` `

هل يوجد أسباب للصداع النصفي المستمر؟

صحة
28 أكتوبر 2021
هل يوجد أسباب للصداع النصفي المستمر؟
يحدث هذا الصداع بسبب إطلاق الأعصاب الموجودة في الأوعية لإشارات الألم (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

نتحدث في مقالنا اليوم عن أسباب الصداع النصفي، الذي يُعتبر أحد الأمراض العصبية الشائعة، التي تُصيب العديد من الناس، مُسببةً مجموعةً من الأعراض المزعجة والشديدة في معظم الحالات؛ إذ سنتحدث عن طرق العلاج والأعراض بالتفصيل، وكلّ ما يتعلق بهذا المرض من ناحية علمية وبحسب أبحاث ودراسات مؤكّدة.

ما هي أسباب الصداع النصفي؟

يُسبّب الصداع النصفي مجموعةً من الأعراض؛ أبرزها صداع نابض على أحد جانبي الرأس، الذي قد يزداد بفعل بعض العوامل المتنوعة، وقد يستمر لمدة 4 ساعات أو حتى أيام، لكن للأسف لا يمكن فعليًا تحديد الأسباب بدقة، وتحديد الأشخاص المُعرضين للإصابة به أكثر من غيرهم، لكن لا شك أن هناك مجموعةً من العوامل والأسباب التي ترفع نسبة الإصابة به؛ ومن أهمها:

  • العوامل الوراثية: تُعتبر الجينات الوراثية المسؤول الأول عن الإصابة بالصداع النصفي؛ إذ تُشير الدراسات أن 80% من المصابين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بنفس المرض.
  • الجنس: عادةً يُصيب الصداع النصفي النساء بشكل أكبر من الرجال، خصوصًا اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 15-55، وهذا قد يكون بسبب دورة الهرمونات في الجسم.
  • الإجهاد: قد يُسبب الإجهاد والضغط العصبي حدوث حالات الصداع النصفي.
  • التدخين: يُعتبر التدخين من العوامل المساعدة في حدوثه.

محفزات الصداع النصفي

ذكرنا أن سبب الصداع النصفي غير مفهوم تمامًا؛ إذ يحدث عادةً بسبب إطلاق الأعصاب الموجودة في الأوعية لإشارات الألم، التي بدورها تُسبب إطلاق مواد التهابية داخل الأعصاب والعقل، لكن السبب الفعلي لهذه الإشارات غير مفهوم مُطلقًا، وفي حال إصابة الشخص بالصداع النصفي فقد تزداد حدة الأعراض أو تحدث النوبات وتتأثر ببعض المحفزات والعوامل المساعدة؛ ومنها:

  • الضغوط العاطفية: أحيانًا يحدث الصداع النصفي بسبب الضغط العاطفي؛ إذ يتم إطلاق بعض المواد الكيميائية في الدماغ لمكافحة المواقف الصعبة، وهذه المواد الكيميائية قد تُسبّب الصداع، وهذا ينطبق تمامًا على مشاعر القلق والإثارة أيضًا، التي قد تُسبب توسع الأوعية الدموية وتوتر العضلات، وبالتالي تجعل الصداع أكثر حِدّة.
  • نقص التغذية: أحيانًا يحدث الصداع النصفي بسبب تأخير الوجبات الغذائية نتيجة حاجة الجسم للطاقة.
  • رد فعلٍ تحسسيّ: قد يحدث الصداع النصفي كردِّ فعلٍ تحسسيّ للمواد الحافظة الموجودة في بعض الأطعمة، أو لبعض المواد المُضافة للأطعمة؛ مثل مادة النترات المُضافة للنقانق واللانشون، إضافةً إلى المواد المخمرة أو المُخلّلة المسؤولة عن إثارة 30% من حالات الصداع النصفي.
  • الكافيين: يُعتبر تناول الكافيين بكثرة أو حتى حالات انسحاب الكافيين من أسباب الصداع النصفي؛ بسبب حساسية الأوعية الدموية للكافيين في بعض الحالات.
  • تكرار استخدام مسكنات الألم: بعض مسكنات الألم قد تتسببُ في حدوث صداع ارتدادي.
  • التغيرات الهرمونية عند النساء: عادةً يحدث الصداع النصفي في وقت قريب من الحيض، وقد يكون هذا بسبب الانخفاض المفاجئ في هرمون الأستروجين، كما قد تُسبب وسائل منع الحمل الهرمونية أيضًا حدوث الصداع النصفي، لهذا نجد أن النساء المصابات بالصداع النصفي يتخلصنّ من هذه المشكلة بعد مرحلة انقطاع الدورة الشهرية.
  • الإضاءة: أحيانًا تُسبب الأضواء الصاخبة؛ مثل ضوء الشمس أو ضوء الأجهزة، تحفيزًا لحالات الصداع النصفي.
  • المحفزات الأخرى: قد تزداد حالات الصداع النصفي سوءًا بسبب مجموعة من العوامل؛ منها:
    • التغيّرات في الأحوال الجوية؛ مثل الرياح القوية، أو تغير الضغط الجوي.
    • التعب والإرهاق المفرط.
    • اتباع بعض الأنظمة الغذائية.
    • نقص السوائل وخصوصًا الماء.
    • الضجيج المرتفع.
    • التلوّث الناتج عن الدخان والعطور.
    • بعض الأدوية التي تسبب تضخم الأوعية الدموية.

ما هي أنواع الصداع النصفي؟

قبل الحديث عن أسباب الصداع النصفي يجب معرفة أنه يُقسم إلى عدّة أنواع تندرج بشكل عام تحت فئتين رئيسيتين؛ هما: الصداع الأولي، والصداع الثانوي الذي يُعتبر عرضًا لحالات مرضية أخرى، وهنا سنتحدث عن أهم أنواع الصداع النصفي، التي يُمكن تقسيمها إلى عدّة أنواع؛ هي:

  • الصداع النصفي المُعقّد: أو الصداع النصفي المصحوب بأَورة أو هالة، وهي عبارة عن أعراض تسبق الصداع النصفي، يمكن أثناءها تخفيف حِدّة الصداع، وهذا النوع يصيب قرابة 15-20% من المصابين بالصداع النصفي.
  • الصداع النفسي الشائع: وهو الصداع النصفي بدون هالة أو بدون تحذير، يشبه في أعراضه الصداع المصحوب بأَورة، لكنه يحدث دون تهيئة.
  • الصداع النصفي الصامت: وهو نوع من الصداع النصفي بدون ألم في الرأس، ويَشمل أعراض الأَورة أو الهالة، لكن لا يتبعه صداع، فيما قد يُصاحبه غثيان وبعض الأعراض الأخرى التي قد تستمر لمدة تتراوح بين 20-30 دقيقة.
  • الصداع النصفي المفلوج: وهو صداع شديد يُسبب شلّل نصفي مؤقّت لمدة تقل عن 72 ساعة في جانب واحد من الجسم، وقد يكون مصحوبًا بالوخز أو الدوخة أو بعض التغيرات في الرؤية، وقد يُصاحب هذه الأعراض ألم في الرأس أحيانًا وقد تكون بلا ألم، فيما قد تتشابه أعراضه مع السكتات الدماغية؛ إلّا إنّها لا تُسبب تلفًا في الأعصاب.
  • الصداع النصفي الشبكي: أو الصداع العيني وهو أحد الأنواع النادرة والخطيرة في نفس الوقت، الذي يحدث خلاله فقدان مؤقّت كلّي أو جزئي للرؤية في إحدى العينين مصحوبًا بألم خفيف خلف العين، وقد يستمر فقدان الرؤية لمدة دقائق معدودة أو يستمر لعدّة شهور، وهذه الحالة قد تكون دلالة على مشاكل صحية خطيرة وقد تسبب الفقدان الكلي للرؤية.
  • الصداع النصفي المزمن: هذا النوع من الصداع يستمر لمدة 15 يومًا خلال الشهر، وقد يُلازمه أعراضًا متفاوتةً من حيث شدة الألم، عندها قد يحتاج المريض إلى مسكنات وعلاجات متعددة.
  • الصداع النصفي مع هالة جذع الدماغ: أو الصداع النصفي القاعدي، وهذا النوع مسبوق بدوار وازدواجية الرؤية والتداخل في الكلام، كما قد يُصاحبه فقدان في الوزن وقيء وطنين في الأذن، كما أنه أحيانًا قد يُؤثر على مؤخرة الرأس.
  • الصداع النصفي البطني: هذا النوع من الصداع يُؤثر على البطن وليس الرأس، ويُصيب عادةً الأطفال بشكل أكبر، ويُصاحبه مجموعة من الأعراض تتمثل في:
    • فقدان الشهية.
    • الغثيان.
    • بعض الألم في المعدة.
    • التقيؤ.
  • الصداع النصفي الحيضي: هذا النوع متزامن مع فترة الحيض، ويحدث قبلها مباشرةً، وقد يستمر لمدة 3 أيام بعد الحيض. 
  • الصداع النصفي الدهليزي: وهو نوع مصحوب بدوار قد يستمر لعدّة ساعات.

مراحل الصداع النصفي

يمرُّ الصداع النصفي عادةً بعدّة مراحل، وهي على الشكل التالي:

  • مرحلة البداية: أو مرحلة ما قبل المراقبة أو المقدمة، وهي مرحلة تدوم لعدّة ساعات أو أيام في بعض الحالات، لكنها لا تحدث دائمًا.
  • الهالة: وهي حالة تسبق الصداع النصفي بدقائق قد تصل إلى 60 دقيقة، لكن بعض الأشخاص لا يعانون منها.
  • الصداع: وهي المرحلة الأصعب والأهم التي تستمر لمدة تتراوح بين 4-72 ساعة، ويكون فيها الألم شديدًا ويُشبه الحفر في الرأس، يبدأ في جانب واحد من الرأس وقد ينتشر إلى الرأس بالكامل.
  • مرحلة ما بعد الصداع: وهي مرحلة تستمر لمدّة يوم أو يومين، وتُعتبر مرحلة التعافي أو بقايا الصداع النصفي.

أعراض الصداع النصفي

تُعرف أعراض الصداع النصفي بالخفقان بالرأس أو الألم النابض المتراوح بين الخفيف والشديد في جانب واحد من الرأس، وقد ينتشر إلى الجانب الآخر في بعض الحالات، كما من الممكن أن يُؤثر على مؤخرة الرأس، وقد ينتشر حول العينين أو الجيوب الأنفية، فيما قد يصل أحيانًا إلى الرقبة، وقد يُصاحبه بعض الأعراض الأخرى؛ مثل:

  • الحساسية تجاه الضوء أو الروائح القوية أو الضوضاء.
  • ألم البطن والغثيان واضطراب المعدة.
  • انعدام الشهية.
  • الانتقال المفاجئ من مرحلة الدفء الشديد والتعرق إلى مرحلة البرد الشديد والقشعريرة.
  • الشحوب في لون البشرة.
  • التعب الشديد.
  • الإسهال وهو من الأعراض النادرة.
  • الحُمّى وتعتبر من الأعراض النادرة.

ما هو أفضل علاج للصداع النصفي الشديد؟

الحقيقة أن أسباب الصداع النصفي غير معروفة بدقّة ولا يُمكن تحديدها وكذلك بالنسبة للعلاج؛ إذ لا يُمكن علاج حالات الصداع النصفي، لكن يُمكن تخفيف الأعراض وإدارتها فقط، ويتم العلاج عن طريق تناول أدوية مُجهضة تؤخذ عند ظهور الأعراض المبدئية؛ لتخفيف الألم وتقليل الأعراض، فيما قد تستخدم الأدوية الوقائية عندما يكون الصداع شديدًا ومزمنًا ويحدث بشكل متكرر ومتواصل أكثر من 4 مرات شهريًا، عندها يتم تناول علاجات دائمة ويومية للمساعدة في تخفيف أعراض الصداع النصفي، كما يُمكن اتباع بعض النصائح والإرشادات؛ لتقليل المحفزات التي تُساهم بشكل كبير في زيادة الأعراض وحصول النوبات.

طرق علاج الصداع النصفي

  • المسكنات: يُمكن للمريض تناول بعض العلاجات دون وصفة طبية لتخفيف الأعراض؛ إذ تشمل هذه العلاجات عادةً على الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين، لكن الإفراط في تناول المسكنات قد يُسبب ارتداد الصداع وحدوث مضاعفات عكسية، والمعروف أن أدوية الصداع النصفي تأتي ضمن عدّة مجموعات وأشكال؛ فقد تكون على شكل أقراص أو حقن أو بخاخات.
  • بعض الإجراءات والممارسات اليومية:
    • الاستراحة في مكان هادئ وبارد ومظلم.
    • استخدام كمادات الماء البارد على الجبهة أو خلف الرقبة.
    • الحصول على تدليك لفروة الرأس.
    • ممارسة تمارين اليوغا.
    • ممارسة تمارين التأمّل.
  • خيارات أخرى:
    • تناول بعض العلاجات؛ ومنها أدوية التريبتان، التي تُساعد على عكس التغيّرات الدماغية أثناء النوبة.
    • الأدوية المضادة للقيء والغثيان.
    • الأدوية المضادة للالتهاب.

ما هي أسباب الصداع النصفي الأيمن؟

تتنوع الأسباب للصداع النصفي الأيمن، ويمكن إجمالها فيما يلي:

  • ممارسات يومية شائعة: قد يحدث الصداع في الجانب الأيمن نتيجة بعض الممارسات اليومية، التي تشمل الضغط العصبي والإرهاق وممارسة بعض أنواع الرجيم.
  • ردّ فعل تحسسي لبعض الأدوية: ومنها مسكنات الألم المُستخدمة لفترات طويلة التي قد تُسبب الصداع الثانوي.
  • بعض الالتهابات: مثل التهاب الجيوب الأنفية المُسبب للألم والضغط خلف عظام الوجنتين.
  • أسباب عصبية: وتقسم إلى عدة أقسام؛ هي:
    • الألم العصبي القذالي: إذ يوجد نوعين من الأعصاب القذالية موجودة في العمود الفقري، تمر عبر عضلات الرقبة إلى فروة الرأس، لذلك فإن تهيّج أحدها قد يُسبب ألمًا حادًا في أحد جانبي الرأس.
    • التهاب الشريان الصدغي: هذه الحالة تحدث بسبب التهاب أو تلف الشرايين المغذية للدماغ، التي قد تُسبب مجموعةً أخرى من الأعراض؛ منها ضعف البصر وفقدان الوزن وألم الورك والفك.
    • ألم العصب الثلاثي التوائم: وهي حالة مزمنة تصيب العصب الناقل للاحساس من الوجه إلى الدماغ، وتُسبب الألم في الجهة اليمنى.
  • أسباب أخرى: قد يحدث الصداع النصفي في الجهة اليمنى نتيجة أحد الأسباب التالية:
    • صدمة على الجهة اليمنى من الرأس.
    • تمدّد الأوعية الدموية في الجهة اليمنى.
    • الأورام الحميدة أو السرطانية في الجهة اليمنى.
    • مشاكل في عضلات الرقبة.

ما هي أسباب الصداع النصفي الأيسر؟

تتعدد أسباب الصداع النصفي في الجانب الأيسر، وتتمثل فيما يلي:

  • الممارسات اليومية: وتشمل مجموعةً من العادات اليومية التي تُسبب الصداع النصفي؛ مثل:
    • شرب الكحول: مثل البيرة أو النبيذ وغيرها من المشروبات المحتوية على مادة الإيثانول الكيميائية، التي تُسبب توسّع الأوعية الدموية.
    • تخطي وجبات الطعام: الذي يُسبب نقص السكر في الجسم مُسببًا الصداع.
    • الإجهاد: قد يُسبب الإجهاد إطلاق مواد كيميائية تعمل على شد العضلات، وتُغيير مستوى تدفق الدم، وهذه العوامل قد تُسبب الصداع.
    • تناول بعض الأطعمة: قد تتسبب المواد الحافظة الموجودة في بعض الأطعمة في حصول الصداع.
    • الأرق وقلة النوم: يُعتبر الأرق سببًا للصداع وعَرضًا مُصاحبًا له؛ إذ قد يعيق الألم عملية النوم والاسترخاء.
  • الالتهابات والحساسية: قد يحدث الصداع نتيجة وجود بعض أنواع الالتهاب في الجهاز التنفسي أو في الجيوب الأنفية، كما قد تُسبب الحساسية الصداع نتيجة زيادة الضغط على الجبهة والوجنتين.
  • الإفراط في استخدام المسكنات: بعض الأدوية المسكنة قد تُسبب أعراضًا أشدّ خطورة مع مرور الوقت، وهذه حالة تسمى الصداع الارتدادي.
  • أسباب أخرى: 
    • أسباب عصبية.
    • ارتداء غطاء رأس ضيق، الذي قد يُسبب الضغط على أحد جوانب الرأس.
    • ارتجاج المخ.
    • ارتفاع ضغط الدم في العين والمعروف باسم الجلوكوما.
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • السكتات الدماغية.
    • أورام المخ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج صداع الرأس بسهولة؟

هل يمكن علاج صداع الجبهة منزليًا؟

هل يمكن تحديد أسباب الصداع بدقة؟

صداع مقدمة الرأس.. هل يمكن علاجه بسهولة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على