` `

هل تعود بدايات فن العمارة الحديث إلى القرن الثامن عشر؟

ثقافة وفن
20 يناير 2022
هل تعود بدايات فن العمارة الحديث إلى القرن الثامن عشر؟
فكرة فن العمارة الحديث بدأت في العالم مع نهاية القرن التاسع (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يهدف هذا المقال إلى بيان الحقبة التي ظهر فيها فن العمارة الحديث مع تزويد القارئ بالعديد من المعلومات حول المميّزات التي يتمتّع بها هذا النّمط المِعماري، بالإضافة إلى تزويده ببعض من المعلومات حول أعلام العمارة الحديثة، ويتطرّق المقال كذلك إلى عِدّة من الأنماط المعماريّة المشهورة، وينتهي بذكر بعض الكُتب المُفيدة للمُهتمين في مجال العمارة.

هل تعود بدايات فن العمارة الحديث إلى القرن الثامن عشر؟

لا تعود بدايات الفنّ الحديث في العمارة إلى القرن الثامن عشر الميلاديّ؛ فإنّ فكرة فن العمارة الحديث بدأت في العالم مع نهاية القرن التاسع عشر وانتشر هذا الأسلوب في العمارة خلال القرن العشرين، واستمر أسلوب العمارة الحديث حتى بداية ستينيّات القرن العشرين، ثمّ تبعه أسلوب العمارة المُعاصر الذي لم يتوقّف مُنذ الستينيّات وحتى يومنا هذا.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي مميّزات الفن الحديث في العمارة؟

يتميّز فن العمارة الحديث بالعديد من الخصائص، ومنها ما يأتي:

  • كثرة الخطوط الناعمة: تحتوي المنازل التي تمّ تصميمها وفق الفنّ الحديث في العمارة على العديد من الخُطوط الناعمة ذات المظهر المُتّسق؛ إلّا إنّ عدد الخُطوط في هذه المباني كان محدودًا، كما أنّه لم تتمتّع بزخرفة إضافيّة.
  • الجُدران الزجاجيّة: اعتنى فن العمارة الحديث بتوفير العديد من الجُدران الزجاجيّة، بالإضافة إلى النوافذ التي تسمح بمرور الضوء الطبيعي إلى داخل المبنى.
  • المساحات المفتوحة: يتمتّع تصميم العمارة الحديث بالعديد من المساحات الأرضيّة المفتوحة على بعضها البعض؛ ومنها غرفة المعيشة والمطبخ؛ وذلك لأنّ هذا الأسلوب في العمارة اعتنى بالشكل أكثر من الوظيفة.
  • استخدام مواد البناء الحديثة والتقليدية: تمّ استخدام الحديد والخرسانة والزجاج في التصميم المعماريّ الحديث، كما استخدم المعماريّون الأخشاب والأحجار لإظهار الجمال الطبيعيّ للأبنية أيضًا.

هل تستطيع العمارة الحديثة ربط الإنسان مع الطبيعة؟

اعتنى فن العمارة الحديث بربط الإنسان مع الطبيعة المُحيطة به؛ فإنّ المباني المُصمّمة وفق هذا الأسلوب احتوت على الكثير من الزجاج الذي يُمكّن الأفراد من رؤية المناظر الطبيعيّة المُحيطة به، كما تمّ استخدام الكثير من الموارد الطبيعيّة؛ مثل الخشب، في تصميم المنازل وفق الأسلوب الحديث في العمارة، وهو ما يزيد الارتباط بين الإنسان والبيئة المُحيطة أيضًا، وتمّ تزويد بعض المنازل كذلك بالشُرفات وأماكن الجلوس الخارجية، التي تسمح للفرد بالجلوس في الهواء الطلق والاطّلاع على المناظر الطبيعيّة المُحيطة به.

من هم أبرز أعلام الفن المعماري الحديث؟

برز كثيرٌ من المعماريّين في فنّ العمارة الحديثة، وتضمّ القائمة الآتية بعضًا من أبرز هؤلاء المعماريّين:

  • لو كوربوزييه: كان السويسريّ لو كوربوزييه واحدًا من المعماريّين الذين لعبوا دورًا مُهمًّا في فنّ العمارة الحديثة، وهو مؤلّف كتاب "نحو بنية جديدة"، كما أنّه مُصمّم فيلا سافوي، بالإضافة إلى تصميم وحدة السكن مرسيليا.
  • ماكسويل فراي: وُلد البريطانيّ ماكسويل فراي عام 1899 وتُوفي عام 1987، ولديه العديد من الأبنية المشهورة على التصميم المعماريّ الحديث؛ وأشهرها بيت كنسال في العاصمة البريطانيّة لندن وكلية قرية إمبينجتون في كامبريدج.
  • ويلز كواتس: يُعدّ مبنى لاون رود فلاتس (Lawn Road Flats) أشهر المباني التي صمّمها الكنديّ ويلز كواتس على الطراز الحديث، وسعى ويلز إلى صياغة المشاكل المِعماريّة الرّاهنة في وقته للعمل على إيجاد الحُلول المُناسبة لها.
  • بيرتهولد لوبيتكين: وُلد الروسيّ بيرتهولد لوبيتكين عام 1901 وتُوفّي في بدايات العقد الأخير من القرن العشرين، وهو المُصمّم لمبنى هاي بوينت ون، بالإضافة إلى مركز فينسبري الصحي ومجمع سبا غرين إيستيت السكنيّ، وكلّها في لندن.
  • دينيس لاسدون: تُوفي البريطانيّ دينيس لاسدون عام 2001 وترك العديد من الآثار المعماريّة على الطراز الحديث؛ ومنها مبنى كيلنج هاوس والمسرح الملكيّ الوطنيّ ومبنى جامعة ايست انجليا.
  • أليسون سميثسون: عملت أليسون سميثسون جنبًا إلى جنب مع بيتر سميثسون لتصميم العديد من المباني وفق الأسلوب الحديث في العمارة، وهُما بريطانيّين صمّما مدرسة سميثدون الثانوية في هونستانتون، بالإضافة إلى مبنى الإيكونوميست في لندن.
  • إرنو غولدفينغر: صمّم الهنغاري إرنو غولدفينغر كلًّا من منزل الكسندر فليمنج وبرج تريليك في العاصمة البريطانيّة لندن، وهو أحد المِعماريّين الذين لديهم أعمالٌ محوريّةٌ في الفنّ المعماري الحديث داخل بريطانيا.
  • ريتشارد روجرز: وُلد المِعماري البريطانيّ ريتشارد روجرز عام 1933 وقام بتصميم مركز جورج بومبيدو في باريس عاصمة فرنسا، بالإضافة إلى تصميم مبنى لويدز وقبة الألفية في لندن.
  • نورمان فوستر: يحمل نورمان فوستر الجنسيّة البريطانيّة، وقام بتشييد الكثير من المباني المُتميّزة في حياته؛ ومنها برج كومرتس بنك الذي كان أعلى المباني داخل أوروبا في وقته، وكذلك مطار ستانستيد الذي يُعدّ أكبر المطارات في العالم.

ما هي أبرز الأنماط المعمارية في العالم؟

شهد العالم كثيرًا من أنماط العمارة مُنذ العصور السالفة دون توقّف حتى وصلت إلى العمارة المُعاصرة في وقتنا الحالي، وتضمّ القائمة الآتية العديد من الأنماط المعماريّة المشهورة:

  • عمارة عصر النهضة: بدأ نمط عصر النهضة بالظهور في كلّ من أمريكا وأوروبا خلال القرن التاسع عشر، وشمل العديد من الأنماط الفرعيّة المُختلفة؛ ومنها الفرنسيّة الإليزابيثية واليعقوبية.
  • العمارة الفيكتوريّة: يدلّ هذا المُصطلح على نمط العمارة الذي ظهر في إنجلترا في الحقبة التي بدأت عام 1873 واستمرّت حتى عام 1901، وعُرف نمط العمارة الفيكتوريّة بهذا الاسم نسبةً إلى فيكتوريا ملكة بريطانيا.
  • العمارة الاستعماريّة: ساد نمط العمارة الاستعماريّة خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين داخل المناطق التي تعرّضت إلى الاستعمار البريطاني، ويُعدّ هذا النمط بمثابة إحياء للعمارة في الفترة الجورجيّة والفترات الاستعماريّة المُبكرة.
  • العمارة الحرفيّة: انتشر نمط العمارة الحِرفيّة في الولايات المُتحدة الأمريكيّة مُنذ بداية القرن العشرين وحتى ثلاثينيّات القرن نفسه، وهو نمط تأثّر بحركة الفنون والحرف البريطانيّة مباشرةً.
  • العمارة التيودورّية: بدأت حقبة العمارة التيودوريّة في الظهور داخل بريطانيا في القرن الخامس عشر، وانتشر هذا النمط من العمارة حتى خمسينيّات القرن السادس عشر، وتميّز بالسقوف شديدة الانحدار والمُكوّنات الخشبيّة.
  • العمارة المُعاصرة: بدأت العمارة المُعاصرة عند نهاية فترة العمارة الحديثة، واعتمد هذا النمط على كثير من التقنيات التكنولوجية الحديثة؛ مثل القطع بالليزر لإنتاج المُنحنيات، تُعدّ الاستدامة واحدةً من أبرز سمات هذا النمط المعماري.
  • نمط العمارة الزُخرفيّ: يُعرف هذا النمط في العمارة باسم آرت ديكو أيضًا، ويتميّز بالتفاصيل الهندسيّة المُزخرفة، وهو نمط انتشر في أوروبا والولايات المُتّحدة الأمريكيّة على نطاق واسع وأصبح شائعًا بعد المعرض الدولي للفنون الزخرفية والحديثة لعام 1925.
  • العمارة القوطيّة: استمرّ انتشار نمط العمارة القوطيّة منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر في كلّ من بريطانيا وأمريكا، ويتميّز بالاعتماد على القمم الزّخرفيّة وتأثيرات الألوان المُتعدّدة.
  • نمط العمارة الدوليّ: ظهر هذا النمط في كلّ من هولندا وفرنسا وألمانيا بعد انتهاء الحرب العالميّة الأولى، ثمّ صار نمطًا شائعًا في مُختلف أنحاء العالم بعد ذلك حتى سبعينيّات القرن العشرين، وتميّز باستخدام المواد الصناعيّة خفيفة الوزن.

هل توجد مهارات يتمتع بها المِعماريّ الناجح؟

توجد العديد من المهارات التي ينبغي على المعماريّ التحلّي بها وامتلاكها حتى يتمكّن من النجاح في عمله؛ ومنها التحليل للعناصر المُختلفة ومعرفة مدى تأثيرها على التصميم للمباني المُختلفة، وكذلك يجب على المعماريّ التحلّي بمهارات الاتصال المُناسبة حتى يتمكّن من إيصال وجهة نظره إلى الآخرين وشرحها بشكل مفهوم، ويجب على المعماريّين امتلاك ذوق كبير لتصميم المباني ذات المظهر الجذاب، وتُعدّ مهارات التصوّر الذهنيّ من أبرز المهارات التي ينبغي على المعماريّ امتلاكها وتطويرها أيضًا.

هل توجد كتب مُتخصّصة في فن العمارة؟

هُناك الكثير من الكُتب التي تخصّصت في فنّ العمارة، وتحتوي القائمة الآتية على بعض منها:

  • كتاب المدينة ليست جهاز حاسوب: قامت شانون كريستين ماترن بتأليف هذا الكتاب؛ لبيان ما يخسره العالم عندما يتعامل مع تخطيط المُدن الذكيّة وتصوّر المساحات الحضريّة على أنّها كأجهزة الحاسوب.
  • كتاب الأنماط المِعماريّة: تمّ تأليف كتاب الأنماط المعماريّة من قبل مارغريت فليتشر وروبي بولي، وهو دليلٌ مرسومٌ باليد لبيان الأنماط المِعماريّة المُختلفة في العالم عبر التاريخ بما فيها النمط المعماري الحديث.
  • كتاب الحداثة للجماهير: يهدف كتاب الحداثة للجماهير إلى توضيح كيفيّة تأثّر العمارة الحديثة بالجماهير والسياسات المُتقلّبة في الأرجنتين خلال القرن العشرين، وهو أحد الكُتب المؤلّفة من قبل آنا ماريا ليون.
  • كتاب الفكرة الأمريكيّة للمنزل: يضمّ كتاب الفكرة الأمريكيّة للمنزل العديد من الحوارات التي تتعلّق بالعمارة والتصميم، وهي حوارات لبعض المعماريّين البارزين؛ مثل ريتشارد ماير وكينيث فرامبتون وروبرت فينتوري.
  • كتاب العمارة الحديثة في أمريكا اللاتينية: إنّ هذا الكتاب أحد كُتب الفن الحديث في العمارة كما يظهر من اسمه، ويعتني بترتيب الحركات الرئيسيّة المعماريّة في أمريكا اللاتينيّة لقرن كامل يبدأ من عام 1903.
  • كتاب العمارة المينوسية: اعتنى مؤلّف كتاب العمارة المينوسية بدراسة فنّ العمارة عند المينوسيين، الذين استمرّت حضارتهم منذ عام 7000 ق.م وحتى عام 1100 ق.م.
  • كتاب فكّر كمعماري: قام المِعماري هال بوكس بتأليف هذا الكتاب لتوضيح أهمية التصميمات المِعماريّة الجيدة، بالإضافة إلى إزالة الغموض الذي يعتري طريقة عمليّات صنع العمارة.
  • كتاب العمارة الحديثة والمُناخ: يُعدّ هذا الكِتاب واحدًا من كُتب فن العمارة الحديث، ويعتني مؤلّفه بتوضيح مدى تأثير المُناخ على الاستراتيجيّات والأساليب التصميميّة عند المِعمارييّن، وهو كتاب مُؤلّف من قبل دانيال آي باربر.

 

اقرأ/ أيضًا:

هل الطاقة النظيفة لها أثر إيجابي على البيئة؟

هل تنسيق الأثاث مع الألوان مهم في عالم الديكور؟

هل الطاقة الشمسية للمنازل أفضل بديل عن الكهرباء؟

هل هرم زوسر المدرج هو أقدم أهرامات مصر القديمة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على