` `

هل توجد فوائد لظاهرة الاحتباس الحراري؟

علوم
15 مارس 2022
هل توجد فوائد لظاهرة الاحتباس الحراري؟
يُعرف الاحتباس الحراري بأنه زيادة في متوسط درجات حرارة الكرة الأرضية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

إن ظاهرة الاحتباس الحراري من الظواهر التي يكثُر الحديث عنها والبحث عن الحلول المناسبة لها في مُختلف أنحاء العالم، يعتني هذا المقال ببيان الآثار الإيجابية والسلبية لهذه الظاهرة، مع توضيح أبرز الأسباب التي تؤدي إلى إطلاق غازات الدفيئة وتُسهم في زيادة انتشار الاحتباس الحراري أيضًا، ويتطرق المقال كذلك إلى بعض الحقائق حول هذه الظاهرة والحلول المناسبة لها.

هل توجد فوائد لظاهرة الاحتباس الحراري؟

هنالك العَديد من الفوائد لظاهرة الاحتباس الحراري فعليًا؛ منها الحِفاظ على مواطن الكثير من البشر، إضافةً إلى الحدّ والتقليل من نسبة الوفيات. ويُعرف الاحتباس الحراري بأنه زيادة في متوسط درجات حرارة الكرة الأرضية مع مرور الوقت، ويُعد ثاني أكسيد الكربون السبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري. وبالرغم من الفوائد التي يجنيها البعض من هذه الظاهرة؛ إلّا إنّها تتسبب بتغيّرٍ مُناخيٍّ ضارٍّ على صعيدٍ آخر.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي فوائد الاحتباس الحراري؟

تحتوي القائمة التالية على بعض من أبرز فوائد الاحتباس الحراري:

  • انخفاض معدّل الوفيات من البرد: تؤدي موجات البرد التي تتعرض إليها بعض المناطق حول العالم إلى زيادة حالات الوفاة، ويمكن أن تنخفض حالات الوفاة الناتجة عن انخفاض درجة الحرارة بسبب الاحتباس الحراري.
  • توفير المناخ المناسب للزراعة: يبدأ الربيع في وقت مُبكر من السنة ويستمر الموسم الدافئ فترةً أطول نتيجةً للاحتباس الحراري، وهو ما يؤدي إلى توفير مُناخٍ مُناسبٍ للزراعة، ويُساعد في نمو المحاصيل الزراعية بشكل أفضل.
  • توفير ثاني أكسيد الكربون للنباتات: تستفيد النباتات من غاز ثاني أكسيد الكربون لمساعدتها في النمو، ويُمكن توفير كميات أكبر من هذا الغاز عندما تنتشر ظاهرة الاحتباس الحراري وتزداد نسبتها.
  • ازدهار الشحن: تستطيع السفن المرور بالممر الشمالي الغربي فترةً أطول نتيجةً لظاهرة الاحتباس الحراري؛ ذلك بسبب ذوبان الجليد الذي يّعطّل حركة السُفن ويمنعها من المرور في بعض الأوقات من السنة.

هل أضرار الاحتباس الحراري كثيرة؟

بالرغم من الفوائد التي يجنيها الإنسان من ظاهرة الاحتباس الحراري؛ إلّا إنّ الآثار السلبية الضارّة تُصبح أكبر في حالة تفاقمت هذه المُشكلة دون السيطرة عليها؛ بما في ذلك الآثار الناتجة عن ذوبان الجليد الموجود في القطبين المتجمدين الشمالي والجنوبي، بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة البُحيرات حول العالم وتغيّر سلوك النباتات والحيوانات.

ما هي نتائج الاحتباس الحراري الضارّة؟

فيما يأتي بعضًا من أبرز النتائج السلبية الضارةّ للاحتباس الحراري في كوكب الأرض:

  • ظهور حالات الطقس المُتطرّف: يؤدي الاحتباس الحراري إلى طقس مُتطرّف، سواءً كان طقسًا يتمتع بدرجات حرارة مرتفعة أو كان الطقس باردًا؛ فإن التغيّرات في درجة الحرارة تتسبب بزيادة التيارات القطبية التي تصل إلى بعض المناطق وتزيد برودة الجوّ فيها.
  • الانهيارات الأرضية: تنتج بعض الانهيارات الأرضية عن ذوبان التُربة الصقيعية على كوكب الأرض، وتكون هذه الانهيارات مُفاجئة في بعض الأحيان.
  • إطلاق الميكروبات في الجو: يمكن أن يتسبب ذوبان الجليد في إطلاق الميكروبات المدفونة؛ ممّا يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الجديدة، ذلك مثلما حدث عام 2016 عندما ذاب الجليد عن جُثث بعض الحيوانات المدفونة المُصابة بالجمرة الخبيثة.
  • القضاء على مواطن البشر: يعيش نصف البشر في المناطق الساحلية المُعرّضة إلى الغَرَقْ؛ بسبب ذوبان الجليد الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وإذا استمرت هذه الظاهرة في الانتشار؛ فإن عددًا كبيرًا من الناس سيخسرون مساكنهم.
  • تحمض المحيطات: تمتص المحيطات كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون بسبب الاحتباس الحراري، ويؤدي ذلك إلى إنتاج حمض الكربونيك وزيادة نسبة الحموضة في المُحيط، ويؤثر التحمُّض المذكور على الأحياء البحرية بشكل سلبي. 
  • جفاف المزروعات: تستفيد المحاصيل الزراعية من ظاهرة الاحتباس الحراري؛ لتوفير ثاني أكسيد الكربون ودرجة الحرارة المناسبة للبناء؛ إلّا إنّ انتشار هذه الظاهرة وزيادة حدتها يؤدي إلى الإصابة بالجفاف والقضاء على المحاصيل.
  • انتشار بعض الآفات: تنتشر بعض الآفات وناقلات الأمراض؛ مثل البعوض والخنافس وقناديل البحر بشكل أكبر نتيجةً للاحتباس الحراري، وهو ما يؤدي إلى تدمير كثيرٍ من المزروعات وأنواع الحياة.
  • زيادة كميات الأعشاب الضارّة: يُساعد الاحتباس الحراري في نمو الأعشاب الضارّة والنباتات الغازية وزيادة كمياتها، ذلك جنبًا إلى جنب مع المُساعدة في نمو المحاصيل الزراعية؛ ممّا يؤثر على المزروعات المفيدة سلبًا.
  • ارتفاع نسبة الوفيات بسبب الحرارة: تقل مُعدلات الوفيات التي تتسبب بها البرودة نتيجةً لظاهرة الاحتباس الحراري؛ إلّا إنّ نسبة الوفيات بسبب ارتفاع درجات الحرارة تزداد بشكل أكبر.
  • نقص المياه: تزداد مستويات الجفاف وتقلّ نسبة الأمطار على كوكب الأرض بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، وهو ما يؤدي إلى نقص كميات المياه التي يحتاج إليها البشر للشرب أو الزراعة.

هل أسباب الاحتباس الحراري معروفة؟

هُناك الكَثير من الأسباب المعروفة التي تؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري؛ منها ما يأتي:

  • توليد الطاقة: تُنتج محطات توليد الطاقة كميات كبيرة من غازات ثاني أكسيد الكربون في الهواء، وهو الغاز الذي يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، وتصعد كميات كبيرة من الغاز المذكور في الهواء نتيجةً لحرق الفحم.
  • وسائل النقل: تعتمد وسائل النقل على الوقود بشكل أساسي لتوفير الطاقة، وينبعث غاز ثاني أكسيد الكربون من هذه السيارات والشاحنات ويتصاعد في الهواء؛ ممّا يتسبب بزيادة الاحتباس الحراري.
  • الأنشطة الزراعية: تشمل الأنشطة الزراعية تربية المواشي والصناعات الزراعية، وتؤدي هذه الأنشطة إلى إطلاق كميات كبيرة من غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون في الجو مُتسببةً بزيادة انتشار الاحتباس الحراري.
  • إزالة الغابات: تتم إزالة الغابات لتوفير الأخشاب المُستخدمة في البناء وغيره من الأنشطة الأُخرى، ويتسبب ذلك بزيادة غازات ثاني أكسيد الكربون بالطريقتين الآتيتين:
    • تعتمد أدوات قطع الأشجار على الوقود ويؤدي استخدامها إلى انبعاث غازات الاحتباس الحراري في الهواء.
    • تقوم الأشجار بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، ويؤدي قطعها إلى تراكم الغاز المذكور في الجو وزيادة نسبته بشكل كبير.
  • التنقيب عن الوقود: عادةً ما تنتج كميات كبيرة من غازات ثاني أكسيد الكربون عن عمليات استخراج الوقود الأُحفوري من الأرض ومُعالجته ثم توزيعه، كما أن هذه العمليات تؤدي إلى إطلاق غازات الميثان في الجو أيضًا.
  • ذوبان التربة الصقيعية: لذوبان التربة الصقيعية كثيرٌ من الأضرار البيئية؛ منها إطلاق غازات الاحتباس الحراري المُخزنة في التربة وزيادة مستوياتها في الهواء؛ ممّا يؤدي إلى زيادة حدة الاحتباس.
  • تحلُّل القمامة: تنتج بعض غازات الاحتباس الحراري وتنطلق في الهواء عند تحلُّل القُمامة في مكبّات النفايات؛ أبرزها غازات الميثان وأكسيد النيتروز، ويجدر الذكر بأن قرابة خُمس نسبة غازات الميثان في الجو ناتجة عن تحلُّل النفايات.
  • الانفجارات البركانية: إذا ثارت البراكين فإنها تقوم بإطلاق كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو؛ إلّا إنّ تأثير البراكين يُعد ضئيلًا على مشكلة الاحتباس الحراري إجمالًا مُقارنةً بالأسباب الأُخرى.

ما هي غازات الاحتباس الحراري؟

تنتج ظاهرة الاحتباس الحراري عن العديد من أنواع الغازات؛ أبرزها ما يأتي:

  • بخار الماء: يُعد هذا البخار أكثر غازات الاحتباس الحراري توفرًا، وعادةً ما تزداد كميته المُنبعثة في الجو عند زيادة درجات الحرارة، فيما تؤدي زيادة نسبة هذا الغاز إلى تراكم السحب وهطول الأمطار أيضًا.
  • ثاني أكسيد الكربون: يتم إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الجو نتيجةً للعديد من العمليات الحيوية الطبيعية؛ مثل التنفس أو ثوران البراكين، وازدادت نسبة هذا الغاز في الغلاف الجوي بشكل كبير بعد الثورة الصناعية؛ ممّا جعله واحدًا من أهم غازات الاحتباس الحراري.
  • غاز الميثان: ينشأ غاز الميثان عن المصادر الطبيعية والعوامل البشرية؛ مثل الزراعة وتحلُّل النفايات وغيرها، وبالرغم من تأثيره الكبير على ظاهرة الاحتباس الحراري مُقارنةً بغاز ثاني أكسيد الكربون؛ إلّا إنّه يتوفر بكميات قليلة في الجو.
  • أكسيد النيتروز: يُعد هذا الأُكسيد واحدًا من غازات الاحتباس الحراري ذات التأثير القوي، وينتج هذا الغاز عن العديد من العوامل البشرية؛ منها استخدام الأسمدة العضوية والأسمدة التجارية وإنتاج حمض النيتريك واحتراق الوقود الأحفوري.
  • مُركّبات الكلوروفلوروكربون: إن مُركّبات الكلوروفلوروكربون من المُركّبات الصناعية بالكامل، وتمّ إبرام اتفاق دولي لتنظيم إنتاج هذه المُركّبات نتيجةً لتأثيرها على طبقة الأوزون، وهي من الغازات التي تؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.

ما أبرز الحقائق حول تغيُّر المناخ والاحتباس الحراري؟

تضمُّ القائمة الآتية بعضًا من أبرز الحقائق حول تغيُّر المناخ والاحتباس الحراري حسب موسوعة بريتانيكا:

  • ارتفاع منسوب سطح البحر: أدّت غازات الدفيئة وظاهرة الاحتباس الحراري إلى ارتفاع منسوب سطح البحر بمعدل ضعفين خلال القرن العشرين.
  • مقدار الزيادة في درجات الحرارة: يُمكن أن تتسبب ظاهرة الاحتباس الحراري في الأرض إلى زيادة درجات الحرارة 10.4 درجة مئوية بحلول عام 2100.
  • نسبة الزيادة في حموضة المُحيطات: أدّت الثورة الصناعية والأنشطة التي تبعتها إلى زيادة حموضة المُحيطات بنسبة 30% عمّا كانت عليه عند بدء الثورة الصناعية.
  • معدل ذوبان الجليد في القارة القُطبية: ساهمت ظاهرة الاحتباس الحراري في مُضاعفة مُستويات نضوب الكُتلة الجليدية الموجودة في القارّة القُطبية خلال العقد الماضي؛ ذلك بنسبة نضوب بلغت ثلاثة أضعاف.
  • ذوبان المُحيط المُتجمّد الشمالي: تُشير التوقعات إلى أن الجليد في المُحيط المتجمد الشمالي سيذوب بالكامل تقريبًا مع حلول عام 2050.

هل حلول الاحتباس الحراري مُجدية؟

لا شك بوجود الكثير من الحلول المُجدية لظاهرة الاحتباس الحراري التي تُعاني منها الكرة الأرضية في الوقت الراهن؛ منها التحوّل إلى مصادر الطاقة المُتجددة بدلًا من الاعتماد على الوقود الأحفوري أو الفخم لإنتاج الكهرباء، إضافةً إلى التحوّل إلى استخدام السيارات الكهربائية، فضلًا عن عزل المنازل جيدًا للتقليل من الحاجة إلى استخدام الطاقة للتدفئة أو التبريد. كما يُمكن إقامة عِدّة مُبادرات تهدف إلى زراعة الأشجار؛ لغايات الحدّ من مستويات ثاني أكسيد الكربون والتقليل من انتشار ظاهرة الاحتباس الحراري أيضًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل عدد خطوط الطول 360 خطًا؟

هل يوجد قيمة لعجلة الجاذبية الأرضية؟

هل يمكن تحديد المواقع عبر حركة الأقمار الصناعية؟

هل هنالك مخاطر لإعادة استخدام قوارير الماء البلاستيكية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على