` `

هل هنالك تفسير علمي لتغير المزاج المفاجئ؟

صحة
5 ديسمبر 2021
هل هنالك تفسير علمي لتغير المزاج المفاجئ؟
العديد من الأمراض والحالات الصحية التي تتسبب بتقلبات المزاج المُفاجئة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُعرف تغير المزاج المفاجئ بأنه تغيرٌ سريعٌ أو شديدٌ في الحالة النفسية، ويُقدم هذا المقال تفسيرًا علميًا لهذه الحالة، إلى جانب ذكر أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذه التغيّرات أيضًا، كما يتطرق المقال إلى طريقة علاج تقلبات المزاج عند الإنسان، إضافةً إلى إيضاح بعض الأساليب التي يُمكن اتباعها للتعامل مع حالات تغير المزاج دون الحاجة إلى تلقّي أيّ من العلاجات الطبية أو تناول الأدوية أيضًا.

هل هنالك تفسير علمي لتغير المزاج المفاجئ؟

يحتوي الدماغ على العديد من الهياكل والشبكات وأنظمة النواقل العصبية التي تؤثر على مزاج الإنسان، ويؤدي تضرّر أيّ من هذه الأجزاء إلى مُواجهة تقلبات شديدة في المزاج أحيانًا؛ بسبب الاضطرابات النفسية التي تنتج عنها، كما أن هُناك العديد من الأمراض والحالات الصحية التي تتسبب بتقلبات المزاج المُفاجئة أيضًا؛ ومنها: أمراض الغدة الدرقية، ومتلازمة ما قبل الحيض عند النساء، وكذلك الفترة التي تسبق انقطاع الدورة الشهرية.

صورة متعلقة توضيحية
تغير المزاج المفاجئ

ما هي أسباب تغير المزاج المفاجئ؟

توجد الكثير من الأسباب التي يُمكن أن تؤدي إلى تغير المزاج المفاجئ عند الرجال أو النساء، ومن هذه الأسباب ما يأتي:

  • الاضطراب ثُنائي القُطب: تتقلّب مشاعر المُصابين بهذا الاضطراب بين الحزن الشديد والفرح الشديد عادةً، ويؤدي الاضطراب المذكور إلى تقلّبات شديدة في المزاج لمرّاتٍ معدودةٍ خلال السنة فحسب.
  • اضطراب دَوروية المزاج: يُعرف هذا الاضطراب كذلك باسم اضطراب المزاج الدوري، ويؤدي إلى تقلّبات دورية في مشاعر المُصاب، وتُشبه هذه التقلّبات تقلّبات المزاج عند مصابي الاضطراب ثُنائي القُطب من النوع الثاني؛ إلّا إنّها أقل حِدّة.
  • اضطراب الاكتئاب الشديد: يشعر المرء باكتئاب لفرتة طويلة من الزمن عند الإصابة بمرض اضطراب الاكتئاب الشديد، ويُعرف هذا الاضطراب باسم الاكتئاب السريري أيضًا.
  • اضطرابات الشخصية: يُعاني المُصابون ببعض الاضطرابات في الشخصية من تقلّباتٍ مُفاجئةٍ في المزاج لفترةٍ قصيرةٍ من الزمن أحيانًا.
  • التوتر والقلق: يتعرّض البعض إلى تقلبات مُفاجئة في المزاج بشكل طبيعي نتيجةً للقلق والتوتر الناتج عن المواقف المُختلفة خلال الحياة اليومية؛ ومنها الأخبار السيئة والمتاعب غير المُتوقعة.
  • قلّة النوم: تؤدي اضطرابات النوم إلى زيادة مستويات التوتر والقلق التي يعاني منهما الجسم، ويؤدي ذلك إلى تقلبات المزاج المُفاجئة، ولا بُدّ من النوم لوقتٍ كافٍ حتى يتخلّص الشخص من تقلبات المزاج في هذه الحالة.
  • اضطراب الشخصية الحدية: تُعد تقلبات المزاج الشديدة والمُفاجئة من أبرز أعراض اضطراب الشخصية الحدية عند المُصابين بهذا المرض؛ ومن ذلك تغيّر المزاج من الغضب إلى القلق أو من الاكتئاب إلى القلق.
  • قصور الانتباه وفرط الحركة: يُصاب بعض البالغون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؛ ممّا يؤدي إلى تقلب المزاج بشكل مُفاجئ، كما أن عدم القدرة على التركيز من أبرز أعراض هذا الاضطراب.
  • التغيّرات الهرمونية: يُمكن أن تؤدي بعض التغيّرات الهرمونية في الجسم إلى تقلبات المزاج المُفاجئة؛ ومن ذلك تغيّر الهرمونات عند المرأة مع قرب فترة انقطاع الطمث، وكذلك التغيّر في الهرمونات أثناء الحمل.
  • الحساسية: يُلاحظ بعض المُصابين بالحساسية الموسمية تقلبات مُفاجئة في المزاج عند اقتراب موسم الحساسية المذكورة، كما تزداد تقلّبات المزاج بسبب أعراض هذه الحساسية؛ مثل إدماع العيون والعطس المُستمر.
  • الأدوية: تؤثر بعض الأدوية على الحالة المزاجية للإنسان وتؤدي إلى شعوره بتغير مُفاجئ في مزاجه؛ وأبرزها مُضادات الاكتئاب، كما يُمكن أن يؤدي تناول الستيرويدات الابتنائية إلى تقلبات المزاج المُفاجئة عند البعض أيضًا.

هل توجد عوامل تزيد من خطورة تقلبات المزاج المفاجئة؟

هُناك عدّة عوامل تزيد من فرصة الإصابة بحالات تغير المزاج المفاجئ عند الإنسان، وأبرزها العوامل الآتية:

  • نمط الغذاء: يتبع البعض نمطًا غذائيًا يفتقر إلى المُغذيات التي يحتاجها الجسم، الأمر الذي يزيد من فرصة تعرّض هؤلاء الأشخاص إلى تقلبات المزاج استجابةً للتغيّرات التي تحدث في مستويات سكر الدم، إضافةً إلى سوء تغذية الجسم.
  • عدم النوم لمدة كافية: تزداد خطورة الإصابة بتقلبات المزاج عند الأفراد نتيجةً لعدم النوم وقتًا كافيًا، وعادةً ما تتعرّض هذه الفئة من الأشخاص إلى العديد من الاضطرابات مع تقلبات المزاج الشديدة أيضًا.
  • تعاطي المخدرات: عادةً ما يكون مُتعاطي المخدرات أكثر عُرضةً للإصابة بتغيرات المزاج المُفاجئة مُقارنةً بغيرهم من الأشخاص الآخرين، وتزداد حِدّة التقلّبات المزاجية إذا لم يستطع الفرد الحصول على المادّة المُخدرة.

كيف يمكن علاج تغير المزاج السريع؟

يستطيع مُقدم الرعاية الصحية وصف الطريقة المُناسبة لعلاج تغير المزاج المفاجئ بعد الانتهاء من تشخيص المريض ومعرفة السبب الذي يؤدي إلى هذه التغيرات، وفيما يأتي بعضًا من العلاجات المُستخدمة للتعامل مع تقلبات المزاج السريعة:

  • العلاج النفسي: يهدف هذا العلاج إلى تحسين مزاج الأشخاص الذين يُعانون من الاضطرابات العقلية، وذلك من خلال إدارة عواطفهم على نحوٍ أفضل، وتعليمهم العديد من المهارات للتعامل مع أنفسهم ومع الآخرين؛ ومنها فيها مهارات التواصل.
  • العلاج الدوائي: تُساعد الأدوية في التخلّص من حالات تقلّب المزاج الناتجة عن الاضطرابات العقلية؛ ومنها مثبتات المزاج ومُضادات الذُهان، بالإضافة إلى مُضادات الاكتئاب.
  • العلاج السلوكي المعرفي: يُسهم العلاج السلوكي المعرفي في تزويد المريض بالعديد من المهارات التي تُمكّنه من معرفة محفزات تقلب المزاج قبل حدوثها، وكذلك يُساعد هذا العلاج في تغيير أفكار المريض حتى يتأقلم مع واقعه بشكل يُقلّل من تقلبات المزاج.
  • علاج الحالات الجسدية: ينتج تقلب المزاج المُفاجئة عن بعض الأمراض العضوية أحيانًا؛ مثل أمراض الغدة الدرقية، وينبغي علاج هذه الحالات حتى يتخلّص المريض من تغير المزاج المفاجئ.
  • اتباع نمط الحياة الصحي: على المرضى الذين يُعانون من تقلبات المزاج اتباع نمط حياة صحي حتى يتخلصوا من التقلّبات المذكورة أحيانًا؛ ومن ذلك التزام حمية غذائية غنيّة، وأخذ القسط الكافي من النوم، ومُمارسة الرياضة.

ما هي طريقة التعايش مع تقلبات المزاج السريعة؟

عادةً ما يصعب التعايش مع تقلبات المزاج السريعة نتيجةً لتأثيرها الكبير على الأنشطة اليومية التي يُمارسها الفرد، وفيما يأتي بعضًا من الإرشادات التي تُساعد في التخفيف من تقلبات المزاج والتعايش معها دون الحاجة إلى أخذ الأدوية:

  • مُمارسة الرياضة بانتظام: للرياضة كثيرٌ من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، كما ينبغي على الفرد مُمارسة الأنشطة الرياضية بانتظام ليتخلّص من التقلبات المزاجية التي يُعاني منها وتؤثر على حياته اليومية.
  • تغيير النظام الغذائي: يتم تغيير النظام الغذائي من خلال اتباع نظام صحيّ غنيّ بالعناصر الغذائية والفيتامينات التي يحتاجها الجسم، إلى جانب تناول وجبات الطعام في أوقات مُحددة.
  • التعرّف على تقنيات إدارة الإجهاد: يُعد الإجهاد النفسي والتوتر من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تقلبات المزاج عند الإنسان، وتُساعد تقنيات إدارة الإجهاد في التعامل؛ بما فيها التنفس العميق، في التخلّص من تغير المزاج المفاجئ بسبب الإجهاد.
  • تغيير الروتين الليلي: على كافّة الأشخاص الذي يُعانون من تقلبات المزاج بسبب قلّة النوم تغيير روتينهم الليلي؛ حتّى يتسنّى لهم وضع جدول ينامون خلاله مُدّةً تتراوح بين سبع ساعات وتسع ساعات؛ وذلك كيّ يتخلصوا من تقلب المزاج فجأةً.
  • التوقّف عن تعاطي المُخدرات: تتسبب المُخدرات بتقلبات كثيرة في المزاج، كما أنها تؤدي إلى الكثير من الأضرار على الصحة العقلية؛ ولذلك ينبغي تركها حتّى يتخلص الفرد تغيرات المزاج التي ترتبط بالمُخدرات.
  • تسجيل اليوميات: يُفضّل أن يقوم المُصابين بتغيرات المزاج المُفاجئة تسجيل يومياتهم باستمرار؛ ليتعرفوا على المُحفزات المُحتملة التي تساعد على ذلك؛ ممّا يُساعدهم على تجنّب الإصابة بتغير المزاج من خلال الابتعاد عنها بعد معرفتها.
  • المُحافظة على الأنشطة الاجتماعية: تنبغي مُمارسة الأنشطة الاجتماعية من قبل الفرد على نحوٍ مُستمر للمُحافظة على حالة مزاجية جيدة، وتشمل هذه الأنشطة التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة بشكل مُنتظم.
  • مجموعات الدعم: يُمكن إنشاء بعض مجموعات الدعم للأشخاص الذين يُعانون من تغير المزاج المفاجئ؛ حتّى يتمكّنوا من التواصل مع بعضهم البعض وتقديم الدعم المُناسب لمُساعدة الآخرين في إدارة حالتهم؛ بناءً على التجارب الشخصية.

هل يجب زيارة الطبيب بسبب تقلبات المزاج المفاجئة؟

على الرغم من عدم الحاجة إلى زيارة الطبيب بسبب تغيرات المزاج المُفاجئة عادةً؛ لكونها من الحالات الطبيعية التي تُصيب الإنسان؛ إلّا إنّه ينبغي على الشخص مُراجعة الطبيب إذا كان التغير في المزاج مُقترنًا بأيّ من الحالات الآتية:

  • استمرار تقلبات المزاج فترةً طويلةً: يجب على الشخص الذي يعاني من استمرار تقلبات المزاج لفترة طويلة مُراجعة الطبيب؛ لغايات التحقّق من سبب تغير المزاج المُفاجئ واتخاذ الإجراءات الصحية المُناسبة في وقت مُبكر.
  • عدم السيطرة على السلوكيات: يتعرض البعض إلى تقلبات مزاجية يُصاحبها فقدان السيطرة على السلوكيات أو الانخراط في سلوكيات خطيرة، وهي من الأعراض التي تشير إلى ضرورة مُراجعة الطبيب المُختص.
  • الرغبة في إيذاء النفس: يشعر الفرد برغبة في إيذاء نفسه بسبب التقلبات المزاجية المُفاجئة أحيانًا، ويجب المُسارعة إلى زيارة الطبيب المُختص في هذه الحالة؛ للمُحافظة على صحة المريض ومعرفة سبب التقلبات المزاجية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الاكتئاب الموسمي حقيقي؟

هل الشخصية السيكوباتية خطيرة؟

هل اختبار تحليل الشخصية دقيق؟

هل التعامل مع مريض البارانويا سهل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على