` `

هل يوجد أضرار وفوائد لسكر الفركتوز؟

صحة
21 أكتوبر 2021
هل يوجد أضرار وفوائد لسكر الفركتوز؟
يُعتبر الفركتوز سكرًا أو مُحلّيًا طبيعيًا موجود بشكل أساسي في الفواكه (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُعتبر البحث عن أضرار وفوائد سكر الفركتوز موضوعًا خصبًا ومثيرًا للجدل ومتشعبًا من حيث النتائج والأبحاث؛ إذ يكثُر البحث عن آثاره على صحة الإنسان بسبب استخدامه في معظم أنواع الأطعمة، واعتباره جزءًا مهمًا من الأنظمة الغذائية الصحية في العديد من الحالات المختلفة؛ لذلك سنتحدث عن طرق الإستفاده منه بشكل أفضل، وطرق تجنّب الأضرار إن وجدت بحسب دراسات وأبحاث علمية مؤكّدة.

ما هو الفركتوز؟

قبل الحديث عن أضرار وفوائد سكر الفركتوز يجب أولًا تعريفه ومعرفة طريقة الحصول عليه؛ إذ يُعتبر الفركتوز سكرًا أو مُحلّيًا طبيعيًا موجود بشكل أساسي في الفواكه وعصائرها وفي العسل وبعض أنواع الخضار، ويُعتبر من أحلى أنواع السكر؛ لذلك يتم استخدامه بشكل واسع في مجال تحلية المشروبات والمأكولات، وقد يكون أحد أهم عناصر الأنظمة الغذائية الصحية، لكنه أيضًا أحد المكونات الأساسية لشراب الذرة عالي الفركتوز المصنوع بشكل أساسي من نشا الذرة والمُستخدم لتحلية الأنواع المختلفة من الاغذية غير الصحية؛ مثل المشروبات الغازية أو الحلويات؛ لذلك يربط العديد من الباحثين بين الفركتوز والأغذية الغنية فيه بالأمراض المتنوعة، لكن الحقيقة أن تناوله باعتدال لا يُعتبر مضرًا بشكل كبير وفق العديد من الأبحاث والدراسات، وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل.

الفرق بين الفركتوز والجلوكوز

عادةً ما يرتبط الفركتوز مع الجلوكوز مُشكّلًا سكر المائدة، كما يتواجدان معًا في مجموعة من الأغذية ويختلفان من حيث طريقة تعامل الجسم معهما ومن ناحية التركيبة، ويمكن إجمال الفروق بينهما فيما يلي:

  • الجلوكوز: يُعتبر مصدر الطاقة الأساسي في الجسم؛ إذ يقوم الجسم بتكسيره في الخلايا ويتم امتصاصه في الأمعاء الدقيقة للحصول على الطاقة، و يُحفّز البنكرياس على إفراز الأنسولين، الذي يسمح للخلايا باستخدامه من أجل الحصول على الطاقة.
  • الفركتوز: يعمل الكبد على تحويله إلى جلوكوز ليتمكن الجسم من استخدامه، ولا يُسبب زيادةً في إفراز الأنسولين، كما أنه لا يُسبب إطلاق الهرمونات المتنوعة؛ مثل اللبتين.

مصادر الفركتوز

تتنوع مصادر الفركتوز وتشمل:

  • سكر المائدة المصنوع من مزيج من الفركتوز والجلوكوز.
  • رحيق الصبار.
  • العسل الذي يحتوي على نسب متساوية من الفركتوز والجلوكوز.
  • عصير الفواكه.
  • مركبات الكربون الهيدرو فلورية، التي يتم صناعتها عن طريق إضافة بعض الإنزيمات لنشا الذرة، الذي يُعتبر في الأصل جلوكوز نقي؛ لإنتاج مُحلّي قوي يحتوي على نسب متفاوتة من الفركتوز.
  • بعض أنواع الفواكه؛ ومنها:
    • الكمثرى.
    • التفاح وعصير التفاح.
    • التين.
    • الإجاص.
    • الخوخ.
    • العنب.
  • بعض أنواع الخضار التي تحتوي على الفركتوز بكميات أقل من الفواكه؛ مثل: الهليون، والهندباء، والبصل، والخرشوف.

ما هي أضرار وفوائد سكر الفركتوز؟

الحقيقة أن الفركتوز الطبيعي الناتج عن الخضار والفواكه مُفيد للإنسان، لكن الأشكال غير الطبيعية أو المعالجة هي الضارة التي تُؤثر سلبًا على صحته؛ مثل مركبات الكربون الهيدرو فلورية المعروفة باسم شراب الذرة عالي الفركتوز، وهو أحد أنواع المُحلّيات التي يبحث العلماء عن آثارها وأضرارها على الجسم، لكن يجب التنويه إلى أنّ العلماء لا يستطيعون فصل تأثير الفركتوز على الجسم؛ بسبب احتواء معظم الأغذية الغنيّة به على أنواع أخرى من السكريات؛ لذلك فإنّ الضرر مشترك بين هذه الأنواع، كما أن أضرار الفركتوز تحدث عادةً بسبب طريقة تعامل الجسم معه؛ إذ لا يتم استقلابه إلّا في الكبد، بينما يتم استقلاب الجلوكوز في جميع خلايا الجسم، لكن إلى الآن لم يستطع الباحثون تأكيد أضرار الفركتوز بشكل قاطع على الإنسان وتحديد الكميات المُوصى بها بشكل دقيق، فيما يُشار إلى بعض المخاطر جراء الإفراط في تناوله، ومن أهمها:

  •  مخاطر الإصابة بالسمنة: يُشير العديد من الباحثين إلى علاقة الفركتوز بزيادة خطر الإصابة بالسمنة؛ بسبب تحفيز تخزين الدهون الزائدة في الجسم، بالإضافة إلى عدم تأثيره على هرمونات الشبع؛ مثل اللبتين، بل تأثيره على هرمونات فتح الشهية؛ ممّا يُسبب تناول كميات أكبر من الطعام، ناهيك عن تأثيره المقاوم لهرمون اللبتين الذي قد يُسبب اختلالًا في توازن الدهون وبالتالي السمنة.
  • مقاومة الأنسولين: تربط العديد من الدراسات بين استهلاك الفركتوز والإصابة بمقاومة الأنسولين، التي تُسبب مشاكل متعددة للجسم، بالإضافة إلى العَرض الأكثر شهرةً وهو السمنة، لكنها أيضًا قد تُسبب زيادة الالتهابات وأمراض السكري وتصلب الشرايين والقلب وغيرها من الأمراض.
  • الإصابة بأمراض القلب: قد يُسبب الفركتوز أو الإفراط في تناوله في زيادة مستويات الكوليسترول مُسببًا تراكم الدهون حول الأعضاء الداخلية ومنها القلب؛ لأن معالجة الفركتوز في الكبد تجعل الكبد مصنعًا لإنتاج وتخزين الدهون؛ ومنها الدهون الثلاثية والكوليسترول؛ لذلك فإن الفركتوز المسؤول الأول عن الكوليسترول وليس الدهون كما كان الاعتقاد السائد.
  • ارتفاع ضغط الدم: قد يُسبب الإفراط في تناول الفركتوز زيادة مستوى حمض البوليك في الدم الناتج عن تكسيره إلى جلوكوز؛ ممّا يُسبب مرض النقرس وارتفاع ضغط الدم، إضافةً إلى تعزيز إجهاد الجذور الحرّة وتقلّص العضلات الملساء في الشرايين؛ وهذا ما يجعله مرتبطًا بشكل كبير بمرض النقرس وأمراض الكلى.
  • الكبد الدهني: قد يتسبّب الإفراط في تناول الفركتوز في تراكم الدهون على الكبد، التي قد تُسبب لاحقًا تلف الكبد وتشمعه، لذلك يُمكن القول أن سكر الفركتوز المسبب الرئيسي لعمليات زراعة الكبد في العالم. 
  • زيادة الالتهابات في الجسم: قد يُسبب الإفراط في تناول الفركتوز في إحداث ثقوب صغيرة في بطانة الأمعاء، وهي حالة مرضية تعرف باسم القناة الهضمية المسرّبة، التي تسمح بدخول البروتينات الغريبة والبروتينات البكتيرية إلى مجرى الدم مُسببةً العديد من الأمراض والالتهابات.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي: بعض الأشخاص يُعانون من سوء امتصاص الفركتوز، الذي يُسبب غازات مفرطة؛ نظرًا لمعاملته على أنه كربوهيدرات قابلة للتخمّر.
  • التأثير على جهاز المناعة: تشير العديد من الدراسات أن الفركتوز يؤثر سلبًا على جهاز المناعة، ويُسبب إنتاج الجزيئات التفاعلية المرتبطة بالالتهاب، وبالتالي تلف الأنسجة والخلايا وتوقّف أعضاء الجسم عن العمل بالشكل المطلوب، وهذا يبرّر القول أن السكر المسؤول الأول عن تثبيط مناعة الجسم وزيادة المخاطر المتنوعة.

فوائد الفركتوز

العديد من الباحثين يُحاولون إثبات أن الفركتوز لا يُعتبر المسؤول عن الأمراض المختلفة المرتبطة به؛ مثل السمنة، خصوصًا عند مقارنته بالمُحلّيات الأخرى؛ وذلك لأن المشروبات المُحلّاة بالفركتوز تحتوي على سعرات حرارية عالية، هي السبب عن زيادة الوزن وليس السكر بحسب دراسات أجريت عام 2014، كما أن منظمة الصحة العالمية أدرجت مركبات الكربون الهيدرو فلورية المحتوية على كميات عالية من الفركتوز ضمن الأغذية الآمنة للأكل، ولم تُصرّح بأن الأغذية المحتوية عليها أقل أمانًا من الأنواع المحتوية على مُحلّيات أخرى، لكن يُمكن القول أن التقليل من جميع أنواع السكريات واستخدامها باعتدال هو الأفضل للصحة العامة، كما أن أضرار وفوائد سكر الفركتوز لا زالت موضوع بحث لدى العديد من المختصين؛ إلّا إنّ معظمهم يتحدثون عن تناوله بكميات معتدلة وعدم الإفراط في تناوله؛ للحصول على الفوائد المتمثلة في تحلية الأغذية المتنوعة بشكل طبيعي، بالإضافة إلى فائدته لمرضى السكري واستخدامه كمُحلّي مناسب؛ بسبب دوره في تخفيض مستوى السكر في الدم أو تأثيره القليل على نسبة السكر في الدم مقارنةً بالمُحلّيات الأخرى، وتعزيز القدرة على التحكّم في سكر الدم، لكن الإفراط في تناوله قد يُسبب مشاكلًا أكبر للمرضى المعرضين للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ بسبب تأثيره على التمثيل الغذائي للدهون والإجهاد التأكسدي.

هل الفواكه الغنية بالفركتوز مُضرّة؟

ذكرنا أن معظم الدراسات تُشير إلى أضرار الفركتوز بشكل كبير، لكن هل هذا ينطبق على الفواكه التي تُعتبر أهم مصادره؟... الحقيقة لا؛ لأن الفواكه تحتوي على كميات معتدلة من الفركتوز؛ إذ إنّ الكميات القليلة جدًا قد يتم استقلابها في الأمعاء الدقيقة، لكن في حال زيادة الاستهلاك فإن استقلابه سيحدث داخل الكبد، كما أنها تحتوي على الكثير من الألياف الغذائية ومضادات الأكسدة والمعادن والفيتامينات، إضافةً إلى كونها أغذية منخفضة السعرات الحرارية، وقد يكون الإفراط في تناول الفركتوز من الفواكه أمرًا صعبًا؛ بسبب الحاجة إلى تناول كميات هائلة منها، فيما يُمكن الحصول على كميات هائلة عن طريق السكريات المُضافة وسكر المائدة، أما فيما يخص المرضى المصابين بالسكر مثلًا أو أيّ نوع من الأمراض المرتبطة بزيادة الفركتوز؛ فعليهم تناول كميات محددة من الفواكه أيضًا، خصوصًا في الفواكه الغنية بالفركتوز؛ مثل العنب والتوت.

الكميات المُوصى بتناولها من الفركتوز

تعتمد أضرار وفوائد سكر الفركتوز على كمية استهلاكه؛ إذ إن الاستخدام المفرط لمُحلّيات الفركتوز مُضرّ بالصحة بشكل كبير؛ لذلك تُوصي جمعية القلب الأمريكية بتناول كميات سكر المائدة مثلًا؛ بحيث تقل عن 5 ملاعق للنساء و9 ملاعق صغيرة للرجال؛ وذلك لتقليل المخاطر المحتملة؛ وأهمها الضغط الحاصل على الكبد لتحويل الفركتوز إلى جلوكوز، كما يُنصح بتقليل جميع أنواع المشروبات المحتوية على مُحلّيات صناعية؛ مثل القهوة والصودا وغيرها، والانتباه إلى ملصقات الأغذية والمواد الرئيسية المُكوّنة لها واستبدالها بالمنتجات الطبيعية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الامتناع عن السكر الأبيض مفيد للصحة؟

هل يمكن معرفة السعرات الحرارية في ملعقة سكر؟

هل العسل مسموح في الكيتو؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على