` `

هل يوجد فرق بين المقدمة والخاتمة في البحث العلمي؟

ثقافة وفن
3 مارس 2022
هل يوجد فرق بين المقدمة والخاتمة في البحث العلمي؟
تتم كتابة المُقدمة والخاتمة في البحث العلمي ليعرف القارئ نتائج البحث (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يهدف هذا المقال إلى بيان الفرق بين المقدمة والخاتمة في البحث العلمي، بالإضافة إلى تحديد نوعية الأسئلة التي تُجيب عنها هذه العناصر في الأوراق البحثيّة، ويتطرّق المقال كذلك إلى بعض الخُطوات التي ينبغي إجراؤها قبل البدء بكتابة المُقدمة مع تزويد القارئ بأبرز العناصر التي تحتوي عليها الأبحاث العلميّة، ذلك إلى جانب توضيح الخُطوط العريضة لمراجعة الأوراق البحثيّة بعد الانتهاء من كتابتها.

هل يوجد فرق بين المقدمة والخاتمة في البحث العلمي؟

لا شك بأن هناك فرقًا كبيرًا بين المُقدمة والخاتمة في البحث العلمي؛ فإن المُقدمة تُكتب ليتصوّر القارئ ما تدرسه الورقة البحثيّة وتهدف إلى معرفة نتائجه بعد إجراء الدراسة وتحليل البيانات المتوفرة وفق أساليب ومناهج البحث المعروفة، بينما تُقدم الخاتمة خُلاصة ما وصل إليه الباحث بعد الانتهاء من دراسة موضوع البحث ومعرفة النتائج، وبهذا يظهر الفرق بين المقدمة والخاتمة.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي نصائح كتابة المقدمة والخاتمة في البحث العلمي؟

توجد الكثير من النصائح التي ينبغي اتباعها عند كتابة المُقدمة والخاتمة في البحث العلمي؛ لضمان المُحافظة على جودة البحث وصياغته بالطريقة الصحيحة، وفيما يأتي قائمة بأبرز نصائح كتابة المُقدمة والخاتمة:

  • نصائح كتابة المُقدمة:
    • تجنّب استغراق الكثير من الوقت: على الباحث تجنّب استغراق كثيرٍ من الوقت أثناء كتابة مُقدمة البحث العلمي أو الورقة البحثية، والاستفادة من الوقت في التخطيط وكتابة جسم الرسالة وموضوعها وإجراء التحليلات.
    • تأخير كتابة المُقدمة: من الجيد تأخير كتابة المُقدمة حتى الانتهاء من الدراسة بشكل كامل؛ كيّ لا يضطر الباحث إلى إجراء كثير من التعديلات على مُقدمة بحثه حتى تتوافق مع النتائج إذا كتبها في البداية.
    • عدم الإطالة في المُقدمة: يمكن أن تُكتب المُقدمة في نصف صفحة أو ثلاثة أرباع الصفحة فحسب، مع جعلها فقرةً واحدةً مُفيدةً، ويمكن الإطالة في المُقدمة عند الحاجة إلى ذلك فقط.
  • نصائح كتابة الخاتمة:
    • تلخيص النتائج بطريقة مُناسبة: على الباحث تلخيص النتائج عند كتابة الخاتمة؛ وذلك بالشكل الذي يُمكّن القارئ من الربط بين النتائج والأدلّة والدراسات التي تمّ إجراؤها في البحث.
    • التفكير النقدي: لا يقتصر التفكير النقدي في البحث العلمي على الدراسات والتحليلات فحسب؛ وإنّما يستمر حتى مع كتابة النتائج والانتهاء إلى الخاتمة؛ لذلك فإنه من الجيد التفكير في أهمية النتيجة وتزويد القارئ بها عند كتابة الخاتمة.
    • اختيار الجُملة الأخيرة بعناية: يمكن للباحث اختيار الجُملة الأخيرة من البحث العلمي بعناية؛ حتى يترك للقارئ شيئًا يفكر فيه مع كونه شيئًا مفهومًا يُساعد في استيعاب ما كُتب في الورقة البحثيّة.

ما الخطوات التي تسبق كتابة المقدمة والعرض والخاتمة؟

هُناك الكثير من الخطوات التي ينبغي على الباحث اتخاذها قبل البدء بكتابة المُقدمة والخاتمة وكتابة جسد البحث العلمي وعرض تفاصيله، ومنها الخطوات الآتية:

  • تحديد أهداف الدراسة: ينبغي على الكاتب أن يعرف الأهداف التي يريد الوصول إليها من دراسته، بالإضافة إلى تحديد عدد صفحات البحث وعدد المشاكل المطلوب حلُّها.
  • تحديد موضوع البحث: في البداية ينبغي تحديد الموضوع المُناسب لإجراء الدراسة وتقديم الورقة البحثيّة، وتُعد هذه الخطوة أصعب خطوات البحث العلمي التي تسبق البدء بالكتابة.
  • إجراء بحث أولي عن المعلومات: على الباحث إجراء بحث أوليّ عن المعلومات التي تتعلّق بموضوع البحث بعد اختياره للموضوع؛ ذلك للتأكّد من توافر المعلومات، ويمكن القيام ببعض التعديلات على الموضوع الأساسي بعد البحث الأوليّ.
  • اختيار مواد البحث: يتم اختيار مواد البحث من خلال مصادرها المُعتمدة حسب الموضوع؛ منها الكُتب والمجلات والصُحف، ويمكن الاستعانة بمُحركات البحث عبر شبكة الإنترنت للوصول إلى هذه المواد.
  • تقييم مصادر البحث: لا بُدّ من تقييم جميع المصادر، التي يرغب الباحث بالاعتماد عليها بعد الانتهاء من اختيار المواد والعثور على مصادر مُناسبة، ويعتمد تقييم المصدر على دِقّة المعلومات وجودتها.
  • تدوين الملاحظات: يجب تدوين جميع الملاحظات حول المصادر التي تمّ اختيارها، بالإضافة إلى كتابة كافة المعلومات المهمة التي وصل إليها الباحث قبل البدء بكتابة ورقته البحثيّة؛ بما فيها الأفكار التي تطرأ على ذهن الباحث.

ما الأسئلة التي تجيب عنها المقدمة والخاتمة في البحث العلمي؟

يظهر الفرق بين المُقدمة والخاتمة على نحوٍ واضح من خلال الأسئلة التي تجيبان عنها؛ إذ إن مُقدمة البحث العلمي تُجيب عن الأسئلة التي تتعلّق بما يمكن للقارئ أن يصل إليه عند الانتهاء من قراءة البحث؛ بما في ذلك الأسئلة حول موضوع البحث والمشكلة التي يهدف إلى حلّها، أو الموضوع الذي يتطلّع البحث إلى معرفة أيّ من التفاصيل المرتبطة به، في حين تُجيب الخاتمة عن الأسئلة التي تتعلّق بنتيجة البحث العلمي الذي تمّ إجراؤه وتحتوي على خلاصة ما وصل إليه الباحث؛ بما في ذلك التوصيات وغيرها.

كيف يمكن تنظيم التقويم عند كتابة البحث العلمي؟

يهدف التقويم إلى مُساعدة الباحث في تحقيق الأهداف التي يطمح إليها بنجاح خلال فترة زمنية مُحدّدة، ويُمكن للباحثين تنظيم التقويم لإجراء البحث العلمي من خلال الإرشادات الآتية:

  • مُراجعة المكتوب: تنبغي مُراجعة المكتوب من الأوراق البحثيّة عند نهاية كلّ أسبوع من الأسابيع؛ للتحقّق منها ومعرفة ما وصل إليه الكاتب، بالإضافة إلى المُساعدة في معرفة ما الذي يجب كتابته في الأسبوع التالي.
  • التخطيط في بداية الأسبوع: من الأفضل للباحث وضع خطة في نفس اليوم من كلّ أسبوع؛ لتحديد الجدول الزمني المُناسب ووضع الخطة التي تساعد في مُتابعة البحث بشكل جيّد، مع تحديد الوقت الذي ينبغي استغراقه في البحث.
  • إجراء التعديلات حسب الحاجة: يحتاج الباحث أحيانًا إلى مزيد من الوقت ليُنهي البحث العلمي؛ لذلك فإنه ينبغي التعديل على عدد الساعات في الخطة الأسبوعية حتى تتناغم مع الوقت المطلوب، إلى جانب ضمان عدم التأخّر في كتابة البحث.
  • التخطيط عند نهاية اليوم: من الأفضل أن يقوم الباحث بوضع خطة للأعمال التي يريد الانتهاء منها في اليوم التالي؛ ذلك لأن التخطيط اليومي المُسبق يجعل من الباحث أكثر إنتاجية عند الاستيقاظ في اليوم التالي.

هل يجب ذكر المقدمة والخاتمة في البحث العلمي؟

عادةً ما تتم كتابة المُقدمة والخاتمة في البحث العلمي ليعرف القارئ نتائج البحث وموضوعاته؛ إلّا إنّه لا يجب على الباحث ذكر مُقدمة وخاتمة في جميع الأوراق البحثيّة؛ فإن هناك كثيرًا من الأوراق التي لا تحتاج المُقدمة والخاتمة؛ مثل الببليوغرافيا المشروحة، كما أن أساليب عرض المُقدمة والخاتمة وطولهما يعتمدان على موضوع البحث وعدد الدراسات والتحليلات التي اعتمد عليها.

ما هي أبرز المشاكل في خاتمة البحث العلمي؟

تحتوي القائمة التالية على العديد من المشاكل البارزة في خاتمة البحث العلمي:

  • الصورة المعكوسة: تُعرف هذه المشكلة بأنها قيام الباحث بتكرار مُحتويات الأطروحة، ثم تلخيص نتائجها كما هي دون أيّ زيادات مُفيدة للقارئ؛ حتى تظهر الخاتمة بأسلوب مُملّ وتقليدي.
  • إضافة المُلخص بلا حاجة: عادةً ما تحتاج الأوراق البحثيّة الطويلة إلى المُلخص فحسب، وأمّا غيرها من أوراق البحث العلمي فلا تحتاج إلى إضافة مُلخص طويل؛ إلّا إنّه يُمكن تلخيص نقاطها الرئيسية بشكل مُوجز خلافًا لمُلخص الأوراق البحثيّة الطويلة.
  • الإبلاغ غير الضروري: تنتهي بعض الأوراق البحثيّة بأسلوب إبلاغ لا حاجة إليه ضمن البحث العلمي؛ ومن ذلك قول الكاتب "وفي الختام أقول"، أو قوله "وفي الختام دعني أقول".
  • ذكر حقائق بديهية: تحتوي خاتمة الأوراق البحثيّة أحيانًا على حقائق بديهية لا تحتاج إلى أيّ استنتاج، وهي من المشاكل البارزة؛ ومن ذلك قول الباحث "وأما بالنسبة إلى المستقبل؛ فإن الوقت سيخبرنا بذلك".

هل عناصر البحث العلمي نفسها في جميع الأوراق البحثية؟

ليست عناصر البحث العلمي واحدة في كافة الأوراق البحثيّة؛ وإنّما تختلف العناصر بناءً على العَديد من العوامل؛ بما في ذلك المُقدمة والخاتمة، وتضم القائمة التالية أبرز العناصر التي تشتمل عليها أوراق البحث العلمي عادةً:

  • المُقدمة والخاتمة: بالرغم من الفرق بين المُقدمة والخاتمة؛ إلّا إنّهما من العناصر التي تشتمل عليها مُعظم الأوراق البحثيّة؛ للتعريف المُوجز بأهداف البحث في البداية وتقديم مُلخص مُوجز عن النتائج في النهاية.
  • العنوان والغلاف: كثيرًا ما يتم تزويد أوراق البحث العلمي بورقة غلاف تحتوي على عنوان الورقة البحثيّة، بالإضافة إلى اسم المؤلف أو المؤلفين وعنوان البريد الإلكتروني وتاريخ نشر البحث العلمي.
  • المُلخص: إن المُلخص يُناسب الأوراق البحثيّة الطويلة المُعقدة بشكل أساسي حسب موقع كلية بوسطن الأمريكية، ومن الأفضل أن لا يزيد المُلخص عن صفحة واحدة يعرض فيها الباحث جوهر البحث وموضوعه الرئيسي ونتائجه وأهميته.
  • توصيف حدود الدراسة: في هذا الجزء من البحث العلمي يذكر الباحث الحدود التي التزمها أثناء إجراء البحث العلمي؛ بما في ذلك الوقت والعُمر والجنس والنطاق الجغرافي لعيّنة الدراسة وغير ذلك من الحدود الأُخرى.
  • المنهجيّة البحثيّة: يمكن الاعتماد على هذا الجزء في الورقة البحثيّة؛ لبيان منهجيّة الباحث في إجراء الدراسة والتحليلات؛ ومن ذلك توصيف نوع البيانات التي تمّ الاعتماد عليها وطريقة جمع البيانات ومدى استخدام أيٍّ من الأرشيفات أو المكتبات في جمع البيانات.
  • الملاحق: تهدف الملاحق بشكل أساسي إلى توسيع فهم القارئ؛ إلّا إنّها لا تُناسب الجزء الرئيسي من موضوع البحث؛ ومنها المُخططات والجداول والاستبيانات المُطوّلة التي لا تحتاج إليها الدراسة حاجة أساسيّة.

كيف يمكن مراجعة ورقة البحث العلمي؟

ينبغي على الباحث مُراجعة الأوراق البحثيّة بعد الانتهاء من كتابتها بشكل كامل حتى يتحقّق من عدم وجود أيّة أخطاء، وتتم المراجعة عن طريق التأكّد من الترابط المنطقي للمُقدمة ومدى فعالية النقاشات وعُمقها في جسم البحث، بالإضافة إلى التحقّق من فعالية الخاتمة ودلالتها على النتائج، كذلك يجب النظر في تسلسل الأفكار وبُنية الجُمل والكلمات والتأكّد من اختيار الكلمات العلمية المناسبة التي يحتاجها البحث، مع الحرص على التوثيق الجيد لجميع المعلومات وبيان مصادرها ومراجعها وتوضيح ما اقتبسه الباحث من غيره.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل هنالك أقسام للشعر الجاهلي؟

هل يوجد تاريخ لشجرة عيد الميلاد؟

هل يوجد أهمية لتعلّم مهارات التفكير العلمي؟

هل الجاحظ من مؤسسي علم البلاغة في اللغة العربية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على