` `

هل أمراض السمنة وأعراضها خطيرة؟

صحة
8 نوفمبر 2021
هل أمراض السمنة وأعراضها خطيرة؟
السمنة بشكل عام عبارة عن مؤشر يتم احتسابه بالاعتماد على طول الشخص ووزنه (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

سنتحدث في مقالنا هذا عن أمراض السمنة وأعراضها الأساسية التي تُؤثر على الجسم والصحة العامة بشكل كبير، وتُعتبر السبب الرئيسي لأمراض متنوعة؛ منها أمراض القلب والسكري وضغط الدم وغيرها من الأمراض المرتبطة بالسمنة وزيادة الوزن، لكن ما هي مؤشرات السمنة وعوامل الخطر، ومتى يُقال أن الشخص يُعاني بالفعل من السمنة؟... كل هذا وغيره من المواضيع التي يشملها بحثنا بحسب دراسات وأبحاث مؤكّدة.

ما هي أمراض السمنة وأعراضها؟

السمنة بشكل عام عبارة عن مؤشر يتم احتسابه بالاعتماد على طول الشخص ووزنه، كما يعتمد بشكل أو بآخر على العمر والجنس؛ إذ يُعتبر الشخص سمينًا في حال زيادة مؤشر كتلة الجسم عن 30 حسب مصادر موثوقة، والحقيقة أن الاهتمام بالسمنة لا يأتي من ناحية جمالية فقط، بل بسبب وجود أمراض تسببها السمنة، لكن عادةً عند احتساب مؤشر السمنة أو مؤشر كتلة الجسم يجب الانتباه إلى أن المؤشر لا يُفرّق بين دهون الجسم والعضلات؛ لذلك لا يُعتبر دقيقًا في معظم الأحيان، بل يُمكن اعتباره مؤشرًا مبدئيًا يجب بعده اعتماد طرق أخرى لتحديد إصابة الجسم بالسمنة أو عدمه.

تصنيف السمنة

بالرغم من أن مؤشر كتلة الجسم لا يُعتبر المقياس النهائي للسمنة؛ إلّا إنّه يُستخدم بشكل واسع لتحديد الوزن المثالي وبعض المعايير الأخرى، لكن مبدئيًا يتم تحديد مقدار السمنة بشكل عام بحسب النطاقات والأرقام المثالية، وهي على الشكل التالي: 

  • وزن طبيعي: مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 18.5-25.0.
  • وزن زائد: مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 25.0-30.0.
  • سمنة من الدرجة الأولى: مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 30.0-35.0.
  • سمنة من الدرجة الثانية: مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 35.0-40.0.
  • سمنة مُفرطة: مؤشر كتلة الجسم يزيد عن 40.0.

سمنة الأطفال

بالنسبة لمؤشر كتلة الجسم للأطفال فهو مختلف عن البالغين؛ إذ يُعتبر الطفل مصابًا بالسمنة في حال كان مؤشر كتلته يختلف كثيرًا عن الأطفال في نفس العمر والجنس؛ حيث يتم مقارنة وزن الطفل وعمره وطوله مع مخططات كتلة الجسم العامة للأطفال؛ ليستطيع الطبيب تأكيد إصابة الطفل بالسمنة أو لا.

ما هي أسباب السمنة؟

يُعتبر تناول السعرات الحرارية الزائدة السبب الأول للسمنة؛ إذ تتراكم هذه السعرات الزائدة على شكل دهون مع مرور الوقت، كما قد تحدث أمراض السمنة وأعراضها تبعًا لأحد الأسباب الأخرى التالية:

  • العوامل الوراثية: بعض مشاكل السمنة تحدث نتيجة عوامل وراثية تُؤثر على طريقة معالجة الجسم للطعام وتخزين الدهون.
  • التقدم في العمر: يتغير مقدار الحرق مع التقدم في العمر نتيجة قلّة الكتلة العضلية التي تُؤثر سلبًا على معدلات الحرق؛ ممّا يجعل زيادة الوزن أسهل.
  • النوم القليل: يؤثر النوم القليل على معدلات الجوع؛ بسبب التغيّرات الهرمونية، التي تُسبّب الشعور بالجوع والرغبة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.
  • الحمل: يُسبب الحمل زيادةً مفرطة في الوزن قد يكون من الصعب التخلص منها بعد انتهائه.
  • بعض الحالات الصحية: قد يزداد الوزن بسبب مجموعة من الحالات المرضية؛ ومنها:
    • متلازمة تكيس المبايض: إذ يُعرّف تكيس المبايض بإنه اختلال توازن الهرمونات الأنثوية التناسلية.
    • متلازمة برادر ويلي: وهي حالة مرضية تسبب حالات الجوع المُفرط تظهر منذ الولادة.
    • متلازمة كوشينغ: وهي حالة تنتج بسبب ارتفاع مستوى التوتر، الذي يُسبب ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول.
    • قصور الغدة الدرقية: أو خمول الغدة الدرقية التي تنتج مجموعة من الهرمونات الأساسية في الجسم، التي يُسبب نقصها زيادة الوزن بشكل مفرط.
    • هشاشة العظام: حيث تُعرّف هشاشة العظام بأنها حالة مرضية تسبب نقص النشاط البدني.

عوامل السمنة

يُكذر بأن بعض الأشخاص مُعرّضين أكثر للإصابة بالسمنة من غيرهم، وذلك نتيجة وجود بعض العوامل والعادات الصحية المختلفة؛ ومنها:

  • اختيار وجبات غير صحية؛ مثل الوجبات السريعة، مع قلّة الخيارات الصحية.
  • زيادة تكلفة الأطعمة الصحية والاعتماد على الخيارات الأخرى لقلّة تكلفتها.
  • عدم القدرة على ممارسة التمارين الرياضية والمشي؛ بسبب قلة المساحات المفتوحة.
  • الاكتئاب قد يسبّب زيادةً في الوزن؛ لأن بعض الأشخاص يلجأون إلى تناول الطعام لتقليل أعراض الاكتئاب.
  • الإقلاع عن التدخين؛ بالرغم من فوائده العامة للجسم؛ إلّا إنّ بعض الأشخاص يصابون بالسمنة بعد ترك التدخين، ويُمكن التخفيف من هذه الزيادة عن طريق ممارسة الرياضة خلال فترة الانسحاب الأولية.
  • بعض أنواع الأدوية؛ مثل حبوب منع الحمل ومضادات الاكتئاب الستيرويدية، التي تُسبب زيادة الوزن.

ما هي الأمراض الناتجة عن السمنة؟

قد تُسبب السمنة مجموعةً من الأمراض، أو تكون عاملًا مُساعدًا في ظهورها، ومن أهم هذه الأمراض:

  • إجهاد العضلات: إنّ وجود نسبة عالية من الدهون في الجسم يُسبب إجهاد العضلات والعظام.
  • زيادة مستوى الالتهاب: قد تُسبب السمنة زيادةً في مستويات الالتهاب في الجسم، التي تُعتبر من عوامل الخطر المُسببة للسرطان، ومنها سرطان القولون وسرطان الثدي الذي قد يُصيب النساء بعد سن اليأس، وسرطان بطانة الرحم، كما تُشير دراسات أخرى إلى وجود ارتباط بين السمنة وسرطان المرارة والبنكرياس والمبايض.
  • السكري من النوع الثاني: قد تُسبب السمنة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني؛ إذ تُشير دراسات مُؤكّدة إلى أن السمنة مرتبطة بشكل أو بآخر بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري، وأن معظم المصابين بالسكري مُصابين بالسمنة أيضًا.
  • أمراض القلب والسكتات الدماغية: قد تزيد السمنة من عوامل الخطر للإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم، وهذان العاملان يرفعان نسبة الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية .
  • أمراض المرارة: تزيد السمنة من خطر الإصابة بحصوات المرارة، كما أن فقدان الوزن السريع قد يكون أحد أسباب الإصابة بالحصوات أيضًا؛ لذلك يُفضّل إنقاص الوزن بشكل بطيء.
  • مرض الكبد الدهني: وهو مرض ناتج عن تراكم الدهون على الكبد.
  • توقّف التنفس المفاجئ أثناء النوم: وهذه الحالة قد لا تُصيب جميع المُصابين بالسمنة، لكنها ترفع نسبة الخطر في حال وجود تاريخ عائلي مماثل، خصوصًا إذا كانت زيادة الوزن بالمجمل حول المعدة على شكل التفاحة.

كيف يتم علاج السمنة؟

تتنوع أمراض السمنة و أعراضها وهذا ما يجعل البحث المستمر عن طرق لعلاج السمنة أمرًا لازمًا؛ للتخلّص من الأمراض والأعراض المرتبطة بها، وتبدأ عادةً المحاولات الفردية للتخلص من السمنة عن طريق اتباع حميات غذائية معينة وممارسة أنواع مختلفة من التمارين الرياضية، لكن في حال فشل هذه الطرق يمكن اللجوء لأحد أخصائي التغذية؛ للمساعدة في إنقاص الوزن الزائد عن طريق إجراء بعض التغيّرات المهمة في نمط الحياة، وقد يتم اللجوء أحيانًا إلى بعض أنواع الأدوية أو إحدى الجراحات لإنقاص الوزن، ومن أهم الطرق المتبعة لإنقاص الوزن ما يلي:

  • التغيير في نمط الحياة: من أهم الطرق المتبعة لإنقاص الوزن التثقيف بشأن نوعية الخيارات الغذائية وتطوير خطة الأكل الصحي المناسبة، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة بمعدل 300 دقيقة أسبوعيًا؛ لزيادة التحمّل البدني والتمثيل الغذائي في الجسم، كما يجب التحكّم في المُحّفزات العاطفية ومستوى التوتر والاكتئاب بشكل عام، وهذا الأمر ينطبق على الأطفال والمراهقين على حدٍّ سواء.
  • تناول بعض الأدوية: الحقيقة أن الأدوية لا تُعتبر الخيار الأول لخسارة الوزن، لكن يتم اللجوء إليها أحيانًا في الحالات المستعصية، وفي حال فشل الطرق الأخرى في إنقاص الوزن، وتُستخدم عادةً عندما يزيد مؤشر كتلة الجسم عن 27.0، وفي حال الإصابة ببعض أمراض السمنة، وهذه الأدوية تعمل على إنقاص الوزن عن طريق منع امتصاص الدهون أو عن طريق تثبيط الشهية، وتخضع هذه الأدوية إلى رقابة إدارة الغذاء والدواء (FDA) وتمّ الموافقة عليها، وقد تحتمل هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية على حركة الأمعاء وتُسبّب الغازات؛ ومنها:
    • فينترمين توبيراميت. 
    • النالتريكسون أو بوبروبيون.
    • ليراجلوتيد.
    • أورليستات، وهي النوع الوحيد المعتمد لاستخدام الأطفال بعمر 12 سنة فما فوق بحسب إدارة الأغذية والعقاقير (FDA).
  • الخضوع لجراحة فقدان الوزن: في بعض الحالات الصحية يُمكن اللجوء لجراحات إنقاص الوزن أو جراحات السمنة، التي تعمل على تقييد كمية الطعام التي يُمكن تناولها، أو عن طريق منع امتصاص السعرات الحرارية، وقد تشتمل على الأمرين معًا، لكن هذه العمليات لا تُعتبر آمنة دائمًا؛ لأنها قد تنطوي على مخاطر معينة، كما أن الأشخاص بعد إجرائها مضطرين إلى تغيير طريقة تناولهم للأكل والتحكّم بالكميات، وتشمل مجموعةً من العمليات؛ منها:
    • جراحة المجازة المعدية: يتم إنشاء كيس صغير في أعلى المعدة موصول مباشرةً مع الأمعاء الدقيقة؛ حيث يتم تجاوز الطعام للمعدة ووصوله مباشرةً إلى الأمعاء.
    • ربط المعدة: يُمكن ربط المعدة بواسطة المنظار؛ حيث يتم فصل المعدة إلى جيبين.
    • جراحة تكميم المعدة: وهي إجراء يتم من خلاله إزالة جزء من المعدة، وتُعرف بعملية قص المعدة.
    • تحويل مسار البنكرياس: يعمل هذا الإجراء على إزالة معظم المعدة وتحويل مسار البنكرياس الصفراوي وتبديل الإثني عشر.

الأشخاص المرشحين للجراحة

لا تُعتبر العمليات الجراحية الخيار الأمثل لكافة المرضى ولا يتم اللجوء إليها إلّا في حالات معينة، أهمّها أن يكون مؤشر الجسم بين 30.0-35.0 مع إصابة الشخص بمجموعة من الأمراض؛ منها:

  • المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.
  • الأشخاص الذين لم يتمكّنوا من خسارة الوزن بالطرق الطبيعية أو تغيير نمط الحياة.

طرق منع السمنة

يُمكن الحدّ من مخاطر السمنة وتقليل زيادة الوزن عن طريق اتباع بعض الإرشادات والخيارات؛ ومنها:

  • ممارسة التمارين الرياضية: يمكن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم؛ ومنها المشي والسباحة وركوب الدراجات، لمدة تتراوح بين 20-30 دقيقة يوميًا.
  • اختيار الأطعمة المغذية ذات السعرات الحرارية القليلة: ومنها الخضار والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.
  • تقليل الأغذية الغنية بالدهنيات والسعرات الحرارية: وذلك لأن هذا النوع من الأغذية يعد عاملًا أساسيًا لزيادة الوزن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل المشي ينقص الوزن؟

هل السكر الموجود في الفواكه يزيد الوزن؟

هل حمية الكيتو الصحية تجعلك تفقد الوزن الزائد؟

هل جدول وزن الطفل الطبيعي يكون حسب العمر؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على