` `

هل علم دراسة الإنسان يُعنى بالسلوكيات والحضارات؟

علوم
16 نوفمبر 2021
هل علم دراسة الإنسان يُعنى بالسلوكيات والحضارات؟
يُعنى علم الإنسان بسلوكيات البشر وحضاراتهم وطريقة تواصلهم مع بعضهم البعض (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يدخل علم دراسة الإنسان في العديد من المجالات الحياتية لفهم مدى الترابط بينها وكيفية تأثيرها على حياة الفرد والمجتمع وبناء الشعوب والثقافات، ويهتم هذا المقال ببيان ماهية علم الإنسان، بالإضافة إلى ذكر أنواعه المُختلفة وتزويد القارئ بالكثير من المعلومات حول مجالات علم الإنسان، والمهارات التي يُمكن لهذا النوع من العلوم تنميتها عند المُختصين أيضًا.

هل علم دراسة الإنسان يُعنى بالسلوكيات والحضارات؟

يُعنى علم الإنسان بسلوكيات البشر وحضاراتهم وطريقة تواصلهم مع بعضهم البعض، كما أن هُناك العديد من الجوانب التي يهتم عُلماء الإنسان بدراستها حول البشر أيضًا؛ وأبرزها الخصائص البيولوجية التي تُميز البشري عن غيره من الكائنات الحية، بالإضافة إلى الجوانب الاجتماعية، ويعتني هذا العلم كذلك بدراسة المُمارسات اليومية للشعوب لمعرفة أوجه التشابه والاختلاف بينها.

ما هو علم الإنسان؟

يُعرف علم الإنسان باسم الأنثروبولوجيا Anthropology اختصارًا لكلمة anthropos التي تعني الإنسان، وكلمة logos التي تعني العلم حسب اللهجة اليونانية، وهو العلم الذي يدرس أصول البشر وتطور ثقافتهم وسلوكياتهم، مع أخذ العديد من العوامل بعين الاعتبار؛ ومنها: العلاقات الاجتماعية، والتاريخ الثقافي، والتوزيع الجغرافي، والتنوع البيولوجي.

ما هي أنواع علم الإنسان؟

ينقسم علم الإنسان إلى العديد من الأنواع الرئيسية كما يأتي:

  • علم الإنسان الثقافي: يدرس هذا القسم من الأنثروبولوجيا التغيّر الثقافي والتكيّف، ويشرح الثقافة البشرية بجوانبها المُختلفة عن طريق تحليل البيانات، التي يتم الحصول عليها بالاعتماد على البحث الميداني.
  • علم الإنسان الاجتماعي: بدأ هذا النوع من أنواع لم الإنسان الظهور في المملكة المُتحدة خلال القرن العشرين، ويسعى العُلماء في هذا المجال إلى فهم طريقة عيش الإنسان في مُجتمعه وكيف يستطيع جعل حياته ذات معنى.
  • علم الإنسان اللغوي: يهتم علم الإنسان اللغوي بمعرفة مدى تأثر لغة الإنسان على ثقافته الاجتماعية، ويرى العُلماء في هذا المجال بأن اللغة واحدة من الأدوات الأساسية للتفكير عند البشر.
  • علم الإنسان النفسي: يعتني علم الإنسان النفسي بدراسة الخصائص العقلية والجسدية والشخصية للفرد، الذي يُمثّل مُجتمعه من خلال خبرته الحياتية، وهذا يعني أن علم الإنسان النفسي يركز على الفرد المُمثّل لثقافة مُعينة.
  • علم الآثار: يُمكن تعريف علم الآثار بأنه علم يعتني بدراسة ماضي البشر بالاعتماد على بقايا المواد الخاصة بهم، سواءً كانت هذه البقايا عضوية لكائنات حية، أو كانت أدوات استخدمها الإنسان خلال حياته.
  • علم الإنسان الحيوي: يُعرف علم الإنسان الحيوي باسم علم الإنسان المادي أيضًا، وينقسم هذا النوع من علم دراسة الإنسان إلى عدة أقسام فرعية؛ ومنها: الوراثة، وبيئة الإنسان، والآثار الحيوية، والإنسان القديم والرئيسيات.

هل يوجد مجالات مختلفة لعلم دراسة الإنسان؟

هُناك عدد كبير من المَجالات التي يختص بها علم دراسة الإنسان المعروف باسم الأنثروبولوجيا، ومنها ما يأتي:

  • الدراسة الأنثروبولوجية للتعليم: تهتم علوم دراسة الإنسان بكيفية زيادة المعارف وتعلّم الإنسان للمهارات المُختلفة بدايةً من كونه رضيعًا ذو إمكانيات محدودة وحتى آخر مراحل حياته.
  • الدراسة الأنثروبولوجية الحضرية: يدخل علم الإنسان في المجالات الحضرية المُختلفة لدراستها بشكل دقيق؛ بما في ذلك معرفة النُظم والهويات والقوى الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية، التي تُسهم في تشكيل حضارة المُدن.
  • الدراسة الأنثروبولوجية الطبية: أصبحت الدراسة الطبية مجالًا من مجالات علم الإنسان بشكل واضح بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ وذلك للتعرّف على الوسائل التي تؤدي إلى تحسين الحالة الصحية عند الشعوب المُختلفة.
  • الدراسة الأنثروبولوجية البصرية: يعتني علم الإنسان البصري بدارسة الظواهر المرئية في الثقافة والمُجتمع، كما يُعنى هذا المجال بتوثيق الثقافة المُجتمعية من خلال التصوير الفوتوغرافي والأفلام الثقافية.

كيف يتم تطبيق علم الإنسان الاجتماعي؟

توجد العديد من التطبيقات العملية لعلم الإنسان الاجتماعي في كثير من المجالات؛ بما فيها مجالات الحوسبة وعالم الإنترنت؛ حيث تعتمد بعض الشركات الكبيرة؛ مثل شركة جوجل، على مُختصي علم الإنسان الاجتماعي لمعرفة طريقة تفاعل الناس مع الأدوات التكنولوجية، كما أن مُقدمي الرعاية الصحية يعتمدون على المُختصين في علم الإنسان الاجتماعي لتقديم تجربة مُختلفة إلى المريض، ويُساعد علم الإنسان الاجتماعي كذلك في تحليل المعاني الاجتماعية لسلوكيات المُستهلكين، إلى جانب دراسة وسائل حلّ النزاعات الإنسانية وتخفيف المُعاناة التي تتعرض إليها الشعوب والمُجتمعات.

ما هي المهارات التي تُنميها دراسة علم الإنسان؟

تُسهم دراسة علم الإنسان في تنمية الكثير من المهارات المُختلفة، ومنها ما يأتي:

  • تطوير المشاريع: يكتسب دارس علم الإنسان العديد من المهارات التي تتعلق بتطوير المشاريع؛ بما في ذلك التخطيط للمشاريع طويلة المدى، وتنسيق المواضيع البحثية، وتقييم النتائج.
  • مهارات البحث والتحليل: يُمكن لدراسة علم الإنسان تنمية عِدّة من مهارات البحث والتحليل عند الإنسان بدايةً من جمع البيانات وتنظيمها على النحو المُناسب ووصولًا إلى مُقارنة النتائج وتوفير الاستنتاجات الجديدة.
  • التعرّف على الثقافات المُختلفة: يتعرّف دارس علم الإنسان على عدد كبير من الثقافات المُختلفة حول العالم، ويُمكنه إنشاء الحوارات مع الشعوب التي تتبنّى هذه الثقافات، بالإضافة إلى مراقبة الثقافة والتكيّف معها أيضًا.
  • مهارات التواصل: يتمتع دارسو علم الإنسان بالعديد من مهارات التواصل المُهمة، ومنها: شرح الأفكار المُعقدة للآخرين وعرض المواقف إلى جانب الدفاع عنها، وتتمتع هذه الفئة من الأشخاص كذلك بمهارات الكتابة المُختلفة.
  • فهم التنوع البشري: يستطيع الفرد فهم التنوع الذي يظهر عند البشر بعد دراسة علم دراسة الإنسان نتيجة لاطلاعه على أسباب التنوع ومعرفة أساسها، وتُمكنه هذه المهارة من المرونة في التعامل مع الآخرين.

لماذا يهتم البعض بدراسة علم الإنسان؟

يهتم العديد من الأشخاص بدراسة علم الإنسان للأسباب الآتية:

  • المرونة: يشتمل علم دراسة الإنسان على العديد من الأنواع المُختلفة، وهو ما يُوفر مرونة كبيرة للأفراد في اختيار النوع المُفضل لديهم إلى جانب وجود عدة مواضيع تُمكن دراستها مع علم الإنسان، ومنها: اللغة والآثار والتاريخ.
  • تنوع المهارات: تُسهم دراسة علم الإنسان في الحصول على عدد كبير من المهارات التي يستطيع الإنسان تطويرها وتوظيفها في العديد من المجالات الأخرى؛ ومنها: مهارات الاتصال، وحلّ المشكلات، والكتابة المنطقية.
  • كثرة المجالات: يُمكن لدارسي علم الإنسان العمل في عدد كبير من المجالات المُختلفة، ويشمل ذلك مجالات الآثار، أو الحفريات، أو علم الأعراق.

هل ينتمي علم الإنسان إلى العلوم الاجتماعية؟

تضم العلوم الاجتماعية عدة أنواع فرعية، ويُعد علم الإنسان واحدًا من هذه الأنواع، وفيما يأتي قائمة ببعض أنواع العلوم الاجتماعية الأبرز:

  • علم الاقتصاد: يرجع تاريخ علم الاقتصاد إلى الفلاسفة اليونان؛ مثل أرسطو وأفلاطون، وهو علم يدرس كيفية اتخاذ القرارات المُناسبة حول إنتاج السلع والخدمات وطريقة استهلاكها وتوزيعها.
  • العلوم السياسية: يُمكن تعريف العلوم السياسية بأنها مجموعة من الحقائق والنظريات وأساليب البحث، التي تعتني بفهم الظواهر السياسية حول العالم؛ بما في ذلك طريقة توزيع السلطة ومعرفة الجهات التي تمتلك القوة.
  • علم الخدمة الاجتماعية: يهدف علم الخدمة الاجتماعية إلى معرفة الأساليب والوسائل التي تُساعد في تحسين حياة الضعفاء والأفراد المُضطهدين في المُجتمع.
  • علم النفس الاجتماعي: يهتم علم النفس الاجتماعي بأفكار البشر وسلوكياتهم ومشاعرهم، كما أنه يدرس كيفية تفاعل البشر مع البيئة المُحيطة وطريقة تطوير شخصياتهم، وكيف ينظرون إلى العالم بالاعتماد على حواسهم الخمس.
  • علم الاجتماع: يحرص علم الاجتماع على فهم المبادئ الأساسية التي تؤدي إلى تشكيل الحياة الاجتماعية عند البشر؛ بما في ذلك العوامل التي تُحدد وظيفة الفرد وأسباب الاختلاف في المستويات الصحية وغيرها.
  • علم التنمية: يهدف علم التنمية إلى مُعالجة العديد من القضايا الاجتماعيّة بالاعتماد على عدّة تخصصات مُختلفة، ويتم تطبيق هذا النوع من العلوم الاجتماعية على البلدان النامية أو الدول ذات الدخل المُنخفض.
  • علم التعليم: يُصنّف هذا النوع على أنّه واحدٌ من أبرز العلوم الاجتماعية؛ حيث يهتم بدارسة طريقة تعلّم الإنسان واكتسابه المهارات والمعارف الجديدة، بالإضافة إلى دراسة الطرق التي تُسهم في تطوير الإنسان.
  • علم الإحصاء الديموغرافي: يهتم علم الإحصاء الديموغرافي بدراسة التغيّرات التي تطرأ على السكّان بالاعتماد على العديد من العمليات الإحصائية، ومن ذلك قياس نسبة الوفيات إلى نسبة المواليد أو حساب نسبة إصابة السكّان بالأمراض.
  • علم الجغرافيا البشرية: يقوم أخصائيّ علم الجغرافيا البشرية بدراسة مدى تأثير البشر والأنشطة البشرية على جُغرافيا الكرة الأرضيّة خلافًا للجُغرافيا الطبيعية التي تُغفل هذه التأثيرات.
  • علم العمل الاجتماعي: يُمكن لمُختصّي العمل الاجتماعي القيام بحلّ المُشكلات التي تُواجه العلاقات بين البشر، بالإضافة إلى تمكين الإنسان بالشّكل الذي يضمن الوصول إلى العدالة الاجتماعية وتحسين مُستوياتها.
  • علم الإدارة والأعمال: يُمكن مُمارسة علم الإدارة والأعمال لاستكشاف العديد من الجوانب التي تتعلّق بعالم الأعمال وأنشطته المُختلفة؛ مثل التسويق والمُحاسبة والاستراتيجيّات التشغيلية وعلاقات التوظيف وغيرها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

علم الأبراج.. هل هو حقيقي؟

هل تكنولوجيا الإعلام والاتصال علم قائم بذاته؟

هل يمكن التفريق بين علم النفس والطب النفسي؟

هل التنمية البشرية وتطوير الذات علمين منفصلين أم بينهما رابط؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على