` `

هل سرطان الجلد يسبب حكة؟

صحة
25 أكتوبر 2021
هل سرطان الجلد يسبب حكة؟
بعض أنواع سرطان الجلد يسبب حكة وبعضها الآخر لا يُسببها (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

هل سرطان الجلد يسبب حكة، هو واحد من أهم الأسئلة التي يبحث عنها الأشخاص؛ لخوفهم من الإصابة بأحد أهم وأخطر الأمراض على وجه الإطلاق وأكثرها فتكًا بالبشر؛ ولأن معظم المشاكل الجلدية مصحوبةً بالحكة؛ فالخوف هنا يتضاعف من الإصابة بأحد أنواع السرطانات الجلدية؛ لذلك سنحاول في هذا المقال التفريق بين السرطانات الجلدية والأمراض الجلدية الأُخرى؛ مثل: الطفح الجلدي، أو التحسس الناتج عن التعرض لبعض المواد الكيميائية، التي تكّون مصحوبة بالاحمرار والنتوءات وغيرها من الأعراض الأخرى، التي سنتحدث عنها بالتفصيل في مقالنا من ناحية علمية وتبعًا لدراسات وأبحاث مؤكدة.

ما هي أنواع سرطان الجلد؟

بعض أنواع سرطان الجلد يسبب حكة وبعضها الآخر لا يُسببها، وقد يصعُب التفريق بين نمو الجلد السرطاني أو غير السرطاني في العديد من الحالات؛ لذلك يُفضل عادةً مراجعة الطبيب في حال ظهور أيّ علامات أو شامات جديدة وزوائد مُختلفة؛ لأنها قدّ تكون أحد أنواع السرطان، ومن أهم أنواع السرطانات الجلدية ما يلي:

  • سرطان الورم الميلانينيي: وهو أحد أشهر أنواع سرطان الجلد وأكثرها انتشارًا، ويحدُث في الخلايا الصباغية التي تبدأ بالانتشار والانقسام دون أيّ ضوابط، وقد يحدث هذا النوع في أيّ مكان على الجلد، لكنه ينتشر عند الرجال في منطقة الظهر، أما عند النساء فينتشر في الأرجل، وقد ينتشر أيضًا في منطقة الوجه، كما قدّ يُصيب مناطق أخرى في الجسم في بعض الحالات النادرة، وكما هو الحال في غيره من أنواع سرطان الجلد فإنّ خطر الإصابة به أكبر عند أصحاب البشرة الفاتحة.
  • سرطان الخلايا الحرشفية: وهو نوع من أنواع سرطان الجلد غير الميلانينية، يظهر على شكل عقدة حمراء صلبة، أو نتوءات متقشّرة تنزف، أو على شكل تقرحات لا تلتئم، وقد تُصيب الجبهة او الأذنين أو الأنف، وهذا من الأنواع التي يُمكن علاجها إذا تمّ اكتشافه مبكرًا.
  • مرض بوين: يُطلق عليه أيضًا سرطان الخلايا الحرشفية الغازية الموضعي، التي تنمو إلى داخل الجسم وليس الخارج كما في الأنواع الأخرى، وتظهر على سطح الجلد على شكل بقع متقشرة حمراء يُخلط بينها وبين الفطريات والإكزيما.
  • سرطان الخلايا القاعدية: وهو أكثر أنواع سرطان الجلد وأسهلُها علاجًا؛ بسبب انتشاره البطيء نسبيًا؛ إذ يظهر على شكل أورام حمراء لامعة على الجلد، أو نتوءات بيضاء لامعة على الوجه والرقبة والأذنين، ينتُج عادةً بسبب التعرض الطويل لأشعة الشمس، وقد لا ينتشر هذا النوع من السرطان لكنه قد يترك ندوبًا مع مرور الوقت.
  • أنواع أقل شيوعًا من سرطان الجلد:
    • سرطان الجلد ساركوما كابوزي: تظهر في الأشخاص المصابين بنقص أو ضعف في جهاز المناعة.
    •  سرطان الغدد الدهنية: هذا النوع من السرطان عدواني ينشأ داخل الغدد الدهنية.
    • سرطان خلايا ميركل: وهي عبارة عن نتوء حمراء أو أرجوانية أو زرقاء تظهر على الوجه والرقبة، وينتج غالبًا عن التعرض الطويل لأشعة الشمس.

ما هي علامات سرطان الجلد؟ 

الحقيقة أن سرطان الجلد يسبب حكة في معظم الأحيان، لكن يجب التفريق بين السرطان والمشاكل الجلدية الأخرى، فليست جميع المشاكل الجلدية دلالة أو علامة على سرطان الجلد، فقد تكون مجرد طفح جلدي أو التهاب جلدي وما شابه، فيما قد تتطور بعض المشاكل إلى أحد أنواع السرطان، ومن أهم هذه العلامات:

  • التقرن الشعاعى: أو التقرن الشمسي أو السفعي، وهي عبارة عن تلف ناتج عن أشعة الشمس يظهر على الوجه وفروة الرأس والأكتاف، وقد يتحول لاحقًا إلى سرطان جلد، ويكون على شكل نتوءات قشرية داكنة اللون أو بنفس لون الجلد، تُصيب عادةً أصحاب البشرة الفاتحة أو الشقراء أو أصحاب الشعر الأحمر.
  • التهاب الشفة الشعاعي: وهي عبارة عن نتوءات متقشرة وتقرحات تظهر على الشفة السفلية، وقد يُصاحبها تورم واحمرار الشفة وفقدان الخط المُحدّد لها، تنتج عادةً عن التعرض لأشعة الشمس، وقد تتحول إلى سرطان الخلايا الحرشفية الغازية إذا لم يتم إزالتها أو علاجها.
  • قرون جلدية: وهي عبارة عن كتل من الكيراتين تُشبه القرون، تنتشر في مختلف أنحاء الجسم على شكل قاعدة حمراء على الجلد تختلف من حيث الحجم، لكن في معظم الحالات تكون القرون الكبيرة مؤشرًا على الخلايا السرطانية التي تتواجد في القاعدة، وقد تكون القرون السرطانية مؤلمة.
  • الشامات: وهي عبارة عن مناطق مرتفعة من الجلد بلون مختلف، ناتجة عن نمو حميد للخلايا الصباغية؛ لذلك تظهر بعدة ألوان مختلفة؛ منها اللون البني أو الأسود، فيما قد تكون وردية أو حمراء، وقد تكون دلالة على الإصابة بسرطان الجلد، خصوصًا عند تحوّل لونها أو حجمها، وقد تظهر عليها بعض الدلالات المشيرة لكونها سرطانًا؛ مثل:
  • عدم التماثل: فقد يكون أحد جانبي الشامة مختلفًا عن الآخر.
  • عدم وضوح الحدود: قد تكون حدود الشامة غير واضحة بشكل كبير.
  • عدم وضوح اللون: قد تكون الشامة ملوّنة بأكثر من لون.
  • الحجم الكبير: عندما تكون الشامة بحجم أكبر من ممحاة قلم الرصاص فإنها تعتبر مؤشرًا خطيرًا.
  • تغيير الشكل واللون: إذا تغيّر شكل وحجم ولون الشامة مع مرور الوقت فهذا قد يكون دليلًا على وجود سرطان الجلد.
  • تقران دهني: وهي عبارة عن نتوءات بنية أو بيضاء وقد تكون سوداء، تتشكّل على أجزاء الجسم المختلفة؛ مثل الصدر أو المعدة أو الوجه، وقد تكون صغيرة أو كبيرة لكنها غالبًا لا تكون خطيرة؛ إلّا إنّ ازدياد عددها قد يُسبب التهيّج والحكة نتيجة احتكاكها بالملابس؛ لهذا يُفضّل إزالتها.
  • متلازمة وحمة الخلايا القاعدية: تُعرف أيضًا باسم متلازمة جورلين، وتزيد من فرص الإصابة بسرطان الجلد أو سرطان الخلايا القاعدية في الوجه أو الصدر أو الظهر.
  • الفطريات: وهي شكل من أشكال السرطان في الغدد الليمفاوية، ويُعتبر أيضًا أحد أنواع سرطان الدم؛ إذ تتحوّل الخلايا المقاومة للعدوى لخلايا سرطانية، وتُشكّل طفح جلدي أحمر يسبب الحكة والألم، لكن الفرق بينه وبين الأنواع الأخرى أنه غير مرتبط بالتعرض للشمس؛ فقد يظهر في الأماكن المغطاة؛ مثل أسفل البطن والفخذين.

هل سرطان الجلد يسبب حكة؟

في الواقع نعم قد يُسبب سرطان الجلد حكة في معظم الأحيان؛ مثل ظهور سرطان الخلايا القاعدية على شكل تقرحات وقشور تُسبب الحكة، كما أن سرطان الورم الميلانيني الذي يظهر على شكل شامات يكون مُسببًا للحكة في منطقة الشامات، وهو أحد أشدّ أنواع سرطان الجلد فتكًا؛ لذلك يجب مراجعة الطبيب عند الاشتباه بأيّ من العلامات السابقة والشعور بالحكة على بعض المناطق المتهيجة؛ للكشف مُبكرًا عن سرطان الجلد.

أسباب سرطان الجلد

تُساعد معرفة الأسباب في الوقاية من بعض السرطانات الجلدية، التي يُمكن إجمالها فيما يلي:

  • التعرض للشمس: يُعتبر من أهم أسباب السرطان الجلدي؛ بسبب الأشعة الفوق بنفسجية التي تُحدث اختلالًا في الحمض النووي لخلايا الجلد، والمعروف أن أشعة الشمس تحتوي على ثلاثة أنواع من الأشعة فوق البنفسجية؛ هي: أ وب وج، وتعتبر الأشعة فوق البنفسجية ج الأخطر والأشد تأثيرًا على الجلد، لكنها تصل بشكل أقل للأرض بسبب تصفيتها في الغلاف الجوي، لذلك يعتقد الخبراء أن الأشعة فوق البنفسجية ب هي المسبب الرئيسي لسرطان الجلد، كما تلعب الأشعة فوق البنفسجية أ دورًا مهمًا في زيادة فرص الإصابة أيضًا.
  • أجهزة التسمير: تزيد أجهزة التسمير أيضًا من فرص الإاصابة بسرطان الجلد حالها كحال أشعة الشمس.
  • كثرة الشامات: ذكرنا أن الشامات تُعتبر من العلامات والدلالات الأولية على وجود السرطان، لكنها أيضًا تُعتبر من الأسباب.

الوقاية من سرطان الجلد

 يمكن الوقاية من بعض أنواع السرطانات الجلدية عن طريق اتخاذ بعض الخطوات التالية:

  1. تقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال النهار من الساعة 10 صباحًا إلى 4 مساءً؛ بسبب قوة الأشعة فوق البنفسجية في هذه الفترة.
  2. استخدام الواقي الشمسي عند الاضطرار للخروج من المنزل خلال النهار، مع وجوب تطبيقه على مختلف المناطق المعرضة للشمس، وتكراره بعد السباحة أو التعرق.
  3. محاولة تغطية الجسم بارتداء الملابس الطويلة أو القبعات الشمسية والنظارات الشمسية؛ لتقليل مخاطر التعرض للشمس.
  4. الفحص الدائم للبشرة ومراقبة التغيرات في اللون واستشارة الطبيب في حال الاشتباه بإحدى المناطق المتغيّرة.

الأماكن الأقل عرضة لسرطان الجلد

ذكرنا أن أكثر المناطق الأكثر عرضةً للإصابة بسرطان الجلد هي المناطق المكشوفة والمعرضة لأشعة الشمس، لكن بعض أنواع السرطان تنتشر في مناطق أخرى مُسببة علامات وأعراضًا مختلفة، ومن هذه الأماكن:

  • تحت الأظافر: قد يحدث السرطان الميلانيني الفرعي تحت الأظافر، خصوصًا أظافر القدم، وقد تحدث بسبب الإصابات السابقة بالسرطان، وتظهر على شكل لون داكن تحت الظفر.
  • أسفل القدمين: غالبًا ما يُصيب الورم الميلانيني اللاصق منطقة أسفل القدمين، ويظهر على شكل بقعة متغيّرة اللون من الجلد تظهر بوضوح بلون أحمر أو برتقالي.
  • راحة اليد: قد يُصيب هذا النوع من السرطان الميلانين اللاصق أصحاب البشرة الداكنة، ويُعتبر شديد الخطورة؛ بسبب تأخر ملاحظته غالبًا، وهذا يُسبب صعوبة علاجه.
  • منطقة الجفن: يحدث سرطان الخلايا القاعدية عادةً بسبب التعرض لأشعة الشمس، ويمكن إزالته جراحيًا بسهولة.

هل سرطان الجلد معدي؟

سرطان الجلد كغيره من أنواع السرطان لا يُعتبر معديًا؛ إذ أن مرض السرطان غير معدٍ ولا يتم نقله من شخص إلى آخر، لكن بعض الأدلة تشير إلى انتقاله من شخص إلى آخر من خلال عمليات زراعة الأعضاء، خصوصًا في حال ضعف جهاز المناعة في الجسم، لكن بالمجمل لا يمكن نقل الإصابة بالسرطان؛ مثل الأمراض المعدية الأخرى عن طريق التلامس والتقبيل، أو استخدام نفس المواد، أو عن طريق الاتصال الجنسي، وغيرها من الأمور التي تساهم عادةً في نقل الفيروسات والبكتيريا، لكن أيضًا يجب معرفة أن سرطان الجلد قد ينتشر إلى الأعضاء الأخرى في الجسم.

نقل السرطان وراثيًا

قد ينتقل السرطان من الآباء إلى الأبناء؛ إذ يعتبر السرطان وراثيًا؛ بسبب نقل الجينات التي تزيد فرص الإصابة بالسرطان، ومن هذه الجينات:

  • الجينات الزائدة للورم: وهي الجينات المسؤولة بشكل طبيعي عن منع الخلايا من الانقسام والنمو بشكل مفرط، لكن في حال اختلالها فقد تُسبب تكون الأورام السرطانية المختلفة.
  • جينات إصلاح الحمض النووي: وهي الجينات المسؤولة عن إصلاح أخطاء الحمض النووي قبل الانقسام، وفي حال اختلالها فلن يتم إصلاح هذه الأخطاء؛ ممّا يسمح بتطور ونمو الخلايا السرطانية. 

انتقال السرطان من الأم للجنين أثناء الحمل

يعتبر انتقال السرطان من الأم للجنين أمرًا نادرًا جدًا، لكن من الممكن أن يحصل في حالات نادرة عبر المشيمة وقد ينتقل منها إلى الطفل، لكن في الوضع الطبيعي فلا يُمكن انتقال السرطان من الأم إلى الطفل، حتى أن إصابة الحامل بالسرطان أمر نادر أيضًا.

أنواع العدوى التي تزيد فرص الإصابة بالسرطان

ذكرنا أنّ سرطان الجلد غير معدٍ، لكن بعض الحالات المُعدية قد تزيد من خطر الإصابة به؛ مثل:

  • فيروس الورم الحليمي البشري: وهو عدوى تنتقل عبر الاتصال الجنسي وتُعتبر السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم.
  • التهاب الكبد B وC: إن التهاب الكبد من هذين النوع هو عبارة عن فيروسات تُصيب الكبد وتُسبب تلفه، وقد تزيد الحالات المزمنة من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
  • فيروس نقص المناعة البشرية: المعروف أنّ هذا الفيروس يُضعف المناعة بشكل عام ويجعل الجسم معرضًا أكثر للإصابة بالسرطان؛ بسبب عدم مقدرة الخلايا التائية، وهي خلايا الدم البيضاء، على محاربة الخلايا السرطانية وعجزها عن التعرف عليها.
  • فيروس ابشتاين بار: وهو فيروس ينتقل من شخص لآخر مُسببًا تلف خلايا الفم والأنف، بالتالي يزيد مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
  • هيليكوباكتر بيلوري: أو جرثومة المعدة، وهي عبارة عن بكتيريا تُسبب تقرحات في المعدة قد ترفع نسبة الإصابة بسرطان المعدة والأمعاء.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يساعد الكشف المبكر عن سرطان الثدي على الشفاء منه؟

هل يمكن علاج انتشار مرض السرطان في الجسم؟

هل هناك مشروبات لعلاج الحساسية الجلدية؟

هل يعتبر علاج حساسية الجلد والهرش في المنزل فعالًا؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على