` `

هل ريادة الأعمال الاجتماعية لها أثر اجتماعي واقتصادي واضح؟

أعمال
17 نوفمبر 2021
هل ريادة الأعمال الاجتماعية لها أثر اجتماعي واقتصادي واضح؟
يسعى هذا النوع من الريادة إلى اكتشاف المشاكل التي يُعاني منها المُجتمع (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تستهدف ريادة الأعمال الاجتماعية العديد من مشاكل المُجتمعات حول العالم للوصول إلى حلول ملائمة، ويحرص هذا المقال على بيان مدى تأثير هذا النوع من أنواع الريادة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى بيان طريقة تصنيف الريادة الاجتماعية للأعمال، كما يتطرق المقال إلى أبرز الخصائص التي يتمتع بها رائد الأعمال الناجح، مع ذكر بعض الأمثلة حول روّاد الأعمال الناجحين في المجالات الاجتماعية أيضًا.

هل ريادة الأعمال الاجتماعية لها أثر اجتماعي واقتصادي واضح؟

إن لريادة الأعمال الاجتماعية أثرًا واضحًا على الصعيد الاجتماعي؛ حيث يسعى هذا النوع من الريادة إلى اكتشاف المشاكل التي يُعاني منها المُجتمع في هذا المجال للعثور على الحلول المُناسبة، كما تبحث ريادة الأعمال الاجتماعية عن المشاكل الاقتصادية الموجودة في المُجتمعات؛ لإيجاد الحلول التي يُمكنها تعزيز الاقتصاد أيضًا، وهذا يعني أنها ذات أثر واضح على كلٍّ من النواحي الاجتماعية والنواحي الاقتصادية التي تُعاني منها المُجتمعات.

كيف يتم تصنيف أنواع ريادة الأعمال الاجتماعية؟

يتم تصنيف ريادة الأعمال الاجتماعية ضمن أربعة أنواع كما يأتي:

  • ريادة الأعمال الاجتماعية المُجتمعية: يعتني هذا النوع من ريادة الأعمال الاجتماعية بإيجاد المشاكل التي تُعاني منها المُجتمعات ضمن منطقة جغرافية صغيرة، كما أن رائدي الأعمال في هذا النوع يتواصلون مع الأفراد بشكل مباشر.
  • ريادة الأعمال الاجتماعية غير الربحية: تُقدم مؤسسات ريادة الأعمال الاجتماعية غير الربحية العديد من الخدمات التجارية، وتُعيد استثمار الأرباح في تقديم الحلول المُناسبة للمشاكل الاجتماعية وإقامة الدورات التدريبية.
  • ريادة الأعمال الاجتماعية التحويلية: تُركّز المؤسسات -في هذا من ريادة الأعمال الاجتماعية- على توفير الخدمات الاجتماعية التي لا تُقدمها الحكومة أو المؤسسات الأخرى، وهي مُنظمات كبيرة ذات قواعد مُحددة في العادة.
  • ريادة الأعمال الاجتماعية العالمية: يسعى هذا النوع من ريادة الأعمال الاجتماعية إلى إيجاد الحلول للمشاكل التي تُعاني منها المُجتمعات حول العالم من خلال تغيير الأنظمة الاجتماعية بشكل كامل، وعادةً ما ترتبط مؤسسات هذا النوع بقضية مُعينة للعثور على حلولها.

ما هي أهداف ريادة الأعمال الاجتماعية؟

تهدف ريادة الأعمال الاجتماعية إلى التعرّف على الفرص المُتاحة والسعي وراءها، إلى جانب ابتكار الحلول المُختلفة لحلّ المشاكل التي تُعاني منها مُجتمعات العالم؛ إلّا إنّ عمل بعض هذه المؤسسات يقتصر على قضية اجتماعية مُعينة في حين تسعى مؤسسات أخرى إلى حلّ عدد من المشاكل الاجتماعية في منطقة جغرافية مُحددة أو على نطاق واسع حول العالم. 

ما الفرق بين ريادة الأعمال وإدارة الأعمال؟

تُعرف إدارة الأعمال بأنها تنظيم وتنسيق أنشطة المؤسسة من خلال الإشراف على العمليات وتوجيه الموظفين للوصول إلى أفضل مُستويات من الإنتاج أثناء العمل، في حين يُمكننا تعريف إدارة الأعمال بأنها السعي إلى فرصة تتجاوز الموارد الحالية للمؤسسة أو الشركة، كما تستدعي بعض الفرص إنشاء مؤسسات جديدة من قبل رواد الأعمال، وهذا يعني أن الإدارة تعتني بإدارة الموارد والفُرص الحالية، بينما تسعى الريادة إلى العثور على الفُرص الجديدة لتلبية الطموحات المُختلفة.

هل يوجد خصائص لرواد الأعمال الناجحين؟

ينبغي على روّاد الأعمال التحلّي بالعديد من الخصائص حتى يتمكّنوا من النجاح في أعمالهم المُختلفة، وتحتوي القائمة الآتية على العديد من خصائص روّاد الأعمال الناجحين:

  • التعاطف مع فريق العمل: على رائد الأعمال معرفة ما يدور في أذهان فريق العمل لديه والتعاطف مع فريقه بالشكل المُناسب؛ حيث يُمكن لرائد الأعمال الوصول إلى قلوب الموظفين وضمان ولائهم للمؤسسة من خلال تعاطفهم معهم.
  • المرونة: ينبغي التعامل مع جميع المشاكل التي تُواجه رائد الأعمال بمرونة كافية تضمن استمرار العمل في حالة تلقّي الرفض من الآخرين، أو عدم القبول، أو عند الفشل في بعض الأحيان.
  • الشغف: يدفع الشغف رائد الأعمال الناجح إلى الاستمرار في عَمله ويُحفّز نشاطه ويُعزز من حماسه؛ حتى يتمكّن من الوصول إلى الأهداف المنشودة، وهو ما يُساعد رواد الأعمال في قضاء كثيرٍ من الوقت في العمل دون ملل أو كلل.
  • المُخاطرة: يُجازف روّاد الأعمال الناجحون كثيرًا من الأحيان لتجربة المُنتجات الجديدة أو استخدام الأساليب المُبتكرة، ولا يُمكن ريادة الأعمال دون التحلّي بصفة المُخاطرة؛ إلّا إنّه يجب تقييم المَخاطر أيضًا لمعرفة العواقب المُحتملة واتخاذ القرار بناءً على ذلك.
  • المهارات الاجتماعية: يجب على رائد الأعمال امتلاك المهارات الاجتماعية الأساسية ليتمكّن من النجاح في عمله؛ ومنها: مهارة بناء العلاقات مع الآخرين، ومهارة العمل ضمن فريق، وكذلك مهارات تحديد المواهب وتوظيفها.
  • المعرفة: يمتلك رائد الأعمال الناجح جميع المعارف اللازمة في كلٍّ من مكانته داخل مؤسسته وصنعته التي يُمارسها عن طريق المؤسسة؛ حيث تزداد قدرة الفرد على حلّ المشاكل والعقبات وتجاوزه الأزمات كلّما ازدادت المعرفة لديه.
  • التخطيط: يؤدي الفشل في التخطيط إلى الفشل في العمل عادةً، ولذلك فإن التخطيط من أبرز خصائص روّاد الأعمال الناجحين في مُختلف المؤسسات، ويهدف التخطيط إلى وضع الاستراتيجيات التي توصل المؤسسة إلى أهدافها.
  • الإبداع: يُساعد الإبداع رواد الأعمال الناجحة في ابتكار الكثير من الحلول حول المشاكل التي تُواجههم، كما أنه يُساعد رائد الأعمال في التفكير خارج الصندوق والوصول إلى العديد من المُنتجات الجديدة التي يحتاجها العُملاء.
  • الاحتراف: على رائد الأعمال الناجح احتراف عمله وضبط سلوكياته مع الموظفين والعُملاء بالشكل المُلائم، وعادةً ما يُصاحب الاحتراف صفتي الموثوقية والانضباط؛ ممّا يزيد من قدرة الفرد على إدارة المؤسسة بشكل مُلائم.

ما هي أنواع رواد الأعمال؟

تضم القائمة التالية أبرز أنواع روّاد الأعمال:

  • رائد العمل الانتهازي: دائمًا ما يُحاول رائد الأعمال الانتهازي انتهاز الفرصة المُناسبة لنجاح عمله، وذلك من خلال الدخول في الوقت المُناسب لتحقيق المكاسب المرجوّة، ثم الخروج بعد انتهاء فترة النمو للنشاط وانتهاز الفرص الأخرى.
  • رائد العَمل الباني: يسعى هذا النوع من رواد الأعمال إلى بناء أعمالهم القابلة للتطوير في وقت قصير، مع الاستمرار في النمو من خلال توظيف الأفراد ذوي أفضل المواهب والبحث عن أفضل المُستثمرين على نحوٍ مُستمر.
  • رائد العَمل المُبتكر: يحرص رائد الأعمال المُبتكر على تقديم حلول وخدمات لم يُفكر فيها أحد قبله، وعادةً ما يركّز هذا النوع من روّاد الأعمال على مدى تأثّر المُجتمع بخدماتهم ومُنتجاتهم كما هي ريادة الأعمال الاجتماعية أيضًا.
  • رائد العَمل المُتخصص: تتمتع هذه الفئة من روّاد الأعمال بالعديد من المهارات القوية، ولا يُحبون المُخاطرة عادةً؛ وإنما يُمارسون ريادتهم بالاعتماد على التحليل، وتستغرق أعمال رائد العمل المُتخصص فترةً زمنيةً طويلةً حتى تنمو.

ما هي خصائص ريادة الأعمال الصغيرة؟

فيما يأتي بعضًا من أبرز الخصائص التي تُسهم في نجاح ريادة الأعمال الصغيرة بما فيها ريادة الأعمال الاجتماعية:

  • التركيز على منطقة مُحددة: على روّاد الأعمال الصغيرة التركيز على منطقة جغرافية صغيرة، بالإضافة إلى تقديم أنواع محدودة من المُنتجات خلال مرحلة بداية التشغيل وقبل التوسع، وذلك حتى تُصبح أعمالهم قابلة للتوسيع فيما بعد.
  • تحقيق الأرباح: يجب أن يكون تحقيق الأرباح هدفًا أوليًا لرائد الأعمال الصغيرة دون النظر إلى السبب في إنشاء المؤسسة؛ فإن الأرباح تُساعد في استمرارية عَمل المؤسسة خلال مراحلها المُبكرة.
  • ضمان التدفق النقدي الثابت: ينبغي وجود مصدر ثابت للتدفق المالي حتى يتمكّن رائد الأعمال من الاستمرار في عمله، ويجب التنبيه إلى ضرورة عدم الاعتماد على استثمارات الطرف الثالث في هذه المرحلة من مراحل المؤسسة.
  • مُواكبة التغيّرات: تشهد الأسواق العالمية كثيرًا من التغيّرات المُتسارعة التي تؤثر على المؤسسات في الوقت الراهن، ولا بُدّ من مُواكبة جميع هذه التغيّرات؛ بما فيها التكنولوجية والسوقية؛ لضمان استمرارية الأعمال الريادية الصغيرة.
  • وضع الاستراتيجيات: لا بُدّ من وضع استراتيجيات مُناسبة تجذب العُملاء المُستهدفين للمؤسسة؛ حيث تستهدف كل واحدة من المؤسسات جمهورًا من العُملاء الذين يُسهمون في نجاحها عند شراء المُنتجات أو الاستفادة من حلول المؤسسة.
  • المُحافظة على سمعة المؤسسة: من المُهم المُحافظة على السمعة الجيدة للمؤسسة الصغيرة؛ وذلك لأن السُمعة تؤدي إلى زيادة عدد العُملاء واستقطاب العُملاء الجُدد، في حين تؤدي السمعة السيئة إلى خسارة كثير من عُملاء المؤسسة.

من هم أبرز رواد الأعمال الاجتماعية الناجحين في العالم؟

برز العديد من روّاد الأعمال حول العالم في المجالات الاجتماعية، وفيما يأتي أبرز الشخصيات في عالم ريادة الأعمال الاجتماعية:

  • بيل درايتون: قام بيل درايتون بتأسيس شركة أشوكا عام 1981م، التي تهدف إلى إيجاد رواد الأعمال الاجتماعيين في مُختلف أنحاء العالم وتقديم الدعم المُناسب لهم حتى يتمكّنوا من مُمارسة أعمالهم.
  • سكوت هاريسون: تطوّع سكوت هاريسون لإنشاء سلسلة مُستشفيات تُعرف باسم ميرسي شيبس في إفريقيا، كما أنه قام بإنشاء مؤسسة خيرية لتوفير مياه صالحة للشرب داخل ثمان وعشرين دولة حول العالم أيضًا.
  • مارك كوسكا: أسس مارك كوسكا جمعية سيف بوينت ترست SafePoint Trust؛ لتوفير حُقن طبية آمنة في عدد كبير من دول العالم، كما أنه ابتكر حقنةً ذاتية التعطيل للوقاية من الأمراض المنقولة بالدم؛ حتى يتم استخدامها في العيادات التي تُعاني نقص التمويل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن إنجاز العمل تحت الضغط؟

هل حقّق إكسبو 2020 دبي النجاح المتوقع؟

هل يمكن تداول العملات الرقمية من الصفر؟

هل أهمية الذكاء الاصطناعي تشمل كافة القطاعات؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على