` `

هل أهمية غسل اليدين تتعلق بالكيفية والوقت؟

صحة
8 نوفمبر 2021
هل أهمية غسل اليدين تتعلق بالكيفية والوقت؟
غسل اليدين يُقلل من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والهضمي (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تكّمُن أهمية غسل اليدين في الحماية من الجراثيم المنتشرة على الأسطح، التي تنتقل منها إلى الجسم عن طريق اللمس، وبشكل عام يمكن القول أن الأهمية تتعلق بالكيفية والوقت بشكل كبير؛ بالرغم من تفوق الكيفية؛ إذ يجب تعلّم الطريقة الصحيحة لغسل اليدين لحماية الفرد من الأمراض وحماية عائلته من العدوى في حال الإصابة بالمرض، ويُنصح عادةً بغسل اليدين لمدة تصل إلى 20 ثانية على الأقل، وسنتحدث في هذا المقال عن كل ما يتعلّق بغسل اليدين وطرق الوقاية من الأمراض بحسب دراسات علمية وأبحاث مؤكّدة.

ما هي أهمية غسل اليدين؟

تُعتبر اليدين الوسيلة الأولى للتواصل مع الأشياء والأشخاص بشكل عام؛ لذلك فهي الوسيلة الأبرز لنقل العدوى والإصابة بالأمراض؛ بسبب تلوّث بعض الأسطح بمسببات المرض المتنوعة. من هنا نجد أنّ الحفاظ على نظافة اليدين يمنع انتشار العدوى، كما يُفضل استخدام المناديل الورقية عند العطس أو السعال؛ لتجنّب وصول الجراثيم لليدين ونقلها للأشخاص المحيطين، وقد أشارت العديد من الدراسات أنّ غسل اليدين يُقلل من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والهضمي بمعدل %23 - 48%، من هنا نجد أن الفوائد تتعدى كوّنها حالة شخصية أو روتين يومي معتاد، لكنها تُعتبر واجب أساسي للحفاظ على الصحة العامة، ولعلّ الحديث عنها ازداد مؤخرًا بسبب انتشار وباء كورونا؛ ممّا زاد الحرص على غسل اليدين قبل وبعد أداء أيّ مهمّة لمنع انتشار هذا الوباء، الذي بات يؤرّق العديد من الأشخاص والمؤسسات الوطنية حول العالم؛ لذلك تمّ نشر العديد من التوصيات ونشرات التوعية؛ للحدّ من انتشاره والحفاظ على الصحة العامة؛ دلالةً على أهمية اليدين في نقل المرض.

فوائد غسل اليدين للأطفال

يُعتبر الأطفال أكثر ناشر للعدوى؛ بسبب محاولاتهم الدائمة في تفحّص الأسطح المختلفة؛ لذلك فهم أكثر عُرضة أيضًا للإصابة بالمرض؛ لذا يجب الحرص على تعليمهم طرق غسل الأيدي بالشكل الصحيح باتباع بعض الإرشادات والوسائل التالية:

  • اختيار أغنية مُفضّلة أثناء الغسيل: يمكن الطلب من الطفل ترديد أغنية معينة أثناء عملية غسل اليدين؛ لزيادة وقت الغسيل.
  • تأليف أغنية للغسيل: يُمكن تأليف أغنية تتضمّن خطوات غسل اليدين لتعليمه الطريقة بشكل ممتع.
  • التأكد من ملائمة الحوض للطفل: يجب التأكّد من ارتفاع الحوض أو المغسلة وملائمته للطفل في المنزل والمدرسة.
  • استخدام الرغوات الممتعة: يُمكن اختيار أنواع الصابون والرغوات الممتعة؛ مثل الصابون الذي يتغيّر لونه أثناء التغسيل، كما يُفضّل استخدام الصابون المُعطّر بروائح زكية.

ما هي الطريقة الصحيحة لغسل اليدين؟

بالرغم من اعتبار غسل اليدين طريقةً بديهيةً وتلقائيةً؛ إلّا إنّه يجب ممارستها بالطريقة الصحيحة للحصول على الفوائد المطلوبة؛ إذ يجب اتباع الخطوات التالية:

  • شطف اليدين بالماء الدافئ: بالرغم من عدم وجود أدلّة كافية على فعالية الماء الدافئ أكثر من البارد في القضاء على الجراثيم؛ إلّا إنّ استخدامه يُعتبر أفضل من ناحية زيادة الرغوة وفعاليتها بشكل أكبر، لكن يجب تجنّب استخدام الماء الساخن؛ لأنه قد يسبّب أضرارًا للبشرة أو تهيجًا.
  • نزّع المجوهرات والساعات: بالإضافة لأي أدوات قد تعيق عملية التغسيل مع الحرص على تنظيفها باستمرار.
  • فرد رغوة الصابون: يمكن استخدام أي نوع مُفضّل من الصابون، لكن بعض الدراسات تشير إلى أفضلية اختيار الصابون السائل، ويتم فرده بشكل كامل على اليدين، والتأكّد من وصوله إلى الأظافر والأصابع، واستمرار الفرك لمدة نصف دقيقة على الأقل.
  • شطف اليدين بالماء: يجب شطف اليدين بالماء الجاري للتخلّص من آثار الصابون.
  • تجفيف اليدين: ويتم ذلك عن طريق منشفة نظيفة أو باستخدام الورق الصحي أو عن طرق أجهزة التنشيف.
  • إغلاق الصنبور: تجنّب الإمساك بمقبض الباب أو الصنبور؛ إذ يُمكن استخدام المنشفة أو المحارم الورقية لإغلاقها.

توقيت نظافة اليدين

عند الحديث عن أهمية غسل اليدين يجب تحديد وقت الغسل الأفضل، الذي يمكن اعتباره عادةً متكررةً يويميًا، كما يمكن إجراؤه قبل أو بعد الممارسات التالية:

  • غسل اليدين بعد العودة للمنزل: يجب غسل اليدين بمجرد الوصول للمنزل؛ بسبب لمس الأسطح المتنوعة التي قد تحمل الجراثيم؛ ومن هذه الأسطح:
    • مقابض الأبواب.
    • حاويات القمامة.
    • أزرار المصاعد.
    • مفاتيح الإضاءة.
    • الآلات الحاسبة.
    • عربات التسوق.
    • الشاشات التي تعمل باللمس في البنوك أو الشركات.
    • مقبض السيارة.
    • الدرابزين أو المقاعد في وسائل النقل العام.
  • قبل تحضير الطعام: يجب غسل اليدين قبل تحضير الطعام وأثناءه، خصوصًا في حال لمس اللحوم والدواجن والأسماك؛ لمنع انتشار الجراثيم والبكتيريا الضارّة الموجودة فيها والتي تموت عند طهيها.
  • قبل تناول الطعام أو الشراب: بعد الانتهاء من الطعام يجب غسل اليدين جيدًا للتخلّص من بقايا الطعام.
  • بعد استخدام المرحاض: وهذا ينطبق على المنزل أو الحمّامات العامة.
  • قبل إجراء الإسعافات الأولية: لمنع تلوث الجروح.
  • بعد تغيير حفاضات الأطفال: أو بعد مساعدة الطفل على استخدام المرحاض.
  • بعد رعاية شخص مريض: إذ يعتبر مقدمو الرعاية الصحية الأكثر تعرضًا للجراثيم المُعدية جرّاء التعامل المباشر مع المصابين؛ لذلك يجب الحذر وتنظيف الملابس بعد التعامل مع المريض.
  • ممارسات أخرى: يجب الحرص على غسل اليدين عند ممارسة بعض الأنشطة؛ مثل:
    • قبل تغيير العدسات اللاصقة.
    • بعد السعال أو نفث الأنف أو العطس.
    • قبل استخدام قطرات العين أو تناول الأدوية.
    • بعد ممارسة الأنشطة الحميمة؛ مثل النشاط الجنسي.
    • بعد إخراج القمامة المنزلية.
    • قبل أو بعد التعامل مع العملاء في صالونات التجميل.
    • قبل وبعد دخول المستشفى أو العيادات الطبية أو أيّ نوع من المرافق الطبية والصحية.
    • بعد رعاية الحيوانات الأليفة؛ مثل إطعامها أو تنظيفها.

استخدام الصابون المُضاد للبكتيريا

لا يُعتبر استخدام الصابون المُضاد للبكتيريا أفضل من استخدام الصابون العادي، لكن الفرق هو في طريقة ووقت التغسيل، وقد أعلنت إدارة الغذاء والدواء عام 2017 حظر استخدام المواد المُضادة للبكتيريا المعروفة باسم تريكلوسان وتريكلوكاربان؛ لأسباب متعددة منها:

  • عدم مقاومتها للجراثيم.
  • امتصاصها وتأثيرها على الجهاز الهضمي.
  • أحد أسباب اضطراب الغدد الصماء.
  • إظهارها لبعض ردود الفعل التحسسية.
  • عدم فعاليتها بشكل عام.

هل يمكن منع البشرة من الجفاف والتلف؟

بالرغم من أهمية غسل اليدين الفائقة؛ إلّا إنّ الإفراط في غسل اليدين قد يُسبّب جفاف وتهيّج اليدين، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالعدوى؛ بسبب التأثير على فلورا الجلد، وهي كمية البكتيريا النافعة الموجودة على اليدين؛ وبالتالي توفير بيئة مناسبة للجراثيم، ويمكن اتباع بعض الإرشادات والنصائح للحفاظ على سلامة البشرة؛ ومنها:

  • تجنّب استخدام الماء الساخن: واستخدام الصابون السائل أفضل من الصلب، كما يُفضّل استخدام الصابون الكريمي.
  • استخدام مرطبات البشرة: مثل الكريمات المحتوية على الماء، التي تُساعد على بقاء الماء في البشرة، التي تحتوي عادةً على بعض المكونات؛ مثل:
    • حمض اللانولين أو الزيوت المعدنية أو الدهون الثلاثية.
    • بعض المرطبات؛ مثل العسل أو الجلسرين أو اللاكتات.
    • بعض المطريات؛ مثل الألوفيرا أو دايميثيكون.
  • تخزين الصابون: يجب الحذر من سوء تخزين الصابون؛ لأنها قد تكون بيئة مناسبة لنمو الجراثيم؛ لذلك قد يكون الصابون السائل بديلًا أفضل.
  • استخدام الكريمات المرطبة: ويُفضّل استخدام الكريمات المُحتوية على الماء بشكل متكرر بعد كل عملية تغسيل أو من 3-4 مرات يوميًا.
  • استخدم القفازات: ومنها المخصصة للاستخدام المنزلي عند غسل الأطباق أو تنظيف المنزل.
  • استخدام القفازات السميكة: عند التعامل مع النباتات لمنع تراكم الأتربة ومنع الخدوش.

هل تعتبر المعقمات بديلًا لغسل اليدين؟

يُمكن استخدام المُعقمات في حال عدم توفر الماء، لكن لا يُمكن استخدامها باستمرار؛ لأن الماء والصابون أكثر فائدة في إزالة الأوساخ والجراثيم، كما أن استخدامها المُفرط قد يقتل البكتيريا النافعة على الجلد، وقد حذّرت إدارة الغذاء والدواء من استخدام المُعقمات المُحتوية على الميثانول الذي يُعتبر كحولًا سامًا له أضرارًا كبيرةً على الجلد والجسم؛ تتمثل في الغثيان والقيء عند تناوله عن طريق الخطأ، كما أن استخدامه على الجلد بشكل مُفرط قد يُسبّب تأثيرات خطيرة؛ مثل تلف الجهاز العصبي أو التحسّس الجلدي، أمّا في حال التأكّد من أمان معقم اليدين، وفي حال الضرورة يجب مراعاة ما يلي:

  • استخدام المعقمات المحتوية على الكحول: يجب أن يحتوي المعقم على نسبة عالية من الكحول، التي قد تكون عبارة عن كحول الإيثانول أو كحول الأيزوبروبانول وبالنسب التالية:
    • إيثانول: بنسبة 60-85%، وهو المكوّن الأقوى ضد الفيروسات.
    • الأيزوبروبانول: بنسبة 60-80%.
    • بروبانول: بنسبة 60-80%، وهو المكوّن الأقوى ضد البكتيريا.
  • فرك اليدين: يجب توزيع المُعقّم على اليدين وفركه جيدًا بكلتا اليدين.
  • الاحتفاظ ببعض المطهر: يجب الاحتفاظ بالمعقم أثناء الخروج من المنزل؛ لتعقيم اليدين في حال صعوبة غسل اليدين.

المعقمات تقضي على الأمراض

تُساعد معقمات الأيدي المُحتوية على الكحول في القضاء على مجموعة من مُسببات الأمراض؛ ومنها:

  • فيروس الإنفلونزا.
  • فيروس نقص المناعة أو العوز المناعي البشري.
  • فيروس التهاب الكبد الوبائي من النوع C وB.
  • البكتيريا القولونية.
  • فيروس كورونا أو سارس المُسبّب لمتلازمة التنفس الحادّ الوخيم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الفيروس كائن حي؟

هل البكتيريا كائن حي؟

هل ينتقل الإيدز عن طريق اللعاب؟

هل الغبار يقتل الفيروسات؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على