` `

هل يمكن إنجاز العمل تحت الضغط؟

أعمال
11 نوفمبر 2021
هل يمكن إنجاز العمل تحت الضغط؟
معظم البشر قادرين على إنجاز الأعمال تحت الضغط بشكل أكبر عن طريق التكيّف (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

العمل تحت الضغط هي عبارة عن مهارات يجب تعلمها واتقانها للتمكّن من إنجاز الأعمال تحت الضغط النفسي أو الجسدي، ولمواجهة متاعب سوق العمل، وقد يولّد هذا الضغط إحساسًا بالإلحاح ودافعًا لإنجاز المزيد من الأعمال في وقت أقل، لكن ما هي ضغوطات العمل، وكيف يتم التعامل معها، وهل تُؤثر فعليًا على الأداء؟... كل هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الإجابة عنها في هذا المقال وفق دراسات مؤكّدة.

هل البشر قادرون على العمل تحت الضغط؟

المعروف أن معظم البشر قادرين على إنجاز الأعمال تحت الضغط بشكل أكبر عن طريق التكيّف لإنجاز المهام الصعبة والنجاح في أدائها؛ لذلك قد يكون الضغط عاملًا ايجابيًا في معظم الأحيان بالرغم من تأثيراته السلبية على البعض، وقد يكون مفتاح النجاح هو تقييم النفس بطريقة منصفة والتفكير في حلول المشاكل بدل البحث عن المشكلة بحدّ ذاتها ومعرفة حدود الطاقة لدى الشخص؛ لأن التقييم الجيد يعطي فرصة أكبر لإنجاز الأعمال، لكن أحيانًا يكون الضغط عائقًا لأداء المهام المتنوعة؛ بسبب زيادة الإجهاد ووصولها لحدّ الخطر.

علامات الضغط الخطيرة في العمل

ذكرنا أن العمل تحت الضغط يعتبر أمرًا جيدًا في معظم الأحيان؛ إلّا إنّ تزايد الضغط والإجهاد قد يُسبب انعدام الثقة وسرعة الانفعال وعدم القدرة على أداء المهام المتنوعة، ومن أهم العلامات على زيادة الإجهاد:

  1. القلق والاكتئاب والانفعال الشديد.
  2. فقدان الاهتمام بالعمل والشعور باللامبالاة.
  3. اضطرابات النوم.
  4. التعب المُفرط.
  5. الصداع وتوتر العضلات.
  6. بعض المشاكل في المعدة.
  7. انعدام الرغبة الجنسية.
  8. الانعزال والانسحاب الاجتماعي.

ما هي مهارة العمل تحت الضغط؟

هي مصطلح يعني امتلاك الفرد القدرة على التعامل مع المشاكل والضغوطات التي تواجهه في العمل، وتُساعده على تجاوز الصعوبات والعقبات وتطوير قدراته في إنجاز الأعمال بالشكل الأمثل والسرعة المطلوبة، وتكمن أهمية هذه المهارة في إحداثها لمجموعة من التغيّرات في بيئة العمل بشكل عام، وهذا سبب البحث الدائم عن أشخاص يمتلكون هذه المهارة وقادرين على التعامل مع الضغوط بشكل جيد ومحترف.

أهم مهارات العمل تحت الضغط

 هنا سنتحدث عن أهم المهارات التي يمكن اكتسابها لتحسين جودة العمل والتعامل مع الضغط بشكل أفضل؛ ومنها:

  • التخطيط الجيد: يجب التخطيط بشكل جيد لإنجاز الأعمال ومحاولة تغيير الخطط في حال فشلها في مرحلة معينة، كما يجب أن يمتلك الشخص القدرة على تغيير المسارات بدقة، والقدرة على إيجاد البدائل في الوقت المناسب والمرونة لمواجهة الأمور الصعبة وغير المتوقعة.
  • السيطرة على ردود الأفعال: يجب اكتساب مهارة ضبط النفس والسيطرة على ردود الأفعال في مواجهة التحديات المختلفة، وفهم المواقف الصعبة وإيجاد الحلول للمشكلات، وهذا ينطبق على المواقف الشخصية وضغط العمل؛ لأن ردود الفعل تكون متشابهة في جميع المواقف؛ لذلك يجب تمرين النفس على التعامل مع الضغط البسيط لتحسين القدرة على التعامل مع الضغوط الأكبر.
  • الحفاظ على الهدوء: من أهم المهارات التي يجب اكتسابها ضبط النفس والهدوء في حالات الضغط، وهذه تعتبر العلامة الأهم للشخص المحترف القادر على ضبط انفعالاته تجاه المواقف الصعبة، وقد تكون أبرز صفات القائد؛ لأن هدوء أعصابه سيؤثر حتمًا على الفريق بالكامل، ويمكن اتباع بعض الخطوات للمساعدة على الهدوء وضبط النفس؛ ويُذكر منها:
    • التنفس العميق عدّة مرات قبل القيام بأي أمر.
    • أخذ الوقت الكافي قبل القيام بأي ردّ فعل؛ إذ يُمكن العد من 1-10.
    • مشاهدة أمر مضحك أو التفكير بأمر مضحك لتغيير الحالة المزاجية.
    • القيام بأيّ أمرٍ مسلٍّ لبضع دقائق بعيد عن الضغط أو المشكلة الموجودة.
  • التركيز على الواجبات اليومية: الجميع مُعرّض للضغط النفسي والوقوع في المشاكل، لكن هذا لا ينفي التركيز على الواجبات اليومية والمهام الواجب إتمامها، بدل التركيز على حجم المشكلة ومقدار الضغط، ويُمكن المحافظة على التركيز عن طريق اتباع الأساليب التالية:
    • تحديد المهام وكتابتها ووضعها في مكان واضح أمام العين.
    • فصل النفس عن العالم الخارجي عن طريق الجلوس في مكان خاص أو وضع سماعات الأذن والاستماع لشيء معين.
    • التخلّص من المُلهيات المتنوعة التي تُؤثر على إنجاز العمل؛ ومنها الهاتف المحمول أو تنبيهات مواقع التواصل الاجتماعي.
    • تحديد فترات للعمل المتواصل لتتراوح بين 30-90 دقيقة، يتخللها فترة استراحة تُقدّر بـ 10 دقائق مثلًا.
  • الابتعاد عن المشاجرات: يجب الابتعاد عن الحديث عن أسباب المشاكل والضغوطات، وتجنّب المشاجرات والدراما التي تستنزف الوقت والجهد والتركيز على إنجاز الأعمال.
  • طلب المساعدة: يُمكن طلب العون من أحد أفراد الفريق للمساعدة على إنجاز المهام المتنوعة بدلًا من إضاعة الوقت في محاولة حلّ المشاكل المستعصية.

هل يمكن تقليل الإجهاد والتوتر؟

الحقيقة أن العمل تحت الضغط مفيد في معظم الأحيان ويُساعد على أداء المهام المتنوعة وإنجاز الأعمال بشكل أكبر، لكن هذا ينطبق بشكل كبير على الضغط البسيط والتوتر المنطقي، أمّا في حالات الإجهاد المُفرط فقد يكون ضغط العمل أمرًا مرهقًا يُسبب إيقاف العمل أو التأثير على كفائته، وقد ينتج ضغط العمل المُفرط عن مجموعة من الأسباب؛ منها:

  1. الخوف من ترك العمل.
  2. زيادة العمل بسبب تقليل عدد الموظفين.
  3. زيادة الضغط لأداء مهام تلبّي التوقعات المتطورة دون التركيز على إرضاء الموظف.
  4. ساعات العمل الطويلة.
  5. أعباء العمل الثقيل.
  6. ضيق الوقت المُخصّص لأداء المهام المُتبعة، وهذا ناتج عن عدم مراعاة الفروق الفردية بين الموظفين.
  7. التغيّرات الوظيفة التي تسبب التغيير في الواجبات.
  8. البيئة السيئة الناتجة عن الخلافات مع الزملاء أو الرؤساء.

طرق تخفيف الإجهاد في العمل

يُمكن اتباع بعض النصائح لتقليل الإجهاد والتوتر في العمل، ومن أهم هذه النصائح:

  • التواصل مع الأصدقاء: يُمكن تقليل ضغط العمل عن طريق التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة؛ للحصول على الدعم والتعاطف، وليس بالضرورة أن يجدوا حلولًا للمشاكل، بل يمكنهم فقط تقديم الدعم، ويمكن أن يكون التواصل بإحدى الطرق التالية:
    • التواصل مع زملاء العمل: يُمكن لزملاء العمل التخفيف من التوتر والإجهاد من خلال طرح مشاكلهم معًا، ومحاولة الحصول على الدعم؛ لذلك يجب المبادرة بالاستماع لهم دائمًا وتقديم الدعم للحصول عليه وقت الحاجة.
  • بناء صداقات جديدة: قد تحتاج في كل مرحلة إلى تكوين صداقات جديدة لتخفيف الضغوطات المستقبلية.
  • ممارسة التمارين الرياضية: يُمكن التخلّص من التوتر وتقليل أعراضه عن طريق دعم الصحة الجسدية والعقلية، وأداء التمارين الرياضية المستمرة، والحرص على تناول الأغذية الصحية التي تجعل الجسم والعقل أكثر مرونةً في مواجهة الضغط، عن طريق:
    • تقليل تناول السكريات والكربوهيدرات: لا شكّ أنّ النظام الغذائي يؤثر بشكل كبير على طريقة التفكير وطريقة التعامل مع الضغوطات اليومية؛ إذ يمكن الحفاظ على مستوى السكر في الدم لمنع تقلبات المزاج والحفاظ على الطاقة؛ لأن انخفاض السكر يزيد الشعور بالتوتر والقلق وسرعة الانفعال، كما أن تناول كميات كبيرة من النشويات والكربوهيدرات قد يزيد الشعور بالخمول؛ لذلك يُفضّل الاعتماد على الأغذية الصحية وتقليل السكريات والكربوهيدرات المُكرّرة والدهنيات أثناء أوقات العمل، والحفاظ على وجبات متوازنة غنيّة بالعناصر الغذائية الهامة؛ مثل الأسماك الدهنية وبذور الكتان والجوز، الغنية بالأوميغا 3.
    • تجنّب النيكوتين: لأن معظم الناس يعتقدون أنّ التدخين يُقلّل القلق والتوتر، لكن الحقيقة أنّه يزيد من الانفعال والتوتر؛ بسبب زيادة النيكوتين في الدم.
  • النوم الكافي: يجب الحصول على مقدار كافٍ من النوم في الليل لإنجاز الأعمال المطلوبة في النهار وزيادة القدرة على التركيز والتعامل مع ضغوط العمل؛ إذ يُمكن ممارسة بعض النصائح لتحسين نوعية العمل؛ ومنها:
    • النوم في وقت محدد: يجب تحديد ساعات النوم والاستيقاظ يوميًا.
    • إغلاق الشاشات والهاتف قبل النوم بساعة: وذلك لأن الضوء المُنبعث منها يعيق النوم؛ بسبب تقليل إنتاج الميلاتونين.
    • تجنّب الأنشطة المُجهدة قبل النوم: يجب ممارسة الأنشطة المُهدئة قبل النوم مباشرةً وتخفيض الأضواء للمساعدة على النوم بشكل أفضل.
  • تحديد الأولويات والتنظيم: يجب إدارة الوقت وتنظيم العمل لتجنّب الضغط والإرهاق عن طريق:
    • وضع جدول متوازن: يجب وضع جدول متوازن لِتنظيم وقت العمل ووقت الأنشطة الاجتماعية والترفيهية.
    • تجنّب التأخير: التوجّه إلى العمل في وقت منتظم ومحاولة عدم التأخير؛ لأنه سيزيد التوتر.
    • تحديد أوقات الراحة: يجب تحديد أوقات كافية للراحة خلال ساعات العمل يتم فيها تناول الطعام والتواصل مع الأصدقاء.
  • وضع حدود للعمل: لا يمكن البقاء على تواصل مع بيئة العمل عن طريق تلقي الرسائل الإلكترونية خلال فترات الراحة والعطلات؛ إذ يجب فصل وقت الراحة تمامًا عن العمل.
  • تجنّب الإفراط في الالتزام: يجب التمييز بين المهام الواجبة والمهام غير الضرورية وتجنّب القيام بأعمال تفوق الطاقة، ويمكن اتباع بعض النصائح لإدارة المهام منها:
    • تحديد الأولويات: يجب وضع المهام حسب الأولويات وإتمام الأهم، ثم المهم.
    • تقسيم المشاريع إلى خطوات: يجب تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر وإنهائها على التوالي.
    • تفويض المسؤولية: يُمكن توزيع المهام على الفريق وعدم إتمام كل شيء بمفردك، وهذا سيُقلّل من الضغط والتوتر.

فوائد تخفيف الإجهاد في العمل

منع الإجهاد لا يكون فقط لمنع العمل تحت الضغط، بل له فوائد متنوعة تتمثل في:

  1. تخفيف أعراض الصحة الجسدية والعقلية.
  2. تقليل الإصابات والأمراض للعاملين، وبالتالي تقليل الإجازات والوقت الضائع.
  3. زيادة الإنتاجية بفضل تحسين الحالة النفسية.
  4. زيادة الرضا الوظيفي وتحسين نوعية الأداء.
  5. تعزيز العمل التطوعي والمشاركة في الأعمال المتنوعة.
  6. زيادة رفاهية المجتمع بدءًا بمكان العمل وانتهاءً بالمجتمع ككلّ.
  7. انخفاض التكاليف بسبب زيادة الإنتاج وتقليل عدد العاملين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل هناك أعراض للإجهاد العصبي؟

هل يمكن تداول العملات الرقمية من الصفر؟

هل يمكن عمل مشاريع ناجحة برأس مال صغير؟

هل أرباح التجارة الإلكترونية مضمونة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على