` `

هل توجد فوائد لزيت دهن الثعبان؟

صحة
13 مارس 2022
هل توجد فوائد لزيت دهن الثعبان؟
بدأت المعلومات حول فوائد زيت الثعبان تنتشر خلال القرن التاسع عشر (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يهدف هذا المقال إلى بيان مدى فائدة زيت دهن الثعبان الحقيقي والفرق بينه وبين زيت الثعبان المغشوش، الذي يتم التسويق له على نحوٍ كبيرٍ، ذلك مع تزويد القارئ بالعديد من الفوائد التي يمكن الحصول عليها عند استخدام زيت الثعبان، ويتطرّق المقال أيضًا إلى بعض الأدوية التي يتم تحضيرها من سمّ الثعبان، بالإضافة إلى توضيح خطوات ومراحل تحضير هذا النوع من الأدوية.

هل توجد فوائد لزيت دهن الثعبان؟

بالرغم من انتشار كثيرٍ من المُستحضرات الطبيّة المزيفة خلال القرن العشرين، التي أُطلق عليها اسم زيت الثعبان، دون وجود أيّة فائدة صحيّة لها؛ إلّا إنّ هناك بعض الدراسات التي تُشير إلى احتمالية وجود بعض الفوائد الصحيّة الحقيقية لزيت الثعبان الذي يتم استخراجه من ثعبان المياه الصيني، ويعود السبب في كثيرٍ من فوائد الزيت إلى محتواه المُرتفع من أحماض أوميغا 3 الدهني.

صورة متعلقة توضيحية

هل يوجد دراسات عن فوائد زيت دهن الثعبان؟

تمّ إجراء عِدّة دراسات للتحقّق من مفعول زيت دهن الثعبان وفوائده الصحية بالفعل؛ ومنها دراسة التأثيرات التحسينية لزيت الثعبان، كان الهدف من هذه الدراسة معرفة التأثيرات التحسينية لزيت الثعبان والأحماض الدهنية الموجودة فيه ضد التلف الضوئي الجلدي، الذي ينتج عن الأشعة فوق البنفسجية، وهي دراسة أُجريت على الفئران وأظهرت نتيجةً إيجابيةً. كما أنّ هُناك دراسة أُخرى تُعرف باسم زيت الثعبان أُجريت في القرن الحادي والعشرين؛ لبيان بعض المُستحضرات الزائفة التي تمّ الترويج لفوائدها الصحيّة، كما انتشرت مُستحضرات باسم زيت الثعبان من قبل.

متى انتشرت فوائد زيت دهن الثعبان للشعر والجسم؟

بدأت المعلومات حول فوائد زيت الثعبان تنتشر خلال القرن التاسع عشر، وتمّ التسويق لهذا المُستحضر على أنه مُفيد لكثيرٍ من الأمراض التي تُصيب الجسم، واستمرت الفوائد المزعومة بالانتشار فيما بَعد حتى ثبُتَ زيفه خلافًا لزيت الثعبان الطبيعي الذي يُستخدم في الطب التقليدي الصيني القديم، وساعدت وسائل الإعلام المُتوفرة في ذلك الوقت على نشر فوائد زيت دهن الثعبان المُزيّف بشكل كبير، ولم يتم إنتاج هذا الزيت من أجزاء الثعبان أصلًا؛ إنّما يُعتقد بأنه كان من لُحوم البقر وبعض المُركّبات الكيميائية.

ما هي الفوائد المُحتملة لزيت دهن الثعبان الحقيقي؟

فيما يأتي بعضًا من الفوائد الصحية التي يمكن الحصول عليها عند استخدام زيت الثعبان الحقيقي المُستخرج من ثعابين الماء الصينية:

  • التقليل من الالتهابات: يمكن لزيت الثعبان الحدّ من الالتهابات في عِدّة أجزاء مُختلفة من جسم الإنسان؛ ذلك عند استخدام الزيت المذكور على شكل مرهم موضعيّ في المكان الذي يتعرض إلى الالتهاب.
  • التعامل مع المفاصل المُتيبسة: يُصاب البعض بمرض يُعرف باسم تيبُس المفاصل، وقد يكون زيت الثعبان مُفيدًا في علاج أعراض هذا المرض أو التعامل معها، بفضل كميات أوميغا 3 الكبيرة الموجودة فيه.
  • تسكين الآلام: يتمتع زيت الثعبان بخصائص تجعله من المُركّبات الطبيّة التي تساعد في تسكين الآلام، ومن الشائع استخدامه بعد إجراء عِدّة عمليات؛ للحدّ من الآلام التي تُصاحب المريض عند الانتهاء من العملية.
  • المُساعدة في التئام الجروح: يستطيع المرء استخدام زيت الثعبان كمِرهم يتم وضعه على الجروح مُباشرةً؛ لتسريع التئامها بدلًا من الانتظار وقتًا طويلًا، أو استخدام المُستحضرات الطبية الأُخرى.
  • تحسين صحة القلب: يحتوي زيت الثعبان على أحماض أوميغا 3 الدهنيّة، بالإضافة إلى حمض ايكوسابنتانويك، وهي أحماض غير مُشبعة تسهم في انخفاض ضغط الدم عند الإنسان والحدّ من الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض الأوعية والشرايين.
  • التقليل من خطورة الإصابة بسكتات الدماغ: يمكن أن يُقلّل زيت دهن الثعبان من الضغط الذي تتعرض إليه الأوعية الدموية نتيجةً للتقليل من مُستويات ضغط القلب، ويؤدي ذلك إلى انخفاض خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • تعزيز صحة البشرة: قد يكون زيت الثعبان فعالًا في المُحافظة على صحة البشرة عند الإنسان بعِدّة طُرق مختلفة، وذلك سواءً كانت البشرة متقشرة أو جافة أو كانت تعاني من الالتهابات، وذلك عند استخدام الزيت المذكور مع بعض الزيوت الحاملة الأُخرى.
  • منع تساقط الشعر: يتم فرك زيت دهن الثعبان على فروة الرأس؛ للمُحافظة على صحة بُصيلات الشعر والحدّ من تساقطه، كما أن هذا الزيت يُساعد في المُحافظة على رطوبة فروة الرأس عند المرء أيضًا.
  • تحسين أداء جهاز المناعة: يحتوي زيت الثعبان على العديد من المُركّبات ذات الخصائص المُضادّة للالتهابات والأكسدة، وهو ما يُخفّف الضغط على جهاز المناعة في جسم الإنسان ويُعزز الصحة العامة لديه.
  • التعامل مع بعض مشاكل الإدراك: يُعد حمض ايكوسابنتانويك واحدًا من الأحماض الموجودة في زيت الثعبان، وهو حمض يمكنه تحسين القُدرات المعرفية، وقد يُساعد في التعامل مع حالة المُصابين ببعض مشاكل الإدراك كالفُصام والخرف والزهايمر.
  • تحسين الحالة المزاجية: يُمكن للخصائص المُضادّة للالتهابات والخصائص المُهدئة في زيت الثعبان استعادة التوازن الهرموني بشكل يمكنه تحسين المزاج؛ ذلك من خلال فرك الزيت على الصدغين أو وضعه على الصَدْر.

هل توجد مخاطر من استخدام زيت الثعبان؟

عادةً ما تظهر الأعراض الجانبية والآثار السلبية لزيت الثعبان عند استخدامه بشكل خاطئ، وتشمل هذه الأعراض التهابات الجلد وردود الفعل التحسسية، بالإضافة إلى التضيُّق المعدي المعوي، كما يمكن أن يتسبب بصعوبة التنفس وتورّم الحلق أو الشفتين إذا تعرّض المرء إلى ردّة فعل تحسسية، ومن الضروري استخدام زيت الثعبان الذي أثبت جودته وفعاليته؛ حيث يمكن أن تتسبب زيوت الثعبان المُزيفة بأعراض ومُضاعفات أكثر خطورة.

كيف انتشر مصطلح زيت الثعبان للدلالة على الأدوية الاحتيالية؟

قام الأمريكي كلارك ستانلي بإنتاج مُستحضر طبي عُرف باسم زيت الثعبان، وتمّ تسويق هذا المنتج وبيعه على نطاق واسع، وازدادت شهرة هذا الزيت بعد مشاركته في المعرض العالمي الكولومبي، ثم قام ستانلي بافتتاح مؤسسة لتزويد العُملاء بزيت الثعبان الذي يمكن أن يكون علاجًا لكثير من الأعراض والأمراض حسب زعمه، وذلك قبل إقرار قوانين الغذاء والدواء عام 1906 في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وقامت الجهات المَعنيّة باختبار زيت دهن الثعبان المُقدّم من قِبل كلارك ستانلي عام 1916 بموجب القانون المذكور، ووجدت بأن المُنتج يحتوي على زيت معدني وليس زيت الثعبان، وكان هذا السبب في استخدام مُصطلح زيت الثعبان للدلالة على المُستحضرات والأدوية الاحتيالية.

هل تُستخدم سموم الثعبان في الأدوية؟

تمّ الاعتماد على سموم الأفاعي لإنتاج الأدوية في الطب التقليدي منذ آلاف السنين، كما أن هذا السم استُخدم لتطوير دواء يُعرف باسم الترياق خلال القرن الميلادي الأول، ولم يتوقّف تداول ترياق سموم الأفاعي حتى القرن الثامن عشر الميلادي، وفي الطب الحديث استُخدمت سموم الأفاعي لإنتاج عِدّة أنواع من الأدوية، وعادةً ما يُعتمد على سموم الأفاعي أكثر من غيرها بسبب وفرتها مُقارنةً بكميات السموم التي تُنتجها الحيوانات الأُخرى مثل العقارب.

ما هي مراحل تحضير الأدوية من سم الثعبان؟

تمرُّ عملية تحضير الأدوية من سموم الأفاعي بعِدّة مراحل كما يأتي:

  • عملية الفصل: في هذه المرحلة يتم فصل المُكوّنات الموجودة في سم الثعبان بعد الانتهاء من استخراجه وأخذه إلى المختبر؛ ذلك للاستفادة من بعض مُكوّنات السم في إنتاج الدواء المطلوب.
  • تطوير نسخة من العَقَار: يقوم المختصون بتطوير نسخة صناعية من العقار بعد فصل المُكوّنات المفيدة وإجراء الاختبارات المُناسبة عليها؛ لتحديد مدى إمكانية استخدام بعضها.
  • تجربة الدواء: تتم تجربة الأدوية المُستخرجة من سموم الثعابين على الحيوانات في البداية؛ لملاحظة أيّة أعراض جانبية خطيرة، بالإضافة إلى التحقّق من فعاليتها في الوصول إلى النتيجة المرجوّة.
  • ابتكار العقار المناسب للإنسان: يستطيع المختصون ابتكار العقار المُناسب للاستخدام البشري بعد إجراء التجارب على الحيوانات، كذلك إجراء التعديلات المُناسبة على مُكوّنات الدواء لضمان أمانها.
  • طرح الدواء في الأسواق: إن طرح الدواء في الأسواق آخر مرحلة من مراحل تحضير الدواء، ولا يكون إلّا بعد إجراء التجارب على بعض المتطوّعين من البشر والتأكّد من فعالية الدواء.

هل يوجد أدوية مصنوعة من سم الثعبان بالفعل؟

يستفيد البشر من الثعابين في إنتاج زيت دهن الثعبان، بالإضافة إلى تحضير عِدّة أنواع من الأدوية، وتحتوي القائمة التالية على بعض الأدوية الموجودة التي تمّ تطويرها من سم الثعبان:

  • دواء كابتوبريل إنالابريل: يتم تحضير هذا الدواء من سم ثعبان أفعى حفرة جاراراكا المعروف باسم بوثروبس جاراكا، وهو من الأدوية المُستخدمة للتعامل مع ارتفاع ضغط الدم والفشل القلبي.
  • دواء تيروفيبان: يُعرف أحد أنواع الثعابين باسم الحَارِيَة، وهو النوع الذي يُستخرج منه دواء تيروفيبان المُستخدم في علاج الذبحة الصدرية غير المُستقرة، بالإضافة إلى علاج متلازمة الشريان التاجي الحادّة.
  • دواء باتروكسوبين: يُستخرج دواء باتروكسوبين من أفعى برازيليان لانسهيد التي تُعرف باسم بوثروبس موجيني، ويتم استخدام هذا الدواء بمثابة لاصق فايبرين ذاتي عند إجراء العمليات.
  • دواء كوبراتيد: يمكن الاعتماد على دواء كوبراتيد للتعامل مع الآلام المفصلية المُزمنة، بالإضافة إلى عِرق النسا والصداع العصبي، وهو من الأدوية التي تُستخرج من سم الكوبرا الصينية.
  • دواء إبتيفيباتيد: يتم الاعتماد على سم ثعبان الجرسية القزم لتحضير هذا الدواء، ويتم استخدام دواء إبتيفيباتيد للتعامل مع متلازمة الشريان التاجي الحادّة، إلى جانب استخدامه في بعض عمليات القسطرة.

هل كان زيت الثعبان المغشوش من الأدوية الفظيعة في التاريخ؟

يُعرف زيت دهن الثعبان المغشوش بأنه واحدٌ من أبرز الأدوية الفظيعة في التاريخ؛ لأنه أثّر على موثوقية زيت الثعبان الحقيقي الذي يتم إنتاجه من ثعبان الماء الصينية، كما أنه يعتمد على بعض الزيوت المَعدنية في إنتاجه. ويجدر الذكر بأن هناك كثيرًا من الأدوية الفظيعة التي تمّ التسويق لها في القرون الأخيرة؛ ومنها الكوكايين الذي سوّقت له شركات الأدوية في نهايات القرن التاسع عشر على أنه من المُنشطات، كذلك دواء فين-فين (Fen-Phen) الذي انتشر لتخسيس الوزن، ذلك لأن بعض هذه الأدوية أثبت عدم فعاليته في حين أثبت بعضها الآخر ضررهُ الصحيّ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل هناك فوائد لحبوب زيت السمك؟

هل فوائد زيت جوز الهند للشعر حقيقية؟

هل فوائد زيت الخروع للشعر مُثبتة علميًا؟

هل فوائد زيت حبة البركة للجنس مثبتة علميًا؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على