` `

هل ظهرت رياضة تسلّق الجبال في منتصف القرن الثامن عشر؟

رياضة
30 يناير 2022
هل ظهرت رياضة تسلّق الجبال في منتصف القرن الثامن عشر؟
يُعتبر أنطوان دي فيل من أهم المُتسلّقين في السجل التاريخي (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تُعتبر رياضة تسلّق الجبال من الرياضات المُنتشرة حول العالم ولها رُوّادها ومُحبّيها في كلّ مكان؛ لأنها تُحقّق لهم شغف اكتشاف الأماكن الجديدة واستخدام مهاراتهم الجسدية المتنوعة إلى جانب فوائدها الأُخرى، وتعتبر من الرياضات الجماعية التي تقودها روح الفريق، لكن ما هو تاريخ ظهورها، وما هي صعوباتها والمعدّات المُستخدمة فيها؟ كلّ هذا سنتحدث عنه في مقالنا الحالي وفق نتائج أبحاث ودراسات مؤكّدة.

هل ظهرت رياضة تسلّق الجبال في منتصف القرن الثامن عشر؟

الإجابة نعم إذا تحدثنا عن تسلّق الجبال كرياضة؛ لأنّ ظهورها بدأ فعليًا في منتصف القرن الثامن عشر بعد اهتمام مجموعة من العلماء والفلاسفة بقمم الجبال في أوروبا، وكانت البداية عام 1786 عندما تمكّن الفرنسيّان ميشيل غابرييل باكارد وجاك بالمات من الصعود الأوّل لقمّة مون بلانك في أوروبا وهي القمة الأكثر شُهرةً، وكان هذا الإنجاز بمثابة نقطة الانطلاقة الأولى لهذه الرياضة الذي تبعه مجموعةً كبيرةً من الإنجازات في أوروبا وجبال الهملايا والعديد من القمم الجبلية الشاهقة؛ إلّا إنّ أهمية الإنجاز كانت بسبب تحقيقه بدون فؤوس أو حبال جليدية.

ازدادت شُهرة رياضة تسلّق الجبال في العصر الفيكتوري أو منتصف القرن التاسع عشر عندما وصل ألفريد ويلز إلى قمة ويتير هورن في جبال الألب عام 1854 وكتب كتابًا يتحدث فيه عن مغامراته التي سجلت تسلّق الجبال كرياضة مشروعة. وشهدت الرياضة مجموعةً من التحوّلات بعد بدء الاهتمام العالمي بها وانتشارها في مختلف الدول العالمية وتطوير المعدّات والتقنيات المُستخدمة بشكل كبير.

صورة متعلقة توضيحية

بداية تسلّق الجبال

بعض السجلات التاريخية تُشير إلى حالات تسلّق سابقة قبل القرن الثامن عشر؛ إلّا إنّها فعليًا كانت تُمارس من قبل أشخاص مُختلفين بدافع الضرورة وليس المتعة ولغايات متنوعة وغير رياضية؛ مثل بناء المذابح أو الحصول على نظرة على الريف أو لمتابعة حالة الطقس وغيرها من الطقوس الغريبة التي كانت مُنتشرةً قبل العصر الحديث، وكانت المحاولات لتحقيق مجرّد الإنجاز بسيطةً للغاية. ويُعتبر أنطوان دي فيل من أهم المُتسلّقين في السجل التاريخي، الذي قام بتسلّق جبل ابغيل في فرنسا عام 1492 وكان تسلّقه مُعقدًا لأنّه استخدم الحبال والسلالم وكانت هذه البداية الأُولى لتسلّق الجبال.

ما هي التقنيات المُستخدمة في تسلّق الجبال؟

تحتاج رياضة تسلّق الجبال لمجموعة من المهارات والقدرات المختلفة عن الرياضات الأُخرى؛ مثل الشجاعة والقوة والقدرة على التحمّل وروح المغامرة، كما أنها تُعتبر من الرياضات الجماعية التي يُقدّم فيها كلّ عضو من أعضاء الفريق الدعم لأقرانه في جميع المراحل، ويكمن الفوز الحقيقي في الوصول إلى القمة من ناحية، إضافةً إلى الوصول إلى الرضا الجسدي والروحي الناتج عن المجهود الشخصي المُكثّف الذي يبذله الأعضاء مُجتمعين من ناحية أُخرى.

يستخدم اللاعبون مجموعةً من التقنيات المُتعلّقة بالمراحل المتنوعة، التي تعتبر أهمّها وأصعبُها المشي لمسافات طويلة، وهي مرحلة تتطلّب مجموعةً من المهارات والقدرات الجسدية العالية، بعدها تتوالى المراحل المختلفة؛ ومنها تسلّق الصخور التي تعتبر أيضًا من المراحل الصعبة، أو تسلّق القمم الجليدية، وهذا يتطلب من اللاعب الموازنة بين مهاراته في المراحل المختلفة وبين قدراته العقلية والبدنية واستخدام نهج مُعيّن بين جميع المراحل؛ إذ يستخدم اللاعب في كلّ مرحلة مجموعةً من الأدوات المختلفة التي سنتحدث عنها لاحقًا.

ما هي أدوات تسلّق الجبال؟

تُعتبر الأيدي والأقدام أهم العناصر والأدوات المُستخدمة في عملية التسلّق؛ لذلك يجب أن يتحلّى المُتسلّق بقوة بدنية في أطرافه، التي يتم تنميتها بواسطة مجموعة كبيرة من التمارين الرياضية لتتمكّن من حمل جسمه بكفاءة، كما يجب أن يتحلى المتسلّق بالقدرة على التوازن لأنه معظم الوقت يكون متعلقًا بشكل أفقي على إرتفاعات شاهقة، لذلك عليه أن يتحلّى بالصبر والهدوء خلال جميع المراحل وأن يُحافظ على التواصل البصري والسمعي مع أعضاء الفريق؛ ليتمكّن من اتخاذ القرارات الصحيحة في حال وقوع المشاكل.

ويستخدم مُتسلّقو الجبال مجموعةً من الأدوات الرياضية المتنوعة والمعدّات الصناعية التي تحميهم أثناء التسلّق وُتساعدهم على الوصول للقمم المتنوعة، وهي كما يلي:

حبل تسلّق الجبال

تعتبر الحِبال من أهم أدوات التسلّق المُستخدمة في رياضة تسلّق الجبال ويتم اختيارها بحسب التقنية المُعتمدة من قبل المُتسلّق، ويمكن استخدام حبل مُنفرد أو زوج من الحبال الرفيعة، يبدأ قُطر الحبل من 7.6 مم ويصل إلى 10 مم أو أكثر، كما يستخدم المُتسلّق مرابط الحبال التي تكون بأشكال متنوعة تهدف لمنع سقوطه وحمايته أثناء التسلّق. ويستخدم الحبل بشكل أكبر في حالات النزول؛ بحيث يتم تثبيته وإمساكه بإحكام ولفّه حول جسم المُتسلّق مع الإمساك به بواسطة اليد بطريقة تُمكّنه من تغذيته بسرعة أو ببطء حسب الحاجة. ومن أهم المعايير الواجب مُراعاتها في اختيار الحبال وزنها واختيار الأقل وزنًا، كما يجب اختيار الطول المناسب لارتفاع الجبل ويبلغ طول الحبل القياسي 60 مترًا تقريبًا، لكن هذه الحبال تُستخدم عادةً لربط المُتسلّقين معًا، كما يُفضّل اختيار الحبال المُقاومة للماء؛ لأن المُتسلّق قد يعبر الجليد أحيانًا.

تُستخدم الحبال في عمليات الصعود والنزول على حدٍّ سواء، لكن استخدام الحبل لا يُمكن بدون الأدوات الأُخرى واتقان المهارات في استخدامها؛ ومن المعدّات المُهمّة مع الحبال المرساة الاصطناعية المُتصلة بالحبل، التي يتم غرسها في الصخور لتُساعد المُتسلّق على الصعود أو الهبوط، أيضًا تُستخدم معها حلقة التسلّق وهي عبارة عن حلقة معدنية مُتصلة بالمرساة يتم من خلالها تمرير الحبل ودعم قائد الفريق بمجموعة من المراسي والحلقات أثناء التسلّق؛ ليتمكّن من وضع مرساة أُخرى وإعادة الخطوات من جديد.

أدوات تسلّق الجبال الأُخرى

تُعدّ الحبال والمراسي من أهم المواد المُستخدمة في التسلّق، لكن أحيانًا تُستخدم مجموعةً أُخرى من المواد؛ أهمّها:

  • البيتون: وهو مِسمار معدني مُتصّل بحلقة في أحد الأطراف، يُستخدم للتثبيت.
  • البرغي: قضيب من المعدن يُثبّت في الصخور.
  • معدات الحماية: تعتبر هذه الرياضة محفوفةً بالمخاطر؛ لذلك يلزمها مجموعةً من أدوات الحماية؛ ومنها خوذة الرأس التي تحمي المُتسابق في حالات السقوط، إلى جانب الأحذية الخاصة، كما يُفضّل أن يحمل اللاعب أدوات إسعافات أوليّة للمساعدة في حالات السقوط البسيطة.
  • فأس الجليد: ويُستخدم في تسلّق المناطق الجليدية.

أين تتم مُمارسة رياضة التسلّق على الجبال؟

تُعتبر رياضة تسلّق الجبال من الرياضات المُمتعة التي تتطلّب مهارات جسديّة وفكريّة مُتعدّدة، كما تُعتبر من الرياضات المحفوفة بالمخاطر، تتم ممارستها في المنتزهات الوطنية والمواقع الشهيرة الجبلية أو الجليدية، لكن بعض المناطق التاريخية تحكُمها مجموعة من القوانين والأنظمة التي تمنع تسلّق الجبال فيها لأسباب مُتعدّدة؛ أهمّها الخوف من الإضرار بهذه المواقع أو تغيير معالمها بسبب استخدام معدّات تسلّق الجبال، كما يُمنع التسلّق في بعض المناسبات القومية والدينية ويتم حماية العديد من المواقع الخاصة فيها بواسطة قوانين الدولة، يتم أيضًا تنفيذ اللوائح والقوانين للحفاظ على الموارد الطبيعية والتاريخية وكذلك لحماية الكائنات البرية أيضًا وغيرها من الأهداف والأسباب التي تُقيّدها.

ما هي أنواع تسلّق الجبال؟

يُعتبر مُصطلح تسلّق الجبال مصطلحًا فضفاضًا بعض الشيء؛ لأنه يضمّ مجموعةً من الأنواع التي تنحدر تحت نفس المُسمّى ويتم فيها استخدام معدّات تسلّق الجبال الخاصة بكلّ نوع، ومن أهم هذه الأنواع:

  • التسلّق التكيّفي: هذا النوع من التسلّق يتم ممارسته من قبل الأشخاص المُصابين بإعاقات متنوعة، يستخدمون خلاله مجموعةً من الأدوات الخاصة لمساعدتهم.
  • تسلّق الصخور: وهو التسلّق المُعتمِد على الأدوات والأجهزة؛ وأهمّها الحبال التي يتم تثبيتها بالصخور وتكون إمّا ثابتة أو يُمكن إزالتها، يُمارس هذا النوع من قبل مجموعة مكوّنة من شخصين أو أكثر.
  • تسلّق جبال الألب: يُعتبر صعود جبال الألب نوع مختلف من أنواع التسلّق وهو عبارة عن مزيج من الصخور والجليد؛ ممّا يجعل المهمة أكثر صعوبة ويحتاج إلى المزيد من المهارات والقُدرات والمعدّات، كما يتطلّب مزيدًا من اليقظة والقدرة على التكيّف مع اختلاف التضاريس أثناء الصعود.
  • تسلّق الجدار الاصطناعي: يُعتبر هذا النوع من الأنواع الترفيهية؛ إذ يتم على جدار مُزوّد بمقابض للأقدام والأيدي، ويكون عادةً داخل النوادي أو المراكز المُتخصّصة، فيما يكون أحيانًا في الهواء الطلق.
  • تسلّق الجدران العملاقة: يتطلّب هذا النوع مهارات متنوعة؛ إذ يتسلّق اللاعب مسارات طويلة تستغرق عِدّة ساعات وقد يضطر إلى النوم داخل الخيم أو الحواف.
  • التسلّق التدريبي: يُستخدم هذا النوع لتدريب المتسلقين على منحدرات صغيرة ومسارات منخفضة باستخدام معدّات بسيطة؛ أهمّها معدّات الحماية.
  • تسلّق الجليد: هذا التسلّق يحدث في التكوينات الجليدية المائلة؛ مثل الشلالات أو الأنهار المُتجمّدة، كما يحتاج إلى معدّات خاصة لا تُستخدم في الأنواع الأُخرى.
  • تسلّق الجبال: وهو النوع الذي يكون هدفه الوصول إلى قمم الجبال والانتقال ضمن تضاريس متنوّعة؛ إذ تتكوّن بعض الجبال من عِدّة تضاريس تنتقل بين الجليد والصخور والجبال والأنهار الجليدية، عندها يحتاج المتسلّق إلى معدّات أكثر تُناسب جميع المراحل.
  • رياضة التسلّق: تستخدم حبل بطول واحد ومراسٍ ثابتة للحماية.
  • التسلّق التقليدي: وهو النوع الذي يستخدم فيه المُتسلّقون معدّات تُثبّت في الصخر وتكون قابلة للإزالة؛ إذ يعمل المُتسلّق على وضع معدّات قابلة للإزالة يُزيلها المتسابق اللاحق، وهذا يُقلّل من الضرر الحاصل على الصخور.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل التخسيس من فوائد رقص الزومبا؟

هل تمارين العجلة للبطن مفيدة بالفعل؟

هل تمارين البطن المسطح مفيدة للتخلص من الكرش؟

هل رياضة ركوب الأمواج أقدم رياضة في الولايات المتحدة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على