` `

هل اليانسون يزيد هرمونات الأنوثة؟

صحة
29 أغسطس 2021
هل اليانسون يزيد هرمونات الأنوثة؟
يحتوي اليانسون على مواد كيميائية لها تأثير يشبه هرمون الأستروجين الأنثوي (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

اليانسون عبارةٌ عن عشب مستخدم في المجالات الطبية وصناعة الأدوية الطبية المتنوعة منذ عقود طويلة؛ إذ بدأ استخدامه منذ عام 1500 قبل الميلاد في مصر، لكن هل اليانسون يزيد هرمونات الأنوثة بالفعل، أو أن استخدامه يقتصر على تحسين مذاق الأطعمة المتنوعة بسبب نكهته القوية ومذاقه المميز الشبيه بالعرق سوس، بالإضافة إلى رائحته النفاذة التي تجعله خيارًا مثاليًا لمعطرات النفس والصابون والكريمات المتنوعة. سنحاول في هذا المقال البحث عن فوائد اليانسون بشكلٍ عامٍ والتي تشمل مختلف المجالات الطبية.

هل اليانسون يزيد هرمونات الأنوثة؟

يحتوي اليانسون على مواد كيميائية لها تأثير يشبه هرمون الأستروجين الأنثوي؛ لذلك انتشر استخدامه بشكلٍ كبيرٍ في تطوير هرمون الأستروجين الصناعي؛ بسبب وجود مادة الأنيثول، وهي عامل الأستروجين النشط، فيما تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن العوامل النشطة في إنتاج الاستروجين هي بوليمرات الأنيثول؛ مثل: ديانثول وفوتوانيثول، لكن الاعتقاد لا زال سائدًا بأن بذور اليانسون تحاكي تأثير الأستروجين في الجسم؛ ممّا يعزز العديد من الوظائف الأنثوية في مختلف المراحل، كما أن استخداماته متنوعة وتشمل مختلف المجالات؛ إذ يُعتقد أن له دورًا كبيرًا في تقليل أعراض بعض الأمراض والحالات الصحية، التي سنتحدث عنها بالتفصيل في هذا المقال، لكن من ناحية زيادة هرمونات الأنوثة فالحقيقة أن له دورًا كبيرًا في هذا الأمر؛ لذلك يكثر استخدامه في مجتمع النساء.

ما هي الفوائد الصحية لبذور اليانسون؟

اليانسون عبارة عن نبات ينحدر من نفس عائلة الجزر والكرفس والبقدونس، يصل طوله إلى متر واحد، وينتج فاكهةً بيضاء تُعرف باسم بذور اليانسون، ويمكن إضافته للحلويات والمشروبات بفضل مذاقه الحلو. يتميز اليانسون بخصائصه القوية المعززة للصحة؛ لذلك يُستخدم في العديد من المجالات وفي علاج بعض الأمراض، ويعتبر ضمن قائمة الأطعمة التي تزيد هرمونات الأنوثة بشكلٍ عام.

القيمة الغذائية لليانسون

قبل التأكّد من أن اليانسون يزيد هرمونات الأنوثة في الجسم أم لا يجب تحديد القيمة الغذائية لليانسون، ومقدار العناصر الغذائية المتوفرة فيه؛ إذ تحتوي ملعقة كبيرة من حبوب اليانسون، بمقدار 7 جرام تقريبًا، على العناصر التالية:

  1. مجموعة من العناصر الغذائية الأساسية؛ منها الحديد الضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء في الجسم؛ إذ يحتوي على 13% من كمية الحديد اليومية المُوصى بها حسب مصادر موثوقة.
  2. المنغنيز بكميات صغيرة نسبيًا تمثل 7% من احتياجات الجسم اليومية، وهذا المعدن من أهم مضادات الأكسدة التي تعزز عملية التمثيل الغذائي.
  3. بذور اليانسون منخفضة السعرات الحرارية عمومًا وتحتوي على 23 سعر حراري فقط.
  4. بروتين بمقدار 1 جرام.
  5. دهون بمقدار 1 جرام .
  6. كربوهيدرات بمقدار 3 جرام.
  7. ألياف بمقدار 1 جرام.
  8. كالسيوم بمقدار 4% من احتياجات الجسم اليومية.
  9. مغنيسيوم بمقدار 3% من احتياجات الجسم اليومية.
  10. فسفور، نحاس وبوتاسيوم بمقدار 3% من الاحتياجات اليومية. 

يجب التنويه هُنا إلى أن معظم الوصفات تتضمن ملعقة صغيرة فقط من بذور اليانسون بمقدار 3-14 جرام تقريبًا، سواءً كانت من البذور المسحوقة أو من الزيت أو مستخلصات اليانسون، كما يجب التنويه أن مقدار 5 مل من مستخلص اليانسون تُعادل ربع ملعقة صغيرة من زيت اليانسون أو ملعقتين صغيرتين من بذور اليانسون المطحون بمقدار 7 جرام.

فيما يخص المكملات الغذائية التي تحتوي على اليانسون؛ فإن الجرعة المُوصى بها تتراوح بين 600 ملغم-9 جرام تقريبًا، خصوصًا لعلاج حالات الاكتئاب، لكن هنا يجب الانتباه إلى أن بعض هذه المكملات لا تخضع لدراسات منظمات الغذاء والدواء؛ لذلك لا يمكن اختبار أمانها بالشكل المطلوب، أما فيما يخص سؤال مقالنا وهو هل اليانسون يزيد هرمونات الأنوثة؛ فيمكن الإجابة بنعم؛ إذ يعتبر من بدائل الأستروجين ومحفزات إنتاجه بشكلٍ كبيرٍ بحسب مصادر موثوقة.

أهم فوائد اليانسون

  • تقليل الاكتئاب: يعاني 25% من النساء و12% من الرجال من حالات متفاوتة من الاكتئاب بحسب مصادر موثوقة، ووُجد أن لبذور اليانسون دورًا في تقليل وعلاج الاكتئاب؛ حيث أجريت دراسة على مجموعة من النساء المصابات بـ اكتئاب ما بعد الولادة وكانت النتائج أن اليانسون يُقلّل فعلًا من أعراض الاكتئاب.
  • الحماية من قرحة المعدة: تُسبب قرحة المعدة أعراضًا؛ مثل عسر الهضم أو الغثيان وحرقان في الصدر، وقد أثبتت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن بذور اليانسون تُقلّل من قرحة المعدة وأعراضها المتنوعة عن طريق تقليل  إفراز حمض المعدة المسببة للقرحة وحماية الخلايا من التلف، لكن بعض الدراسات على البشر تنفي هذه الفائدة ولا يزال البحث مستمرًا لإثباتها.
  • منع نمو البكتيريا والفطريات: أظهرت بعض الدراسات أن بذور اليانسون تمتلك خصائصًا قويةً مضادةً للميكروبات، تمنع بدورها نمو الفطريات وانتشار العدوى، كما أظهرت دراسات أخرى فعالية بذور اليانسون ضد سلالات معينة من الفطريات؛ منها الفطريات الجلدية وبعض السلالات المُسبّبة للكوليرا.
  • تخفيف أعراض سن اليأس: سن اليأس أو انقطاع الطمث بسبب الانخفاض الطبيعي في هرمونات الأنوثة مع تقدم العمر، بالتالي ظهور أعراض متنوعة تشمل الهبات الساخنة وجفاف الجلد والتعب، وقد أثبتت بعض الدراسات فعالية بذور اليانسون في تقليل هذه الأعراض بحسب مصادر موثوقة؛ لذلك يمكن القول أن اليانسون يزيد هرمونات الأنوثة في الجسم بالفعل بالرغم من الحاجة لمزيد من الدراسات لإثبات هذه الفائدة على البشر، كما أثبتت دراسات أخرى قدرته على تخفيف الأعراض الأخرى المتمثلة بهشاشة العظام أو فقدان العظم الناتج عن انقطاع الطمث، ما يعني أن اليانسون فعلا يزيد الهرمونات الأنثوية في الجسم.
  • تقليل مستويات السكر في الدم: تحتوي بذور اليانسون على الأنيثول، الذي يوازن مستويات السكر في الدم عن طريق تعزيز وظائف خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، وقد أجريت دراسات على فئران مصابة بداء السكري أثبتت تحسين مستوى السكر في الدم، لكن الحقيقة أن هذه الدراسات تعتمد على جرعات مركزة من الأنيثول أكثر من الموجودة في الحصة الطبيعية من بذور اليانسون؛ لذلك فإن تأثيرها على البشر لا زال بحاجة للمزيد من الدراسات.
  • تقليل الالتهابات: تشير بعض الدراسات أن بذور اليانسون تحتوي على مضادات الأكسدة، التي تقلّل من الالتهاب وتُعزز الصحة العامة، وتساعد في الوقاية من الأمراض المتنوعة .
  • مبيدات حشرية: يحتوي اليانسون على مركبات كيميائية مضادة للالتهابات؛ لذلك يُمكن استخدامه لتطهير فروة الرأس، وتقليل التهيّج والورم، والقضاء على القمل وفطريات الرأس، كما يُمكن استخدامه كمبيدات حشرية.
  • تعزيز جهاز المناعة: يُساعد استخدام شاي اليانسون أو مستخلصات اليانسون بشكلٍ عام في تعزيز جهاز المناعة؛ بفضل المواد المضادة للالتهابات والمضادة للفيروسات والجراثيم؛ هذا بالإضافة لاحتوائه على كمياتٍ كبيرةٍ من مضادات الأكسدة.
  • تخفيف أمراض الجهاز التنفسي: يُساعد شاي اليانسون على طرد البلغم من الجهاز التنفسي، ويهدئ التهيجات والالتهابات الناتجة عن العدوى، ولعلاج السعال وتحييد الالتهاب، وهذا سبب استخدامه في بعض أدوية السعال.
  • يعزز إدرار الحليب والرضاعة: بالرغم من الحذر الشديد من استخدام العلاجات العشبية المتنوعة أثناء فترة الحمل والرضاعة؛ لعدم وجود دراسات كافية تُثبت أمانها على الحامل والمرضع؛ إلا أن استخدام شاي اليانسون الذي يحتوي على كمياتٍ قليلةٍ من المواد الفعالة يعتبر مناسبًا لإدرار الحليب بحسب بعض الدراسات، كما أن بعض الدراسات أيضًا تشير إلى قدرتها على تخفيف آلام الولادة.
  • تحفيز الشهية: بعض الدراسات تُشير إلى قدرة شاي اليانسون على تحفيز الشهية للأشخاص المصابين باضطرابات الأكل؛ بسبب بعض الأمراض أو الجراحة.
  • تحفيز الرغبة الجنسية: يحتوي اليانسون على كميات من مركب الانيثول المشابه لهرمون الأستروجين، الذي يزيد الرغبة الجنسية عند النساء بشكلٍ كبيرٍ.

هل استخدام اليانسون آمن في جميع الحالات؟

بالرغم من تعدد فوائد اليانسون على الجسم؛ إلّا إنّ الإفراط في استخدامه قد يُسبب بعض الآثار الجانبية؛ مثل ردود الفعل التحسسية لبعض أنواع النباتات، التي تنتمي لنفس العائلة؛ مثل: الشمر والشبت والبقدونس والكرفس، كما أن الخصائص المحاكية لهرمون الأستروجين قد تُسبب تفاقم الأعراض الحساسة للهرمونات؛ مثل مرض الانتباذ الرحميّ أو سرطان الثدي، كما أن تأثيره مشابهٍ لهرمون الأستروجين لهذا يُمنع استخدامه للنساء الحوامل؛ بسبب تأثيره على انقباضات الرحم وعدم وجود دراسات كافية تثبت أمانه، كما أن بعض الدراسات وجدت أن شاي اليانسون قد يتفاعل سلبيًا مع بعض الأدوية المستخدمة لتنظيم الهرمونات في الجسم؛ مثل أدوية تحديد النسل الهرمونية.

طريقة الاستخدام

يتوفر اليانسون على شكل بذورٍ مجففةٍ أو زيت، كما يمكن توفره على شكل مسحوقٍ، وهذه الأشكال تستخدم كمنكّهات للأغذية والمخبوزات، كما يُمكن استخدامها في صناعة الصابون وكريمات البشرة، ويُمكن أيضًا تحضير شاي اليانسون عن طريق سحق الحبوب أو اليانسون النجمي ونقعها في الماء الساخن لمدة 10-12 دقيقة؛ للسماح بإفراز المكونات النشطة، ثم تصفية المشروب وتناوله مع السكر أو العسل.

هل يوجد أطعمة تزيد هرمونات الأنوثة؟

هل اليانسون يزيد هرمونات الأنوثة، وهل هنالك أطعمة أو مشروبات أخرى لذلك؟... قبل الإجابة عن هذه الأسئلة يجب أولًا معرفة ما هي هرمونات الأنوثة وما هي وظيفتها بالفعل، للحديث عن أنواع الأطعمة التي ترفع هذه الهرمونات؛ إذ تعرف هرمونات الأنوثة بـ هرموني الأستروجين المسؤول عن الخصائص الجنسية والقدرات الإنجابية عند النساء، والهرمون الآخر هو هرمون البروجسترون الذي يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم الدورة الشهرية والحمل؛ إذ يتم البحث عادة عن أغذية وطرق لزيادة إنتاج هذه الهرمونات التي يُسبب نقصها مشاكل نفسية وصحية أخرى متعلقة بصحة العظام وغيرها، ووجود هذه الهرمونات لا يؤثر فقط على الحمل، بل يشمل مختلف نواحي الحياة للمرأة، ومن أهم هذه الأغذية:

  • فول الصويا: يمكن اعتباره من أهم مصادر الأستروجين النباتي المعروف باسم فيتويستروغنز، الذي يُعتبر مرادفًا لهرمون الأستروجين في الجسم؛ إذ يرتبط مع مستقبلات الأستروجين؛ لذلك فإن العديد من الدراسات الموثوقة قد أثبتت فعاليته في تقليل مخاطر سرطان الثدي المسبّب للوفاة.
  • بذور الكتان: تحتوي بذور الكتان على كمياتٍ كبيرةٍ من الأستروجين النباتي المعروف باسم فيتويستروغنز، كما أثبتت دراسات موثوقة فعاليتها في الحد من شدة سرطان المبيض عند الدجاج؛ إلّا إنّ النتائج على البشر لا تزال بحاجة لأبحاث إضافية.
  • الفيتامينات: بعض الفيتامينات تلعب دورًا أساسيًا في إنتاج هرمون الأستروجين في الجسم؛ لذلك فإن انخفاضها يسبب انخفاضًا في هرمونات الأنوثة بشكلٍ مباشرٍ، ومن هذه الفيتامينات؛ فيتامين ب الذي يقلل وجوده من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، إضافةً إلى فيتامين د الذي يساعد بشكلٍ كبيرٍ في تخليق الأستروجين ويقلّل معه من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
  • المعادن: منها البورون الذي يُساعد في إنتاج الهرمونات الجنسية المتنوعة؛ ومنها هرمونات الأنوثة.
  • الأعشاب: بعض الأعشاب تمتلك خصائص مشابهة لهرمون الأستروجين؛ منها اليانسون عنوان مقالنا، وأيضًا الكوهوش السوداء الذي يستخدم عادةً في تقليل مشاكل انقطاع الطمث ومشاكل الدورة الشهرية، إضافةً إلى نبات تشاستيبيري الذي يعتبر أحد النباتات المستخدمة بكثرة في علاج المشاكل النسائية؛ لأنها ترفع مستويات هرمون الأستروجين في الجسم.

كيفية زيادة هرمونات الأنوثة طبيعيًا

يعد انخفاض هرمونات الأنوثة أمرًا طبيعيًا مع التقدم في العمر، ويحدُث بشكلٍ كبيرٍ خلال فترة انقطاع الطمث المعروفة بسن اليأس، لكن هل يُمكن زيادة هذه الهرمونات في الجسم بطرق طبيعية لتقليل الأعراض المصاحبة لانخفاضها؟... الحقيقة أن تعزيز هذه الهرمونات يتم عادةً عن طريق الأدوية والكريمات المتنوعة، لكن البعض يُفضّل الطرق الطبيعية؛ ومنها استخدام المكملات العشبية التي يُعتقد فعاليتها على رفع الهرمونات، بالرغم من وجود دراسات تتعارض معها وتؤكّد عدم فعاليتها أو تخفيضها لمستوى هرمونات الأنوثة؛ لذلك فإن الطريقة الأفضل لزيادتها هي اتباع نظام غذائي صحي يتضمن جميع العناصر الأساسية الضرورية لإنتاجها؛ مثل الخضراوات الصليبية والحبوب الكاملة والمكسرات، كما يجب الحفاظ على الوزن الصحي والنوم بمقدارٍ كافٍ؛ لمساعدة الجسم على إنتاج الهرمونات الضرورية بشكلٍ طبيعيٍّ، كما يجب التركيز على تقليل الإجهاد والضغط النفسي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل اليانسون والشمر مضر للحامل طبيًا؟

هل يعتبر الكافيار مضر للحامل؟

هل قص أطراف الشعر مفيد فعلًا؟

هل مشروب الكرفس لحرق الدهون مفيد؟

هل يمكن علاج الدورة الشهرية الطويلة بالأعشاب؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على