` `

هل توجد طُرق مضمونة للتعامل مع الطفل العنيد؟

صحة
6 مارس 2022
هل توجد طُرق مضمونة للتعامل مع الطفل العنيد؟
على الأبوين التغاضي عن مُعاندة الطفل وعدم التركيز عليها (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُساعد هذا المقال الوالِدان في معرفة الكثير من أساليب التعامل مع الطفل العنيد للتخلّص من صِفة العِناد، مع بيان طريقة التعامل مع الأطفال العنيدين عند تعرضهم إلى نوبات الغضب أيضًا، ذلك إلى جانب تزويد القارئ بعِدّة من العلامات والصِفات التي تدلّ على أن الطفل عنيد، ويتطرّق المقال إلى الأسباب التي تؤدي إلى ترك استماع الطفل لأبويه مع بعض الطرق للتعامل مع هذه المشكلة.

هل توجد طُرق مضمونة للتعامل مع الطفل العنيد؟

هناك عِدّة طُرق يستطيع الأبوان اتباعها للتعامل مع الأطفال الذي يتمتعون بصفة العِناد وتحسين استجابة الطفل لأبويه، أو التقليل من آثار العِناد في مُختلف المراحل العُمرية للأطفال؛ بما في ذلك مرحلة المُراهقة، التي تستمر بين سن 8-12 عامًا وتُعد واحدة من أصعب المراحل العُمرية التي يمرُّ بها الفرد في حياته؛ ذلك لأنها تشهد كثيرًا من التغيّرات على الصعيد النفسي والجسدي، ويمكن أن يظهر العِناد عند الطفل خلال هذه المرحلة بسبب التغيّرات المذكورة.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي كيفية التعامل مع الطفل العنيد؟

تحتوي القائمة التالية على العديد من الإرشادات التي تُساعد في التعامل مع الطفل العنيد:

  • توفير عِدّة خيارات: يستطيع الوالدان تحديد بعض الخيارات، التي يستطيع الطفل العنيد التخيّر بينها وعدم إلزامهم بخيار واحد؛ حتى يشعر الطفل بمزيد من الراحة والحُريّة ويتجنّب الأبوان أيًّا من حالات المُعاندة مع الحرص على عدم توفير أكثر من خيارين.
  • التغاضي عن بعض المواقف: على الأبوين التغاضي عن مُعاندة الطفل وعدم التركيز عليها؛ إذا كان القضايا التي يُعاند فيها من القضايا غير المُهمّة؛ وذلك مثل السماح للطفل بارتداء ملابسه بنفسه عندما يكون هناك مُتسعٌ من الوقت وعدم معارضته.
  • عدم الرضوخ إلى الطفل: يجب على الأبوين المُحافظة على مواقفهم وتجنّب الرضوخ إلى مطالب الطفل لأيّ سببٍ من الأسباب؛ فإن هذا السلوك يزيد من عِناد الطفل في المرّات القادمة للحصول على ما يطلبه.
  • وضع الحدود للطفل: من الجيّد وضع الحدود للعديد من الأنشطة التي يمارسها الأطفال؛ حتى يتعلّم الطفل الالتزام ويتجنّب العناد؛ ذلك مثل تحديد وقت للجلوس أمام شاشة الحاسوب، أو منع الطفل من الإمساك بالهاتف عند الجلوس على مائدة الطعام.
  • عدم مُعارضة الطفل كثيرًا: على الرغم من ضرورة مُعارضة الطفل ومنعه من القيام ببعض التصرفات؛ إلّا إنّه ينبغي على الأبوين تجنّب المُعارضة باستمرار؛ لأن ذلك يزيد من العِناد، ويمكن الاستعاضة عن منع الطفل بأساليب أُخرى؛ مثل طلب المشي بدلًا من منع الجري.
  • مدح التصرفات الجيّدة: لا بُدّ من مدح الطفل عند قيامه بأيّ تصرفات جيّدة بعيدة عن العِناد؛ ذلك لمنحه المزيد من الرضى وضمان عدم الشعور الطفل بالتأنيب والعقاب دائمًا.
  • التعامل مع مُحفزات الطفل: تؤدي بعض المواقف إلى تحفيز الطفل على القيام بعِدّة تصرفات مع العِناد عند منعه منها، وينبغي على الأبوية معرفة هذه المُحفزات وتوفير المُلهيات المُناسبة لتجنّب عناد أطفالهم.

ما كيفية التعامل مع الطفل الحركي والعنيد عند الغضب؟

كثيرًا ما يُعاني الأطفال العنيدين من الغضب، وفيما يأتي بعضًا من إرشادات التعامل مع الطفل العنيد عندما يغضب:

  • عدم الالتفات إلى الطفل عند الصُراخ: ينبغي عدم الردّ على الأطفال أو الالتفات إليهم أثناء الصُراخ بسبب الغضب، مع الردّ عليهم عند التحدث بهدوء؛ ذلك ليتعلّم الطفل العنيد بأنه يجذب انتباه الأبوين عند التزام التصرفات الهادئة.
  • سؤال الطفل عن سبب غضبه: لا بُدّ من تعويد الطفل على التحدّث عن سبب الغضب وترجمة غضبه إلى كلمات؛ ليستطيع الأبوان فهم الأسباب ثم إيجاد الحلول المناسبة لها، ويمكن منح الطفل الوقت المناسب ليُفكّر فيما يريد أن يقوله أيضًا.
  • الاستجابة إلى الطفل والتعاطف معه: يمكن للأبوين الاستجابة لأطفالهم عند معرفة سبب غضبهم ومحاولة التعاطف معهم، كذلك مُساعدتهم في التعبير عن مشاعرهم عند مواجهة مُشكلة في متابعة الحديث أو اختيار التعبير المناسب.
  • الانتقال إلى مكان آخر من البيت: يمكن أن يتسبب انتقال الطفل من المكان الحالي إلى غرفة أُخرى أو مكان آخر في البيت، بالتقليل من حِدّة الغضب الذي يشعر به مع منحه الهدوء المطلوب؛ للتفكير جيدًا ثم التصرّف بشكل مُهذّب.
  • العثور على الطريقة المُناسبة لتنفيس الغضب: يحتاج بعض الأطفال إلى مُمارسة بعض الأنشطة؛ للتّقليل من حِدّة نوبة الغضب التي يتعرضون إليها، وعلى الوالدين العثور على النشاط المُناسب لطفلهم من أجل تهدئته، سواءً كان ذلك بالرسم أو النشاط الحركيً مثل القفز أو غيره.
  • تعليم الطفل طريقة التفكير في شيء آخر: من الجيّد تعليم الطفل طريقة التفكير في أشياء أُخرى؛ سِوى الشيء الذي تسبب في نوبة الغضب حتى يستطيع المحافظة على الهدوء، بالإضافة إلى تحسين مزاجهم.
  • تمكين الطفل من النوم جيدًا: يمكن أن يؤدي عدم النوم إلى ظهور العديد من المشاكل السلوكية عند الطفل؛ بما في ذلك مشكلة نوبات الغضب، لذلك فإنه ينبغي الحرص على جودة نوم الطفل للتقليل من هذه النوبات بشكل كبير.
  • السماح للطفل بالأنشطة البدنية: لا بُدّ من السماح للطفل بممارسة الأنشطة البدنية؛ مثل الركض أو كرة القدم أو أيّ نشاط آخر يُسهم في حرق الطاقة والتقليل من توتر الطفل؛ إذ إن هذه الأنشطة تُسهم في التقليل من نوبات الغضب عند الطفل العنيد.
  • التعامل مع الطفل العنيد بمرونة: على الآباء التمتع بالمرونة المناسبة عند التعامل مع الأطفال، إلى جانب السماح لهم بمُمارسة بعض الأنشطة التي يريدونها مع عدم الرضوخ حتى يتم تجنّب الغضب من قبل الطفل.

هل توجد أنواع لعناد الأطفال؟

للعِناد الذي يعاني منه الأطفال عِدّة أنواع مختلفة؛ ومنها الأنواع الآتية:

  • عِناد التصميم: تظهر عند بعض الأطفال سُلوكيات عنيدة للنجاح بمختلف الأنشطة والممارسات التي يقومون بها؛ كما يحدث عندما يريد الطفل إصلاح واحدة من ألعابه ويصرُّ على المحاولة عند الفشل، وهو عِناد جيّد ينبغي التشجيع عليه.
  • العناد دون وعي بالعواقب: يُمكن أن يتصرف الطفل العديد من التصرفات العنيدة من غير الالتفات إلى العواقب التي تنتج عن هذا العناد، وهو عناد غير جيّد؛ ومن الأمثلة عليه إصرار الطفل على إمساك الهاتف ليلًا بدلًا من النوم في الوقت المُخصّص لذلك.
  • العِناد المُرتبط باضطراب عضوي: يتعرض الدماغ عند الطفل إلى بعض الاضطرابات العضوية، التي تتسبب بظهور تصرفات العِناد كما في حالة الإصابة بالتخلّف العقلي، وهي إحدى الحالات المرضيّة.
  • العِناد مع تعذيب النفس: يُعاند بعض الأطفال آباءهم مع تعذيب أنفسهم بهذه التصرفات العنيدة؛ وذلك كما يحدُث عندما يكون الطفل جائعًا إلّا إنّه يرفض تناول الطعام لغضبه من والدته؛ فهو بذلك يُعاندها بعدم تناول الطعام ويُعاند نفسه التي تطلب الطعام.

ما هي العلامات التي تدل على كون الطفل عنيدًا؟

تضم القائمة الآتية عِدّة من العلامات التي تُشير إلى اتصاف الطفل بصفة العِناد:

  • نوبات الغضب: من الطبيعي أن يتعرض الأطفال إلى نوبات الغضب خلال حياتهم اليومية؛ إلّا إنّ الطفل العنيد يُعاني من الغضب بشكل أظهر، ويُمكن أن تُصيبه نوبة الغضب وتستمر فترةً طويلةً مُقارنةً بغيره؛ لأن الطفل العنيد لا يستطيع التعامل مع الإحباط.
  • الرغبة بمعرفة سبب المَنعْ: عادةً ما يُلحّ الطفل على الأبوين لمعرفة سبب منعه من ممارسة أيّ أنشطة يرغب بها، ولا يكتفي بالإجابات غير المنطقية وإنّما يطلب الحصول على إجابات مُقنعة له؛ مثل ربط المنع بمشكلة أمنيّة أو اجتماعية.
  • عدم الاستسلام في النقاش: يُظهر الطفل العنيد كثيرًا من المهارات عند مناقشة الآخرين، وترفض هذه الفئة من الأطفال الاستسلام إلى الغير بسهولة، وكثيرًا ما يُرهقون غيرهم لإصرارهم الشديد أثناء النقاش.
  • الاستماع الانتقائي: كثيرًا ما يتصف الطفل العنيد بالاستماع الانتقائي، هذا يعني أنه يستمع إلى الأوامر التي يحبُّ سماعها ويتجاهل الأوامر والكلمات الأُخرى.

هل توجد أسباب تؤدي إلى عدم استماع الطفل لأبويه؟

يُمكن للأطفال الاستماع لأبويهم في الحالات الآتية:

  • التعرض إلى الحوادث: يُمكن أن تظهر سلوكيات عدم الاستماع عند الأطفال أحيانًا نتيجةً للتعرض إلى بعض الحوادث خلال ممارسة الأنشطة اليومية؛ ومنها التنمر أو الاعتداء اللذين يتعرض إليهما من قبل الآخرين في المدرسة.
  • الشعور بعدم السيطرة: يشعر الطفل أحيانًا بعدم السيطرة على كثيرٍ من التفاصيل في حياته اليومية؛ بما في ذلك اختيار لون ملابسه أو تحديد الأطعمة التي يتناولها، ويمكن التعامل مع هذه الحالة من خلال منح الطفل حق الاختيار أحيانًا.
  • عدم مُحاسبة الطفل: إذا أمر الأبوان الطفل وتركا محاسبته على عدم الاستجابة؛ إذ إن ذلك يؤدي إلى تجاهل الطفل لأبويه مع التكرار؛ لذلك فإنه من الضروري مُحاسبة الطفل على عدم استجابته.

كيف يمكن التعامل مع الطفل الذي لا يستمع لأبويه؟

يتمرّد بعض الأطفال العنيدين ولا يرغبون بالسماع إلى والديهم أحيانًا، ويُمكن الاستفادة من الإرشادات التالية عند التعامل مع الطفل العنيد في حالة عدم الاستماع إلى الأبوين:

  • النظر إلى الانضباط بشكل صحيح: على الأبوين النظر إلى الانضباط بشكل صحيح والتفريق بين الانضباط والعقاب عند التعامل مع الأطفال؛ لضمان استجابتهم بشكل جيد؛ فإن الانضباط من الوسائل التي تُسهِم في الانخراط مع الطفل لتشكيل أخلاقهم.
  • التعامل مع أسباب عدم الاستجابة: لا بُدّ من معرفة الأسباب التي تؤدي إلى عدم استجابة الطفل، ثم التعامل معها بشكل جيّد ليتخلّص الأبوان من مشاكل عدم السماع؛ ومن ذلك أساليب التعامل مع الطفل العنيد إذا كان العِناد سببًا في عدم الاستجابة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل علاج فرط الحركة عند الأطفال يكون سلوكيًا فقط؟

هل علم دراسة الإنسان يُعنى بالسلوكيات والحضارات؟

هل يمكنني معرفة أن طفلي سليم من التوحد بسهولة؟

هل يوجد أساليب معينة للتعامل مع سلوكيات الأطفال؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على