` `

هل هنالك مخاطر لإعادة استخدام قوارير الماء البلاستيكية؟

علوم
26 يناير 2022
هل هنالك مخاطر لإعادة استخدام قوارير الماء البلاستيكية؟
بعض مكوّنات البلاستيك تتسرّب إلى الأطعمة عند درجات حرارة معينة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُعتبر استخدام قوارير الماء البلاستيكية من الأمور الشائعة في معظم المنازل لأسبابٍ متنوعة؛ أهمّها انخفاض أسعارها وسهولة حملها خصوصًا عند الخروج من المنزل؛ إذ يتم استخدامها مرارًا وتكرارًا دون أدنى خوف من مخاطر ذلك بالرغم من التحذيرات الكبيرة والتوصيات التي يُطلقها الخبراء والأطباء مُحذّرين من مثل هذه الممارسات، لكن هل هذه الأخطار حقيقية وهل يمكن  تجنُّبها؟ وهل الأخطار تتعلق باستخدام البلاستيك نفسه أم بإعادة الاستخدام؟ هذا ما سنتحدث عنه في مقالنا الحالي وفق نتائج أبحاث ودراسات مؤّكدة.

هل هناك مخاطر لإعادة استخدام قوارير المياه البلاستيكية؟

نعم يوجد العديد من المخاطر التي تدعو الشركات المُصنّعة لقوارير الماء البلاستيكية بالتصريح دائمًا بأنها مُخصّصة لمرّة واحدة فقط، ناهيك عن المخاطر المتمثلة في استخدام أنواع معينة من البلاستيك لغايات الأكل والشرب ومحاذير استخدامها في حالات معينة؛ ومنها البلاستيك المُعاد تدويره؛ لأنه مُكوّن من مواد مُتحلّلة تتسرّب إلى السوائل والأطعمة، كما يجب تجنُّب استخدام البلاستيك للأطعمة والمشروبات الساخنة؛ لأن الحرارة تزيد من تسرّب هذه المواد الضارّة وبالتالي وصولها إلى الجسم، وهذا ينطبق على حرارة الشمس المباشرة؛ لذلك تكثر التحذيرات من شرب المياه الموجودة في السيارة لأنها تكون مُعرّضة لأشعة الشمس.

صورة متعلقة توضيحية

مكوّنات البلاستيك

يُعرف البلاستيك بأنه مادّة تتكوّن من سلاسل تُسمّى البوليمرات، ومن مواد كيميائية تُستخرج من الفحم والنفط؛ ومنها الإيثيلين وهو غاز عضويّ يتكوّن من الكربون والهيدروجين مُضافًا إليه مجموعةً من المواد التي تزيد من ليونته ومرونته وُتساعد على تشكيله؛ إذ يمرّ البلاستيك في مرحلتين لتصنيعه؛ هما:

  • البلمرة: وهي عملية اتحاد الجُزيّئات الصغيرة لتكوين كتلة كبيرة.
  • مرحلة التصنيع: وهي مرحلة تشكيله وإخراجه بالشكل النهائي وتقسم إلى مرحلتين؛ هما:
    • التذويب: وهي مرحلة تذويب الحبيبات في جهاز خاص يُسمّى الطارد الحلزوني.
    • التشكيل: تشكيل القوارير والعبوات البلاستيكية بواسطة الأدوات الميكانيكيّة.

ما هي أضرار قوارير المياه البلاستيكية؟

تحتوي بعض أنواع قوارير الماء البلاستيكية على مواد كيميائية ضارّة منها مادة البيوفينول (BPA)، التي تُعتبر من مُسبّبات السرطان وتؤثّر على الغُدد الصمّاء في الجسم؛ لأنها عبارة عن إستروجين صناعي يُحاكي عمل هرمون الإستروجين، وهذه المواد موجودة بكثرة في المُنتجات البلاستيكية الصلبة؛ مثل بطانات علب الطعام وغيرها من العلب البلاستيكية، تُسبّب هذه المواد مجموعةً من الاضطرابات الهرمونية خصوصًا للنساء وتجعل فرص الإصابة بسرطان الثدي أكبر، كما أن هذه المادّة تُؤثر سلبًا على نموّ دماغ الجنين؛ إذ وجدت دراسة بحثيّة أن هذه المواد تؤثر سلبًا على نمو دماغ الجنين وأن زيادته في الجسم تُعرّض النساء الحوامل لخطورة إنجاب أطفال مُصابين بفرط الحركة والاكتئاب والقلق؛ لذا يُفضّل تجنّب استخدام المواد البلاستيكية قدر الإمكان للنساء الحوامل وتجنُّب استخدامه مُطلقًا مع الطعام الساخن.

إعادة تدوير قوارير الماء البلاستيكية

لتقليل أضرار البلاستيك على البيئة يُفضّل عادةً إعادة تدويره وتحويل هذه العبوات إلى منتجات مختلفة؛ لأنّ البلاستيك يستغرق قُرابة 450 عامًا ليتحلّل بيولوجيًا في مدافن النفايات، لكن المعروف أن بعض أنواع البلاستيك لا يُمكن إعادة تدويرها فتنتهي في مقالب القمامة والمحارق مُسببةً أضرارًا مُتعددةً للبيئة البحريّة والبشر على حدٍّ سواء؛ إذ يُوصى عادةً بوضع القوارير البلاستيكية في حاويات خاصة بعد غسلها لتمكين الجهات المُختصّة من إعادة تدويرها وفق ضوابط معيّنة.

تقليل مخاطر استخدام البلاستيك

يُعتبر استخدام البلاستيك أمرًا شائعًا لا يمكن الاستغناء عنه، لكن يمكن التقليل من المخاطر المحتملة عن طريق اتباع مجموعة من النصائح والإرشادات المهمة؛ ومنها:

  • تجنُّب الطبخ في العبوات البلاستيكية المتنوعة؛ ومنها أكياس التحميص، فضلًا عن تجنُّب تعريضها للحرارة سواء في الفرن العادي أو في المايكروويف؛ لأن بعض مكوّنات البلاستيك تتسرّب إلى الأطعمة عند درجات حرارة معينة.
  • تغطية الأطعمة الساخنة بالأغطية الزجاجية والفولاذية أو المعدنية وتجنّب الأغطية البلاستيكية ما أمكن.
  • استخدام المنتجات التي تحمل الرموز 2 أو 4 أو 5 فقط، أمّا العبوات التي تحمل الرقم 7 فيجب أن يكون عليها رمز ورقة أو عبارة تدلّ على خلوّها من مادة (BPA)؛ ليكون استخدامها آمنا ولمرّة واحدة فقط أيضًا، ويُمكن تقليل مخاطر التعرّض لهذه المادة عن طريق:
    • تقليل استخدام الزجاجات البلاستيكية قدر الإمكان.
    • تقليل تناول الأطعمة المُعلّبة والحليب المُعلّب بعلب بلاستيكية خصوصًا للأطفال.
    • استخدام رضاعات الأطفال الخالية من مادّة (BPA).
    • تجنُّب استخدام الإيصالات النقديّة غير الكربونية وإعادة استخدامها؛ لأنها تنشر مادّة البيوفينول إلى المنتجات الأُخرى؛ مثل ورق التواليت والمناديل الورقيّة.
    • الانتباه إلى الرموز الموضوعة على المواد البلاستيكية وهي رموز من 1-7 كلًّا منها يدلّ على المادّة الموجودة فيها.
صورة متعلقة توضيحية

هل يمكن إعادة استخدام قوارير الماء؟ 

الزجاجات البلاستيكية تُصنّع من مجموعة من المواد والمركبات العضويّة ولها رمز إعادة تدوير يُوضع أسفلها يُحدّد نوع البلاستيك المصنوعة منه، ولمعرفة أضرار قوارير الماء البلاستيكية أو أمانها يجب فهم هذه الرموز ومعرفة دلالاتها، وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل؛ إذ تتراوح الرموز الموجودة على المواد البلاستيكية من 1-7 وتُحدِّد المواد المُستخدمة وإمكانية إعادة التدوير والاستخدام، وهذه الرموز هي:

  • #1: يعني احتوائها على البولي إيثيلين تيرفثالات (PET أو PETE)، وهو الاسم الكيميائي للبوليستر، ولا تحتوي على الفثالات بالرغم من الاسم، كما لا تحتوي على أيّ مواد مُثيرة للقلق مثل البيوفينول، في حين أنها تحتوي على كميات قليلة من الألدهيد والأنتيمون الذي يتسرّب للسوائل بفعل التعرّض للحرارة مثل الشمس؛ لذلك يُحذَّر وبشدّة من شرب الماء الموجود في السيارة؛ لأنه مليء بالأنتيمون، وهذه الزجاجات صُنعت لتُستخدم لمرّة واحدة فقط؛ إلّا إنّ إدارة الغذاء والدواء صرّحت بإمكانية استخدامها لأكثر من مرّة لكن مع ضرورة عدم تعريضها للحرارة. 
  • #2: أيّ أنها مصنوعة من البولي إيثيلين عالي الكثافة (HDPE)، وهذه المواد تُشكّل خطورةً على الحياة المائيّة وتؤثر بشكل سلبي على الغدد الصماء المُتحكّمة في الهرمونات، لكن لم يثبت أن هذه المواد تتسرّب إلى السوائل الموجودة فيها؛ لأنها تتميّز بمتانتها والقدرة على منع نموّ البكتيريا، كما أن تأثرها بالحرارة والشمس أقلّ من الأنواع الأُخرى؛ لذا فإن البلاستيك المصنوع من البولي إيثيلين يُستخدم في الزجاجات الكبيرة؛ ومنها القوارير بحجم الغالون وأباريق الحليب، لكن هذه المنتجات مُخصّصة للاستخدام مرّةً واحدةً فقط ولا يُفضّل إعادة استخدامها.
  • #7: أن القارورة مصنوعة من البولي كربونات أو رتنجات الإيبوكسي، والآمن منها يجب أن لا تحتوي على (BPA)؛ لأنه من الممكن تسرّبه إلى السائل الموجود فيه بالرغم من تصريح إدارة الغذاء والدواء بأمانه في المستويات البسيطة، لكن العديد من الخبراء يُوصون باستخدام هذا النوع بحذر وتجنُّب تعريضها للحرارة مُطلقًا، وتستخدم عادةً في القوارير الكبيرة المُخصّصة لاستيعاب 3 أو 5 غالونات، كما ترتبط العديد من اضطرابات الغدد الصمّاء بوجود مادّة البيسفينول ومنها:
    • العقم.
    • سرطان الثدي أو سرطان البروستات عند الذكور.
    • علامات البلوغ المبكر.
    • التأثير على سلوك الأطفال والإصابة بمشاكل فرط الحركة والاكتئاب.

الرموز الأُخرى

  • #3: مصنوعة من كلوريد البوليفينيل (PVC).
  • #4: تحتوي على بولي إيثيلين منخفض الكثافة (LDPE).
  • #5: تحتوي على بولي بروبلين (PP).
  • #6: تحتوي على البوليسترين (PS).

هل الزجاجات البلاستيكية آمنة لإعادة الاستخدام؟

من المعروف أن معظم المُهتمّين بالبيئة والأشخاص الآخرين يُعيدون استخدام قوارير الماء البلاستيكية أكثر من مرّة لتقليل التلوث البيئي من ناحية، وتوفير ثمن العبوات البلاستيكية من ناحية أُخرى، لكن هل إعادة استخدامها آمن بالنسبة لصحة الإنسان؟. 

الحقيقة أن إعادة الاستخدام يجب أن تكون ضمن ضوابط وشروط؛ فلا يمكن اعتبار جميع أنواع البلاستيك قابلة لإعادة الاستخدام، بل يُمكن اتباع النصائح التالية لتتمكّن من استخدام بعض أنواع البلاستيك أكثر من مرّة؛ ومن هذه النصائح:

  • اختيار القوارير القابلة لإعادة الاستخدام: عند الرغبة في استخدام القوارير أكثر من مرّة يجب اختيار أنواع معينة مصنوعة من مواد قابلة لإعادة الاستخدام؛ مثل الفولاذ أو الزجاج، أمّا القوارير البلاستيكية فيجب استخدامها مرّةً واحدةّ فقط.
  • الحذر من التلوّث البلاستيكي: بعض أنواع البلاستيك تُسبّب تسرّب المواد منها إلى السائل المُعبأ بها، وهذا يسبّب أضرارًا جسيمةً على الجسم؛ لذلك يُمكن استخدام العبوات التي تحمل الرمز 1 أو 2 بشرط اتخاذ بعض الاحتياطات، أمّا بالنسبة للرمز 7 فلا يُمكن إعادة استخدامه إلّا في حال خلوّها من مادّة (BPA)، كما يُفضّل تجنُّب استخدامها حتى لمرّة واحدة.
  • تجنُّب استخدام القوارير المخدوشة: يجب  تجنُّب استخدام القوارير المخدوشة أو التي تظهر عليها علامات التآكل والتلف؛ لأنها تسمح بتسرّب المواد إلى السائل؛ لذلك ينصح المُصنّعون والخبراء تجنُّب إعادة استخدام جميع القوارير لأكثر من مرّة.
  • تجنُّب تعريضها للحرارة: هذا ينطبق على جميع أنواع البلاستيك؛ إذ يجب تجنُّب تسخينه أو وضعه تحت أشعة الشمس المباشرة؛ لأن هذا يُسهّل تسرّب المواد الكيماوية منها. 
  • غسل القوارير جيدًا: في حال الرغبة في إعادة استخدام القوارير البلاستيكية يُفضّل غسلها جيدًا بالماء والصابون لتجنُّب نمو البكتيريا فيها.

ما هي أضرار قوارير الماء البلاستيكية؟

تتمثّل أضرار القوارير البلاستيكية في مخاطر تلويثها للبيئة إذا بقيت دون تدوير؛ إذ تتسرّب أطنان البلاستيك إلى البحار والمُحيطات مُسببةً تلوث الشِعاب المُرجانيّة والأسماك والكائنات البحريّة الأُخرى، ناهيك عن التلوّث الناتج عن تصنيع البلاستيك والسموم المُنبعثة منه التي تنتقل إلى المياه الجوفية والسطحية مُشكّلةً خطورةً على الإنسان والحيوان. كما أن القوارير البلاستيكية تنتشر في الشوارع مُسببةً تلوّثًا جماليًا وبيئيًا من نوع آخر؛ إذ إن عملية تحلُّلها تحتاج لعِدّة قرون، أمّا إحراقها فيُنتِج سمومًا مشاكلها أكبر من البلاستيك نفسه؛ لذلك فإن العديد من الدول والمنظمات تحثُّ على استبدال البلاستيك بالمواد الأُخرى الأقلّ ضررًا والمواد التي يمكن إعادة استخدامها مرّات متعددة؛ مثل الزجاج والمعدن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن تدوير المخلفات الإلكترونية؟

هل يوجد أضرار للبلاستيك على البيئة؟

هل يوجد فوائد لإعادة تدوير البلاستيك؟

هل الطاقة النظيفة لها أثر إيجابي على البيئة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على