` `

هل خمول الغدة الدرقية من الأمراض القابلة للشفاء؟

صحة
5 يناير 2022
هل خمول الغدة الدرقية من الأمراض القابلة للشفاء؟
خمول الغدة الدرقية من الأمراض المزمنة التي تستمر مع المصابين طيلة حياتهم (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يعتني هذا المقال بطريقة علاج خمول الغدة الدرقية، بالإضافة إلى تزويد القارئ بأبرز الأعراض التي يُمكن أن تُصاحب هذا المرض والمُضاعفات التي تظهر عند التأخر في العلاج، كما يتطرق المقال إلى أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالخمول في الغدة الدرقية مع ذكر طرق التشخيص التي يعتمد عليها الأطباء للتحقّق من المرض، ويجدر الذكر هنا بأن مرض خمول الغدة الدرقية يُعرف كذلك باسم قصور الغدة الدرقية.

هل خمول الغدة الدرقية من الأمراض القابلة للشفاء؟

يُعد خمول الغدة الدرقية من الأمراض المُزمنة التي تستمر مع المُصابين طيلة حياتهم دون وجود علاجات تقضي على المرض بشكل نهائي؛ وإنّما تهدف الأدوية والعقاقير وأنواع العلاج المُختلفة إلى السيطرة على أعراض خمول الدرقية، والتعامل معها بشكل يمنع ظهور أيّة مُضاعفات خطيرة تُهدد حياة المُصابين بالخَطر.

صورة متعلقة توضيحية
خمول الغدة الدرقية

ما هي أعراض خمول الغدة الدرقية؟

تُصاحب الإصابة بمرض خمول الغدة الدرقية العديد من الأعراض والعلامات؛ ومنها ما يأتي:

  • الشعور بالحاجة إلى النوم: تتحكّم الهرمونات التي تُنتجها الغدة الدرقية في توازن طاقة الجسم عادةً، ويؤدي قصورها إلى التعب والشعور بالحاجة إلى النوم، وذلك كما في الحيوانات التي تعيش سُباتًا طويلًا؛ فإنها تُعاني من قصور في الغدة الدرقية.
  • زيادة الوزن: يُعد الوزن الزائد واحدًا من الأعراض الشائعة للإصابة بمرض قصور الغدة الدرقية؛ حيث يميل الجسم إلى تخزين مزيد من السعرات الحرارية والاحتفاظ بها بدلًا من حرقها عند الإصابة بهذا المرض؛ ممّا يتسبب بـ زيادة الوزن.
  • عدم الشعور بالدفء: تكمن أهمية الدهون البنية بالمُحافظة على درجات حرارة الجسم عندما يكون الجو باردًا، ويؤدي قصور الغدة الدرقية إلى منع هذه الدهون من القيام بوظيفتها، وهو ما يؤدي إلى الشعور بالبرودة وصعوبة الشعور بالدفء.
  • ضعف العضلات وآلام المفاصل: تختل عمليات الأيض في جسم الإنسان عند الإصابة بمرض خمول الغدة الدرقية، ويؤدي هذا الاختلال إلى هدم الأنسجة وتفكيكها ليحصل الجسم على الطاقة التي يحتاجها ويتسبب بضعف وآلام في العضلات والمفاصل.
  • تساقط الشعر: تقوم هرمونات الغدة الدرقية بتنظيم عمل بصيلات الشعر، ويتسبب خمول الغدة بمنع البصيلات من التجدّد؛ ممّا يؤدي إلى تساقط الشعر؛ إلّا إنّ هذه المُشكلة تتحسّن عند البدء بالحصول على العلاج.
  • التغيّرات في الجلد: يُلاحظ مرضى قصور الغدة الدرقية جفاف الجلد، بالإضافة إلى الشعور بالحكة؛ وذلك لأن هرمونات الغدة الدرقية تُنظم تجديد الجلد، ويؤدي الخمول في الغدة إلى استغراق وقت أطول ليتجدّد ويصاحب ذلك جفاف في الجلد وحكة.
  • التأثير على الصحة النفسية: يتعرض كثير من المُصابين بخمول الغدة الدرقية إلى الكآبة أو الإحباط؛ إلّا إنّ أسباب هذا العرض غير واضحة حتى الآن، ويظن الأطباء ارتباطها بالانخفاض العام في صحة الجسم وطاقته.
  • انخفاض التركيز: يُصاب كثيرٌ من مرضى خمول الغدة الدرقية بالصعوبات في التركيز والضبابية العقلية، بالإضافة إلى المشاكل التي تؤثر على الذاكرة أيضًا، وعادةً ما تكون مشاكل الذاكرة والتركيز شديدة ومُفاجئة.
  • التأثير على القولون: إن خمول الغدة الدرقية يؤدي إلى كبح القولون ويؤثر على وظائفه؛ ممّا يتسبب بظهور أعراض الإمساك عند المرضى، وهو من الأعراض الشائعة لهذا المرض.

كيف يتم تشخيص أعراض خمول الغدة الدرقية عند النساء والرجال؟

يقوم الأطباء ومُقدموا الرعاية الصحية بإجراء العديد من الفحوصات والاختبارات لتشخيص أعراض خمول الغدة الدرقية عند الرجال والنساء؛ وأبرزها اختبار الأجسام المضادة لإنزيم بيروكسيداز الدرقي، ويطلب الطبيب كذلك بعضًا من صور الأشعة بالموجات فوق الصوتية حتى يتمكّن من رؤية الغدة الدرقية والتحقّق من حالتها، ويحتاج المريض أحيانًا إلى فحص الدماغ والغدة النخامية، ويُعد فحص هرمون الغدة الدرقية (TSH) بالإضافة إلى فحص هرمون الغدة الدرقية (T4) أبرز الاختبارات التي يتم إجراؤها لهذه الغاية.

هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية عن طريق النظام الغذائي؟

لا توجد أدلّة طبية تُشير إلى ضرورة اتباع نظام غذائي مُحدّد للمُساعدة في علاج خمول الغدة الدرقية عند المُصابين؛ إلّا إنّ على المريض تجنّب بعض الأنواع من الأغذية عند تناول الدواء؛ حيث ينبغي على المريض الابتعاد عن الأطعمة التي تمنع من امتصاص هرمون الغدة الدرقية؛ مثل الكالسيوم والحديد والفيتامينات المتعددة حتى انقضاء أربع ساعات على الأقل من تناول دواء الليفوثيروكسين.

كيف يتم علاج خمول الغدة الدرقية؟

يحتاج المرضى إلى علاج خمول الدرقية للتعامل مع الأعراض والسيطرة عليها، ويعتمد العلاج لهذه الحالة على هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي (Synthetic thyroxine) عادةً، ويقوم مُقدم الرعاية الصحية بتحديد الجرعة المُناسبة للمريض حسب حالته الصحية ومدى حاجته إلى الهرمون المذكور، وعلى المريض مرُاجعة الطبيب بشكل دوري للتأكّد من مُناسبة الجرعة الحالية وعدم الحاجة إلى التعديل عليها؛ فإن كثيرًا من المرضى يحتاجون إلى التعديل على الجُرعات مع مرور الزمن، ويُستخدم اليود كذلك لتحسين وظائف الغدة الدرقية؛ إلّا إنّ على المريض استشارة المُختص قبل استخدام أيّ علاجات لهذا المرض.

كم يستغرق علاج خمول الغدة الدرقية؟

عادةً ما يستغرق علاج خمول الدرقية عدّة أسابيع حتى يبدأ المريض بالتحسّن، ويقوم الطبيب بإجراء فحص للمريض بعد مرور فترة تتراوح بين ستة أسابيع وثمانية أسابيع للتحقّق من مستويات هرمون الغدة الدرقية في الدم وتعديل الجرعة إذا لزم الأمر، ويُجري الطبيب اختبارًا آخر للدم بعد مرور ستة أشهر إذا كانت الجرعة مُناسبة، ثم يحتاج المريض إلى إجراء فحص دوريّ سنويّ لمُتابعة حالته والتأكّد من حصوله على الجرعة المُناسبة من هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي.

ما هي درجات خمول الغدة الدرقية؟

يتم تصنيف مرض خمول الغدة الدرقية ضمن ثلاث درجات مُختلفة، وهي الدرجات الآتية:

  • خمول الغدة الدرقية الأساسي: يقوم الجسم بتحفيز الغدة الدرقية عند الإصابة بخمول الدرقية الأساسي؛ إلّا إنّ الغدة لا تستطيع إنتاج الكميات الكافية من الهرمونات لغايات المُحافظة على سلامة وظائف الجسم.
  • خمول الغدة الدرقية الثانوي: لا تستطيع الغدة النخامية تحفيز الغدة الدرقية لإنتاج الهرمونات التي يحتاجها الجسم في بعض الحالات؛ ممّا يؤدي إلى خمول الغدة الدرقية، وتُعرف هذه الحالة باسم خمول الغدة الدرقية الثانوي.
  • خمول الغدة الدرقية الثالثي: تتعرض منطقة ما تحت المهاد إلى بعض المشاكل التي تمنعها من إطلاق الهرمون المُطلق للثيروتروبين بكميات كافية، ويؤدي ذلك إلى التأثير على إنتاج هرمون مُنبّه الدرقية ويتسبب بخمول الغدة الدرقية الثالثي.

هل يوجد أسباب معروفة لخمول الغدة الدرقية؟

يوجد عددٌ كبيرٌ من الأسباب المعروفة التي يُمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض خمول الغدة الدرقية عند الإنسان، ومنها ما يأتي:

  • أمراض المناعة الذاتية: تُعرف اضطرابات المناعة الذاتية بأنها الاضطرابات التي تؤدي إلى قيام جهاز المناعة بمُهاجمة أنسجة الجسم، وتتسبب بعض هذه الاضطرابات بمُهاجمة الغدة الدرقية؛ مثل اضطراب هاشيموتو وينتج عنه خمول في الغدة الدرقية.
  • الاستجابة لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية: عادةً ما يتم الاعتماد على اليود المُشعّ أو بعض الأدوية الأُخرى لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية عند المُصابين، ويؤدي هذا العلاج إلى انخفاض قدرة الغدة على إنتاج الهرمونات بشكل دائم في حالات نادرة.
  • جراحة الغدة الدرقية: يحتاج بعض المرضى إلى إجراء عملية لإزالة الغدة الدرقية أو إزالة أجزاء كبيرة منها، ويؤثر ذلك على نشاط الغدة الدرقية بشكل سلبي، وينبغي على المريض في هذه الحالة تناول هرمونات الدرقية طيلة حياته.
  • العلاج الإشعاعي: يُستخدم العلاج الإشعاعي للتعامل مع مرضى السرطان، ويُمكن أن يؤدي استخدام هذا العلاج إلى التأثير على الغدة الدرقية ويؤدي إلى انخفاض قدرتها على إنتاج الهرمونات التي يحتاجها الجسم.
  • تناول بعض الأدوية: تُسهم العديد من الأدوية في الإصابة بخمول الغدة الدرقية عند الإنسان؛ وأبرزها الأدوية التي تحتوي على عُنصر الليثيوم لعلاج بعض الاضطرابات النفسية، ودواء أميودارون للقلب.
  • الأمراض الخلقية: يصحب خمول الغدة الدرقية بعض الأفراد مُنذ ولادتهم دون أسباب معروفة، كما يُولد البعض بدون غدة درقية أيضًا، ويؤدي ذلك إلى انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية في الجسم.
  • اضطراب الغدة النخامية: إن اضطراب الغدة النخامية من الاضطرابات النادرة التي تؤدي إلى الإصابة بمرض خمول الغدة الدرقية نتيجةً لفشل النخامية في إنتاج الهرمون المُنبّه للدرقية، وعادةً ما يكون السبب ورمًا حميدًا في الغدة النخامية.
  • الحمل والولادة: تتعرض بعض النساء إلى خمول في الغدة الدرقية أثناء الحمل أو عند الولادة، وينتج هذا الخمول عن إنتاج المرأة أجسامًا مُضادة للغدة الدرقية في جسمها، ولا بُدّ من علاج الخمول في هذه الحالة لتجنّب مشاكل الحمل والولادة.
  • علاجات الأشعة السينية: اعتمدت بعض العلاجات القديمة لحب الشباب والتهاب اللوزتين واللحمية على الأشعة السينية، ويُمكن أن يتسبب هذا النوع من العلاج بخمول الغدة الدرقية فيما بعد؛ إلّا إنّ استخدامه توقّف في الوقت الراهن.

ما هي مضاعفات خمول الغدة الدرقية؟

يُمكن أن يتعرض الإنسان إلى الكثير من المُضاعفات الخطيرة في حالة عدم التعامل مع مرض خمول الغدة الدرقية وأخذ العلاجات المطلوبة، ويُعد تضخم الغدة الدرقية واحدًا من هذه الأعراض، وكذلك يتعرض بعض المرضى إلى مشاكل القلب بما فيها الفشل القلبي، بالإضافة إلى التأثير على الصحة العقلية والإصابة بمرض الاعتلال العصبي المُحيطي ومرض الوذمة المُخاطية، ويتعرض البعض إلى العقم بسبب عدم علاج خمول الغدة الدرقية أيضًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل تحليل الغدة الدرقية مفيد؟

هل الغدة الدرقية تسبب جفاف الفم؟

هل يزيد الوزن بعد استئصال الغدة الدرقية؟

هل يمكن تمييز أعراض نشاط الغدة الدرقية النفسية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على