` `

هل مرض الذئبة الحمراء مُعدٍ أم لا؟

صحة
8 سبتمبر 2021
هل مرض الذئبة الحمراء مُعدٍ أم لا؟
مرض الذئبة الحمراء هو مرض يصيب الجهاز المناعي ويجعله يُهاجم أجهزة الجسم (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

مرض الذئبة الحمراء هو مرض يصيب الجهاز المناعي ويجعله يُهاجم أجهزة الجسم المتنوعة؛ مثل الجلد والرئتين وغيرها من الأعضاء، لكن هل مرض الذئبة الحمراء معدي؟... هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا المقال، كما سنجيب عن جميع الأسئلة المتعلقة به بطرقٍ علميّة ونتيجة أبحاث ودراسات مؤكّدة.

هل مرض الذئبة الحمراء مُعدٍ أم لا؟

الحقيقة أن المرض بحد ذاته غير معدٍ، ولا يُمكن نقله من شخص لآخر عن طريق الاتصال الجسدي، لكنه يحدث بسبب مجموعةً من العوامل الوراثية والجينات وبعض العوامل البيئية؛ إذ يُصيب قرابة 1.5 مليون أمريكي حسب الإحصائيات المتعلقة بالمرض، وتظهر أعراضه المتقدمة وتتطوّر عند اختلال جهاز المناعة ومهاجمته لأنسجة الجسم المتنوعة؛ منتجًا التهابًا من الممكن يُدمّر الأعضاء الأخرى.

أسباب مرض الذئبة الحمراء

تُعتبر الوظيفة الأساسية لجهاز المناعة الذاتي محاربة البكتيريا والفيروسات ومنعها من الإضرار بالجسم؛ وذلك عن طريق الخلايا المناعية والبروتينات المعروفة باسم الأجسام المضادة، لكن في هذا المرض تُخطئ الأجهزة المناعية عدوّها وتبدأ في مهاجمة أجهزة الجسم المتنوعة؛ مثل المفاصل والجلد والرئتين والقلب؛ لاعتقاده بأنها أعداء يجب القضاء عليها، ويصيب مرض الذئبة الحمراء الجسم نتيجة بعض العوامل الأساسية؛ نذكر منها:

  • العوامل الوراثية: من أهم الأسباب لمرض الذئبة الحمراء العوامل الوراثية والجينات الموجودة، لكن هذه الجينات قد لا تُسبّب المرض؛ إلّا إنّها تساعد في حدوثه، خاصةً عند وجود بعض العوامل المحفزة الأخرى.
  • البيئة: بعض العوامل البيئية تساهم في زيادة ظهور الأعراض وتطورها؛ مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية، والعدوات الأُخرى؛ مثل فيروس إبشتاين بار، بالإضافة إلى التعرض لبعض أنواع المواد الكيماوية بحسب مصادر مؤكّدة وموثوقة.
  • الهرمونات: تُشير بعض الدراسات أن النساء أكثر عُرضة للإصابة بمرض الذئبة الحمراء بـ 9 أضعاف، وهذا يجعل العلماء يعتقدون أن الأمر مرتبط بالهرمونات الأنثوية، خصوصًا بعد تأكيد زيادة شدة الأعراض قبل مواعيد الدورة الشهرية؛ نتيجة ارتفاع مستوى هرمون الاستروجين؛ إلّا إنّ الدراسات لم تؤكّد فعليًا وجود هذا الارتباط.

ما هي أعراض الذئبة الحمراء المبكرة؟

تظهر على المرضى مجموعةً من الأعراض المتفاوتة في شدتها، التي تزداد أحيانًا خلال نوبات الهياج، ومن أهم هذه الأعراض:

  1. تصلّب المفاصل أو تورمها؛ وهذا يسبب الآلام الشديدة.
  2. الحمّى والصداع.
  3. التعب العام في الجسم.
  4. زيادة الحساسية من أشعة الشمس.
  5. الطفح الجلدي على الخدين والأنف على شكل فراشة.
  6. تساقط الشعر.
  7. تحول أصابع القدم إلى اللون الأزرق أو الأبيض خصوصًا عند التعرض للبرد.
  8. ضيق في التنفس.
  9. ظهور بعض التقرحات في الأنف أو الفم.
  10. ألم في الصدر.

يخطئ الأطباء أحيانًا في تشخيص هذا المرض؛ بسبب تشابه أعراضه مع أمراض أُخرى؛ مثل: الألم العضلي الليفي والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض لايم؛ لهذا يُطلق عليه أحيانًا اسم المقلد العظيم؛ لذلك يتم إجراء بعض الاختبارات؛ مثل اختبار الأجسام المضادة للنواة (ANA)، الذي يبحث عادةً في الأجسام المضادة التي تهاجم أنسجة الجسم، بالتالي تأكيد الإصابة بالمرض، بعدها يتم إجراء بعض الاختبارات الأُخرى للدم والبول؛ لتحديد شدة الحالة ومدى تأثيرها على الكلى والكبد.

أنواع مرض الذئبة الحمراء

ينقسم مرض الذئبة الحمراء إلى عدة أنواع، يؤثّر كلًّا منها على مجموعة من الأجهزة، وهذه الأنواع هي:

  • الذئبة الحمامية الجهازية: تعتبر من أكثر الأنواع شيوعًا وتؤثر على جميع أنحاء الجسم، وتتراوح أعراض هذا المرض بين الخفيفة والشديدة؛ ومن أهمها الطفح الجلدي، كما يؤثر على جميع أعضاء الجسم مسببًا التهابات المفاصل أو الجلد أو القلب أو الرئتين، وقد يسبب مزيجًا منهما، كما يتميز هذا المرض بدوراته بين التوهج والهدوء.
  • الذئبة الحمامية القرصية: هذا النوع يؤثر على الجلد فقط، ويظهر على شكل طفح جلدي على الوجه وفروة الرأس والرقبة؛ بحيث تبدو سميكة ومتقشرة مع ظهور الندوب، التي تستمر في الظهور لعدة سنوات، لكن هذا النوع لا يؤثر على الأعضاء الداخلية مطلقًا؛ إلًا في بعض حالات التطوًر والانتقال إلى الأنواع الأخرى.
  • الذئبة الحمامية الجلدية تحت الحاد: هذا النوع يشير إلى الأمراض الجلدية في الأجزاء المُعرضة للشمس، لكن هذه الأمراض لا تسبّب الندب.
  • الذئبة التي تُسببها الأدوية: هذا النوع يحدث نتيجة تعاطي بعض أنواع المخدرات وبعض الأدوية الموصوفة؛ كردّ فعلٍ تحسسيّ؛ ومنها أدوية ضغط الدم وبعض المضادات الحيوية وعلاجات الغدة الدرقية وحبوب منع الحمل.
  • الذئبة الوليدية: عند التفكير في الحمل تبدأ المرأة المُصابة بمحاولة معرفة هل مرض الذئبة الحمراء معدي؛ لخوفها من انتقاله للجنين، والحقيقة أنه بالرغم من عدم انتقال العدوى بشكل عام؛ إلّا إنّ بعض المواليد لأمهات مصابات يصابون بهذا النوع؛ بالرغم من ندرة الحالات، ويعاني هؤلاء الأطفال من طفحٍ جلديّ ومشاكل في تعداد الدم والكبد؛ إذ يعاني معظمهم من فقر الدم، لكن في بعض الحالات تزول الأعراض بعد عدة أسابيع، فيما قد تكون أشد خطورة في حالات أخرى وتهدد حياة الرضيع؛ بسبب حصول الإحصار الخلقي في القلب وعدم قدرته على ضخ الدم بالشكل المطلوب.

هل يمكن الشفاء من مرض الذئبة الحمراء؟

الحقيقة لا يمكن علاج مرض الذئبة الحمراء، لكن يمكن تقليل الأعراض المُصاحبة له والسيطرة عليها؛ عن طريق اللجوء إلى الطبيب المختص، الذي يبدأ بوضع خطة للعلاج بعد التشخيص مباشرةً، وهذه الخطة تعتمد على شدة الأعراض ومدى تطوّرها؛ إذ تبدأ رحلة العلاج بمضادات الالتهاب، التي تقلّل الالتهاب وتثبّط استجابة الجهاز المناعي، ومن هذه العلاجات:

  1. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية المعروفة بالمسكنات؛ ومنها إيبو بروفين وأدفيل، التي تستخدم لتقليل تورم المفاصل واحمرارها.
  2. مضادات الملاريا؛ ومنها هيدروكسي كلوروكين المعروف باسم بلاكينيل؛ التي تُساعد بشكل عام على تثبيط استجابة الجهاز المناعي.
  3. الستيرويدات القشرية، التي تُساعد في تقليل الالتهاب؛ ومنها بريدنيزون، إضافةً إلى مثبطات المناعة التي تعمل على خفض استجابة الجهاز المناعي؛ ومنها الآزوثيوبرين والميثوتريكسات.

العلاجات المتقدمة لمرض الذئبة الحمراء

الحقيقة أن خطة العلاج لا تتوقف عند تناول بعض الأدوية المثبطة للمناعة أو المضادة للالتهاب؛ لأن المرض يؤثر على أجهزة الجسم المتنوعة؛ لذلك يدخل في تحديد الخطة العلاجية مجموعةً من الأطباء؛ منهم:

  1. أخصائي أمراض المفاصل والروماتيزم والأمراض المناعية المتنوعة.
  2.  أخصائي أمراض جلدية.
  3. أخصائي أمراض قلب وأوعية دموية.
  4. أخصائي أمراض الكلى لعلاج تلف الكلى.

خطورة مرض الذئبة الحمراء

في الواقع مرض الذئبة الحمراء متنوع من حيث شدة أعراضه وخطورتها؛ فبعض الأشخاص يستطيعون التعايش مع المرض لفتراتٍ طويلة مع تناول بعض الأنواع من الأدوية، فيما يتعرض آخرون لمشاكل خطيرة بسبب مهاجمته الشرسة للقلب والكبد والكلى، كما أن العديد منهم يشعرون بالقلق؛ لعدم معرفتهم هل مرض الذئبة الحمراء معدي أم لا!... والحقيقة أنه غير معدٍ إطلاقًا؛ لذلك فعليًا لا يُمكن القول أنه مرض خطير أو عكس ذلك؛ لأن هذا يعتمد على الحالات الفردية.

منع مرض الذئبة الحمراء

قد لا نستطيع منع الإصابة بالمرض بشكلٍ مطلق، لكن قد يستطيع الشخص تجنّب العوامل المساعدة لظهور الأعراض؛ ومنها:

  • تقليل التعرض للشمس: إذا شعر الشخص بالتحسّس أو تهيّج الجلد نتيجة التعرض لأشعة الشمس عندها يجب عليه تقليل التعرض لها، أو تحديد الوقت المناسب مع مراعاة ارتداء الملابس الواقية منها، واستخدام واقي الشمس لحجب الأشعة الفوق بنفسجية.
  • تجنّب بعض الأدوية: بعض الأدوية بحسب دراسات ومصادر موثوقة تجعل الجسم أكثر حساسيةً للشمس؛ ومنها بعض أنواع المضادات الحيوية مثل مينوسيكلين، بالإضافة إلى بعض الأنواع من مدرات البول؛ مثل فوروسيميد أو هيدروكلوروثيازيد.
  • تجنّب العدوى: عن طريق الامتناع عن مخالطة الأشخاص المصابين بنزلات البرد أو الالتهابات الأخرى، التي تحفّز جهاز المناعة.
  • تقليل الإجهاد: عن طريق ممارسة التمارين المتنوعة التي تُساعد على تقليل الإجهاد والاسترخاء؛ ومنها تمارين اليوغا، أو من خلال الحصول على التدليك والنوم الكافي.

هل تتعارض الذئبة الحمراء والزواج؟

الحقيقة أن معظم المصابين تتمحور أسئلتهم حول تأثيرها على الزواج، وهل مرض الذئبة الحمراء معدي من خلال الاتصال الجنسي أم لا، والعديد من الاستفسارات المهمة حول هذا الموضوع؛ فالمرض فعليًا يؤثر سلبًا على الزواج والعلاقات الجنسية من ناحية الآلام المصاحبة له، والتعب الشديد والإرهاق الذي يؤثر على الزواج، بالإضافة إلى عدم القدرة على أداء الواجبات اليومية، ناهيك عن انخفاض الرغبة الجنسية أو انعدام القدرة البدنية، التي تؤثر بشكلٍ سلبيّ على الحياة الجنسية، من هنا يمكننا القول أن الذئبة الحمراء تتعارض فعليًا مع الزواج، لكن هذا التعارض ليس من الناحية الطبية بل من الناحية النفسية والجسدية، كما أن بعض النساء تعاني من حالات جفاف تصل إلى المهبل، وتسبّب ألمًا أثناء ممارسة الجنس، إضافةً إلى ألم المفاصل الذي يؤثر سلبًا على الزواج أيضًا.

أما بالنسبة للرجال المصابين بالذئبة الحمراء؛ فإن الآثار السلبية الناتجة عن المرض تتمثل أيضًا في التعب وألم في المفاصل، الذي يعيق ممارسة الجنس، كما أن الانتصاب يتأثر ببعض الأدوية التي يتم تناولها، فيما تُقلل بعضها من الرغبة الجنسية بشكل عام، لكن بعض المصابين لا يشعرون بأي تأثير على الزواج أو على الحياة الجنسية، خصوصًا عند السيطرة على الأعراض، واللجوء للطبيب وطلب المساعدة بهذا الخصوص، ما يُساعد المرضى على تلقّي العلاجات المناسبة؛ لتخفيف الألم أو الحديث عن وضعيات مختلفة وغيرها من الأمور التي قد تُساعدهم على عيش حياة طبيعية، كما أن المرض لا ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي مطلقًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل تعتبر طقطقة الركبة خطيرة؟

هل تعتبر جرثومة المعدة معدية من شخص لآخر؟

هل يمكن معرفة أسباب الفشل الكلوي؟

هل ينتقل الإيدز عن طريق اللعاب؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على