` `

هل يوجد فرق بين الخرف والزهايمر؟

صحة
19 أكتوبر 2021
هل يوجد فرق بين الخرف والزهايمر؟
يُعد الزهايمر واحدًا من الأمراض التي تؤدي إلى الخرف (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

لا بُد من معرفة الفرق بين الخرف والزهايمر؛ ليتمكّن مُقدم الرعاية الصحية من التعامل مع هذين المرضين بالشكل المُناسب، وتزويد المريض بالإرشادات المُناسبة التي تُساعده في الوقاية من تطوّر الأعراض وزيادة المشاكل العقلية أو الصحية، ويحرص هذا المقال على توضيح الفرق بين الإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف، ويتطرق كذلك إلى ذكر الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالزهايمر، ومراحل هذا المرض، وكيفية التعامل مع المُصابين به أيضًا.

ما هو الفرق بين الخرف والزهايمر؟

يُشير الخرف إلى انخفاض القدرة العقلية عند المريض بشكل يؤثر على حياته اليومية، ويُعد الزهايمر واحدًا من الأمراض التي تؤدي إلى الخرف، وهذا يعني أن الزهايمر مرض مُحدد له أعراضه وأسبابه، في حين يُصنّف الخَرَف على أنه أحد الحالات الصحية العامة التي يُمكن أن تظهر نتيجةً للإصابة ببعض الأمراض الأخرى، وهذا هو الفرق بين الخرف والزهايمر بشكل أساسي.

كيف تظهر أعراض مرض الزهايمر؟

توجد العديد من الأعراض التي تُصاحب الإصابة بمرض الزهايمر، وأبرزها ما يأتي:

  • مشاكل الذاكرة: يتعرض المُصابون بالزهايمر إلى نوبات من فقدان الذاكرة على نحوٍ مُستمرٍ، وتزداد هذه النوبات وتتفاقم مع التقدم في المرض وتؤثر على أداء الوظائف المُختلفة في العمل أو المنزل أحيانًا.
  • صعوبات التفكير والاستدلال: يواجه مريض الزهايمر صعوبةً في التفكير والاستدلال، خصوصًا فيما يتعلق بالمفاهيم المُجردة، كما يصعب على المريض القيام بعدّة مهام معًا في نفس الوقت أيضًا.
  • الحدّ من القدرة على اتخاذ القرارات: تظهر بعض المشاكل التي تتعلق باتخاذ القرارات المُناسبة عند مرضى الزهايمر أحيانًا، ويشمل ذلك الصعوبة في ارتداء الملابس المُناسبة، أو اتخاذ القرارات المُناسبة في طريقة طهو الطعام.
  • صعوبة القيام بالأنشطة الروتينية: يُصاحب مرض الزهايمر صعوبات في إجراء الأنشطة الروتينية التي تحتاج إلى تسلسل وتخطيط؛ وذلك مثل التخطيط لطهو الطعام وأكله، أو التخطيط للخروج وممارسة الأنشطة الرياضية المُفضلة.
  • المشاكل السلوكية: تطرأ العديد من التغيّرات السلوكية على المرضى عند الإصابة بمرض الزهايمر، ومن ذلك الاكتئاب وتغيّر عادات النوم والتقلبات المزاجية، كما تظهر السلوكيات العدوانية عند البعض أيضًا.
  • مشاكل التحدث والقراءة: بالرغم من قدرة المريض على التحدث والقراءة والكتابة في الفترات الأولى من المرض؛ إلّا إنّ مشاكل القراءة والكتابة والتحدث تظهر في وقتٍ مُتأخرٍ من الزهايمر، وتؤثر على حياة المريض اليومية بشكلٍ كبيرٍ.

ما هي مراحل الزهايمر؟

يُمكن تقسيم الزهايمر إلى سبع مراحل كما يأتي:

  • مرحلة السلوك الخارجي الطبيعي: يبدأ المرض في هذه المرحلة بصمتٍ ودون ظهور أي من الأعراض الخارجية على المُصاب، ويُمكن اكتشاف المرض في هذه المرحلة عن طريق صور الأشعة المقطعية المُخصصة لهذه الغاية.
  • مرحلة الضعف الإدراكي الطفيف: تظهر بعض الأعراض الطفيفة التي يصعب إدراكها من قبل الطبيب أو المريض في هذه المرحلة، وتشمل المرحلة الثانية نيسان بعض الكلمات أو وضع الأشياء في غير مكانها.
  • مرحلة الضعف الإدراكي المُعتدل: في المرحلة الثالثة تبدأ بعض المشاكل بالظهور مع مُلاحظتها من قبل الأشخاص المُقربين، ومن ذلك التعرض إلى مشاكل في وضع الخطط، أو تذكّر أسماء الأشخاص الذين تعرّف عليهم المريض مؤخرًا.
  • مرحلة الضعف الإدراكي المُتوسط: تزداد حدّة أعراض الزهايمر في مرحلة الضعف الإدراكي المُتوسط لتشمل نيسان بعض التفاصيل الشخصية، ومشاكل وضع الخطط، أو القيام بالمهام الروتينية المُتسلسلة؛ مثل تنظيف المنزل.
  • مرحلة الضعف الإدراكي المُتوسطة الحاد: يصعب على المريض تذكر الوقت أو المكان في هذه المرحلة أحيانًا مع مواجهة الكثير من الصعوبات الأخرى؛ ومنها الصعوبة في تحديد الملابس المُناسبة لارتدائها.
  • مرحلة الضعف الإدراكي الحاد: ينسى مرضى الزهايمر أسماء الأشخاص المُقربين في هذه المرحلة أحيانًا مع تذكر وجوههم، كما تظهر لديهم الكثير من الأوهام في مرحلة الضعف الإدراكي الحاد.
  • مرحلة الضعف الإدراكي الحاد جدًا: يفقد مريض الزهايمر القُدرة على المشي أو الأكل في هذه المرحلة، ويحتاجون إلى الكثير من المُساعدة؛ ليتمكّنوا من القيام بأنشطتهم الأساسية؛ مثل الشرب وأكل الطعام والذهاب إلى المرحاض.

هل تعتبر أصعب مراحل الزهايمر خطيرةً؟

يُمكن لأصعب مراحل الزهايمر أن تكون خطيرةً إذا لم يتلقَ المريض الرعاية المُناسبة؛ فإن المرضى في هذه المرحلة يفقدون القدرة على مُمارسة الأنشطة الطبيعية اللازمة لاستمرار الحياة؛ مثل: الأكل، أو الشرب، أو الذهاب إلى المرحاض، كما يتعرض المُصابون بالزهايمر في مراحله الأخيرة إلى تصلّب في جسدهم، وفقد القدرة على التنقل أو الجلوس أيضًا.

كيف يمكن التعامل مع المُصابين بمرض الزهايمر؟

يلجأ البعض إلى علاج الزهايمر بالحجامة مع التزام العديد من الإرشادات، التي تُساعد في الحدّ من تطور مرض الزهايمر عند المُصابين، وفيما يأتي بعضًا من الإرشادات للتعامل مع مرضى الزهايمر في مُختلف مراحل المرض؛ بما فيها المراحل الأكثر صعوبة:

  • تناول مثبطات الكولينستيراز: تستطيع هذه المُثبطات زيادة مستويات التواصل بين خلايا الدماغ عند المُصاب بداء الزهايمر، وتُساعد مثبطات الكولينستيراز في تحسين أعراض المرض وتُبطئ عملية تقدمه.
  • تناول الميمانتين: يُمكن للميمانتين المُساعدة في الحدّ من سرعة تقدم مرض الزهايمر في مرحلته الخامسة؛ إلّا إنّ له آثارًا جانبية نادرة تشتمل على الدوار والارتباك.
  • توفير البيئة الآمنة المُناسبة: ينبغي على المُقربين من مريض الزهايمر توفير البيئة الآمنة، التي تضمن مُتابعة حياته على نحوٍ جيدٍ؛ ومنها: تثبيت درابزين الأدراج، والتقليل من عدد المرايا في المنزل، وعمل الترتيبات اللازمة لاستخدام الأموال.
  • الحصول على فيتامين E: على مرضى الزهايمر الحصول على كميات مُناسبة من فيتامين E؛ لمقاومة تقدم هذا المرض مع تقدم العُمر، وذلك للمُصابين ضمن المراحل الطفيفة أو المتوسطة.
  • تناول الكركمين: يُمكن للكركمين التأثير على عمليات الدماغ بشكل إيجابي نتيجةً لمُضادات الأكسدة التي يحتوي عليها، ويتم استخراج الكركمين المذكور من الكركم كما يوحي اسمه.
  • تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية: على الرغم من عدم اكتشاف أيّة آثار لأحماض أوميغا 3 الدهنية في الحدّ من تقدم الزهايمر؛ إلّا إنّ هذه الأحماض تُقلّل من خطورة الإصابة بأعراض الخرف الذي يُمكن أن يصاحب الزهايمر، بالرغم من الفرق بين الخرف والزهايمر.

هل يمكن التعامل مع مشكلة مريض الزهايمر والحمام؟

يستطيع مُقدم الرعاية لمرضى الزهايمر التعامل مع مشكلة الذهاب إلى الحمام من خلال الإرشادات الآتية:

  • إعداد الحمام بالشكل المُناسب: على مُقدم الرعاية وضع المقابض التي تُسهل على المريض استخدام الحمام مع توفير جميع التجهيزات الأخرى، وكذلك توفير مرحاض قريب ليستخدمه المريض في وقت النوم عند الحاجة.
  • الانتباه إلى حركات المريض: يُصدر بعض المرضى إشارات تدل على حاجتهم إلى الحمام؛ مثل شد الملابس أو التجول، كما أن لبعضهم أوقاتًا مُنتظمة لاستخدام الحمام، وتُساعدنا هذه الإشارات في التعامل مع المريض عند الحاجة إلى الحمام.
  • مُساعدة المريض عند الحاجة: لا بُدّ من مساعدة المريض إذا احتاج مُساعدةً في نزع الملابس قبل استخدام المرحاض، أو المُساعدة في ارتداء الملابس بعد الانتهاء أيضًا.
  • عدم استعجال المريض: ينبغي منح المرضى الراحة الكاملة عند استخدام المرحاض أو الدخول إلى الحمام وعدم استعجالهم لضمان تفريغ المعدة بالكامل؛ وذلك كيّ لا يطلب المريض المرحاض مرة أخرى في وقت قريب.
  • وضع العلامات المُناسبة في الحمام: تُساعد العلامات التي توضع في الحمام المريض على القيام ببعض الأمور الضرورية التي يُمكن نسيانها بسبب الزهايمر؛ ومنها: التنبيه على ارتداء الملابس، أو كيفية استخدام الحمام.
  • عدم التقليل من السوائل التي يشربها المريض: يلجأ البعض إلى تقليل السوائل التي يشربها المريض؛ للحدّ من ذهابه إلى الحمام، لكن ذلك يُمكن أن يتسبّب بالجفاف، الذي يؤدي إلى عدّة مُضاعفات أخرى؛ مثل التهاب المسالك البولية.

ما هي أسباب مرض الزهايمر؟

يعتقد العُلماء المُختصون بأن سبب الزهايمر يمكن في تراكم غير طبيعي للبروتينات داخل خلايا الدماغ؛ إلّا إنّهم لم يتمكّنوا من تحديد سبب تراكم هذه البروتينات بشكل دقيق، وفيما يأتي بعضًا من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بمرض الزهايمر:

  • العُمر: تزداد خطورة الإصابة بمرض الزهايمر عند الأفراد الذين تقلّ أعمارهم عن خمسة وستين عامًا، ويُمكن أن يُصيب الزهايمر المُبكر الإنسان بين الأربعين والخامسة والستين من العمر.
  • الوراثة: يُمكن أن تُسهم بعض الجينات التي يرثها الإنسان عن أبويه في الإصابة بمرض الزهايمر؛ إلّا إنّ خطورة الإصابة بهذا المرض نتيجةً للعوامل الوراثية تُعد مُنخفضة في مُعظم الأحيان.
  • مُتلازمة داون: إن الجينات المسؤولة عن إصابة الإنسان بمتلازمة داون تتسبّب كذلك في انتقال البروتينات في الدماغ مع مرور الوقت؛ ممّا يؤدي إلى زيارة خطورة هؤلاء الأفراد بأعراض الزهايمر.
  • إصابات الرأس: تُعد إصابات الرأس من العوامل التي تزيد خطورة إصابة الأفراد بمرض الزهايمر، وهناك العديد من الأبحاث التي يتم إجراؤها في الوقت الحالي لمعرفة مدى ارتباط الزهايمر مع الإصابات على الرأس.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: تُشير الأبحاث إلى وجود ارتباط بين الإصابة بالزهايمر وأنماط الحياة التي تُسبب أمراض القلب والأوعية الدموية؛ ومنها: التدخين وداء السكري وارتفاع ضغط الدم.

ما هي الاضطرابات العصبية المرتبطة مع الخرف؟

تظهر أعراض الخرف بسبب العديد من الأمراض والاضطرابات العصبية الأخرى كما سبق في الحديث عن الفرق بين الخرف والزهايمر، وفيما يأتي بعضًا من أبرز الاضطرابات التي تؤدي إلى الخرف:

  • داء هنتنغتون: عادةً ما تظهر أعراض الخرف المُرتبطة بهذا المرض في سنّ الثّلاثين أو الأربعين، وهو واحد من الأمراض التي تؤدّي إلى ضمور بعض الخلايا العصبيّة في كلّ من النّخاع والحبل الشّوكيّ؛ بسبب طفرة جينيّة.
  • إصابات الدماغ الرضحيّة: تنتج الإصابات الرضحيّة للدماغ بسبب الصّدمات التي يتعرّض إليها الرأس بشكل مُتكرّر، وتزداد خطورة الإصابة بهذا المرض، الذي يؤدّي إلى ظهور أعراض الخرف، عند المُلاكمين والجنود ولاعبي كرة القدم.
  • مرض باركنسون: تؤدّي الإصابة بمرض باركنسون إلى التّأثير على حركة الإنسان وإصابته بالارتعاش، ويُسمّى هذا المرض كذلك باسم الشّلل الارتعاشيّ، وعادةً ما تظهر أعراض الخرف عند المُصابين به في المراحل المُتأخّرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل مرض الزهايمر يسبب الوفاة من الناحية الطبية؟

هل طرق تنشيط الذاكرة فعالة؟

هل يمكن علاج فقدان الشهية النفسي؟

هل يمكن تحديد الفترة الزمنية بين نوبات الصرع؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على