` `

هل يمكن علاج سلس البراز عند الأطفال نهائيًا؟

صحة
6 فبراير 2022
هل يمكن علاج سلس البراز عند الأطفال نهائيًا؟
بعض الأطفال يحتاجون إلى عمليات خاصة بتصحيح التشوّه الشرجي (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

سلس البراز عند الأطفال هو حالة مرضيّة تحدث عندما يعجز الطفل عن التحكّم في حركة الأمعاء؛ ممّا يُسبب تسرّب البراز بطريقة غير منتظمة. وتُعتبر هذه الحالة من الحالات التي يُمكن علاجها بطرق عِدّة ولا تُعتبر خطيرةً، لكنها تؤثر على نوعية الحياة وتُسبّب الإحراج للطفل في معظم الأوقات، كما أنها تُصيب كبار السن أيضًا وتسبّب لهم مشاكل متنوعةً أهمّها العُزلة الاجتماعية. لكن ما هي طرق علاج سلس البراز المتوفرة، وهل يُمكن العلاج عن طريق الأعشاب؟ كل هذا سنتحدث عنه في مقالنا وفق نتائج أبحاث ودراسات مُؤكّدة.

هل يمكن علاج سلس البراز عند الأطفال نهائيًا؟

الحقيقة نعم يمكن علاج سلس البراز عن طريق استخدام مجموعة من العلاجات، التي يُمكن الاختيار من بينها بحسب الأسباب وحالة الطفل؛ لكن أولاً يجب تشخيص الحالة المَرضيّة للطفل للتأكّد من عدم وجود حالة مرضية أو عضوية؛ عندها يتم العلاج عن طريق التدريب السلوكي أو الأعشاب أو تغيير بعض السلوكيّات في نمط الحياة، كما يُمكن الخضوع للعلاج بالأدوية أو العمليات الجراحية، خاصة في حال وجود حالة مَرضيّة مُعيّنة.

صورة متعلقة توضيحية

حالات تزيد من سلس البراز عند الأطفال

يُصاب بعض الأطفال بسلس البراز أكثر من غيرهم، كما يُمكن أن تزداد الأمور صعوبةً نتيجةً للأسباب التالية:

  • استخدام بعض الأدوية المُسبّبة للإمساك؛ ومنها علاجات السعال.
  • الإصابة بالأمراض العصبية ومنها فرط النشاط أو اضطراب نقص الانتباه.
  • الإصابة بطيّف التوحّد.
  • القلق والاكتئاب الناتج عن الصراعات العائلية.

ما هي أعراض سلس البراز عند الأطفال؟

يُعاني الأطفال المُصابين بسلس البراز من مجموعة من الأعراض المُصاحبة له؛ ومن أهمها:

  • ضعف الشهية.
  • ألم مزمن في البطن.
  • الخوف والاضطراب والخجل.
  • إمساك مزمن يُسبب تكدّس البراز في القولون، كما يُسبّب ألمًا شديدًا عند الذهاب إلى الحمام ممّا يزيد الأمور سوءًا.
  • ظهور دم في البراز أو آثار على ورق التواليت.

ما هي أسباب عدم التحكّم في البراز عند الأطفال؟

يحدث سلس البراز عند الأطفال نتيجة مجموعة من الأسباب؛ منها:

  • الإمساك: تُعتبر مشكلة الإمساك شائعةً عند الأطفال وتُسبّب سلس البراز؛ لأن الإمساك المُزمن يزيد صلابة البراز ويجعل خروجه من الجسم أصعب؛ وبالتالي فإن الطفل يتجنّب التوجّه إلى الحمّام بسبب الألم، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم البراز في المستقيم، عندها يبدأ القولون بالتمدّد بسبب كثرة البراز، وبالتالي تتأثر النهايات العصبية في منطقة الشرج فينتج عنها خروج البراز لا إراديًا، أو تسرّب البراز السائل وفيضانه حول البراز الصلب، وهذا الإمساك ينتج عن مجموعة متنوعة من الأسباب؛ أهمها:
    • الخوف من استخدام للمرحاض: وهذه الحالة تُصيب الأطفال عند التوجّه إلى المدرسة واختلاف شكل الحمام، أو عند الخروج من المنزل لفترات طويلة.
    • تناول كميات قليلة من الألياف: لأن الأطفال عادةً يعتمدون على الوجبات السريعة والحلويات ولا يفضلون الأطعمة الصحية الغنيّة بالألياف.
    • الحساسية تجاه منتجات الألبان: بعض الأطفال مُعرّضون للإصابة بالتحسّس تجاه منتجات الألبان؛ بسبب وجود اللاكتوز.
    • زيادة الدهون والسكريات: حيث تؤدي زيادة الدهون والسكريات في نظام الطفل الغذائي إلى الإصابة بالإمساك.
    • تقليل شرب السوائل: بعض الأطفال يُصابون بالإمساك وبالتالي سلس البراز نتيجة شرب كميّات قليلة من الماء.
    • انشغال الطفل: يُصاب الأطفال أحيانًا بالإمساك نتيجة انشغالهم ورفضهم الذهاب إلى الحمام؛ ممّا يُسبب تأخرًا في حركة الأمعاء.
    • قلّة النشاط البدني: يُصاب بعض الأطفال بالإمساك نتيجة قِلّة نشاطهم البدني وقِلّة ممارسة الرياضة.

أسباب سلس البراز عند الأطفال الأُخرى

  • مشكلة جسدية في القولون: بعض الأطفال يُصابون بأمراض في القولون تتمثّل في بطء حركة البراز فيها، وهذا مرض يسمى قصور القولون الذاتي.
  • الإجهاد العاطفي: أحيانًا يحدث سلس البراز عند الأطفال نتيجة بعض المشاكل العاطفية والإجهاد؛ ومن أسباب هذا الإجهاد:
    • تعلّم استخدام المرحاض في وقت مبكر.
    • التغيّرات العاطفية في حياة الطفل؛ مثل الانتقال إلى منزل جديد أو التوجّه إلى المدرسة.
    • بعض الأطفال يُصابون بسلس البراز نتيجة تعرّضهم لضغوطات نفسية، أو مشاكل عائلية بين الأب والأم، أو الانتقال إلى مدرسة جديدة، أو نتيجة اختلاف المرحاض عليه.
  • خلل في العضلات العاصرة: بعض الأطفال مُصابون بخلل خُلقي في وظيفة العضلات الإرادية؛ بسبب الضعف الناتج عن تشوّهات في منطقة الشرج؛ مثل انغلاق فتحة الشرج أو مشاكل معينة في العمود الفقري تسبّب الإمساك المزمن، عندها يحدث لديهم خللًا في وظيفتها الطبيعية، وهي التحكّم في إخراج البراز من الجسم؛ إذ يستطيع الأطفال التحكّم في هذه العضلات وارتخائها عند التوجّه إلى الحمام أو شدّها لحمل البراز.
  • خلل في الإحساس: وهو الإحساس الذي تنتجه القناة الشرجية للتحكّم في العضلة العاصرة عن طريق إرسال إشارات للدماغ، لكن بعض الحالات المرضيّة تسبّب ضعف هذا الإحساس في القناة الشرجية؛ مثل التشوّهات الشرجية أو أمراض العمود الفقري أو مرض هيرشسبرونغ.
  • أنواع معينة من مشاكل العمود الفقري: ويُذكر أهمّها في النقاط التالية:
    • سرعة حركة الأمعاء: بعض مشكلات الأمعاء تحدث بسبب سرعة اندفاع البراز في القولون قبل وصوله إلى العضلات العاصرة.
    • بطء حركة الأمعاء: بعض حالات البطء في حركة القولون تُسبّب تجمّع البراز في المستقيم لفترات طويلة دون الإحساس بالامتلاء، يكون ذلك نتيجة كبر حجمه لديهم وبالتالي يصابون بالإمساك الشديد، ثم التلوّث بسبب فيضان البراز، وهذه الحالات عادةً غير معروفة السبب وغير ناتجة عن مشاكل عضوية وتشوّهات.

هل يوجد أنواع لسلس البراز عند الأطفال؟

يجب التفريق بين أنواع سلس البراز والحالات التي تحتاج لعلاج والحالات الأُخرى التي لا تُعتبر حالات حرجة، وهذه الأنواع هي:

  • سلس البراز الحقيقي: وهو النوع الذي يحدث عند الأطفال المُصابين بأمراض تعطّل أو بُطء التحكّم في الأمعاء وتمنع أجسامهم من تطوير هياكل الأمعاء، وهذه الحالات تُسبب بطئًا أو سرعةً في الأمعاء، ومن هذه الأمراض:
    • التشوّهات الشرجية.
    • مرض هيرشسبرينج.
    • مشاكل العمود الفقري.
  • سلس البراز الكاذب: يحدث هذا النوع عند الأطفال غير المُصابين بأمراض عضوية، الذين تدرّبوا على استخدام المرحاض حديثًا ثم أصيبوا بإمساك مزمن يسبّب ندرة البراز، وهذا يحدث بسبب التشوّهات الشرجية أو لأسبابٍ أُخرى؛ ممّا يمنعهم من التحكّم الصحيح في البراز مُسببًا تسرّبه دون وعيهم، وفي هذه الحالة يجب علاج الإمساك أولًا للتخلّص من مشكلة سلس البراز.

أهم طرق العلاج

عملية علاج سلس البراز تختلف فعليًا من طفل لآخر؛ إذ تعتمد طُرق العلاج على السبب الفعليّ للمشكلة، وفي بعض الحالات يمكن علاجها تمامًا عن طريق بعض الأدوية والإجراءات أو التدخل الطبيّ، ومن أهم طُرق العلاج يُذكر ما يلي: 

  • اتباع حمية معينة: إذا كان سبب البراز ناتجًا عن طبيعة النظام الغذائي للطفل فيمكن اتباع حمية غنيّة بالألياف الصحيّة؛ مثل الخضار والفواكه وتقليل السكريات والدهون، كما يجب مراقبة الطفل لمعرفة أسباب إصابته بالإمساك وتجنّب الأطعمة المُسبّبة لذلك؛ ومن هذه الأطعمة:
    • الموز.
    • منتجات الألبان.
    • منتجات القمح وتشمل الخبز الأبيض والمعكرونة البيضاء.
    • الأطعمة الدهنيّة والمقليّة.
    • السكر.
    • الأرز.
    • البروتينات وتشمل اللحوم والدجاج والأسماك.
  • العلاج عن طريق الأدوية: يكون العلاج غير الجراحي هو الخيار الأول دائمًا؛ لتقليل أعراض السلس البرازي عن طريق الأدوية والعلاجات المُضادة للإسهال، التي تُبطئ حركة الأمعاء وتزيد امتصاص السوائل فيها؛ كما تُساعد هذه العلاجات في زيادة ضغط العضلة العاصرة الشرجية لكن نتائجها لا تُعتبر دائمًا مرضيّة. ويُمكن إعطاء الطفل مجموعةً من الأدوية التي تعمل على تقليل الإمساك وتخفيف أعراضه، أو لإبطاء حركة القولون أو تسريعها مع مُراعاة مُراقبة الطفل لتحديد الجرعة المناسبة.
  • العلاج بتقنيات تحفيز العصب: في الحالات الحرجة وفي حال فشل العلاج بالأدوية يمكن اللجوء إلى تقنيات تحفيز العصب العجزي، التي تُحفّز بدورها منطقة الشرج والمثانة.
  • الحُقن الشرجية: يُمكن العلاج عن طريق الحُقن الشرجية التي تعمل على تنظيف الأمعاء وتفريغ القولون ومنع الإمساك، وهذا يُعتبر علاجًا ناجحًا في كثير من الحالات ويتم عن طريق إدخال أنبوب في المستقيم يحتوي على محلول خاص من الماء والملح لطرد البراز، ويتم إدخاله عن طريق المستقيم أو عن طريق إجراء عملية جراحية تسمح بإدخال الحُقنة الشرجية من أعلى القولون.
  • الجراحة: بعض الأطفال يحتاجون إلى عمليات خاصة بتصحيح التشوّه الشرجي وقد يحتاجون لإعادتها مرّات أُخرى، كما يمكن العلاج عن طريق تقنية تحفيز العصب العجزي التي تلغي الحاجة إلى الحُقن الشرجية، التي يتم فيها استخدام جهاز يرسل إشارات كهربائية تساعد في تعديل الأعصاب المُتحكّمة في منطقة الشرج.
  • علاج التبرّز اللاإرادي عند الأطفال بالأعشاب: يمكن علاج بعض حالات التبرّز اللاإرادي عن طريق تناول بعض الأعشاب المتنوعة، التي تقلّل من حالات الإمساك أو الإسهال وتنظّم حركة الأمعاء؛ وذلك عن طريق إدخال النخالة والقمح الكامل للنظام الغذائي وبعض الأعشاب المُليّنة.

هل يمكن علاج سلس البراز عند الأطفال بالأعشاب؟

إذا كان سبب سلس البراز عند الأطفال هو الإمساك؛ فيمكن علاجه عن طريق الأعشاب، أمّا في حال كان السبب أحد العيوب والتشوّهات الخُلقية فلا يُمكن العلاج عن طريق الأعشاب أبدًا، بل يجب العلاج عن طريق الأدوية أو التدخل الجراحي، كما أن بعض حالات الإمساك المُستعصية لا يمكن علاجها عن طريق الأعشاب. فيما يلي مجموعة من أهم الأعشاب المُستخدمة في العلاج:

  • شاي الهندباء: يمكن تناوله على شكل شاي لتقليل أعراض الإمساك؛ بالرغم من استخدامه بشكل أكبر لتقليل احتباس السوائل.
  • شاي النعناع: يعتبر النعناع من الأعشاب المُستخدمة بكثرة في تقليل أعراض الإمساك وتليين الأمعاء.
  • الشاي الأخضر: يستخدم الشاي الأخضر في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي والتقليل من أعراض الإسهال والإمساك.
  • كارا ساجرادا: وهو مُليّن عشبي يُستخلص من لحاء شجرة النبق يعمل على تهيج القولون؛ ليعزّز حركة الأمعاء، لكن هذا المُستخلص يُستخدم لفترات قصيرة فقط؛ لأنه يسبّب خللًا في الكهارل، كما يسبّب إصابات ومشاكل في الكبد.
  • السيلينيوم: وهو نبات مُليّن يُستخدم لعلاج حالات الإمساك المزمن؛ إلّا إن له بعض الآثار الجانبيّة المُتمثلة في ردود الفعل التحسسيّة وألم المعدة والغثيان والتقيؤ.
  • الرواند: يمكن استخدامه لفترات قصيرة في علاج الإمساك؛ إلّا إنّ دراسة نُشرت مُسبقًا أشارت أن له تأثيرًا مُضادًّا للإسهال؛ لذلك لا يمكن استخدامه لفترات طويلة.
  • الزلق الدردار: تُعتبر من العلاجات العُشبيّة الفعّالة في علاج الإمساك على مرّ السنين؛ لأنها تُحفّز الأعصاب في الجهاز الهضمي مُسببةً إنتاج مادة مُخاطيّة تقلّل من الإمساك وتُسهّل خروج البراز، لكن استخدامها على المدى الطويل يُقلّل امتصاص بعض الأدوية والمواد الغذائية.

 

اقرأ/ أيضًا:

هل الإمساك يسبب ألم أسفل الظهر فعلّا؟

هل يمكن علاج التهاب المسالك البولية عند النساء؟

هل يوجد أسباب للشعور بالرغبة في التبول بعد التبول؟

هل استخدام مدرّات البول من أسباب كثرة التبول المفاجئ؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على