` `

هل علاج فرط الحركة عند الأطفال يكون سلوكيًا فقط؟

صحة
4 يناير 2022
هل علاج فرط الحركة عند الأطفال يكون سلوكيًا فقط؟
تؤثر بعض مُلوثات البيئة على تكوين الدماغ بشكل سلبي ينتج عنه هذا الاضطراب (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يهدف هذا المقال إلى بيان طُرق علاج فرط الحركة عند الأطفال، مع ذكر العديد من الأسباب التي ينتج عنها فرط في نشاط الأطفال أثناء اليقظة أو خلال النوم، بالإضافة إلى تزويد القارئ بالعديد من المعلومات حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال؛ حيث إنه من أبرز أسباب زيادة النشاط، ويتطرق المقال إلى بعض من أساليب علاج هذا الاضطراب وأسباب الإصابة به وأبرز الأعراض التي تُشير إلى إصابة الطفل به.

هل علاج فرط الحركة عند الأطفال يكون سلوكيًا فقط؟

لا يقتصر علاج فرط الحركة عند الأطفال على أساليب العلاج السلوكية؛ وإنّما يحتاج إلى تغيير النظام الغذائي أو أخذ بعض الأدوية أحيانًا؛ حيث يعتمد تحديد الطرق العلاجية المُناسبة بالاعتماد على تشخيص الطبيب، وينبغي على الأبوين التعامل مع طفلهما بالشكل المُناسب بعد استشارة مُقدم الرعاية الطبية؛ لضمان نموّه بالشكل الصحيح وعدم تعرّضه إلى أيّة مشاكل صحية تتسبب بفرط الحركة؛ مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

صورة متعلقة توضيحية
علاج فرط الحركة عند الأطفال

كيف يمكن للأبوين التعامل مع فرط الحركة عند الأطفال؟

توجد عدّة أساليب وخُطوات ينبغي على الأبوين اتباعها من أجل علاج فرط الحركة عند الأطفال والتعامل مع الحالة وضبطها، ومن هذه الأساليب والخُطوات ما يأتي:

  • اتباع نظام صحي مُتوازن: ينبغي على الأطفال المُصابين باضطرابات فرط الحركة تناول الوجبات الصحية المُتوازنة، ويستطيع الأبوين استشارة الطبيب حول النظام الغذائي المُناسب، كما يجب أخذ المشورة حول الأطعمة التي تزيد من نشاط الطفل.
  • إعطاء الأدوية بشكل صحيح: إذا احتاج الطفل إلى الدواء للتعامل مع حالة فرط الحركة؛ فإنه ينبغي على الأبوين إعطاء الدواء في الوقت المُناسب حسب توصيات مُقدم الرعاية الصحية مع الالتزام بالجُرعات المُقرّرة.
  • عدم التسرّع في إعطاء الأدوية: يُمكن لبعض الأدوية حلّ مشكلة فرط الحركة التي يُعاني منها الطفل؛ إلّا إنّ لهذه الأدوية أثارًا جانبيةً، ويجب على الأبوين الابتعاد عن الأدوية واتباع الطرق السلوكية والنفسية للتعامل مع فرط الحركة ما أمكن.
  • التقليل من المُلهيات: ينبغي على الأبوين التقليل من المُلهيات التي تُحيط بأطفالهم المُصابين بفرط الحركة؛ حتى يستطيع الطفل إنجاز فروضه المدرسية والانتهاء من المُهمات اليومية دون وجود أيّ مُشتتات لانتباهه.
  • توفير الوقت الكافي لأنشطة الطفل: على الأبوين توفير الوقت الكافي ليستطيع الطفل الذهاب إلى الخارج وممارسة الأنشطة المُختلفة والتخلص من النشاط الزائد.
  • التعرّف على سبب فرط الحركة: يجب على الأم والأب التعرّف على السبب الذي يؤدي إلى فرط الحركة عند الطفل مع الاعتماد على المصادر الموثوقة؛ ليتمكّنوا من التعامل مع حالة الطفل بعد استيعاب الحالة التي يُعاني منها بشكل جيد.
  • تفكيك العمليات المُعقدة: يصعب على بعض الأطفال الذين يُعانون من فرط الحركة إنجاز عدّة مُهمات مع بعضها البعض؛ لذلك ينبغي على الأبوين تفكيك المُهمات والعمليات المُعقدة حتى يستطيع الطفل التعامل معها واستيعابها بسهولة.
  • التدريب على المهارات الاجتماعية: يعتمد هذا التدريب على تقمّص الأدوار؛ لتعليم الطفل الطريقة الصحيحة في التعامل عند المواقف الاجتماعية المُختلفة وتعليمه مدى تأثير طريقة التعامل على الآخرين أيضًا.
  • استشارة الطبيب: لا بُدّ من استشارة الطبيب عند رغبة الأبوين بتغيير النظام الصحي للطفل أو إعطائه دواءً جديدًا؛ فإن الطبيب المُختص مُؤهّل للتعامل مع حالة الطفل، وهو أكثر الأشخاص موثوقية لإعطاء الإرشادات المُناسبة.
  • إنشاء نظام للسلوك: يُمكن للأبوين ابتكار نظام لمُكافأة طفلهم عند القيام بأيّ من السلوكيات الإيجابية، مع التعامل مع السلوكيات السلبية بالطريقة المُناسبة والابتعاد عن العقوبة البدنية؛ فإنها طريقة غير فعّالة في علاج حالة فرط النشاط.

هل يوجد أسباب معروفة لفرط الحركة عند الأطفال؟

تمّ التعرّف على كثير من الأسباب التي تؤثر على نشاط الطفل وتؤدي إلى فرط الحركة عنده، ومن هذه الأسباب ما يأتي:

  • اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه: يُصاب 9% من الأطفال باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهو أحد الاضطرابات التي ينتج عنها زيادة في حركة الطفل مع انخفاض في مُستويات التركيز.
  • عدم ممارسة الرياضة: من الطبيعي وجود نشاط زائد عند الأطفال، ويؤدي منع الطفل من الرياضة إلى زيادة النشاط لديه بشكل كبير، كما أنه يزيد نشاط الأطفال الذين يُعانون من اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه أيضًا.
  • الأمراض العضوية: تظهر حالة فرط النشاط عند الأطفال أحيانًا بسبب اختلال أو مرض عضوي؛ ومن ذلك فرط النشاط؛ بسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، بالإضافة إلى بعض الأمراض الوراثية.
  • الإجهاد والتوتر: يؤدي التوتر والإجهاد النفسي إلى فرط الحركة عند الطفل، ويتم علاج فرط الحركة عند الأطفال عن طريق التخلص من أسباب التوتر، ويُمكن أن يتعرض الطفل إلى التوتر عند ولادة طفل آخر أو عند الانتقال من المنزل.
  • مشاكل الصحة العاطفية: يُعاني بعض الأطفال من اضطرابات عاطفية أو عقلية تؤثر على سكونهم وتتسبب بزيادة الحركة لديهم، ومن هذه المشاكل اضطرابات الصدمة واضطرابات القلق.
  • قلّة النوم: يتعامل الأطفال مع قلّة النوم بشكل مُختلف عن البالغين؛ حيث يميل البالغون إلى الخمول والتعب عند قلة النوم في حين يزداد نشاط الطفل؛ وذلك لأن جسمه يُنتج مزيدًا من الأدرينالين والكورتيزول حتى يبقى مستيقظًا.
  • الضوضاء في المنزل: من الصعب على الأطفال الهدوء والاسترخاء عند وجود ضوضاء في المنزل؛ لذلك تزداد حركتهم ونشاطهم في حالة عدم توفير الهدوء الكافي.

أسباب فرط الحركة عند الأطفال أثناء النوم

يتعرض بعض الأطفال إلى فرط في الحركة أثناء فترة النوم، وعلى الرغم من وجود عدّة أسباب مُحتملة لهذا النشاط الزائد؛ إلّا إنّ من أبرزها توقف النفس أثناء النوم، بالإضافة إلى الإجهاد والقلق والمشاكل العاطفية الأُخرى، كما يُصاب الطفل بفرط الحركة أثناء النوم بسبب متلازمة تململ الساق أو المُعاناة من حالة الرعب الليلي أو المشي أثناء النوم.

هل يمكن التفريق بين النشاط الزائد واضطراب فرط الحركة؟

تزداد الحركة والنشاط عند الأطفال أحيانًا بسبب وجود طاقة زائدة أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويُمكن التفريق بين الحالتين بالاعتماد على تقييم انتباه الطفل؛ حيث يميل المُصابون بفرط الحركة ونقص الانتباه عادةً إلى التشتّت وعدم القدرة على التحكّم باندفاعاتهم وعواطفهم مع وجود بعض المشاكل بالاستجابة في المدرسة خلافًا للأفراد الذين يُعانون من الطاقة الزائدة فحسب.

ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال؟

يُعد اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه واحدًا من الاضطرابات التي تؤثر على ملايين الأطفال حول العالم، وهو من الحالات الطبية المُزمنة التي تستمر مع الطفل حتى مرحلة البلوغ عادةً، ويستمر الاضطراب لدى بعض الأطفال مع التقدم في العمر دون التخلص منه، ويختلف المُصابون بهذا المرض في قدرتهم على التركيز؛ حيث يفقد البعض القدرة على التركيز بشكل واضح في حين يُعاني بعضهم الآخر من مشاكل طفيفة في القدرة على التركيز.

هل يمكن علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال؟

يعتمد علاج فرط الحركة عند الأطفال مع تشتت الانتباه على العديد من الأساليب المُختلفة؛ بما في ذلك العلاج السلوكي والعلاج الدوائي، ويُمكن للعلاج التقليل من أعراض هذا الاضطراب دون القدرة على علاجه بشكل نهائي، ومن أبرز طرق علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ما يأتي:

  • تناول الأدوية: يلجأ الأطباء إلى الأدوية في بعض الحالات لعلاج فرط الحركة ونقص الانتباه بالرغم من الآثار الصحية الضارّة لها أحيانًا؛ ومن هذه الأدوية الأمفيتامينات والميثيلفينيديت، وتساعد الأدوية المذكورة في تحقيق التوازن داخل الدماغ.
  • التدخلات المدرسية: يعمل مُقدم الرعاية الصحية جنبًا إلى جنب مع الفريق التعليمي للطفل في المدرسة أحيانًا؛ لابتكار خطة تعليمية تُساعد في التعامل مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويُعرف هذا الأسلوب العلاجي باسم التدخلات المدرسية.
  • تعديل السلوك: يهدف تعديل السلوك إلى تحليل سلوك الطفل، ثم ابتكار الاستراتيجيات المُناسبة التي يُمكن اتباعها وتطبيقها؛ من أجل تقويم سلوكيات المُصاب بفرط الحركة ونقص الانتباه وتقليل السلوكيات غير المُناسبة.
  • التدريب على المهارات الاجتماعية: يعتمد هذا التدريب على العديد من الأساليب التي من شأنها مُساعدة الطفل في تعلم المهارات الاجتماعية للتعامل مع أقرانه بشكل فعّال وإيجابي، بالإضافة إلى مُساعدته في التعامل مع البالغين بالشكل الصحيح.

ما هي أسباب فرط الحركة عند الأطفال وتشتت الانتباه؟

لم يتمكّن الأطباء من معرفة السبب الدقيق للإصابة باضطرابات تشتت الانتباه وفرط الحركة؛ إلّا إنّ هُناك العديد من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بهذا المرض؛ ومنها العوامل الجينية الوراثية والعوامل العصبية عند المريض، كما أن للبيئة دورًا مُهمًا للإصابة بهذا الاضطراب أيضًا؛ حيث تؤثر بعض مُلوثات البيئة على تكوين الدماغ بشكل سلبي ينتج عنه الاضطراب المذكور أحيانًا، وكذلك يعد النظام الغذائي للطفل وعوامل الحمل والولادة عندما يكون الطفل جنينًا في بطن أمه من العوامل البيئية التي تتسبب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

كيف تظهر أعراض فرط الحركة عند الأطفال وتشتت الانتباه؟

تُشير الكثير من الأعراض إلى إصابة الطفل باضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه؛ ومنها التركيز على الذات وعدم القدرة على معرفة احتياجات الآخرين، ومن الأعراض كذلك الصعوبة في السيطرة على العواطف، بالإضافة إلى التململ وعدم القدرة على اللعب بهدوء ومُواجهة الصعوبات في إنهاء المهمّات، ويُعاني المُصابون من نقص في الانتباه مع تجنّب المهمّات التي تحتاج إلى جهد عقلي مستمر؛ مثل الانتباه في الفصل الدراسي، وتهدف جميع طرق علاج فرط الحركة عند الأطفال مع تشتت الانتباه إلى علاج الأعراض دون قدرتها على علاج المرض بشكل نهائي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يوجد أضرار للوجبات السريعة على الأطفال؟

هل أعراض مرض السكر عند الأطفال تختلف عن الكبار؟

هل يوجد أساليب معينة للتعامل مع سلوكيات الأطفال؟

هل تغذية أطفال مرضى التوحد تختلف عن تغذية الأطفال الآخرين؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على