` `

هل تحسين المزاج من فوائد النباتات الداخلية؟

علوم
4 نوفمبر 2021
هل تحسين المزاج من فوائد النباتات الداخلية؟
تُساعد نباتات الزينة الداخلية على زيادة القدرات العقلية والتركيز (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تتعدد فوائد النباتات الداخلية ولا تقتصر فقط على تحسين المزاج، بل تتعداها لمجموعة أكبر من الفوائد على الصحة النفسيّة والجسديّة على حدّ سواء؛ لذلك سنحاول في بحثنا هذا الحديث عن فوائدها المتعددة، وطرق العناية بها، والأنواع المتعددة للنباتات الداخلية، وغيرها من المواضيع المتعلقة بها بشكل مُفصّل وبناءً على دراسات وأبحاث علميّة مؤكّدة.

 ما هي فوائد نباتات الزينة الداخلية؟

لا تقتصر فوائد النباتات الداخلية فقط على تحسّين المزاج؛ بالرغّم من أنها من أهم الفوائد؛ إلّا إنّها تتعدى ذلك إلى مجموعة أخرى من الفوائد؛ ومنها:

  • تقليل مستوى التوتر: قد تُقلل النباتات الداخلية من مستويات التوتر بحسب مصادر موثوقة؛ لذلك يتم زراعتها عادةً في المنازل والمكاتب على حدّ سواء لزيادة الشعور بالراحة والهدوء، كما أنّها قد تُقلل العوامل المرتبطة بالإجهاد؛ ومنها معدل ضربات القلب وضغط الدم؛ لذلك خلّص الباحثون إلى قدرة النباتات الداخلية على تقليل الإجهاد النفسي والفسيولوجي.
  • زيادة التركيز: قد تُساعد نباتات الزينة الداخلية على زيادة القدرات العقلية والتركيز، وهذا طبعًا ينطبق على النباتات الطبيعية فقط ولا ينطبق على نباتات الزينة الصّناعية.
  • تقليل أعراض الأمراض العقلية: قد تُساعد النباتات الداخلية في تقليل بعض الأمراض العقلية؛ بسبب زيادة المشاعر الإيجابية وتقليل مشاعر القلق والاكتئاب بحسب مصادر وأبحاث مؤكّدة.
  • تسّريع التشافي من الأمراض: قد تساهم النباتات الداخلية في تسّريع شفاء الأمراض المختلفة؛ فقد أثبتت دراسة علمية أجريت عام 2002 أنّ الأشخاص المحاطّين بالمساحات الخضراء لديهم قدرةً وسرعةً أكبر على التعافي من العمليات الجراحية، وبالتالي فإن فترة إقامتهم بالمستشفى تكون أقل، وقد يكون هذا سبب انتشار المساحات الخضراء في المستشفيات.
  • زيادة الإنتاج: أثبتت عدّة دراسات أن وجود النباتات في أماكن العمل يرفع نسبة الإنتاج والإبداع بنسبة تصل إلى 12% مقارنةً بالعمل بعيدًا عن النباتات؛ لأنّها تُقلّل الإجهاد بحسب دراسات مؤكّدة؛ منها دراسة حصلت عام 2004 أكّدت على رفع كفاءة الأداء، ودراسة أُجريت عام 2007 أكّدت نفس النتائج تقريبًا.
  • تحسّين النظرة إلى العمل: قد تُساهم النباتات الداخلية في تحسّين النظرة إلى العمل بشكل عام، وزيادة الشعور بالرضا الوظيفي، وبالتالي زيادة الالتزام تجاه العمل، الذي سينعكس إيجابًا على سلوك الأفراد وأدائهم للأعمال.
  • تحسّين جودة الهواء الداخلي: لا شكّ أنّ من أهم فوائد النباتات الداخلية تنقية الهواء وتنظيفه عن طريق تقليل المركبات العضوية المتطايرة بشكل كبير، بواسطة جذور وتربة النباتات بحسب دراسات موثوقة أُجريت خلال فترة الثمانينات، ويُمكن الاستعانة بمجموعة من النباتات لتنقية الهواء الداخلي؛ ومنها:
    • الأريكة، تمر قزم، نخيل الخيزران.
    • شجرة المطاط.
    • شجرة اللبخ.
  • إضافة الرطوبة للهواء: قد تُسبب الأفران والمكيفات وبعض الأجهزة الكهربائية استنزاف الرطوبة في الجو، وهذا قد يزيد من مخاطر الإصابة بالزكام والانفلونزا، لذلك فإنّ زراعة النباتات الداخلية؛ ومنها نباتات العنكبوت، قد تُعزّز الرطوبة اللازمة في الجوّ.
  • تخفيف الغازات والانتفاخ: بعض النباتات الداخلية تُستخدم للتخلّص من المشاكل والأمراض المتنوعة؛ ومنها نبات النعناع المُستخدم للتخلّص من الانتفاخ والغازات، كذلك يُمكن استخدام الريحان لتقليل المغص وتهدئة المعدة.
  • الإسعافات الأولية: قد يُستخدم هلام الصبار في بعض العلاجات المنزلية والإسعافات الأولية؛ إذ يُمكن استخدامه لعلاج الصدفية وحروق الشمس البسيطة والأمراض الجلدية الأخرى، كما أنّ عصير الصبار يُستخدم في حالات الإمساك.
  • النوم بشكل أفضل: قد تُساعد النباتات الداخلية على تحسّين مستوى النوم بفضل امتصاصها لثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين خلال عملية التمثيل الضوئي، وهذا يُعزّز النوم بشكل أفضل.

مخاطر النباتات الداخلية

بالرغم من الفوائد المتعددة للنباتات الداخلية؛ إلّا إنّ هناك جدلاً كبيراً حول تأثيراتها الجانبية وتسبُبها بالحساسية أو الربو بسبب حبوب اللقاح، لكن من المُؤكّد أن معظم النباتات الداخلية لا تُنتج حبوب اللقاح هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنّ حبوب اللقاح التي تنتجها بعض النباتات الداخلية؛ مثل النرجس البريّ، لا تؤثر على الربو بحسب مصادر مؤكّدة وموثوقة؛ إلّا إن حالات الربو قد تتأثر بسبب رطوبة التربة أحيانًا، وهذا يستدعي الاهتمام بشكل أكبر في تربة النباتات، وطريقة الريّ التي قد تسبّب العفن أحيانًا، وانتشار بعض الآفات والفطريات.

ما هي أهمية النباتات الداخلية؟

النباتات بشكل عام تؤثر إيجابًا على الصحة العامة؛ لأنها تعمل بطريقة مُعاكسة للإنسان؛ إذ تستهلك ثاني أكسيد الكربون وتخرج الأكسجين في عمليات التمثيل الضوئي، وهذه واحدة من أهم فوائد النباتات الداخلية والخارجية على حدٍّ سواء، لكن للأسف فإن معظم الأشخاص الآن بعيدون كل البُعد عن المساحات الخضراء ومنغمسون في التكنولوجيا والتعامل مع الأجهزة الخلوية التي تُسبب الإجهاد بشكل كبير؛ لذلك بدأت الحاجة تزداد إلى زراعة المساحات الداخلية لتقليل الإجهاد والتوتر؛ إذ تقلّل النباتات بشكل كبير من الإجهاد النفسي والفسيولوجي، الذي قد يؤثر سلبًا على القلب والأوعية الدموية؛ بسبب فرط نشاط الجهاز العصبي، وهذا يقودنا لتأكيد أنّ النباتات الداخلية تُحسّن المزاج من ناحية علمية وطبية مؤكّدة وليس من ناحية نفسية فقط، كما يُوفّر الإتصال مع الطبيعة استقرارًا نفسيًا وراحةً عن طريق تحفيز الحواس المختلفة، وتحسين الصحة المعرفية بشكل كبير.

أُجريت مجموعةٌ من الدراسات لتأكيد الفوائد الفسيولوجية للنباتات بشكل عام؛ حيث تمّ من خلالها قياس الجهاز العصبي وتحديد التغيّرات النفسية أثناء التواصل مع النباتات من خلال زراعتها أو الاهتمام بها مقارنةً بالتغيًرات الفسيولوجية أثناء أداء بعض المهام على أجهزة الكمبيوتر، وكانت النتائج أن الأشخاص أظهروا راحةً أكبر أثناء زراعة النباتات مقارنةً بأداء المهام على الكمبيوتر، كما أن ضغط الدم انخفض بشكل كبير أثناء الزراعة، وهذه أدلة كافية على قدرة النباتات على تحسين الحالة الصحية والمزاجية للإنسان.

ما هي أبرز أنواع النباتات المنزلية الداخلية؟

الحقيقة أنّ أنواع النباتات المنزلية كثيرة ومتنوعة، التي يُمكن الاختيار بينها والعناية بها بطرق عدّة، ولقد اخترنا هنا بعضًا من أبرز النباتات المنزلية:

  • نبات المونستيرا أو مصنع الجبن السويسري: وهي إحدى أكثر النباتات الداخلية شيوعًا، التي تتميز بأوراقها الخضراء ذات الثقوب المميزة، وتنمو بأحجام متعددة لتناسب مختلف المساحات، وتُفضّل هذه النبتة المناخ الدافئ البعيد عن أشعة الشمس، ويُمكن تنظيفها بقطعة قماش ناعمة مُبلّلة، كما يجب الحفاظ على تربتها جافة؛ لأن الإفراط في الريّ قد يُسبب تعفّن الجذور، الذي يظهر على شكل اصفرار وذبول في الأوراق.
  • نبات اللبلاب: وهي عبارة عن نبتة مناسبة للزراعة في المنزل على شكل مزهريات أو قصاصات، وتتميز باحتياجها لعناية بسيطة، كما تتميز بأوراقها الشمعية على شكل قلب والملوّنة بعدّة ألوان مميزة تعتمد على الصنف؛ فمنها الأبيض، أو الأخضر، أو الأخضر الرمادي، كما قدّ تظهر باللون الأصفر المُخضر، وهذه النبتة تتحمل الجفاف؛ إذ يتم ريّها بعمق مرةً واحدةً اسبوعيًا في فصليّ الصيف والشتاء، ويتم تقليمها وانباتها في فصل الصيف عن طريق وضع القصاصات في أوعية زجاجية مملوؤة بالماء لتشجيع التجذير.

كيف يمكن الاهتمام بالنباتات الداخلية؟

يُمكن زراعة النباتات الداخلية لإضافة الاسترخاء والهدوء في المنزل؛ لأنّها تحتاج فقط للقليل من العناية والاهتمام والاستفادة من خواصها وفوائدها المتعددة؛ لذلك فإن فوائد النباتات الداخلية لا تقتصر فقط على تحسين المزاج، بل تتعدى ذلك لفوائد أكبر وأهم، ويُمكن الاهتمام بها بعدّة طرق وخطوات، وهي:

  • ريّ النباتات الداخلية: يجب ريّ النباتات المنزلية الداخلية بطريقة صحيحة وفق الإرشادات التالية:
    • تجنّب الإفراط في الريّ للحفاظ على جذورها جافة لمنع تعفنها.
    • وضع السماد وتركه ليجف، ثم تزويدها بالماء مع مراعاة إفساح المجال لتصريف المياه؛ لمنع زيادة الماء عليها.
    • ترك بعض النباتات تُروى من مياه الأمطار، وتقليل عدد مرات الري في فصل الشتاء.
  • الحفاظ على درجة حرارة النباتات: يجب وضع النباتات الداخلية في مكان معتدل تتراوح درجته بين 21-25 درجة مئوية، أما في حال زراعة نباتات استوائية فيجب مراعاة ألّا تقل درجة الحرارة عن 15.5 درجة، فيما قد تختلف بعض النباتات في درجات الحرارة المطلوبة؛ لذلك يجب قراءة التعليمات في حال توفرها أو استشارة المختصين.
  • مراعاة الإضاءة: تختلف النباتات الداخلية في مقدار احتياجها للإضاءة بحسب أنواعها؛ فبعضها تحتاج لإضاءة خافتة، وبعضها تحتاج لإضاءة ساطعة؛ لذلك يجب مراعاة الفروق بين الأنواع، كما يجب الانتباه إلى وضع النبتة وجعلها مُعرّضة لمصدر الضوء بشكل كامل؛ لتجنُّب نموّها بشكل مائل بالاعتماد على مصدر الضوء.
  • تسّميد النباتات الداخلية: المعروف أن عملية التسّميد ضرورية بشكل كبير لِتغذية النبات، لكنها تتم عادةً بطريقتين؛ هما:
    • التسّميد بالمياه: عن طريق اسّتخدام أسّمدة قابلة للذوبان، وإضافتها مرةً شهريًا للنبات خلال فصل الصيف، ومرةّ كل شهرين خلال فصل الشتاء.
    • التسميد البطيء: تعتمد هذه الطريقة على استخدام السّماد بشكل مباشر على التربة، وهذه الطريقة تُعتبر الأفضل؛ إذ يتم وضعه ببطء مرةً كل شهرين أو كل ثلاثة أشهر، حيث تستفيد النباتات من المُغذيات المنتشرة على سطح التربة.

ما هي طرق العناية بالنباتات الداخلية؟

تتم زراعة النباتات الداخلية مبدئيًا داخل أُصص أو أواني معينة؛ لذلك فهي تعيش بالكامل داخل هذه الأوعية، ولا يُمكنها إرسال جذورها بحريّة إلى التربة، لذلك يجب الاهتمام بالتربة عن طريق بعض الإرشادات المتنوعة التي تشمل ما يلي:

  • تدوير الأصص: يجب تدوير الأصص مرةً كل أسبوع أو أسبوعين؛ لتأكيد حصول النبات على نفس القدر من الإضاءة وضوء الشمس؛ ممّا يُساعد على نموّها بشكل متوازن. 
  • تنظيف النباتات الداخلية: تتميز بعض النباتات الداخلية بأوراقها الكبيرة والعريضة التي يسهل تراكم الغبار عليها؛ لذلك يُفضّل عادةً تنظيفها باستمرار ومسح أوراقها لمنع تراكم الغبار، الذي قد يُسبب سدّ مساماتها وبالتالي منعها من النموّ.
  • الحفاظ على درجة الحرارة: عادةً مت تحتاج النباتات الداخلية إلى بيئة دافئة ورطبة، لكن قد يكون من الصعوبة الحصول على هذه البيئة في فصل الشتاء؛ بسبب استخدام وسائل التدفئة المتنوعة؛ لذلك يُمكن رشّها بواسطة الرذاذ؛ لمنحها الرطوبة الدائمة والحفاظ على رطوبتها ونضارتها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل النبات كائن حي؟

هل هناك نباتات تؤكل جذورها؟

هل يمكن استخدام نبات المورينجا للتخسيس؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على