` `

هل المرارة لها علاقة بالحالة النفسية؟

صحة
24 نوفمبر 2021
هل المرارة لها علاقة بالحالة النفسية؟
هنالك ارتباط بين الإجهاد الاجتماعي واحتباس العصارة في المرارة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يهدف هذا المقال إلى تحقيق ما إذا كانت المرارة لها علاقة بالحالة النفسية أم أنها تقتصر على الأسباب العضوية، كما يتطرق المقال إلى ذكر أبرز الآثار السلبية للإجهاد النفسي على عمل الجهاز الهضمي، مع ذكر الأعراض التي تُصاحب التهاب المرارة أيضًا، وذلك بالإضافة إلى تزويد القارئ بالطرق التي يتبعها الأطباء لعلاج حالات التهاب المرارة.

هل المرارة لها علاقة بالحالة النفسية؟

تعمل المرارة على تخزين العصارة الصفراوية بعد إفرازها في الكبد لتقوم بإفراغها عند التهام الطعام؛ من أجل المُساعدة في عملية الهضم، ووجدت بعض الدراسات وجود ارتباط بين الإجهاد الاجتماعي واحتباس العصارة في المرارة، كما أن الحالة النفسية -سواء كانت بسبب الإجهاد الاجتماعي أو غيرها من الأسباب الأخرى- تؤدي إلى فقدان الشهية في كثير من الأحيان، وهو أحد العوامل التي تؤدي إلى انحباس العصارة الصفراوية في المرارة فترة أطول ويؤثر على عملها بشكل سلبي أيضًا.

هل الحالة النفسية تؤثر على المرارة وتتسبب بالتهابها؟

يُصاب العديد من الأشخاص بالتهاب في مرارتهم نتيجةً لتراكم العصارة الصفراوية واحتباسها داخل المرارة في كثيرٍ من الأحيان، وهذا يعني أن الحالة النفسية يُمكن أن تؤثر على مرارة الإنسان بشكل سلبي وتتسبب بالتهاب هذا العضو الذي يُشبه الكُمثرى، وذلك لأن الإجهاد يتسبب باحتباس العصارة الصفراوية في المرارة، وعادة ما يصاحب الحالة النفسية قلة في تناول الطعام، وهو سبب آخر لاحتباس العصارة المذكورة.

ما هي أعراض التهاب المرارة النفسية؟

فيما يأتي قائمة بأبرز الأعراض التي تُصاحب التهاب المرارة:

  • ملاحظة انتفاخ في منطقة البطن.
  • الشعور بألم عند لمس الجزء العلوي الأيمن من البطن.
  • انخفاض الشهية أو انعدامها.
  • ظهور ألم ينتشر إلى منطقة الكتف الأيمن أو الظهر.
  • الشعور بالغثيان أو القيء.
  • اليرقان أو اصفرار الجلد والعينين.
  • التعرق والحُمّى.

كيف يتم تشخيص أعراض المرارة النفسية؟

لا بُدّ من إجراء العديد من الاختبارات والفحوص لتشخيص الأعراض المُختلفة، التي تنتج عن التهاب المرارة، سواءً كانت أسبابها نفسية أو عضوية؛ ومنها الاختبارات والفحوصات الآتية:

  • طرح الأسئلة: يبدأ الطبيب بطرح الأسئلة على المريض في البداية لمعرفة وقت ظهور الأعراض، بالإضافة إلى التعرّف على الآلام التي يُعاني منها المريض والأسباب التي تؤدي إلى زيادة الألم أو تهدئته.
  • التصوير الكبدي الصفراوي: يتتبع هذا النوع من الصور الطبية مسارات الصفراء في الأمعاء الدقيقة، ويُظهر أيّة انسدادات تؤدي إلى احتباس العصارة الصفراوية وتؤدي إلى الإصابة بالتهاب المرارة.
  • تحليل الدم: يطلب الطبيب تحاليل دم المريض؛ للتحّقق من عدم وجود أيّة عدوى تؤدي إلى الإصابة بالتهاب المرارة، وكذلك يهدف هذا التحليل إلى التأكّد من أيّة مشاكل أخرى في المرارة.
  • صور الأشعة السينية: يهدف التصوير بالأشعة السينية لمنطقة البطن إلى تشكيل صورة للأعضاء الداخلية والأنسجة والعظام في جسم المريض؛ للتحقّق من عدم وجود أيّ تغيّرات تؤدي إلى الإصابة بالتهاب المرارة.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: يلجأ الطبيب إلى استخدام صور الموجات فوق الصوتية ليتمكّن من رؤية الكبد والمرارة والتحقّق من مسارات الدم، وذلك لتحديد ما إذا كانت المرارة لها علاقة بالحالة النفسية أم لا.
  • التصوير المقطعي المُحوسب: يعتمد التصوير المقطعي المُحوسب على الأشعة السينية أيضًا؛ إلّا إنّه يُوفّر تفاصيل أكثر دقّة حول الأعضاء الداخلية للجسم مُقارنةً بصور الأشعة السينية الأخرى.
  • تصوير الأقنية الصفراوية: يتم تصوير الأقنية الصفراوية عبر الكبد بعد حقن المريض بمادّة معينة؛ للتأكّد من طريقة تدفق العصارة الصفراوية، ويستخدم الطبيب كاميرا تصوير يتم تمريرها في جسم المريض عند إجراء هذا الاختبار.

هل علاج المرارة النفسية معروف؟

هناك العديد من طُرق العلاج لمرارة الإنسان سواء كانت المرارة لها علاقة بالحالة النفسية، أو لها ارتباط بأسباب عضوية في الجسم، ومن هذه العلاجات ما يأتي:

  • الصيام عن الأكل: يُوجّه الطبيب المريض إلى الصيام عن الأكل في بعض الحالات؛ لتخفيف الضغط عن المرارة مع تمرير السوائل من خلال الوريد لمنع لمرضى من الجفاف.
  • المُضادات الحيوية: على المريض تناول المُضادات الحيوية التي يصفها الطبيب في حالة اكتشاف أيّ أمراض مُعدية أثناء إجراء الاختبارات لتشخيص سبب التهاب المرارة.
  • مسكنات الألم: تُساعد مُسكنات الألم التي يصفها الطبيب في التخلص من الأوجاع والآلام التي تُصاحب التهاب المرارة حتى علاجها بشكل كامل وضمان إزالة الالتهاب.
  • العمليات الجراحية: عادةً ما تكون العملية الجراحية الحلّ النهائي لعلاج التهاب المرارة؛ إذا كانت المرارة لها علاقة بالحالة النفسية أو أيّة حالات أُخرى، وذلك إذا أصبح الالتهاب مُزمنًا، وفيما يأتي بعضًا من تفاصيل عملية المرارة:
    • الجراحة المفتوحة: يقوم الطبيب -في هذه العملية- بإجراء شق كبير في بطن المريض للوصول إلى المرارة واستئصالها، وعادةً ما تحتاج هذه العملية إلى فترة طويلة من الراحة بعد الانتهاء من إجرائها.
    • الجراحة بالمنظار: يتم إجراء عملية المرارة بالمنظار عن طريق فتح شقوق صغيرة في بطن المريض، ثم إزالة المرارة المُلتهبة واستئصالها، وتحتاج هذه العملية إلى فترة راحة أقصر من الجراحة المفتوحة.

ما هي طرق الوقاية من التهاب المرارة النفسية وغير النفسية؟

لا بُدّ من اتباع طُرق إدارة الإجهاد للوقاية من التهاب المرارة الذي له علاقة بالحالة النفسية للإنسان، وتحتوي القائمة الآتية على العديد من الطرق التي تُسهم في الوقاية من التهاب المرارة سواء كانت أسبابه نفسية أو عضوية:

  • تقنيات الاسترخاء: يُعد التنفس العميق من أبرز تقنيات الاسترخاء، التي تُمكن مُمارستها للتقليل من الإجهاد النفسي، الذي يتسبب بانحباس الصفراوية والتهاب المرارة في بعض الحالات.
  • العلاج السلوكي المعرفي: يعتمد العديد من الأطباء النفسيين على العلاج السلوكي المعرفي؛ لتحسين الحالة النفسية للمرضى، واستبدال السلوكيات المُجهدة نفسيًا بسلوكيات أخرى ذات تأثير إيجابي على جسم الإنسان.
  • المشي: يُسمح بالمشي في الهواء الطلق بتغيير الحالة النفسية السلبية وتحسين المزاج، وهو ما يؤدي إلى التقليل من حالات الإصابة بالتهاب المرارة الذي يتعلق بأسباب نفسية، كما يُمكن مُمارسة المشي في أيّ مكان دون مشكلة.
  • الحفاظ على الوزن الصحي: تزيد زيادة الوزن من فرصة تشكّل الحصوات في مرارة الإنسان، وتُعد الحصوات من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى انحباس العصارة الصفراوية في المرارة وتتسبب بالالتهابات.
  • التزام نظام غذائي جيد: تزداد خطورة الإصابة بأمراض التهاب المرارة النفسية وغير النفسية عند تناول الأطعمة غنيّة الدهون وقليلة الألياف، ولا بُدّ من اتباع نظام غذائي مُناسب لضمان الوقاية من التهابات المرارة وما يُصاحبها من آلام.
  • فقدان الوزن تدريجيًا: لا بُدّ من التقليل من الوزن بشكل تدريجي عند الرغبة في ذلك؛ فإن فرصة الإصابة بأمراض التهاب المرارة تزداد عندما يُحاول الشخص إنقاص وزنه في فترة وجيزة بشكل سريع، ويُمكن استهداف كيلوغرام واحد في الأسبوع على الأكثر لهذه الغاية.

كيف تؤثر الحالة النفسية على الجهاز الهضمي؟

تكون المرارة لها علاقة بالحالة النفسية في بعض الأحيان كما سبق، كما أن هُناك العديد من التأثيرات السلبية للحالة النفسية على أجزاء الجهاز الهضمي في جسم الإنسان، وتحتوي القائمة التالية على أبرز آثار الحالة النفسية على الجهاز الهضمي:

  • الشعور بالانتفاخ: يؤثر الإجهاد النفسي على طريقة التواصل بين الدماغ والجهاز الهضمي؛ ممّا يؤدي إلى انتفاخ البطن والشعور بالآلام في القناة الهضمية عند الإنسان.
  • التسبب بحرقة في المعدة: عادةً ما تختلف كميات الطعام التي يتناولها الإنسان عندما تكون حالته النفسية سيئة، ويؤدي هذا التفاوت في كميات الطعام وزيادة تناول بعض الأطعمة إلى حرقة في المعدة، أو ارتداد في الأحماض المعوية.
  • زيادة شدة حرقة المعدة: يُعاني البعض من حرقة في المَعدة بسبب بعض الأمراض أو الحالات الصحية، ويؤدي الإجهاد النفسي إلى زيادة حِدّة هذه الحرقة وشدّتها عند الشدة المُعتادة في الأوقات الأخرى.
  • تشنج المريء: يحدث تشنج المريء في حالات نادرة بسبب الإجهاد النفسي والحالة النفسية السيئة عند المرء، كما يُمكن أن يؤدي الإجهاد المذكور إلى نوبة قلبية في بعض الأحيان أيضًا.
  • زيادة التجشؤ: تُؤثر الحالة النفسية أحيانًا على جودة مضغ الطعام وبلعه؛ ممّا يؤدي إلى زيادة كميات الهواء التي يبتلعها المرء مع الطعام، ويتسبب ذلك بزيادة الحاجة إلى التجشؤ على نحوٍ مُستمر.
  • اختلاف سرعة تحريك الطعام في الأمعاء: يؤثر الإجهاد النفسي على سرعة حركة الطعام في أمعاء الإنسان أحيانًا، وينتج عن ذلك الإصابة بالإمساك أو الإسهال حسب التأثير الواقع على سرعة الحركة في الأمعاء.
  • التأثير على جودة امتصاص الغذاء: يُمكن للإجهاد النفسي التأثير على جودة امتصاص الأغذية المُختلفة في الأمعاء، إلى جانب التأثير على هضم هذه الأغذية، ويتسبب ذلك بزيادة إنتاج الغازات التي ترتبط بسوء امتصاص الغذاء.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يشفى المريض من التهاب الكبد؟

هل يوجد أعراض لالتهاب البروستاتا المزمن؟

هل يمكن علاج التهاب المسالك البولية عند النساء؟

هل يمكن استخدام قشر الرمان والعسل لجرثومة المعدة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على