تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان طريقة قياس الرضا الوظيفي لدى العاملين، بالإضافة إلى تزويد القارئ بالعديد من التفاصيل حول طريقة تحسين رضا الموظفين في المؤسسات والشركات المُختلفة، ويتطرق المقال كذلك إلى أهمية استبيانات الرضا الوظيفي، مع ذكر العديد من المعلومات حول أهمية برامج استبيان رضا العُملاء، وأبرز الإرشادات التي ينبغي على الشركات اتباعها لنيل رضا عُملائها وزيادة أرباحها.
هل يمكن قياس الرضا الوظيفي لدى العاملين؟
يُمكن للمؤسسات قياس الرضا الوظيفي للعاملين بعدد من الطرق المُختلفة، ويُعد قياس الرضا للعاملين من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تطوير المؤسسة، وضمان المُحافظة على ذوي الخبرات والكفاءات وعدم انتقالهم إلى المؤسسات المُنافسة الأخرى؛ حيث تزداد فرصة انتقال العامل أو تركه للعمل عندما يكون العمل مُتعبًا وغير مُرضٍ له.
كيفية قياس رضا الموظفين
هُناك العديد من المؤسسات التي تقوم بقياس رضا موظفيها عن طريق تصميم النماذج الورقية أو الإلكترونية، التي تهدف إلى بيان مدى رضا الموظف بالاعتماد على العديد من الأُسس والبنود التي تتناسب مع أعمال المؤسسة، ويجري تحليل البيانات بعد الانتهاء من جمعها لقياس نسبة رضا الموظفين، وينبغي التعامل مع هذه النسبة بالطريقة المُناسبة، التي تضمن استمرارية المؤسسة وتحسين ظروف العمل وجودة خدماتها المُقدمة إلى العاملين حسب إجابتهم على الاستبيان.
كيف يمكن تحسين نتيجة قياس الرضا الوظيفي للعاملين؟
توجد العديد من الإرشادات التي ينبغي على المؤسسات اتباعها للتحسين من نتيجة قياس الرضا الوظيفي للعاملين، وأبرزها ما يأتي:
- مُكافأة الموظف: تزداد نسبة رضا الموظفين خلال العمل بشكل كبير عند تقديم المُكافآت التي تُقدر مجهوداتهم، وتهدف إلى تحفيزهم لمزيد من الإنجاز بعد إدراك مستويات أدائهم.
- طلب المُقترحات من الموظفين: على صاحب العمل طلب المُقترحات من الموظفين في الشؤون التي تتعلق بمُتطلباتهم واحتياجاتهم؛ ليكتسب رضاهم الوظيفي بعد التعامل مع هذه المُتطلبات بالشكل المُناسب.
- الحرص على عواطف الموظف: يجب على الشركة مُراعاة عواطف الموظفين لتحسين مُستويات الرضا الوظيفي؛ حيث خلّصت إحدى الدراسات إلى أن 90% من العمال يقومون بعمل أفضل عندما تأخذ المؤسسة عواطفهم بعين الاعتبار.
- تغيير مكان العمل: يستطيع صاحب العمل تغيير المكان الذي يعمل فيه الموظف أو تغيير موقع المؤسسة؛ لكسب الرضا الوظيفي وضمان عمل الموظفين بكفاءة مع زيادة مُستويات الإنتاجية لديهم.
- تضمين رحلات العمل: تستطيع المؤسسات والشركات ترتيب رحلات العمل للموظفين وزيارة المُدن المُختلفة حول العالم؛ لتحسين مؤشرات قياس الرضا الوظيفي لدى العاملين في هذه المؤسسات والشركات.
- تقديم فُرص التعلّم: لدى الكثير من الموظفين شغف في التعلّم وتحسين أدائهم الوظيفي، ويُمكن للشركات توفير الفرصة المُناسبة للتعلّم؛ من أجل زيادة نسبة رضا العاملين لديها بشمل مُستمر.
- اعتماد جداول العمل المرنة: يُوصي بعض المُختصين باعتماد جدول عمل مرن داخل المؤسسات؛ لزيادة الرضا الوظيفي عند العاملين؛ ومن ذلك اعتماد نظام العمل عن بُعد.
- تقديم برامج إعانة الموظفين: تهدف برامج إعانة الموظفين إلى حلّ المشاكل الشخصية التي يتعرض إليها الموظف، ويُسهم هذا النوع من البرامج في زيادة نسبة الرضا الوظيفي بشكل كبير.
- توفير خيارات العمل عن بُعد: تسمح بعض الشركات للموظفين بالعمل من المنزل ليوم أو يومين خلال الأسبوع؛ حتى يتمكّنوا من تغيير مُحيط العمل بالشكل الذي يؤدي إلى زيادة الرضا، وتحسين الأداء الوظيفي على نحوٍ مُستمر.
- الشفافية: يجب على الشركات التزام الشفافية عند تقديم الاستبيانات وطلب المُقترحات من الموظفين؛ حيث تنخفض مُستويات رضا الموظفين إذا لم تتحلّ الشركة الشفافية حيال هذه المُقترحات وتقوم بعمل اللازم لمراعاة طلبات موظفيها.
- تشكيل مجموعات العمل الصغيرة: تزداد فرصة الشركات في إرضاء موظفيها عند اعتماد أساليب العمل من خلال مجموعات صغيرة، حيث يظل الموظفون على اتصال مع بعضهم البعض ويستطيعون تقديم آرائهم ومُقترحاتهم في هذه الحالة.
- عرض رواتب مُنافسة: تُسهم الرواتب الجيدة في زيادة نسبة رضا الموظفين في الشركة، وتُشير إحدى الدراسات إلى كون الراتب ثاني أهم العوامل التي تتسبب بزيادة الرضا الوظيفي عند العاملين في الشركات والمؤسسات المُختلفة.
هل تتأثر نتيجة استبيان الرضا الوظيفي بأيّ عوامل؟
تتأثر نتيجة قياس الرضا الوظيفي لدى العاملين بالعديد من العَوامل، ومن أبرز هذه العوامل ما يأتي:
- طريقة التعامل مع الموظفين: تؤثر طريقة تعامل المؤسسة مع الموظفين على نتيجة استبيانات الرضا الوظيفي بشكل كبير؛ حيث تزداد نسبة الرضا الوظيفي عندما يكون التعامل جيدًا والعكس بالعكس.
- قيمة الرواتب: تتحسن نتائج استبيانات الرضا الوظيفي لدى المؤسسات التي تُقدم رواتب مُنافسة بشكل كبير مُقارنةً بالمؤسسات التي تُقدم لموظفيها رواتب ومُكافآت ذات قيمة مُتدنية.
- الأمان الوظيفي: تُشير بعض الإحصائيات إلى أن مستويات الرضا الوظيفي تتحسن بشكل كبير عند العامل الذي يشعر بالأمان في وظيفته، بينما تنخفض مستويات رضا الموظفين عند عدم الشعور بهذا الأمان.
- الثقة بين الموظف والإدارة: عادةً ما تتحسن نتائج قياس الرضا الوظيفي لدى العاملين في المؤسسات عندما تكون الثقة بين الموظف وإدارته العليا كبيرة، وتنخفض نسبة الرضا عند انخفاض الثقة المُتبادلة بين الموظف والإدارة.
ما أهمية نموذج استبيان الرضا الوظيفي؟
تبرز أهمية نماذج استبيان الرضا الوظيفي بما يأتي:
- معرفة المجالات التي تحتاج إلى تحسين: تقوم المؤسسات بتحليل نتائج استبيان الرضا الوظيفي؛ لمعرفة المجالات التي ينبغي عليها تحسينها؛ من أجل نيل رضا الموظفين واكتساب ثقتهم وزيادة الإنتاجية لديهم.
- تحديد الدوافع التي تؤدي إلى رضا الموظفين: تستطيع المؤسسة معرفة الدوافع التي تؤدي إلى زيادة رضا الموظفين لديها من خلال استبيان الرضا الوظيفي، ويُساعد ذلك المؤسسة في ضمان المُحافظة على بيئة العمل الأفضل للموظفين.
- ضمان عدم خسارة الموظفين: تضمن نماذج استبيان الرضا الوظيفي المُحافظة على الموظفين ذوي الكفاءات والخبرات من خلال معرفة سبب رغبتهم في مُغادرة العمل، ثم إجراء التحسينات المُناسبة التي تضمن الحفاظ على الموظف.
- اكتساب ولاء الموظفين: يشعر الموظف بالولاء للمؤسسة التي يعمل فيها إذا تفاعلت المؤسسة مع نموذج استبيان الرضا الوظيفي بشكل إيجابي، وقامت بإجراء التحسينات التي يطلبها الموظفون.
هل رضا العملاء مهم لنجاح الشركة؟
يُعد رضا العُملاء من أبرز الأسباب التي تُسهم في نجاح الشركة، وتزداد أهمية رضا العُملاء بشكل كبير عندما تكون الشركة ضمن المرحلة الأولى من تأسيسها والبدء بتقديم خدماتها، كما أن ولاء العُملاء يزداد بشكل كبير عند نيل رضاهم؛ ممّا يُسهم في زيادة المُشتريات وتحسين إيرادات الشركة، وينبغي على الشركات تدريب موظفيها بشكل احترافي لاستقبال العُملاء الجُدد والتعامل معهم على نحوٍ لائق يضمن عودتهم مرةً أُخرى ويزيد ثقتهم بمُنتجات الشركة.
ما هي أهمية برامج استبيان رضا العملاء؟
تعتمد العديد من المؤسسات على برامج استبيانات رضا العُملاء لتحسين جودة خدماتها وضمان تحسين إيراداتها، وتمكن أهمية هذه البرامج بما يأتي:
- توفير ردود فعل حقيقية: تحصل المؤسسة على ردود فعل العُملاء الحقيقية من خلال برامج استبيان رضا العميل، ويُساعدها ذلك في معرفة ما يجعل العميل سعيدًا، بالإضافة إلى أخذ مُقترحاته وشكاويه بعين الاعتبار للتعامل معها.
- المُحافظة على سُمعة الشركة: يلجأ العُملاء إلى منصات التواصل الاجتماعي؛ للتعبير عن رأيهم في بعض الشركات عند عدم توفير برامج استبيان رضا العملاء؛ ممّا يؤثر على سُمعتها سلبًا، ويُمكن تجنّب هذا الاحتمال عند توفير استبيانات رضا العميل.
- مُتابعة رأي العُملاء في شأن التغييرات: تقوم المؤسسات بتغيير العديد من أنظمتها أو مُنتجاتها على نحوٍ مُستمر، ويضمن استبيان رضا العُملاء معرفة آراء العُملاء في هذه التغييرات للبقاء على المسار الصحيح أثناء تطوير الشركة.
- جذب المزيد من العُملاء: يزداد رضا العميل عن المؤسسة عندما تتلقى اقتراحاته وشكاواه وتتفاعل معها بشكل إيجابي، وهو ما يدعو العميل إلى جذب أصدقائه وأفراد عائلته للاستفادة من خدمات المؤسسة.
كيف تستطيع الشركة نيل رضا العملاء؟
تحتوي القائمة التالية على العديد من الإرشادات التي تستطيع الشركة أخذها بعين الاعتبار عند الرغبة بتحسين رضا العُملاء:
- الردّ على الهاتف بسرعة: يجب على موظفي رعاية العُملاء الردّ على الهاتف بسرعة وفي أيّ وقت من الأوقات؛ لترك انطباع إيجابي يزيد من رضا العميل، وكذلك الحال بالنسبة إلى رسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الأُخرى.
- الانتباه إلى العلامات التحذيرية: توجد بعض المؤشرات التي تدل على عدم رضا العملاء، وينبغي على المؤسسة الانتباه إلى هذه المؤشرات من خلال فريق العلاقات، ثم اتخاذ الإجراءات المُناسبة لتحسين خدماتها وضمان المُحافظة رضا العميل.
- تطوير الشراكات مع العُملاء: تستطيع المؤسسة تطوير الشراكات مع عُملائها للتعاون معهم وإنشاء فعاليات الحوار والتعاون على نحو مُستمر؛ لضمان تحقيق أهداف العميل بالشكل الذي يُعزز سعادته ويزيد مُستويات رضاه عن الشركة.
هل يوجد مراجع في الرضا الوظيفي؟
توجد العديد من المراجع المُفيدة في مجال الرضا الوظيفي للعاملين؛ وأبرزها: كتاب الرضا الوظيفي والأداء الوظيفي لميشيل تي إيفالدانو وبول إم موشينسكي، وكذلك جُزء الرضا الوظيفي من معجم الأعمال والإدارة الذي تمّت طباعته من قبل جامعة إكسفورد، بالإضافة إلى جُزء الرضا الوظيفي من كتاب مُعجم إدارة الموارد البشرية الذي طبعته الجامعة ذاتها، ويُمكن الاستفادة من الورقة البحثيّة المُعنونة باسم رضا الموظفين والأداء التنظيمي من قبل مارتن باول وجيريمي داوسون وآنا توباكاس وآخرين؛ لمعرفة العديد من التّفاصيل حول الرضا الوظيفي في بعض مجالات التمريض.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن إنجاز العمل تحت الضغط؟
