` `

هل يمكن مكافحة الحشائش بسهولة؟

علوم
19 يناير 2022
هل يمكن مكافحة الحشائش بسهولة؟
يُستخدم غاز البترول المُسال لإزالة الأعشاب الضارّة من خلال اللهب (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يهدف هذا المقال إلى بيان أبرز تقنيات مكافحة الحشائش للتخلّص منها أو إدارتها والحدّ من الآثار الضارّة التي تتسبّب بها، ويتطرّق المقال كذلك إلى بعض النصائح المُهمّة لاستخدام المُبيدات الحشريّة، مع تزويد القارئ بعِدّة خطوات وإرشادات لمُكافحة الحشائش التي تنمو مع القمح أو المحاصيل الزراعية المُختلفة، وذلك إلى جانب بعض الإرشادات للوقاية من نمو هذه الحشائش أيضًا.

هل يمكن مكافحة الحشائش بسهولة؟

يُمكن للمُزارعين إزالة الحشائش الضارّة ومُكافحتها بسهولة من خلال عِدّة تقنيات مُختلفة؛ وذلك للمُحافظة على المحاصيل الزراعيّة وضمان عدم تعرّضها إلى أيّ من الأضرار بسبب الحشائش، كما أنّ للحشائش الضارّة العديد من الآثار السلبيّة على الماشية وبعض المُقتنيات. ويتم تصنيف طُرق مُكافحة هذه الحشائش ضمن العديد من الأقسام؛ وأبرزها المُكافحة الميكانيكيّة والمُكافحة البيولوجيّة والمُكافحة الكيميائيّة.

صورة متعلقة توضيحية

ما أبرز تقنيات مُكافحة حشائش القمح والمحاصيل الزراعيّة؟

تضمّ القائمة الآتية بعضًا من التقنيات البارزة لمُكافحة الحشائش التي تنمو مع القمح والمحاصيل الزّراعيّة الأُخرى:

  • المُكافحة البيولوجيّة: تعتمد المُكافحة البيولوجيّة للحشائش على بعض الحشرات أو الفطريات التي تتغذّى على الحشائش؛ ممّا يؤدي إلى الحدّ من نموّها والتقليل من أعدادها؛ إلّا إنّ هذه الطريقة لا تقضي على الحشائش بشكل كامل.
  • إشعال اللهب: يُمكن استخدام اللهب للقضاء على الحشائش الضارّة، ويُستخدم غاز البترول المُسال لإزالة الأعشاب الضارّة من خلال اللهب، وتؤدي هذه الطريقة إلى تمزيق أغشية خلايا الحشائش للحدّ منها والقضاء عليها.
  • التبخير: يلجأ بعض المُزارعين إلى التبخير للتخلّص من الحشائش الضارّة عندما تكون في مرحلة النموّ؛ وذلك عن طريق سكب الماء الساخن على الحشائش؛ ممّا يتسبّب بفقدان الطبقة الشمعيّة وتعرّض النبات إلى الجفاف والموت.
  • المُكافحة باستخدام الماعز: يستطيع الماعز أكل كثير من الأعشاب والحشائش بشكل فعّال؛ فإنّ للماعز قدرةً على الوصول إلى الأماكن التي يصعُب الوصول إليها باستخدام طُرق مُكافحة الحشائش الأُخرى.
  • مُبيدات الأعشاب: توجد الكثير من أنواع مُبيدات الأعشاب والحشائش ذات الفعاليّة الكبيرة في القضاء على الحشائش الضارّة، وهي من وسائل المُكافحة الاقتصادية؛ إلّا إنّه ينبغي مُراعاة إرشادات السلامة عند استخدامها لتجنّب المَخاطر المُحتملة.
  • قطع الحشائش: هُناك عدّة أدوات وآليّات يُمكن استخدامها للقطع ومُكافحة الحشائش بشكل مُباشر؛ ومنها الجرّارات الزراعيّة والمنجل أو القاطع المَحمول باليد، وتُسهم هذه الطريقة في منع الحشائش الطويلة من الإزهار ونثر بذورها.
  • الحريق: يختلف الحريق عن استخدام اللّهب في مُكافحة الحشائش؛ فإنّ الحريق يُشير إلى إشعال النار في المكان الذي تنتشر داخله الحشائش، وينبغي على هذه الحرائق أن تكون تحت الرقابة حتى لا تتسبّب بأضرار بالغة.
  • نثر البذور النظيفة: على المُزارعين نثر البذور النظيفة الخالية من الحشائش الضارّة؛ لضمان الحدّ من نموّ أيّة حشائش داخل الأراضي الزراعيّة، كما ينبغي تنظيف الآلات والأدوات المُستخدمة في الزراعة للقضاء على بذور الحشائش العالقة عليها أيضًا.
  • خنق الأعشاب الضارّة: يتم استخدام العديد من الأدوات واتّباع عِدّة آليّات لتغطية الحشائش الضارّة ومنع وصول الضوء إليها، ويُسهم ذلك في اختناقها ومنع نموّها، وهي من التقنيات الجيدة في الأراضي غير الزراعية.

كيف يتم رشّ مُبيدات الحشائش واستخدامها بأمان؟

تُستخدم المُبيدات الحشريّة بشكل واسع للقضاء على الحشائش الضارّة، وهُناك كثير من الإرشادات والتعليمات التي ينبغي على المُزارعين التزامها لاستخدام هذه المُبيدات مع المُحافظة على سلامتهم، ومن هذه التعليمات والإرشادات ما يأتي:

  • قراءة المُلصقات: يجب قراءة المُلصق المُثبّت على عُبوة مُبيد الحشائش بعناية؛ لمعرفة طريقة الاستخدام والتخزين وتجنّب الكثير من الأضرار التي تنتج عن الاستخدام الخاطئ، الذي يُخالف تعليمات الشركة المُنتجة.
  • التخزين بشكل جيد: ينبغي تخزين المُبيدات الحشرية في مكان مُغلق لا يُمكن الوصول إليه من قبل الآخرين مع ضرورة الاحتفاظ بالمبيدات داخل عبواتها الأصلية بعيدًا عن البذور أو الأسمدة.
  • تطبيق الجُرعة المُوصى بها: على المُزارعين ومُستخدمي مُبيدات الحشائش تطبيق الجُرعة التي تُوصي بها الشركة المُنتجة؛ لضمان عدم إصابة الحيوانات أو النباتات، بالإضافة إلى تجنّب المُخالفات القانونية.
  • عدم سكب المُبيدات في البالوعة: يجب تنظيف العُبوة المُستخدمة في رشّ مُبيدات الحشائش جيدًا بعد استخدامها وتجنّب سكب بقايا المُبيد أو مُخلّفات تنظيف العبوة في البالوعة أو أيّ أماكن تُعرّض حياة الإنسان أو الحيوان أو المياه إلى الخطر.
  • ارتداء الملابس الواقية: تتوفّر الملابس الواقية لضمان عدم تعرّض الإنسان إلى مُبيدات الحشائش بشكل مُباشر، ولا بُدّ من ارتداء هذه الملابس عند رشّ المُبيد من أجل مكافحة الحشائش وتجنّب المشي دون حذاء يقي القدم بشكل كامل.
  • تجنّب المُناولة: لا بُدّ من تجنّب المُناولة لجميع المأكولات أو المشروبات أثناء استخدام المُبيدات مع ضرورة غسل اليدين جيّدًا بالماء والصابون بعد الانتهاء من رشّ المُبيد والرغبة في مُناولة أيّ من هذه المُنتجات.

ما هي إرشادات مكافحة الحشائش في القمح والمحاصيل الأُخرى؟

تحتوي القائمة التالية على العديد من الإرشادات لمُكافحة الحشائش التي تنمو في القمح أو المحاصيل الزراعية الأُخرى:

  • تحديد الهدف من استخدام الأرض: ينبغي تحديد الهدف من استخدام الأرض التي تنمو داخلها الحشائش في البداية؛ إذ إنّ الأراضي تُستخدم للعديد من الغايات ويُمكن استخدامها لزراعة الكثير من أنواع المحاصيل الزراعية أو نباتات الزينة.
  • معرفة كمية الحشائش المقبولة: لا بُدّ من تحديد كميّات الحشائش المَقبولة في الأرض بعد تحديد الهدف من استخدامها، وذلك حتى يستطيع المُزارع اختيار تقنيات المُكافحة المُناسبة للوصول إلى كمية مقبولة من الحشائش.
  • إنشاء خطة المُكافحة المُناسبة: يتمّ إعداد خطّة مُكافحة الحشائش الضارّة بناءً على عاملَين؛ أحدهما الهدف من استخدام الأرض ونوع النباتات المزروعة فيها، والآخر كمية الحشائش المقبولة.
  • تقسيم الأرض إلى أجزاء: ينبغي تقسيم الأرض التي تنمو فيها الحشائش إلى أجزاء؛ ليقوم المُزارع بمُكافحة الحشائش الضارّة في كلّ قسم على النّحول المطلوب ثمّ الانتقال إلى القسم الذي يليه.
  • مُراقبة نتائج مُكافحة الحشائش: تجدر مُراقبة نتائج عمليات مُكافحة الحشائش بشكل دوريّ؛ للتّحقّق من تناقص هذه الحشائش ونموّ النباتات المرغوبة بدلًا منها، ويُمكن الاستعانة بالصور لمعرفة مُستوى التقدّم.
  • ضبط خطة المكافحة للأعشاب: لا بُدّ من التحكّم في خطة مُكافحة الحشائش وإجراء التعديلات المُناسبة عليها بالاعتماد على النتائج التي تمكّن المُزارع من الوصول إليها عند تنفيذ هذه الخطة، وذلك للوصول إلى النتيجة المرجوّة.
  • زراعة النباتات المرغوبة: ينبغي زراعة النباتات المرغوبة في الأرض فور القضاء على الحشائش لضمان عدم نموّها ثانيةً، وينبغي وضع خطة الزراعة جنبًا إلى جنب مع خطة مُكافحة الحشائش.

هل مُكافحة الحشائش الضارّة مُهمّة؟

إنّ مكافحة الحشائش الضارّة مُهمّة للغاية؛ فإنّها تؤثّر على المحاصيل الزراعية والنُظم البيئية والمَوائل بشكل سلبيّ، وفيما يأتي بعضًا من أضرار هذا النوع من الحشائش:

  • إصابة الماشية: تقوم الماشية بأكل بعض الأعشاب الضارّة التي تحتوي على الأشواك عند وجودها إلى جانب النباتات الخضراء، وتؤدي هذه الأشواك إلى إصابة الماشية، كما تتمتّع بعض أنواع الحشائش بخصائص سامّة تُهدّد حياة الماشية.
  • زيادة مخاطر الحرائق: تُشكّل كثير من الحشائش الضارّة كُتلةً حيويةً جافةً يُمكنها الاشتعال، وهو ما يزيد من فرصة نشوب الحرائق في الغابات.
  • موت الأسماك: لبعض أنواع الحشائش الضارّة تأثير سلبيّ على مَوائل الأسماك والكائنات البحريّة، بالإضافة إلى تأثيرها على نسبة الأكسجين في الماء، ويؤدّي ذلك إلى اختناق الأسماك وموتها أو فقدان موائلها وأماكن عيشها.
  • تسميم الإنسان: لبعض الحشائش الضارّة خصائص سامّة تؤثر على صحة الإنسان عند ابتلاعها عن طريق الخطأ، ولا بُدّ من التواصل مع الطوارئ عند التعرّض إلى أيّ من النباتات السامّة لاتخاذ الإجراءات التي تحفظ صحة الفرد في هذه الحالة.
  • تقليل التنوّع البيولوجي: يؤدّي نموّ الحشائش الضارّة إلى رحيل كثير من الكائنات الحية بسبب تدمير موائلها الأصليّة، ويتسبّب ذلك بتقليل التنوّع البيولوجي، لذلك فإنّه من الضروريّ مكافحة الحشائش والتخلّص منها للحفاظ على التنوّع البيولوجي.
  • التسبّب بالحروق: هناك بعض الحشائش الضارّة التي تحتوي على عُصارة تتسبّب بالحروق من الدرجة الثالثة؛ وأبرزها الهوجويد العملاق؛ فإنّها تتسبّب بحروق مؤلمة للإنسان.
  • تدمير الطُرق والمسارات: تنثر عدّة أنواع من الحشائش الضّارّة أشواكها على الطرق والمسارات التي يستخدمها البشر، وتتسبّب هذه الأشواك بالأضرار المُباشرة عند لمسها، ويُمكن أن تؤدّي إلى تمزيق إطارات السيارات.
  • تخريب البنية التحتيّة: تتمتّع بعض الحشائش والنباتات الضارّة بخصائص غازية، ويُمكن لهذه النباتات النموّ والوصول إلى البُنية التحتيّة وإلحاق الكثير من الإضرار بها.

كيف يمكن الوقاية من الحشائش قبل انتشارها؟

لا بُدّ من اتباع الطرق الوقائية لحماية الأراضي من الأعشاب والحشائش الضارّة التي تؤثر عليها بشكل سلبي، وتضمّ القائمة الآتية عِدّة إرشادات للوقاية من الحشائش:

  • الابتعاد عن البذور المُختلطة بالأعشاب: ينبغي على المُزارع سؤال البائعين عن مدى اختلاط بذور النباتات ببذور الأعشاب الضارّة؛ لاختيار البذور المُناسبة عند الشراء وضمان الحدّ من نموّ الحشائش.
  • المُحافظة على نظافة المركبات والأدوات: لا بُدّ من اجتناب المرور على المناطق التي تكثر فيها الأعشاب الضارّة باستخدام السيّارة مع ضرورة تنظيف السيّارة والأدوات المُستخدمة في هذا النوع من الأراضي؛ لمنع انتقال الحشائش إلى الأماكن الأُخرى.
  • تخصيص بعض الأماكن للتنظيف: يُمكن تخصيص بعض الأماكن داخل الأرض الزراعية لتنظيف الأعلاف والماشية من بذور الأعشاب الضارّة قبل انتقالها إلى المزروعات الموجودة في الأرض.
  • قطع الأعشاب الضارّة: يُعدّ قطع الأعشاب الضارّة من وسائل مكافحة الحشائش، كما أنّه أحد وسائل الوقاية؛ فإنّ قَطع الأعشاب في وقت مُبكّر يمنع انتشار بذورها في الأماكن الأُخرى من الأرض الزراعية.

هل توجد أنواع مختلفة للحشائش الضارّة؟

يوجد عددٌ كبيرٌ من أنواع الحشائش الضارّة التي تنمو إلى جانب النباتات الأُخرى وتؤثّر على البيئة المُحيطة بها سلبًا؛ ومنها عشبة الثعلب الأخضر التي تؤدّي إلى انخفاض ناتج الأرض الزراعية بنسبة تبلغ 25% أحيانًا، وكذلك الجعضيض البستاني الذي يستطيع إبطاء عملية نموّ النباتات الأُخرى في بعض الأحيان، وتتسبّب الحنطة السوداء البريّة بكثير من المشاكل في الحصاد إلى جانب انخفاض مُنتجات الأرض الزراعية، وهُناك عشرات الأنواع المشهورة الأُخرى من الحشائش الضارّة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل هناك نباتات تؤكل جذورها؟

هل تحسين المزاج من فوائد النباتات الداخلية؟

هل يوجد سلوكيات معينة لحماية البيئة من التلوث؟

هل يوجد طريقة سهلة وغير مكلفة لتسميد النباتات الداخلية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على