` `

هل أنواع الوسواس القهري المرضي كثيرة؟

صحة
29 أغسطس 2021
هل أنواع الوسواس القهري المرضي كثيرة؟
يساعد الاسترخاء في التخلّص من أعراض الوسواس القهريّ (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يهدف هذا المقال إلى تزويد القارئ بأبرز أنواع الوسواس القهري المرضي مع كثير من التفاصيل التي تتعلّق بهذا المرض؛ حيث يتعرّض المقال إلى ذكر أشدّ أنواع الوسواس القهريّ، وأسباب الإصابة، وطريقة التّشخيص، بالإضافة إلى ذكر أعراض الوسواس مع التنبيه على بعض الأفكار الوسواسيّة البارزة التي يعاني منها المصابون أيضًا.

هل أنواع الوسواس القهري المرضي كثيرة؟

يوجد عددٌ كبيرٌ من أنواع الوسواس القهريّ المرضيّ التي يُصاب بها المرء؛ حيث يظهر هذا الوسواس بالكثير من الطّرق المُختلفة على الرّغم من عدم وجود تصنيفٍ رسميٍّ له، وهو أحد الأمراض العقلية التي تتضمّن وجود أفكار وهواجس كثيرة تمنع متابعة الحياة على النّحو الطّبيعيّ، إلى جانب عدّة أعراض قهريّة توجب على المرء فعل بعض الأشياء بطريقة مُعيّنة استجابة للوسواس فحسب، ومن ذلك ما يُعرف باسم الاكتناز، الذي يمنع الأفراد عن التّخلّي عن المُقتنيات القديمة معدومة القيمة، وهو من أخطر أنواع الوسواس القهري.

ما هي أنواع الوسواس القهري الشائعة؟

تحتوي القائمة التالية على أكثر أنواع الوسواس القهريّ شيوعًا:

  • وسواس التّنظيم: يشعر مصابوا وسواس التّنظيم بكثيرٍ من الهواجس حول وجود الأشياء في أماكن غير صحيحة أو غيير مُنظّمة، ويُمكن أن يعاني المُصاب من الضّيق إذا لم يقم بتنظيم كلّ شيءٍ مع جعله بمظهر أنيق.
  • وسواس التّلوّث: يميل المصابون بهذا الوسواس إلى غسل أيديهم وتنظيفها بكثرة، وتراودهم كثيرًا من الأفكار حول انتقال الفيروسات عند الاقتراب من الآخرين أو لمسهم؛ ممّا يجعلهم يبتعدون عن بعض الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء.
  • وسواس الأفكار التّدخّليّة: لدى الأشخاص المصابين بهذا الوسواس عدد كبير من الأفكار التّطفلّيّة، ويصاحب ذلك العديد من الهواجس الأليمة أو المُضرّة في بعض الأحيان على الرّغم من عدم قيامهم بمُقتضى هذه الهواجس غالبًا.
  • وسواس الاجترار: يشغل مصابوا وسواس الاجترار أنفسهم بالتّفكير في الألغاز الفلسفيّة أو الدّينيّة أو الميتافيزيقيّة، ويقضون كثيرًا من الأوقات في حلّ هذه الألغاز بشكل يُنسيهم بعض المسؤوليّات.
  • وسواس التّحقّق: يشعر المصابون بوسواس التّحقّق بالقلق من تعرّض الآخرين لضرر بسبب إهمالهم، ويضطرّون إلى التّحقّق من الأشياء عدّة مرّات أحيانًا؛ ليتمكّنوا من الشّعور بالرّاحة.

ما هو أشد أنواع الوسواس القهري؟

يظهر أشدّ أنواع الوسواس القهري المرضي عندما تتداخل الهواجس مع علاقات المُصاب ومسؤوليّاته بشكلٍ كبيرٍ يؤدّي إلى انخفاض قدرته على متابعة الحياة كما يجب، ويُمكن أن تظهر العديد من الحالات المرضيّة مع الوسواس القهريّ الشّديد، وأبرزها: الكآبة والاضطراب ثنائي القطب واضطراب التشنّج اللّاإراديّ، ولا ينصح الأطبّاء بإجراء العمليّات الجراحيّة لعلاج هذا النّوع من الوسواس إذا لم تُجد الأدوية نفعًا؛ وذلك لنسبة الخطورة الكبيرة في العمليّات المذكورة.

ما أسباب الإصابة بالوسواس القهري؟

لم يتوصّل المُختصّون إلى السّبب الدّقيق وراء الإصابة بالوسواس القهريّ؛ إلّا إنّ لديهم العديد من النّظريّات التي تُفسّر ذلك، وفيما يأتي قائمة بأسباب الوسواس حسب نظريّات المُختصّين:

  • الأسباب الحيويّة: تشير بعض الأبحاث إلى وجود العديد من العوامل التي تؤدّي إلى ضعف وظائف بعض الأجزاء من الدّماغ، أو تتسبّب بمشاكل في نقل الموادّ الكيميائيّة في الدّماغ، وينتج عن ذلك الإصابة بالوسواس القهريّ.
  • الأسباب الوراثيّة: يعتقد بعض المُختصّين بانّ الجينات الوراثيّة يُمكن أن تؤثّر على الإنسان وتتسبّب بالإصابة بمرض الوسواس القهريّ؛ حيث تزداد فرصة الإصابة عند وجود تاريخ مرضيّ في العائلة بالوسواس القهريّ.
  • التّعلّم: تؤدّي المخاوف المُستمرّة عند المرء إلى إصابته بالوسواس القهريّ المرضيّ، وكذلك يُمكن أن يكتسب الإنسان هذا المرض بسبب بعض السّلوكيّات التي يكتسبها من بيئته مع مرور الوقت أيضًا.
  • العوامل البيئيّة: يُمكن أن يُصاب الإنسان بالوسواس القهريّ نتيجةً لبعض العوامل من البيئة المُحيطة؛ وذلك مثل التعرّض إلى الصّدمات أو سوء المُعاملة أو القيام بالأعمال المُجهدة، كما تؤدّي هذه العوامل إلى بعض الأمراض العقليّة الأُخرى.

كيف يتم علاج الوسواس القهري؟

لا يؤدّي علاج أنواع الوسواس القهري المرضي إلى التخلّص من المُشكلة كليًّا بالضّرورة؛ إلّا إنّه يُساعد المصابين في متابعة حياتهم اليوميّة مع السّيطرة على أعراض الوسواس، ومن أبرز طريق العلاج لهذا المرض ما يأتي:

  • التعرّض ومنع الاستجابة: يُعدّ التعرّض ومنع الاستجابة من طُرق العلاج السّلوكيّة المَعرفيّة، ويتمّ من خلال تعريض  المُصاب إلى العُنصر المُخيف؛ مثل الأوساخ، ثمّ تعريفه بطريقة مقاومة الوسواس نحو هذا العُنصر.
  • الأدوية: يصرف بعض الأطبّاء أدوية نفسيّة؛ لمساعدة المصابين بأمراض الوسواس في السّيطرة على أنفسهم ومخاوفهم، ويغلب عليهم تجربة مضادّات الاكتئاب في البداية؛ ومنها: الكلوميبرامين والفلوفوكسامين والسيرترالين.
  • التّنبيه العميق للدّماغ: يُتّبع هذا الأُسلوب في علاج المصابين، الذين تبلغ أعمارهم ثمانية عشر عامًا على الأقلّ ولا يستجيبون للعلاجات التّقليديّة؛ وذلك من خلال زرع مسارات كهربائيّة في أماكن مُحدّدة من الدّماغ.
  • التّحفيز المغناطيسيّ من خلال الجُمجمة: تستخدم هذه الطّريقة المجالات المغناطيسيّة؛ للقيام بتحفيز بعض المناطق في الدّماغ بدون جراحة؛ ممّا يُسهم في علاج الوسواس القهريّ لفئة مُحدّدة من البالغين.
  • ممارسة مهارات التخلّص من الوسواس: ينبغي على المصابين التّعاون مع الطّبيب؛ لممارسة كافّة السّلوكيّات التي تهدف إلى السّيطرة على أعراض الوسواس القهريّ مع الحرص على ممارستها بانتظام.
  • اجتناب مُحفّزات الوسواس: يستطيع الطّبيب تحديد بعض الأحداث التي تؤدّي إلى تحفيز الوسواس القهريّ، وينبغي على المصاب اجتناب جميع هذه المُحفّزات؛ لضمان متابعة الحياة اليوميّة كما يجب.
  • الاسترخاء: يساعد الاسترخاء في التخلّص من أعراض الوسواس القهريّ عند ممارسته بجانب العلاج المرسوم من قبل المُختصّين، كما يُعدّ الاسترخاء من أبرز وسائل الابتعاد عن التوتّر والتخلّص منه أيضًا.

كيف يتم تشخيص الوسواس القهري؟

يصعب تشخيص أنواع الوسواس القهري المرضي في بعض الأحيان؛ لتشابه أعراضه مع بعض الاضطرابات الأخرى؛ كاضطراب الشّخصيّة الوُسواسيَّة والفصام، وتشتمل خطوات تشخيص اضطرابات الوسواس القهريّ على الآتي:

  • التّقييم النّفسيّ: يقوم الطّبيب بتقييم الحالة النّفسيّة للمريض عن طريق مناقشة الأفكار التي تدور في ذهنه، بالإضافة إلى معرفة أنماط سلوك المُصاب؛ لتحديد مدى تأثيرها على ظهور بعض الهواجس وتعارضها مع الحياة اليوميّة. 
  • الفحص البدنيّ: يتمّ إجراء بعض الفحوصات البدنيّة؛ لاستبعاد جميع الأمراض الأخرى التي تتشابه في أعراضها مع أعراض اضطراب الوسواس القهريّ، إضافة إلى التّحقّق مع عدم وجود مضاعفات تتعلّق بهذا المرض.
  • دليل معايير تشخيص الوسواس القهريّ: يستخدم بعض المُختصّين المعايير الواردة في دليل تشخيص الاضطرابات العقليّة؛ لتحديد نوع الوسواس الذي يتعرّض له المريض.

ما هي أبرز أنواع الأفكار الوسواسية؟

تضمّ القائمة الآتية العديد من أنواع الأفكار التي تصاحب الإصابة بالوسواس القهريّ:

  1. الأفكار التي تدور حول الشّعور بالقذارة أو عدم النّظافة الجسديّة أو العقليّة عند المصابين بوسواس التلوّث.
  2. التّفكير بأنّ شيئًا سيحدث إذا لم يقم المُصاب بترتيب الأشياء أو تنظيمها بالشّكل المُرضيّ عند الإصابة بوسواس التّنظيم.
  3. ظهور العديد من الأفكار العنيفة أو الجنسيّة عند المصابين بوسواس الأفكار التّدخليّة.

هل توجد أعراض للوسواس القهري؟

هناك العديد من الأعراض التي تُصاحب الوسواس القهريّ عند المُصابين، وفيما يأتي قائمة ببعض هذه الأعراض حسب كل نوعٍ من أنواع الوسواس القهري المرضي:

  • أعراض وسواس التّلوّث:
    • القلق المستمرّ من التعرّض للجراثيم أو الإصابة بالأمراض.
    • المخاوف المرتبطة بالتعرّض للموادّ السّامة أو الدّماء أو الفيروسات أو أيّة مصادر أُخرى للتلوّث.
    • القهر على التخلّص من الأشياء التي يظنّها المُصاب مُتّسخة ولو لم تكن كذلك على الحقيقة.
    • وجود طقوس مُحدّدة عند الرّغبة بالغسل أو تنظيف الأشياء؛ مثل حكّ الأسطح عدّة مرّات عند غسل اليدين.
  • أعراض وسواس التّنظيم:
    • الشّعور بالرّغة المستمرّة نحو محاذاة الأشياء أو تعليقها بطريقة مُعيّنة.
    • الرّغبة بالتّناسق في مُختلف الأحداث والإجراءات حتّى إذا خُدشت شعر المُصاب برغبة في خدش الأُخرى لتُماثلها.
    • النّظر إلى النّفس بتنقّص عندما تكون العناصر غير منظّمة أو متناسقة.
  • أعراض وسواس الأفكار التّدخليّة:
    • الشّعور بالعار والذّنب تجاه الأفكار التي تطرأ على الذّهن.
    • القلق المُستمرّ من كون المُصاب يتسبّب بإيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين دون قصد.
    • السّعي الدّائم للوصول إلى الطّمأنينة حول عدم كون المُصاب شخصًا سيّئًا.
    • الشّعور المُستمرّ بالمسؤوليّة عن الكثير من الأحداث السّيّئة.
    • انخفاض الأنشطة اليوميّة بشكل كبير؛ لضمان عدم تعريض الآخرين إلى الأذى.
  • أعراض وسواس الاكتناز:
    • القلق من إلقاء المُقتنيات القديمة؛ لأنّها يُمكن أن تتسبّب بالإيذاء لمالكها أو الأشخاص الآخرين.
    • الخوف الشّديد من لإلقاء الأشياء أو التخلّص منها عن طريق الخطأ ودون الانتباه إلى ذلك.
    • الشّعور القهريّ بضرورة التحقّق من المُقتنيات على نحوٍ مُستمرّ.
    • صعوبة إلقاء الأشياء في القمامة؛ لأنّ لمسها يُمكن أن يتسبّب بالتّلوّث.
    • القهر بشراء الكثير من الأشياء وشراء الشيء ذاته بكمّيّات كبيرة لا تدعو الحاجة إليها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج الوسواس القهري؟

هل الوسواس القهري خطير؟

هل هناك أعراض للإجهاد العصبي؟

هل الاكتئاب مرض مزمن؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على