` `

هل التحسس من الجلوتين خطير؟

صحة
9 سبتمبر 2021
هل التحسس من الجلوتين خطير؟
المصابين بالاضطرابات الهضمية على استعداد وراثي للإصابة بحساسية الجلوتين (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُعدّ التحسس من الجلوتين واحدًا من الأمراض التَّحسّسيّة المُنتشرة؛ حيث تُشير بعض الإحصائيّات إلى أنّ 6% من سُكّان الولايات المُتّحدة الأمريكيّة يصابون بهذا الدّاء مقابل 1% من السُّكّان الذين يُصابون بالاضطرابات الهضميّة، ويساعدنا هذا المقال على معرفة أبرز الأعراض التي تدلّ على إصابة المريض بداء الحساسيّة من الجلوتين، إلى جانب ذكر طريقة تشخيص المرض وكيفيّة الوقاية منه أيضًا.

هل التحسس من الجلوتين خطير؟

يُعدّ الجلوتين من الموادّ البروتينيّة الموجودة في العديد من الأطعمة؛ كالقمح والشّعير، ويتعرّض الكثير من الأشخاص إلى ردّة فعل تحسّسيّة عند تناول أيّ طعام يحتوي على هذه المادّة؛ إلّا إنّ الحساسيّة المذكورة لا تتسبّب بأضرارٍ دائمة في المعدة أو الأعضاء الأُخرى من الجسم، فيما يُمكن أن ينتج عن التحسس من الجلوتين بعض الحالات المرضيّة الخطيرة على المدى الطّويل؛ إذا نشأت هذه الحالة عن حالة أخرى تُعرف باسم مرض الاضطرابات الهضمية؛ فإنّ مرض الاضطرابات الهضميّة يختلف عن الحساسيّة من الجلوتين، والمصابين بالاضطرابات الهضمية على استعداد وراثي للإصابة بحساسية الجلوتين دون عكس.

ما هي عوامل خطورة الإصابة بمرض التحسس من الجلوتين؟

هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بأمراض حساسيّة الجلوتين، وأبرزها الأسباب الآتية:

  • العوامل الوراثيّة: تزداد نسبة الإصابة بمرض التحسّس من الجلوتين أو أمراض الحساسيّة من الأطعمة الأُخرى عند وجود أيّ من أفراد العائلة المصابين بهذه الأمراض؛ وذلك بسبب الجينات الوراثيّة التي تنتقل إلى الأبناء.
  • العُمُر: تنتشر الإصابة بهذا المرض عند الأطفال الرُّضّع والأطفال الذين لم يكتمل نموّ جهازهم المناعيّ بعد؛ إذ يعتبر الغلوتين مُضر لهذه الفئة، ويُمكن أن يصيب هذا المرض البالغين أيضًا؛ إلّا أنّه أكثر شيوعًا عند الأطفال.

ما هي أنواع مرض التحسس من الجلوتين؟

فيما يأتي بأمراض الأنواع لمرض التحسس من الجلوتين:

  • الاعتلال المعويّ الجلوتينيّ: يُعرف هذا المرض باسم مرض الاضطرابات الهضميّة، وهو أحد أمراض المناعة الذّاتيّة الخطيرة، وعلاجه الوحيد -حتّى يومنا هذا- اجتناب الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين مدى الحياة.
  • التّحسُّس الجلوتينيّ اللّابطنيّ: تظهر أعراض التحسس من الجلوتين عند المُصابين بهذا المرض دون ظهور أعراض الاضطرابات الهضميّة، ولا يوجد علاج معروف لهذا الدّاء كذلك حتّى يومنا هذا.
  • الاختلاج الجلوتينيّ: يندرج الاختلاج الجلوتينيّ في أمراض المناعة الذّاتيّة، ويتسبّب هذا المرض بالهجوم على الدّماغ والجهاز العصبيّ للإنسان عند تناول أيّة أطعمة تحتوي على الجلوتين، وهو من الأمراض النّادرة جدًّا.
  • الطّفح الجلوتينيّ: يُسمّى الطّفح الجلوتينيّ بالتهاب الجلد الهربسيّ الشّكل، وهو طفح جلديّ ذي لون أحمر يظهر عند تناول الأطعمة الغنيّة بالجلوتين، ويصاحب هذا الطّفح حكّة جلديّة عند المصابين.
  • حساسيّة القمح: تظهر أعراض الحساسيّة عند المصابين بهذا النّوع عند تناول المأكولات التي تحتوي على القمح؛ فهي مرتبطة بمكوّنات القمح لا بالجلوتين وحده إلّا أنّها تُعرف باسم حساسيّة الجلوتين عند كثير من النّاس.

ما هي أعراض التحسس من الجلوتين؟

تظهر العديد من الأعراض المُصاحبة لمرض حساسيّة الجلوتين، وفيما يأتي بعضًا منها:

  • آلام واضطرابات البطن: تظهر العديد من الأعراض التي تُسبّب آلام البطن عند تناول الجلوتين من قبل المصابين بالحساسيّة، وتشتمل هذه الأعراض على: الانتفاخ والغازات والإمساك أو الإسهال المُزمن.
  • الغثيان: تقوم الخلايا المناعيّة بفتح نتوءات داخل الزّغابة المعويّة عند تناول الجلوتين من قبل المصابين بالحساسيّة المذكورة؛ ممّا يؤدّي إلى الشّعور بالغثيان، ويعتمد تحديد مُدّة التئام هذه النّتوء على مقدار الضّرر الذي تسبّبت به المناعة.
  • الصُّداع: أحد أسباب الصداع هو حساسيّة الجلوتين؛ إذ يظهر لدى المصابين بهذا المرض عند تناول أيّ من الأطعمة الغنيّة بالجلوتين دون وجود سبب معروف حتّى الآن، وعادة ما يكون صداعًا نصفيًّا.
  • تشوّش الدّماغ: يشعر بعض مصابي مرض الحساسيّة من الجلوتين بعدم القدرة على التّركيز والتذكّر كما ينبغي عند تناول الأطعمة الجلوتينيّة، ويُعرف هذا العَرَض باسم تشوّش الدّماغ.
  • التهاب المفاصل: يُمكن أن يتسبّب تناول الجلوتين بالتهاب المفاصل عند بعض مصابي التحسس من الجلوتين، وينتج عن هذا الالتهاب بعض الآلام، إلى جانب تيبّس في المفاصل أحيانًا.
  • الاعتلال العصبيّ: يتسبّب الاعتلال العصبيّ بالعديد من الاضطرابات التي تُصيب الجهاز العصبيّ المُحيطيّ، ويشمل ذلك أعصاب الوجه والذّراعين واليدين والسّاقين والقدمين والجذع وبعض الأعصاب في الجمجمة.
  • التّعب: إنّ التّعب واحدٌ من أكثر أعراض حساسيّة الجلوتين شيوعًا عند المُصابين، ويتحسّن هذا التّعب عند اتّباع المُصاب نظامًا غذائيًّا مناسبًا خاليًا من الجلوتين بناءً على إحدى الدّراسات.
  • مشاكل البشرة: ترتبط بعض الالتهاب والطّفح الجلديّ عند المُصابين بمرض حساسيّة الجلوتين أحيانًا، إلى جانب التّقرُّحات التي تظهر في الجلد أيضًا، وذلك عند تناول الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.
  • الاكتئاب: تشير بعض الدّراسات إلى وجود صلة مُحتملة بين الإصابة بحساسيّة الجلوتين وقدرة الجسم على امتصاص بعض الأغذية الأُخرى، ووجدت الدّراسة بأنّ بعض هذه الأغذية تؤثّر على وظائف المُخّ وتؤدّي إلى الاكتئاب.
  • فقر الدّم: إنّ الجزء المسؤول عن امتصاص الحديد من الأمعاء يتأثّر بشكل مباشر عند تناول الجلوتين من قبل المصابين بالحساسيّة، وهو ما يتسبّب بمرض فقر الدم عند كثير من الأشخاص الذين لديهم الحساسيّة المذكورة.

كيف يتم تشخيص مرض التحسس من الجلوتين؟

على الرّغم من عدم وجود اختبار لتشخيص الإصابة بمرض التحسس من الجلوتين مباشرةً؛ إلّا إنّ الأطبّاء يقومون بإجراء الخطوات الآتية؛ للتّأكّد من إصابة المريض بهذا الدّاء:

  • تناول الأطعمة الغنيّة بالجلوتين: ينبغي على المريض اتّباع نظام غذائيّ يحتوي على الجلوتين مُدّة ستّة أسابيع تقريبًا مع إجراء الفحوصات خلال هذه المُدّة لاستبعاد مرض حساسية القمح أو مرض الاضطرابات الهضميّة.
  • التّوقّف عن تناول الجلوتين: يقوم المريض باستبعاد الجلوتين من نظامه الغذائيّ مُدّة ستّة أسابيع على الأقلّ بعد الخطوة السّابقة مع تسجيل جميع الأعراض، التي تحسّنت عند التوقّف عن تناول الجلوتين.
  • العودة إلى تناول الجلوتين: على المريض إدخال الجلوتين إلى نظامه الغذائيّ تدريجيًّا في هذه المرحلة؛ حيث تُشير عودة الأعراض مرّة أُخرى -بعد تَحسّنّها عند استبعاد الجلوتين- إلى إصابة المريض بحساسيّة الجلوتين.

ما هي أبرز الأطعمة الخالية من الجلوتين؟

تضمّ القائمة الآتية عدّة من الأطعمة التي لا تحتوي على الجلوتين:

  • الذُّرة الرّفيعة: إنّ الذُّرة واحدة من الأطعمة الغنيّة بالمركّبات النباتيّة، التي تُساعد في الحدّ من الالتهابات، إلى جانب تقليل مُستويات السُّكّر في الدّم، كما أنّها خالية من الجلوتين أيضًا.
  • الكينوا: تُعدّ الكينوا واحدة من أكثر الأطعمة الغنيّة بالجلوتين شُهرة، كما أنّها تحتوي على الكثير مُضادّات الأكسدة، وهي من المصادر الجيّدة للألياف والبروتينات النّباتيّة والأحماض الأمينيّة.
  • الشّوفان: تحتوي العديد من مُنتجات الشّوفان على كمّيّات قليلة من الجلوتين؛ إلّا إنّ الشّوفان بذاته خالٍ من هذه المادّة التي تُسبّب الحساسيّة لبعض الأشخاص، ويساعد الشّوفان في التّقليل من نسبة الكوليسترول وتنظيم السُّكّر في الدّم.
  • الحنطة السّوداء: تُساعد الحنطة السّوداء في التّقليل من عوامل خطورة الإصابة بأمراض القلب، وتشير بعض الدّراسات إلى أنّها من الأطعمة التي يُمكنها تحسين أعراض الزهايمر أيضًا.
  • القُطَيفة: تشير بعض الدّراسات إلى فعاليّة القُطَيفة في التّقليل من الالتهابات وعوامل الخطورة للأمراض القلب، وهي من الأغذية الغنيّة بالألياف، إلى جانب كونها خالية من الجلوتين الذي يُسبّب التحسس من الجلوتين.
  • الأثب الطّیفي: لا يحتوي الأثب الطّیفي على الجلوتين؛ إلّا إنّه غنيّ بالمُغذّيات التي يحتاجها جسم الإنسان؛ ومنها البروتينات التي تساعد على الشّعور بالشّبع، إضافةً إلى الألياف التي تساعد على فقدان الوزن وتحسين الانتظام الغذائيّ.
  • الذُّرة: تحتوي الذُّرة على الألياف، بالإضافة إلى الكاروتينات واللّوتين والزّياكسانثين التي تُعدّ من مضادّات الأكسدة، كما أنّها من الأطعمة التي تخلو عن الجلوتين أيضًا.
  • الأرزّ الكامل: يعتقد الكثير بأن الأرز يحتوي على الغلوتين وهذا خطأ شائع؛ إذ تم التأكّد من خلوّ الأرزّ الأبيض والأرزّ الكامل ذي اللّون البُنّيّ من هذه المادة؛ إلّا إنّ الأرزّ الكامل يحتوي على مزيد من العناصر الغذائيّة التي يحتاجها الإنسان، ومنها: الألياف والبروتين والمغنيسيوم والسّيلينيوم.

كيف تتم الوقاية من أعراض التحسس من القمح والجلوتين؟

يُمكن للمصابين بحساسيّة الجلوتين اتّباع الخطوات الآتية للوقاية من أعراض هذه الحساسيّة:

  • اتّباع طريقة التّخزين الصّحيحة: لا بُدّ من تخزين الأطعمة التي تخلو من الجلوتين في أماكن مُخصّصة، مع الحرص على تخزينها في أوعية مُحكمة الإغلاق أيضًا؛ لضمان عدم وصول أيّة مواد جلوتينيّة إليها.
  • تنظيف الأسطح عند تحضير الطّعام: ينبغي على المُصابين بمرض التحسس من الجلوتين تنظيف الأسطح قبل تحضير الطّعام؛ لضمان عدم اختلاطه بالأطعمة الجلوتينيّة التي تمّ تحضيرها مُسبقًا.
  • الحرص عند تناول التّوابل والأطعمة الدُّهنيّة: تختلط التّوابل والأطعمة الدَّهنيّة بالجلوتين أحيانًا، ويجب على المصابين بالحساسيّة التّحقّق من عدم وصول أيّ من الفتات النّاتج عن الأطعمة الجلوتينيّة قبل تناولها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل تعد أضرار اللحوم المصنعة خطيرة؟

هل الدهون على الكبد خطيرة؟

هل أعراض نقص المغنيسيوم خطيرة؟

هل يعتبر علاج حساسية الجلد والهرش في المنزل فعالًا؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على