة القلب

عادةً تستخدم أحماض أوميغا 3 الدهنية للوقاية من مخاطر أمراض القلب المتنوعة، التي تُعتبر من أهم أسباب الوفاة في الدول المتقدمة، والدراسات ما زالت قائمةً لإثبات فوائد الكافيار على صحة القلب والشرايين؛ إذ تشير معظم الدراسات الموثوقة إلى دوره الكبير في:

  • خفض ضغط الدم: قد تُساعد أحماض أوميغا 3 الدهنية على تقليل معدل ضربات القلب، وتوسع الأوعية الدموية، وهذا بشكل عام يُقلّل الضغط.
  • تحسين مستوى الكوليسترول: قد تُساعد أحماض الأوميغا 3 على زيادة مستوى الكوليسترول الجيد، وتقليل الكوليسترول الضار.
  • منع تراكم الصفائح الدموية: تعمل الأحماض الدهنية على منع حدوث الجلطات الدموية؛ عن طريق تقليل تكتل الصفائح الدموية في الدم، بالتالي تُقلل من مخاطر السكتات الدماغية.

تحسين خصوبة الرجال

بعض الأبحاث والدراسات تشير إلى فوائد الكافيار على زيادة خصوبة الرجال؛ بفضل احتوائه على الأحماض الدهنية؛ إذ إن الحيوانات المنوية تحتوي على نسبٍ عاليةٍ من DHA الموجود بشكلٍ رئيسيٍّ في الكافيار، وهذا الحمض عادةً يؤثر على جودة الحيوانات المنوية، وإنّ انخفاضه في الجسم يعتبر مؤشرًا على العقم، كما أن الأحماض الدهنية بشكلٍ عامٍ تُساعد في زيادة أعداد وسيولة الحيوانات المنوية بحسب مصادر موثوقة، وهذا بدوره يجعل عملية التخصيب أسهل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل اليانسون والشمر مضر للحامل طبيًا؟

هل صبغة الشعر مضرة للحامل؟

هل بروتين الشعر مضر للحامل؟

هل الزنجبيل مضر بالحامل؟

هل القهوة مضرة بالحامل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على