` `

هل يمكن التخلص من مرض الخوف الاجتماعي؟

صحة
5 سبتمبر 2021
هل يمكن التخلص من مرض الخوف الاجتماعي؟
تلعب اللوزة الدماغيّة دورًا مهمًا في التحكّم باستجابة الإنسان للخوف (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يؤثّر مرض الخوف الاجتماعي على حياة المُصابين وأنشطتهم اليوميّة بشكل سلبيّ، ويتساءل كثيرٌ منهم عن إمكانيّة علاج المرض المذكور، بالإضافة إلى رغبتهم في معرفة العلاجات الدّوائيّة والسّلوكيّة التي تساعد على التخلّص من آثاره ومضاعفاته المُختلفة، ويحرص هذا المقال على بيان العلاجات الدّوائيّة والسّلوكيّة لمرض الرُهاب الاجتماعي، مع ذكر الكثير من التّفاصيل المُتعلقة بأسباب ظهور هذا المرض وطُرق الوقاية منه، إلى جانب تعريف القارئ بأبرز المضاعفات التي يعاني منها مصابي أمراض الخوف الاجتماعي أيضًا.

هل يمكن التخلص من مرض الخوف الاجتماعي؟

توجد العديد من طُرق العلاج التي يُمكنها المساعدة في التخلّص من آثار مرض الخوف الاجتماعي، وتنقسم هذه العلاجات إلى نفسيّة ودوائيّة، ويستخدم بعض المُصابين كلا النّوعين من العلاج معًا، وذلك بعد عرض أنفسهم على الطّبيب المُختصّ لتشخيص الحالة وضمان عدم وجود أيّ من الأمراض الأخرى التي ترتبط مع الخوف الاجتماعي، ثمّ وصف الأدوية المناسبة وتقديم طرق العلاج التي تتوافق مع حالة المريض.

ما هي أعراض مرض الخوف من الإحراج؟

تحتوي القائمة التالية على بعض من أبرز أعراض مرض الخوف الاجتماعي المعروف باسم مرض الخوف من الإحراج:

  1. القلق بشأن بعض الأنشطة اليوميّة؛ مثل إجراء المُكالمات الهاتفيّة، أو المُقابلات مع الغُرباء، أو التّسوّق.
  2. اجتناب العديد من الأنشطة الاجتماعية؛ مثل عشاء العمل أو المحادثات الجماعيّة.
  3. القلق الدّائم بفعل الأشياء المُحرجة؛ مثل التعرق أو الظّهور بشكل غير مكافئ للآخرين.
  4. صعوب القيام بالمهامّات أو الأنشطة اليوميّة عندما يشاهد الآخرون ذلك مع الشعور بالمراقبة من قبلهم أحيانًا.
  5. الخوف من انتقادات الآخرين، بالإضافة إلى اجتناب الاتّصال بالعين عند التّحدّث أو التّواصل مع الآخرين.
  6. القلق من شعور الآخرين بكون المُصاب متوتّرًا من لقائهم أو من الأنشطة الاجتماعية.
  7. تسارع نبضات القلب والشّعور بضيق في الصّدر أو الشّعور بالدّوار والإغماء؛ بسبب الأنشطة الاجتماعية.
  8. الحاجة إلى اصطحاب الأصدقاء بشكلٍ دائمٍ في الأنشطة الاجتماعية بسبب القلق.
  9. محاولة الانتحار عند بعض المصابين بهذا المرض.

كيف يمكن التخلص من الخوف المرضي الاجتماعي باستخدام الأدوية؟

هناك العديد من الأدوية التي يصرفها الأطبّاء لعلاج مرض الخوف الاجتماعي، حيث يمكن علاج الفوبيا بطرق مجربة دوائيًا على اختلاف تصنيفها، ونذكر منها ما يأتي:

  • مضادات الاكتئاب: يلجأ بعض الأطبّاء إلى تجربة بعض الأنواع من مضادّات الاكتئاب المُختلفة؛ لتحديد الدّواء الذي يناسب حالة المريض ويساعده في التخلّص من أعراض الرّهاب الاجتماعي مع أقلّ أعراض جانبيّة يُمكن ظهورها.
  • الأدوية المُضادّة للقلق: يستخدم بعض المصابين بمرض الرّهاب الاجتماعية أدوية البنزوديازيبينات؛ للتّقليل من الأعراض الجانبيّة لهذا المرض؛ إلّا إنّها تُوصف للاستخدام قليل الأجل؛ كي لا يُدمن المريض عليها؛ إذ إنّها تتسبّب بالإدمان.
  • حاصرات مُستقبلات بيتا: تساعد حاصرات مُتسقبلات بيتا في التّقليل من معدل ضربات القلب، إلى جانب تقليل ضغط الدّم، كما أنّها تعمل على مساعدة المريض في اجتناب أعراض ارتعاش الصّوت وارتعاش الأطراف أيضًا.

هل يمكن التخلص من القلق المرضي بدون علاجات دوائية؟

يُمكن للعلاج النّفسيّ مساعدة المصابين بالتّخلّص من أمراض القلق الاجتماعي دون الحاجة إلى الأدوية في كثيرٍ من الأحيان، وتحتوي القائمة الآتية على بعض من أبرز طريق العلاج غير الدّوائيّة لهذا المرض:

  • العلاج السّلوكيّ المعرفيّ: يهدف هذا العلاج إلى مساعدة المريض في التحكّم بجميع آثار القلق من خلال تقنيّات الاسترخاء والتنفّس، مع تزويده بمهارات التخلّي عن الأفكار السّلبيّة واستبدالها بأخرى إيجابيّة.
  • التعرّض ومنع الاستجابة: يعتمد هذا النّوع من العلاجات على تعريض المريض إلى المواقف الاجتماعية التي تتسبّب بالرُّهاب بشكلٍ تدريجيٍّ؛ حتّى يعتاد عليها ويتعلّم طريق التّعامل معها.
  • العلاج الجماعيّ: يساعد هذا العلاج في تواصل المصابين مع بعضهم البعض وتلقّيهم للعلاج على شكل مجموعات؛ للتخلّص من الشّعور بالوحدة مع اكتساب مهارات جديدة للتّواصل أيضًا.
  • المُساعدة الذّاتيّة الموجّهة: تعتمد خطّة عمل المُساعدة الذّاتيّة الموجّهة على العلاج السّلوكيّ المعرفيّ، أو الدّورات التّدريبيّة التي تُعقد عبر شبكة الإنترنت؛ لتقديم الدّعم المُنتظم إلى المريض من قبل المُعالج.
  • اجتناب الكافيين: توجد كثيرٌ من المشروبات اليوميّة الغنيّة بالكافيين؛ مثل القهوة والصّودا، كما أنّ الشوكولاتة غنيّة بهذه المادّة أيضًا، وهي من المُنبّهات التي تزيد من الشّعور بالقلق، ويؤدّي اجتنابها إلى المساعدة في التخلّص من الرّهاب الاجتماعي.
  • الحصول على قسط مناسب من النّوم: يوصي الأطبّاء بالحصول على ثماني ساعات من النّوم يوميًّا؛ حيث تتسبّب اضطرابات النوم بالقلق؛ ممّا يؤدّي إلى ظهور أعراض مرض الرّهاب الاجتماعي وزيادة حدّتها.
  • تحدّي الأفكار السّلبيّة: يعاني المصابين بمرض الخوف الاجتماعي من الأفكار السّلبيّة على نحوٍ مُستمرّ، ويساعد التّخلّص من هذه الأفكار وتحدّيها على التّقليل من حدّة المرض المذكور، وذلك من خلال تحديد الأفكار السّلبيّة وتحليلها.
  • تغيير أسلوب الحياة: على المُصابين بمرض الخوف الاجتماعي تغيير أسلوب الحياة الحاليّ وتبنّي الأساليب المُضادّة للقلق، وذلك من خلال زيادة النّشاط البدنيّ واجتناب التّدخين والأغذية والمشروبات التي تزيد القلق.

ما أسباب الإصابة بمرض الخوف الاجتماعي؟

فيما يأتي قائمة بأبرز الأسباب التي تؤدّي إلى الإصابة بأمراض الخوف الاجتماعي:

  • العوامل الوراثيّة: تظهر حالات الإصابة بالخوف الاجتماعي عند الأفراد الذين لدى أفراد عائلتهم ذات الحالة المرضيّة بشكل أكبر؛ إلّا إنّ المُختصّين لم يتمكّنوا من تحديد مدى ارتباط هذا المرض بالجينات على نحوٍ واضحٍ حتّى الآن.
  • بنية الدّماغ: تلعب اللوزة الدماغيّة دورًا مهمًا في التحكّم باستجابة الإنسان للخوف، ويؤدّي فرط الاستجابة في هذا الجزء من الدّماغ إلى ظهور أعراض الخوف بشكلٍ أكبرٍ عند الإنسان؛ ممّا يتسبّب بزيادة القلق في المواقف الاجتماعية.
  • البيئة المُحيطة: يكتسب بعض الأفراد مرض الخوف الاجتماعي من البيئة المُحيطة نتيجة لتعرّضهم إلى المواقف المُحرجة أو المخيفة، كما يظهر المرض ذاته عند بعض الأطفال؛ بسبب سلوكيّات آبائهم القلقة أو المفرطة في حمايتهم.
  • التّجارب السّلبيّة: تكثر نسبة الإصابة بمرض الخوف الاجتماعي عند الأطفال الذين تعرّضوا إلى التنمّر أو المُضايقات أو السُّخرية، وكذلك تؤثّر النّزاعات العائليّة في ظهور مثل هذا المرض عند الأطفال أيضًا.
  • المظاهر المُلفتة للانتباه: تؤدّي المظاهر المُلفتة للانتباه؛ مثل التّشوّهات الوجهيّة أو التّلعثم، إلى زيادة الشّعور بالخجل، ويُمكن أن تزداد حدّة الخجل والرُّهاب حتى الإصابة بمرض الخوف الاجتماعي.

هل توجد مضاعفات لمرض الخوف الاجتماعي؟

من الممكن أن يتسبّب هذا المرض إلى ظهور المُضاعفات الآتية:

  1. انخفاض مستويات الثّقة بالنّفس عند الأشخاص المُصابين.
  2. عدم القدرة على الحزم في المواقف الاجتماعية.
  3. الاستمرار بالحديث عن النّفس بشكل سلبيّ.
  4. الشّعور بحساسيّة مُفرطة تجاه نقد الآخرين.
  5. الضّعف في المهارات الاجتماعية عند المُصاب.
  6. وجود صعوبة في إقامة العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
  7. انخفاض التّحصيل الدّراسيّ والتّحصيل الوظيفيّ.

ما هو تأثير مرض الخوف الاجتماعي على الحياة الشخصية؟

يؤدّي مرض الخوف الاجتماعي إلى الآثار السّلبيّة الآتية على الحياة الشّخصيّة للمُصابين:

  • الحدّ من الحياة الطّبيعيّة: يحدّ الرّهاب الاجتماعي من الأنشطة اليوميّة بشكلٍ ملحوظٍ، ويؤدّي إلى ضعف التّحصيل الدّراسيّ عند الأشخاص المُصابين، كما أنّه يتسبّب بالعديد من المشاكل في العمل ممّا يعيق تطوير المسيرة المهنيّة.
  • العُزلة: يُفضّل كثيرٌ من المصابين بأمراض الخوف الاجتماعي العُزلة عن المُجتمع بدلًا من لقاء الآخرين؛ بسبب الخوف والقلق الذي يتعرّضون له في المواقف الاجتماعي، ويمكن أن يؤدّي ذلك إلى الاكتئاب.
  • الارتباك: يؤدّي مرض الخوف الاجتماعي إلى الارتباك في الكثير من المواقف؛ حيث يصعب على المصابين تفسير العديد من الأمور وتبريرها للآخرين نتيجة لارتباطها مع مخاوفهم الاجتماعية، وهو ما يؤدّي إلى الارتباك.
  • خروج الخوف عن السّيطرة: لا يستطيع كثير من المصابين بأمراض الخوف الاجتماعي السّيطرة على مخاوفهم؛ ممّا يؤدّي إلى صعوبة المحاولة للقيام بكثير من الأنشطة اليوميّة نتيجةً لهذا الخوف.

ما هي طرق الوقاية من مرض الخوف النفسي الاجتماعي؟

تضمّ القائمة الآتية بعضًا من أبرز الخطوات التي يُمكنها مساعدتنا في التخلّص من آثار مرض الخوف الاجتماعي:

  • طلب المساعدة: لا بُدّ من طلب المُساعدة في وقتٍ مُبكّر عند الشّعور بأعراض مرض الرُّهاب الاجتماعي؛ وذلك لضمان السّيطرة على هذا المرض؛ حيث يصعب السّيطرة عليه في المراحل المتأخّرة كما هي حالة الأمراض العقليّة الأُخرى.
  • الاحتفاظ بمُذكّرة: يُمكن للمُذكّرات اليوميّة مساعدة المصابين وأخصائيّي الرّعاية الصّحّيّة في تحديد الأسباب التي تؤدّي إلى زيادة التّوتّر والقلق، مع معرفة الوسائل التي تحدّ من القلق للوصول إلى العلاج المناسب.
  • ترتيب المُشكلات: ينبغي على المصابين بمرض الخوف الاجتماعي ترتيب المشكلات التي يواجهونها في حياتهم اليوميّة حسب أولويّتها؛ للقيام بها على النّحو المطلوب، مع الحدّ من القلق عن طريق القيام بأشياء ممتعة.
  • اجتناب الأطعمة والمشروبات غير الصّحّيّة: تؤدّي الكثير من الأطعمة والمشروبات غير الصّحّيّة إلى زيادة مستويات التّوتّر والقلق؛ ومنها: الكافيين والنّيكوتين، بالإضافة إلى الكحوليّات والمُخدّرات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل أسباب الأمراض النفسية دائمًا معروفة؟

هل هناك علاج ناجح للشيزوفرينيا؟

هل اضطراب ثنائي القطب خطير؟

هل يمكن علاج الهوس الاكتئابي من غير أدوية؟

هل يمكن علاج الأرق بسهولة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على