` `

هل يمكن علاج تورم القدمين؟

صحة
26 أكتوبر 2021
هل يمكن علاج تورم القدمين؟
تختلف طرق علاج تورم القدمين تبعًا لاختلاف الأسّباب المتنوعة وشدتها (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تختلُف طرق علاج تورم القدمين تبعًا للحالة المرضية وتبعًا للسّبب الفعلي للحالة؛ إذ تُعتبر بعض الحالات خطيرةً نسبيًا؛ لأنّها مؤشر على أمراض أكثر صعوبة، فيما تحدث الحالات الأخرى نتيجة بعض الممارسات الخاطئة أو نتيجة تطبيق نظام غذائي معين؛ لذلك سنتحدث هنا بشكل مُفصّل عن طرق العلاج والأسباب، وكلّ ما يتعلق بهذه المشكلة الطبية ومخاطرها المتنوعة من ناحية علمية وتبعًا لأبحاث مؤكّدة.

ما هي أسباب تورم القدمين؟

تختلف طرق علاج تورم القدمين تبعًا لاختلاف الأسّباب المتنوعة وشدتها أو خطورتها؛ فبعضها يستدعي التوجّه مباشرةً إلى الطبيب، فيما يختفي بعضها من تلقاء نفسه، وهنا سنتحدث عن أهم هذه الأسباب:

الوذمة

وهي حالة مرضية تُشير إلى تورم القدمين نتيجة احتباس السوائل في أنسّجة الجسم المختلفة، الذي يؤثّر على الساقين والقدمين، كما قدّ يؤثر على بعض المناطق الأخرى؛ مثل الوجه أو البطن. عادةً ما تختفي الوذمة من تلقاء نفسها، فيما قد تحتاج إلى بعض الممارسات للمسّاعدة على العلاج؛ مثل: ارتداء جوارب ناعمة، وتقليل كمية الملح في الطعام، مع إمكانية الاسّتلقاء ورفع السّاقين فوق مستوى الصدر، وقد يُصاحب هذه الحالة مجموعة من الأعراض تتمثل في:

  • لمعان الجلد في المنطقة المصابة.
  • صعوبة وقلّة الحركة.
  • ظهور علامات على الجلد نتيجة الضغط عليه.
  • صعوبة التنفس المصّحوب أحيانًا بالسّعال في حال تأثيرها على الرئتين.

الحمل

من الأعراض الشائعة في الأشهر الأخيرة من الحمل انتفاخ القدمين أو الكاحلين؛ بسبب زيادة الضغط على الأوردة أو احتباس السوائل في الجسم؛ وهذه من الحالات التي يتم علاجها أيضًا عن طريق رفع الأقدام للأعلى لأطول فترة ممكنة، والتركيز على ارتداء الأحذية المريحة، وتجنّب تناول الملح لتقليل احتباسّ السوائل، كما يحدث أحيانًا تورمًا مفاجئًا في القدمين خلال فترة الحمل ويكون دليلًا على تسمّم الحمل، الذي تتمثل أعراضه عادةً في زيادة تركيز البروتين في البول واحتباس السوائل المفرط، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، وتحدث هذه الحالة عادةً في النصف الأخير من الحمل؛ إذ يصاحبها مجموعة من العلامات تتمثل في:

  • تورم القدمين الشُديد.
  • الصداع والدوخة.
  • الشعور بالغثيان والاستفراغ.
  • بعض التغيّرات في الرؤية.

نمط الحياة

قد يحدث تورم القدمين وانتفاخها نتيجة ممارسة نمط حياة معين واتباع ممارسات معينة؛ مثل:

  • زيادة الوزن التي تُسبب زيادة الضغط على القدمين. 
  • ارتداء الأحذية غير المناسبة؛ مثل الكعب العالي، أو الأحذية الضيقة لفترات زمنية طويلة.
  • الوقوف لفترات طويلة؛ بسبب طبيعة العمل.

رد فعل تحسّسي نتيجة أحد الأدوية

قد يحدث تورم القدمين كردّ فعلٍ تحسّسي لدواء معين؛ مثل الستيرويدات، التي تُسبب عادةً تورمًا في القدمين؛ حالها كحال العديد من الأدوية التي تُسبب احتباس السوائل في الجسم؛ ومنها:

  • العلاجات الهرمونية؛ مثل هرمون التستوستيرون والإستروجين.
  • العلاجات المتحكمة في ضغط الدم؛ مثل حاصرات قنوات الكالسيوم.
  • بعض أنواع مضادات الاكتئاب.
  • الأدوية المضادة للالتهاب؛ ومنها الأدوية الستيرويدية أو الخالية من الستيرويد.
  • العلاجات المُستخدمة للتحكّم في مستوى السكر في الجسم.

القصور الوريدي

وهي حالة مرضية تحدث بسبب نقص تدفق الدم في الجسم بشكل صحيح نتيجة تلف الصمامات، التي تتُسبب بتسرّب الدم واحتباس السوائل أسفل القدمين، ويُمكن علاج تورم القدمين هنا عن طريق ممارسة بعض التمارين الرياضية التي تزيد كفاءة ضخ الدم في الجسم، كما يُمكن ارتداء الجوارب الضاغطة، ويُصاحب هذه الحالة مجموعة من الأعراض؛ منها:

  • تورم الأرجل المصحوب بالألم.
  • تقشر الجلد.
  • ظهور بعض التشققات والتقرحات في الجلد.

الجلطات الدموية

تحدث بسبب صعوبة تدفق الدم حول الجسم بشكل صحيح مُسببةً التصاق الصفائح الدموية على شكل تجلطات في أوردة الساق، وهذه الجلطات تعيق حركة الدم أثناء العودة إلى القلب مُسببةً تورم الكاحلين والقدمين، وتكمن خطورتها في إمكانية انتقالها إلى القلب والرئتين، ويتم علاجها عادةً عن طريق أدوية التخثر، أو عن طريق ارتداء الجوارب الضيقة التي تُساعد في تفكيك الجلطات، كما يُمكن تقليل تناول الملح وتجنّب الوقوف لساعات طويلة، وقد يُصاحب هذه الجلطات مجموعة من العلامات؛ منها:

  • التورم المؤلم والمزعج في ساق واحدة.
  • تغيّر لون الساق المتورمة وارتفاع درجة حرارتها.

الوذمة اللمفية

وهي حالة مرضية ناتجة عن تلف الأوعية اللمفاوية، وتجمّع السائل اللمفاوي في الأنسجة وتراكمه مسببًا العدوى والتشوهات وبطء التئام الجروح، وهذه الحالات تحدث بشكل أكبر للأشخاص الخاضعين للعلاج الإشعاعي، أو الخاضعين لإزالة العقدة الليمفاوية، ويتم علاجها عادةً عن طريق ممارسة التمارين الرياضية وارتداء الجوارب الضاغطة التي تُساعد على تصريف السوائل، وقد يُصاحبها مجموعة من الأعراض؛ منها:

  • ضعف وصعوبة الحركة.
  • الالتهابات المتكررة.
  • الشعور بالألم.
  • الضيق والثّقل بسبب تراكم السوائل.
  • زيادة سماكة الجلد.

أمراض القلب

في بعض الحالات فإنّ تورم القدمين يعتبر دلالةً على بعض أمراض القلب؛ مثل قصور القلب، التي تعني عدم مقدرته على ضغط الدم بكفاءة عالية، خصوصًا في حال قصور الجانب الأيمن، الذي يُسبّب احتفاظ الجسم بالماء والأملاح، وقد يُصاحب هذه الحالة مجموعةً من الأعراض نذكر منها:

  • ضيق التنفس خصوصًا عند ممارسة التمارين الرياضية أو أيّ مجهود بدني وحتى عند الاستلقاء.
  • تسارع ضربات القلب.
  • الغثيان والقيء.
  • التعب المستمر.
  • السعال والصفير.
  • ظهور بلغم في الصدر مصحوب بالدم.
  • انتفاخ البطن.
  • زيادة الوزن بسرعة بسبب تجمع السوائل في الجسم.
  • التغيّرات الطارئة على الشهية؛ مثل فقدان الشهية المفاجئ.
  • التشتيت وصعوبة التركيز.

مرض الكلى

من المعروف أنّ الكلى هي العضو المسؤول عن تصريف السوائل في الجسم، لكن في حالات اختلال وظائف الكلى فإن هذه السوائل تتراكم في الجسم مُسببةً تورم القدمين، وقد تُصبح الأعراض أكثر شدّة في حال تلف الكلى، عندها تبدأ خطة العلاج بتناول العلاجات الخاصة واتباع نظام غذائي منخفض البروتين، وقد يحتاج المريض إلى غسيل الكلى أو زراعتها في بعض الحالات. يُذكر أنّ هذه الحالة المرضية يُصاحبها عادةً مجموعة من الأعراض تتمثل في:

  • تبول غير مريح ومختلف عن المعتاد مع نقص كمية البول.
  • ضيق التنفس.
  • التعب والنعاس المتواصل.
  • الشعور بالألم أو الضغط في منطقة الصدر.
  • الغثيان.
  • الدخول في الغيبوبة بسبب تراكم السوائل.
  • الهلوسات والالتباس.

أمراض الكبد

بعض أمراض الكبد أيضًا تُسبب تورم القدمين؛ بسبب منع إنتاج الألبومين المعروف بأنه بروتين يُقلّل تسرب الدم من الأوعية الدموية؛ وبالتالي فإن نقصه يُسبب تجمّع السوائل في القدمين والساقين، وقد يُصاحب أمراض الكبد مجموعة من الأعراض تشمل:

  • اليرقان؛ وهي حالة إصفرار الجلد والعينين.
  • تغيّر لون البول وظهوره باللون الداكن.
  • زيادة الكدمات في الجسم وظهورها بشكل متكرر على شكل بقع زرقاء أو أرجوانية.
  • حكّة في الجلد وهذه العلامة من أهم علامات أمراض الكبد.
  • فقدان حاد في الشهية.
  • التعب المستمر وانخفاض الطاقة.
  • القيء والغثيان.
  • انتفاخ البطن بشكل مؤلم.
  • تغيّر لون البراز بين الشاحب إلى الدموي إلى الأسود الداكن.

أسباب أُخرى

  • إصابة القدم أو الكاحل: أحيانًا يحدث التورم في القدمين نتيجة إصابة القدم أو الكاحل أو الإلتواء، وفي هذه الحالة يتم رفع القدم فوق مسّتوى الجسم لأطول فترة ممكنة وتخفيف الحِمل عنها، كما يُمكن اسّتخدام كيس من الثلج أو الضمادات لتقليل الورم، وقد يُصاحب ذلك تناول بعض المسكنات لتخفيف الألم.
  • شرب الكحول: قد يُسبب تناول الكحول في احتباس السوائل في الجسم، لكن هذا التورم يعتبر علامةً على مرض أو مشكلة في القلب أو الكلى أو الكبد، ويتم عادةً علاج تورم القدمين في هذه الحالة عن طريق رفع القدمين فوق مستوى القلب لفترة زمنية بالتزامن مع تناول كميات كبيرة من الماء وتقليل الملح، كما يُمكن اللجوء إلى نقع القدمين في الماء البارد.
  • الطقس الحار: أحيانًا تنتفخ القدمين خلال الطقس الحار بسبب تمدد عروق الجسم مُسببةً تسرب السوائل إلى الأنسجة المحيطة؛ ومنها القدمين والكاحلين، وفي هذه الحالات يمكن تناول الكثير من الماء لتقليل التورم مع ارتداء أحذية مريحة وواسعة تسمح بتهوية القدمين.
  • العدوى: بعض أنواع العدوى قد تُسبب تورم القدمين، خصوصًا عند مرضى السكري، وقد يصاحبها بثور أو تقرحات تستلزم زيارة الطبيب بشكل فوري لمتابعة أيّ تغيّرات، ويتم علاج هذه الحالة عادةً عن طريق المضادات الحيوية.

هل يمكن علاج انتفاخ القدمين بسبب الأملاح؟

وهل يمكن علاج تورم القدمين بشكل عام؟... الحقيقة نعم؛ يمكن علاج تورم القدمين، كذلك يمكن علاج انتفاخ القدمين إذا كان ناتجًا عن تناول كميات كبيرة من الأملاح؛ لأنه عادةً ما يُسبّب الاحتفاظ بالسوائل في الجسم والقدمين بشكل أكبر، ويُمكن علاج هذه المشكلة عن طريق تقليل كمية الملح في الطعام، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الملح موجود في العديد من الأطعمة المصنعة؛ لأنه يُستخدم بشكل كبير لحفظها، لذلك يجب مراعاة جميع مصادر الصوديوم وزيادة شرب الماء لإخراج الكميات الزائدة من الصوديوم، كما يمكن اتباع الطرق الأخرى المستخدمة في العلاج والتي سنتحدث عنها لاحقاً.

طرق علاج انتفاخ القدمين

يُمكن علاج معظم حالات التورم سواءً في المنزل إن كانت من الحالات البسيطة، فيما يتم علاج بعضها الآخر في المستشفى وتحت إشراف الطبيب المختص، كما يُمكن تغيّر بعض الممارسات اليومية لتخفيف حالات التورم، وتتمثل طرق العلاج فيما يلي:

  1. شرب كميات كبيرة من السوائل وخصوصًا الماء بمعدل 8-10 أكواب يوميًا.
  2. نقع الأقدام في الماء البارد والملح الإنجليزي، الذي يُساعد على الاسترخاء، كما قد يُقلل التورم والالتهاب.
  3. ارتداء الجوارب الناعمة الضاغطة، التي تختلف عادةً من حيث مقدار الضغط؛ لذلك يُفضل البدء بِالجوارب الخفيفة، ثم الانتقال لِلجوارب ذات الضغط الأعلى.
  4. رفع القدمين على وسادة عالية أثناء الاستلقاء والنوم لمساعدة الدورة الدموية على العمل بشكل أفضل.
  5. ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة والمشي.
  6. المحافظة على الوزن الصحي؛ لأن زيادة الوزن تُسبب زيادة الضغط على القدمين وتقليل كفاءة الدورة الدموية، خصوصًا في الأطراف السفلية.
  7. تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم التي تُقلل من احتباس الماء.
  8. تناول الأغذية الغنية بالمغنيسيوم؛ مثل اللوز والسبانخ والكاجو والبروكلي والأفوكادو، كما يُمكن تناول مكملات المغنيسيوم.
  9. تقليل تناول الملح والتركيز على تناول الأغذية الصحية.
  10. تدليك القدمين بانتظام.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الرمل يسبب ألم في الرجلين؟

هل يمكن علاج فطريات القدم بالملح؟

هل هناك علاج لتشقق القدمين الشديد؟

هل علاج فطريات القدم بالكركم فعال؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على