` `

هل يمكن ملاحظة فوائد الماء للجسم والبشرة والشعر بسهولة؟

صحة
3 نوفمبر 2021
هل يمكن ملاحظة فوائد الماء للجسم والبشرة والشعر بسهولة؟
للماء أهمية كبيرة في جمال البشرة والشعر بحسب دراسات وأبحاث مؤكّدة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يزعُّم العديد من المشاهير والأطباء أنّ معظم أسرار الجمال تتركز حول ترطيب البشرة والشعر، لكن هل فوائد الماء للجسم والبشرة والشعر مثبتة علميًا، وهل يُمكن ملاحظتها بسهولة، أم أنها تُساعد أحيانًا في تعزيز الصحة والجمال، كل هذا وغيره من الأسئلة سنحاول الإجابة عنه في مقالنا هذا بطريقة علمية بحتّة وبحسب مصادر ودراسات مؤكّدة. 

هل فوائد الماء للجسم والبشرة والشعر حقيقية؟

الحقيقة أن للماء أهمية كبيرة في جمال البشرة والشعر بحسب دراسات وأبحاث مؤكّدة؛ بسبب ترطيبها بشكل كافٍ، ومنها دراسة أُجريت عام 2015 أكّدت أهمية شرب الماء في تحسين مظهر الجلد والبشرة والشعر، لكن الدراسات الأخرى لم تؤكّد هذه الأهمية بشكل كافِ؛ بالرغم من عدم إغفالها لدور الماء الأساسي؛ إذ يُعتبر الماء المفتاح أو البوابة للصّحة الجيدة، الذي ينعكس إيجابًا على البشرة والشعر بشكل واضح حالها كحال الأعضاء الأخرى، وقد يُلاحظ الشخص وجود بعض المشاكل في البشرة والشعر كعلامة مبدئية على الجفاف، عندها تكون الحاجة مُلحّة لتعويض السوائل المفقودة جرّاء العمليات الحيوية المختلفة؛ مثل العرق والتبول وغيرها من العمليات الحيوية الأخرى، ويبدأ البحث عن طرق ترطيب الجسم والجلد والشعر من الداخل إلى الخارج؛ لذلك يُنصح عادةً بشرب كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى للحفاظ عليها، لكن للأسف فإنّ ملاحظة هذه الفوائد لا تحدث بسهولة مطلقًا؛ لأن صحة الجلد والشعر تعتمد على عدّة عوامل؛ والماء واحد منها.

نصائح لزيادة ترطيب الجسم

بعد تناول كميات كبيرة من السوائل لتعويض نقصها بشكل جيد يُمكن اتباع بعض الإرشادات لترطيب البشرة والحفاظ على جمالها، التي ستظهر نتائجها بشكل أوضح، ومن هذه النصائح:

  • استخدام المرطبات: يُمكن تجربة المرطبات الموضعية التي يتم وضعها على الجلد؛ حيث يتم امتصاصها وسحبها ومن هذه المرطبات، وتحديدًا حمض الهيالورونيك، إذ تُساعد هذه المرطبات عادةً على تقليل فقد السوائل في الطبقة الخارجية من الجلد.
  • تقشير البشرة: تقنيات تقشير البشرة المختلفة تعمل على إزالة طبقات الجلد الميتة؛ وبالتالي مُساعدة المرطبات ومنتجات العناية بالبشرة على التغلغل داخل الجلد بشكل أكبر.
  • استخدام السيروم: يُمكن استخدام السيروم أو المصل بعد التقشير في زيادة ترطيب الجلد باستخدام مكونات مختلفة؛ منها الريتينول والجليسرين وحمض الهيالورونيك، التي ترطب البشرة بشكل كبير؛ بسبب الخواص المضادة للشيخوخة والمرطبات العميقة. 
  • ترطيب الهواء: يُمكن استخدام بعض أجهزة الترطيب المنزلية التي تُعزز رطوبة الهواء؛ لأن الهواء الجاف يعمل على زيادة حاجة البشرة للترطيب؛ بسبب امتصاصه للرطوبة من البشرة. 
  • تجنّب استخدام الماء الساخن في الحمام: يُحذّر بعض الخبراء من استخدام الماء الساخن أثناء الاستحمام أو غسل الوجه؛ لأن الحرارة العالية تعمل على امتصاص الرطوبة من البشرة. 

طرق الحفاظ على الشعر

يحتاج الشعر لعناية خاصة أكثر من مجرد شرب الماء بالرغم من أهميته، لكن يجب الانتباه إلى تناول كميات كبيرة من الحديد والبروتين؛ لأنها تُعد المكوّنات الأساسية للشعر، كما يجب اتباع إرشادات معينة أثناء غسل الشعر؛ مثل استخدام أنواع معينة من الشامبو الخالية من الأملاح والكبريت، واستخدام بعض زيوت الشعر الخاصة، وغيرها العديد من السلوكيات التي تحافظ على الشعر وتُساعد على نموّه وتغذيته بشكل أفضل.

ما هي أهمية شرب الماء للجسم؟

قبل الحديث عن فوائد الماء للجسم والبشرة والشعر، يجب معرفة فوائد الماء للجسم بشكل عام، التي يُمكن إجمالها فيما يلي:

  • تشحيم المفاصل: مفاصل الجسم والغضاريف وأقراص العمود الفقري تحتوي على 80% من الماء؛ لذلك فإن جفاف الجسم أو تقليل كمية الماء قد يُسبب إضعاف قدرة المفاصل على تحمل الصدمات، وبالتالي الإصابة بـ ألم المفاصل.
  •  تشكّل اللعاب والمُخاط: يُعرف اللعاب بأنّه سائل موجود في الفم يُساعد على هضم الطعام ويُحافظ على رطوبة الفم والعينين والأنف، كما يمنع تلف الأعضاء الناتج عن الاحتكاك، ويعتبر ضروريًا للحفاظ على نظافة الفم والأسنان ولا يسبب تسوّسها كالمشروبات الأخرى.
  • نقل الأكسجين: يتكوّن دم الإنسان من 90% ماء، وهذا يُساعد في نقل الأكسجين لجميع أنحاء الجسم.
  • تعزيز جمال البشرة وصحتها: جفاف البشرة يُسبب اضطرابات متنوعة في الجلد، كما يُسبب تجاعيد مبكرة.
  • الحفاظ على صحة الدماغ والحبل الشوكي: يؤثر الجفاف على الأنسجة الحساسة في الجسم، ويُسبّب تأثيرات ضارة على بنية الدماغ، كما قد يُسبب الجفاف مشاكل في التفكير المنطقي.
  • تنظيم درجة حرارة الجسم: يعمل الماء على تنظيم درجة الحرارة عند بذل مجهود بدني أو ممارسة الرياضة عن طريق إفراز العرق في الطبقات الوسطى وخروجه إلى سطح الجلد؛ لذلك فإن بعض المصادر الموثوقة تعتقد أن الجفاف يُسبب إضعافًا لقدرة الجسم على تحّمل الإجهاد الحراري، كما يُعتقد أن زيادة الماء في الجسم تُسبب تقليل الإجهاد البدني، لكن هذا بحاجة إلى دراسات أخرى.
  • تحسين عمل الجهاز الهضمي: الجهاز الهضمي بالكامل يحتاج إلى الماء لأداء وظائفه المختلفة وتقليل المشاكل المرتبطة بالجفاف؛ مثل الإمساك والحموضة.
  • طرد فضلات الجسم: يتم التخلّص من فضلات الجسم عن طريق عمليات التعرق والتبول، التي تحتاج إلى كميات عالية من الماء.
  • المحافظة على ضغط الدم: الجفاف يُسبب زيادة سماكة الدم وبطء حركته؛ وهذا يُسبب ارتفاع ضغط الدم.
  • تخفيف أعراض الربو والزكام: تحتاج الشعب الهوائية للماء لتوسيع مجرى الهواء الذي يضيق بسبب الجفاف؛ وذلك في محاولة لتقليل فقد الماء؛ ممّا يجعل الأعراض أكثر صعوبة.
  • إذابة المعادن والعناصر الغذائية: معظم المعادن تذوب في الماء ثم تنتقل إلى أجزاء الجسم المختلفة؛ ومنها البشرة والشعر، اللذان يحتاجان لمجموعة كبيرة من المعادن والفيتامينات.
  • الحفاظ على الكلى: تعمل الكلى على تنظيم السوائل في الجسم؛ لذلك فإن نقص الماء يُسبب مشاكل متنوعة لها، مثل: حصى الكلى.
  • زيادة النشاط: يُساعد الماء على تنشيط الجسم ويُعزز النشاط البدني أثناء التمارين الرياضية والأداء الشاق.
  • يعزز فقدان الوزن: تناول الماء كبديل عن العصائر المُحلّاة يُعزز فقدان الوزن، كما أن شربه قبل الوجبات يُقلّل من كمية الطعام المتناولة.
  • تقليل خطر الإصابة بالعدوى: وأهمّها عدوى المسالك البولية،كما أنه يُساعد في علاج التهابات المسالك

ما هي أهمية شرب الماء للجسم؟

كثيرًا ما نسمع عبارة أنّ الماء شريان الحياة، وهذه ليست مجرد عبارة بل هي أبعد من ذلك بكثير؛ إذ إنّ جسم الإنسان يتوقّف عن العمل في حال قُطِعَ الماء عنه لعدّة أسباب؛ أهمها: أن خلايا الجسم بشكل عام تتشكّل من الماء ومواد أخرى، كما أنّها تحتاج له لأداء وظائفها المتنوعة، ولعلّ أهم هذه الخلايا هي خلايا الدم التي تنقل الأكسجين إلى جميع الأعضاء والتي ستموت حتمًا دون ماء، عندها سيتوقّف الجسم عن العمل، ومن ناحية أخرى فإن الماء موجود في اللمف المعروف بأنه سائل مهم وأساسي في جهاز المناعة، وهذا السائل دون ماء سيّجف عندها سيعجز جهاز المناعة من محاربة المرض وسيُقضي عليه من أي خطر خارجي كفيروس أو بكتيريا.

ناهيك عن دوره في تنقية الجسم من الفضلات وغيرها من العمليات الحيوية، التي يعني توقفها توقف الجسم عن العمل بشكل عام، والجيد في الأمر أن الماء موجود في مجموعة كبيرة من السوائل والأطعمة؛ منها الفواكه والخضار، لذلك يُمكن الحصول على الكميات الكافية بسهولة.

كمية الماء المطلوبة يوميًا

بعد التأكّد من فوائد الماء للجسم والبشرة وأهميته الفائقة يجب الحديث عن الكميات المطلوبة يوميًا، التي تعتمد على العمر والوزن ومستوى النشاط، كما تتأثر بالطقس العام؛ لذلك يختلف الخبراء في كمية الماء اللازمة للجسم، لكن معظمهم يُشير إلى تناول ما يقرُب من 13 كوب من الماء للرجال وقُرابة 9 أكواب للنساء، وقد تحتاج هذه الكمية للزيادة في حال فقدان كميات كبيرة من الماء بسبب التعرق، كما أن العوامل الغذائية الأخرى؛ مثل الأطعمة الغنية بالماء أو المشروبات المحتوية على الكافيين قد تؤثّر في ترطيب الجسم حاجته للماء، لكن بعض الخبراء يشيرون إلى أن الإفراط في تناول الماء قد يُسبّب تسمّم الماء في حالات نادرة؛ بسبب تخفيف الأملاح والشوارد في الجسم، التي تُسبب نقص الصوديوم في الدم، كما أنها قد تُسبّب زيادة الضغط على الكلى. 

فوائد شرب الماء للجسم

الحقيقة أن أهم فوائد الماء للجسم والبشرة والشعر هي إبقاء الجسم رطبًا، والحفاظ عليه من الجفاف الذي يُسبب انخفاضًا في أداء النشاطات اليومية، كما يُسبب العديد من المشاكل الصحية الأخرى التي تظهر على الشعر والبشرة والجسم بشكل عام، ولِتجنّب الجفاف يُمكن اتباع النصائح التالية:

  1. شرب السوائل تدريجيًا على مدار اليوم وعدم الإكتفاء بشربها صباحًا أو مساءً فقط، ويُمكن لتسهيل ذلك إضافتها للوجبات.
  2. تناول الأطعمة الغنية بالماء لتعويض نقصها في الجسم؛ مثل: الخيار والكوسة والكرفس والقرنبيط والفراولة.
  3. إضافة النكهات للماء؛ لأنّ بعض الأشخاص يجدون صعوبة في تناول الماء الصافي؛ لذلك يُمكنهم تجربة إضافة قطع الليمون للماء أو الخيار لتغيير نكهته؛ وبالتالي زيادة قدرتهم على شربه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل هناك أضرار لشرب الماء بكثرة؟

هل شرب الماء بعد الأكل يسبب الكرش؟

هل شرب الماء بعد الأكل مباشرة مضر؟

هل يمكن معرفة متى يشرب الرضيع الماء تحديدًا؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على