` `

هل يمكن علاج فقدان الشهية والغثيان والدوخة؟

صحة
6 سبتمبر 2021
هل يمكن علاج فقدان الشهية والغثيان والدوخة؟
تسبب بعض الأدوية مجموعةً من الآثار الجانبية؛ مثل فقدان الشهية والغثيان (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

فُقدان الشهية هو عبارة عن فُقدان الرغبة في تناول الطعام في الأوقات المعتادة، وقد يشعر الشخص بـ فقدان الشهية والغثيان والدوخة معًا، أو قد تظهر إحدى هذه العلامات فقط، لكن ما هي أسباب هذه الحالات وطرق علاجها خصوصًا عند ظهورها على شكل مفاجئ، هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال بالتحديد وفق مصادر موثوقة ودراسات علمية طبية حول ظهور هذه الأعراض مجتمعةً أو منفصلة.

ما هي أسباب فقدان الشهية والغثيان والدوخة؟

تتعدد أسباب فقدان الشهية المفاجئ والأعراض المصاحبة له مثل الغثيان أو الدوخة، ولعل أشهر أسبابها هو تناول مأكولات لا تتوافق مع المعدة، لكن هذه الحالة تختفي بسرعة؛ إلّا إنّ بعض الحالات تُشير إلى مشاكل وأمراض أخرى متطورة وقد تُنذر بحدوث أعراض أكثر شدة، ومن هذه الأسباب نذكر ما يلي:

  • التسمم الغذائي: قد يُسبّب تلوث الأطعمة في البكتيريا والفيروسات مشاكلًا صحيةً؛ تتمثل في الغثيان وفقدان الشهية وتقلصات المعدة والقيء والإسهال والحمى، لكن هذه الأعراض يمكن علاجها في المنزل إن لم تكن خطيرة؛ عن طريق شرب السوائل المفقودة ومحاليل الجفاف، خصوصًا في حالة القيء والإسهال الشديد، مع الراحة والعودة إلى تناول الطعام تدريجيًا؛ مثل الأرز والخبز المحمص لتقليل الغثيان، أما في حالة ظهور أعراض أخرى واستمرارها لمدة 3 أيام أو أكثر عندها يجب استشارة الطبيب المختص، خاصةً في حال ظهور بعض العلامات التي تُعتبر مؤشر خطر ومنها ما يلي:
    • الحرارة العالية.
    • ظهور الدم في البراز.
    • الشعور بعلامات الجفاف.
    • استمرار الإسهال لمدة 3 أيام أو أكثر.
  • حساسية الطعام أو عدم تحمله: ردود الفعل التحسسية تجاه أنواعٍ معينةٍ من الطعام قد تُسبّب الغثيان وتقلصات المعدة والقيء، كما تشمل بعض الأعراض الأُخرى؛ مثل العطاس وحكة الجلد والتورم ودموع العين، التي تحدث بعد وقتٍ قصيرٍ من تناول الطعام؛ إذ يُمكن لأخصائي المناعة إجراء اختبارات المناعة تجاه أنواع الطعام المختلفة؛ لتجنّب الأنواع التي تُسبب الحساسية، فيما تستجيب بعض الحالات الخطيرة للعلاج بالأدرينالين أو بعض علاجات التحسس الأُخرى.
  • الأدوية: قد تُسبب بعض الأدوية مجموعةً من الآثار الجانبية؛ مثل فقدان الشهية والغثيان، ومنها مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للفيروسات وأدوية ضغط الدم والمضادات الحيوية، لذلك يُمكن أن يُساعد تناول وجبة خفيفة مع الدواء في تقليل ومنع الغثيان، كما أن رفع الجسم أثناء الاستلقاء على وسادة مرتفعة يقلّل من الشعور بالغثيان بعد تناول الأدوية، كما يُمكن أن يعمل الطبيب على تعديل الجرعة أو وصف علاجات بديلة.
  • الأسباب النفسية: قد يكون الغثيان وفقدان الشهية ناتج عن بعض الأمراض النفسية؛ مثل القلق والتوتر والرهاب.
  • ممارسة الرياضة: بعض الأشخاص يصابون بالغثيان أو فقدان الشهية؛ بسبب ممارسة التمارين الرياضية القاسية، التي ينتج عنها نقل الدم من المعدة إلى باقي أجزاء الجسم، كما أن شرب الماء بكثرة أثناء التمارين يؤدي إلى الإصابة بالغثيان، لذلك يُمكن تجنّب تناول الطعام أو شرب الماء مباشرةً قبل أداء التمارين الرياضية أو خلالها؛ لتقليل الغثيان، وعدم إرهاق الجسم بشكلٍ كبيرٍ وإنهاء جلسة التمرين ببطء.
  • الحمل: من أهم أعراض الحمل الغثيان والتغيّر في الشهية، خصوصًا في الأشهر الأولى من الحمل، وقد تلجأ معظم النساء إلى شرب كميات كبيرة من السوائل لتقليل شهورها بالغثيان والدوخة، أو تناول الخبز المحمص أو البسكويت في الصباح الباكر؛ للتقليل من الغثيان والقيء المفاجئ، لكن هذه الأعراض مجتمعة تختفي بعد الأسابيع الـ 4 الأولى من الحمل.
  • الجراحة: قد يكون الغثيان والدوخة والقيء من أهم الآثار الجانبية للتخدير؛ لذلك قد يلجأ الأطباء إلى بعض العلاجات قبل الجراحة أو خلالها لتقليل هذه الآثار.
  • السرطان: بعض المرضى المصابين بالسرطان يُعانون من الغثيان لأسباب متعددة؛ أهمها انسداد الأمعاء، أو بعض علاجات السرطان التي قد تُسبب التقلبات في المعدة وفقدان الشهية والغثيان والدوخة، هذا بالإضافة لبعض الأعراض الأخرى المصاحبة للحالة؛ ومنها تغيّر حاسة الشم والتذوق، وفي هذه الحالات يتم مساعدة المريض من قبل المختصين عن طريق بعض العلاجات.

أسباب متعلقة بالعدوى والالتهابات

قد تكون بعض الأسباب متعلقةً بأمراضٍ مفاجئةٍ وعدوات متنوعة، نذكر منها:

  • التهاب الزائدة الدودية.
  • التهاب اللوزتين.
  • الحمّى الصفراء.
  • داء الليشمانيات.
  • الجمرة الخبيثة.
  • التهاب المعدة.
  • التهاب الإحليل.
  • الجيارديات.
  • حمى غرب النيل.
  • التهاب البنكرياس الحاد.
  • عدد كريات الدم البيضاء المعدية.
  • التهاب الحلق.
  • البرد والأنفلونزا.
  • التهابات الصفاق.
  • التهابات الدودة الشصية.
  • التهاب السحايا.
  • انفلونزا الخنازير.
  • الحمرة.
  • التهاب الكبد.
  • عدوى الإشريكية القولونية.
  • عدوى الكلاميديا.
  • التيفوس.
  • التهاب المعدة والأمعاء الجرثومي.

أسباب متعلقة في الجهاز الهضمي

قد تكون الأسباب متعلقة في الجهاز الهضمي ومشاكله المتنوعة، التي تنطوي عادةً على مشاكل عسر الهضم، ومن هذه الأسباب:

  • انسداد معوي.
  • التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي.
  • قرحة المعدة.
  • ارتجاع المريء.
  • قرحة المعدة أو تقرحات الأمعاء الدقيقة.
  • حصى في المرارة.
  • متلازمة القولون العصبي (IBS).
  • القرحة الهضمية.

هل فقدان الشهية والغثيان والدوخة خطير؟

الحقيقة أن أضرار فقدان الشهية والغثيان تظهر على المدى الطويل إذا استمرت الأعراض لفترةٍ طويلة؛ فقد ينتج عنها نقصان عام في الوزن وجفاف في حال تقليل كمية السوائل، ونقص عام في الفيتامينات والمعادن الأساسية والعناصر المهمة، التي ستؤثر بشكل كبير على عمل الجسم وأدائه للوظائف الأساسية، كما سيؤثر فقدان هذه العناصر على التركيز وآلام المعدة المتنوعة. في بعض الحالات يجب استشارة الطبيب عند ظهور بعض الأعراض المصاحبة؛ مثل: ألم الصدر، أو ضبابية الرؤية، أو الضعف العام في الجسم؛ لأن هذه الأعراض قد تكون مؤشرًا على نوبةٍ قلبيةٍ أو سكتةٍ دماغيةٍ، كذلك يجب الانتباه لبعض الأعراض المصاحبة الأخرى مثل:

  • الجفاف: وتظهر أعراضه على شكل انخفاض كمية البول وجفاف الفم والدوخة وزيادة العطش.
  • الحمّى: وارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية.
  • فقدان الشهية المفرط: وهو عدم القدرة على الأكل والشرب لأكثر من 12 ساعة.
  • رائحة النفس الكريهة.
  • الصداع الحاد.
  • تصلّب الرقبة.
  • الألم الشديد في البطن.

خطورة فقدان الشهية عند الأطفال

في حال تعرض الطفل لفقدان الشهية والتعب يجب مراجعة الطبيب على الفور؛ لأن هذا قد يكون إنذارًا لمشاكل متنوعة، ومن أسباب فقدان الشهية المفاجىء عند الأطفال:

  • الاكتئاب أو القلق.
  • فقر الدم. 
  • الديدان المعوية.
  • الإمساك.
  • التهابات الزائدة الدودية الحادة.
  • بعض أنواع السرطان.

خطورة فقدان الشهية عند كبار السن

يُصاب معظم كبار السن بفقدان الشهية المصاحب لزيادة العمر مسببًا أعراضًا أخرى؛ مثل: التعب والإرهاق والغثيان، وقد تكون هذه الأعراض مؤشرًا لأمراض أخرى أكثر خطورة من فقدان الشهية فقط؛ مثل:

  • أمراض القلب.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • أمراض الرئة والانسداد الرئوي.
  • الكآبة.
  • السرطانات.
  • الاضطرابات العصبية؛ مثل مرض باركنسون وأمراض التصلب.
  • اضطرابات النوم المرتبطة بزيادة العمر.

كيف يتم علاج فقدان الشهية والغثيان والدوخة؟

قبل الحديث عن علاج فقدان الشهية والغثيان والدوخة يجب تعريف كلٍّ منهما من الناحية العلمية؛ إذ يُعرف الغثيان بأنه شعور مزعج في الفم وظهر الحلق والمعدة؛ قد يؤدي إلى القيء وصعوبة البلع والدوخة والإفراط في إفراز اللعاب، أما فقدان الشهية يعني عدم الشعور بالجوع وعدم الرغبة في تناول الطعام، وهذا يُسبّب فقدان الوزن والجفاف والتعب العام في الجسم، وقد تُساهم بعض العلاجات المنزلية في تهدئة المعدة وتقليل أعراض الغثيان والدوخة؛ ومنها:

  • شرب الزنجبيل أو شاي الزنجبيل؛ لأنه يُساعد في تهدئة المعدة.
  • شرب شاي النعناع لتهدئة المعدة، أو العلكة لتغير رائحة النفس والتخفيف من الغثيان.
  • شرب كميات كبيرة من السوائل؛ لترطيب الجسم وتقليل اللعاب الزائد، وقد يتم إعطاء السوائل عن طريق الوريد في بعض الحالات الحرجة.
  • تقسيم الوجبات إلى وجباتٍ صغيرةٍ ومنتظمة لتخفيف انعدام الشهية.
  • يمكن اتخاذ بعض الإجراءات المتعلقة بتناول الأدوية لتقليل أعراضها الجانبية.
  • تقليل التوتر والقلق عن طريق ممارسة بعض تمارين التنفس أو المشي أو أي إجراءات تساهم في تقليل التوتر.
  • تناول بعض الأطعمة المهدئة للمعدة؛ مثل: الحبوب والأرز والمقرمشات والزنجبيل والمرق، بالإضافة إلى تجنّب الأغذية الدهنية أو الغنية بالألياف.

هل يحدث فقدان الشهية أثناء الدورة الشهرية؟

الحقيقة أن اضطرابات الأكل أثناء الدورة الشهرية شائعة بكثرة؛ وأهمها زيادة الشهية ونهم الأكل أثناء الدورة الشهرية أو في الأيام التي تسبقها، وتناول الطعام بشكل أكبر من اللازم، خصوصًا بعض أنواع الشوكولاته أو البطاطس المقلية، وتعد هذه من الأعراض المحتملة التي تصيب أكثر من 90% من الإناث؛ إذ تشير بعض الأبحاث أن هذه الإضطرابات يسبّبها التغيّر في مستوى هرمونات الأستروجين والبروجسترون، كما أن تناول السكريات والنشويات يساعد الجسم على إفراز السيروتونين، وهي عبارة عن مادة كيميائية ترفع مستوى السعادة في الجسم، كما أن تناول الأطعمة يحافظ على ثبات الحالة المزاجية؛ بسبب محافظته على استقرار مستويات السكر في الدم، وتسمّى هذه الإضطرابات عادةً باضطرابات ما قبل الحيض الذي يصيب 5% من النساء في سن الإنجاب، كما أثبتت مصادر موثوقة وجود ارتباط بين اضطرابات الأكل وتأخر الدورة الشهرية أو عدم انتظامها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الدوخة من أعراض التهاب الجيوب الأنفية؟

هل الغثيان من أعراض الكورونا؟

هل هناك أعراض للإجهاد العصبي؟

هل الإمساك يسبب ألم أسفل الظهر فعلّا؟

هل ارتفاع الضغط يسبب احمرار العين فعلًا؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على