` `

هل تنعكس آثار البطالة على نسبة الجريمة في المجتمعات؟

أعمال
24 مارس 2022
هل تنعكس آثار البطالة على نسبة الجريمة في المجتمعات؟
إن ارتفاع معدلات البطالة تؤثر على نسبة الجريمة في المُجتمعات بشكلٍ واضحٍ (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

إن آثار البطالة السلبية خطيرةٌ على المُجتمعات والأفراد؛ لذلك تسعى مُختلف الدول حول العالم إلى إيجاد الحلول المناسبة التي تُمكّنها من التعامل مع هذه المشكلة. يهدف هذا المقال إلى بيان الآثار الناتجة عن البطالة على المستوى الصحي والنفسي والمُجتمعي، بالإضافة إلى توضيح بعض الأسباب التي تؤدي إلى انتشار البطالة وبعض الحلول المناسبة للتعامل معها.

هل تنعكس آثار البطالة على نسبة الجريمة في المجتمعات؟

إن ارتفاع معدلات البطالة تؤثر على نسبة الجريمة في المُجتمعات بشكلٍ واضحٍ وتؤدي إلى زيادتها، كما أنها تتسبب بالكثير من الآثار السلبية الأُخرى؛ بما فيها انخفاض مستويات العَمل التطوعي والتحديات الصحية التي تواجه العاطلين عن العَمل. هذا يعني أن للبطالة تكاليف باهظة على الصعيد المُجتمعي بشكل عام والصعيد الشخصي للأفراد الذين لا يجدون عملًا.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي أبرز آثار البطالة على المجتمع؟

فيما يأتي قائمة بأبرز آثار البطالة السلبية في المجتمعات:

  • الشعور بالظُلم: يتولّد الشعور بالظلم لدى البعض بسبب عدم حصولهم على فرصة وظيفية مناسبة، بالإضافة إلى شعورهم بغياب العَدِلْ على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي وانعدام تكافؤ الفُرص.
  • الحصول على الأموال بطريقة خاطئة: يقوم البعض بأعمال إجرامية؛ مثل السطو والسرقة والعُنف والنصب والاحتيال، حتى يتمكّنوا من توفير الأموال التي يحتاجونها في حالة عدم حصولهم على الفرصة الوظيفية المناسبة.
  • انتشار التسوّل: يُمكن للبطالة أن تزيد من أعمال التسوّل في المُجتمع؛ بهدف الحصول على الأموال التي يحتاجها المرء  لتوفير حاجاته المعيشية الأساسية.
  • تفشّي الأمراض: تظهر العَديد من الأمراض التي تؤثر على صحة الإنسان عندما يعجز عن توفير العَمل؛ منها أمراض سوء التغذية وفقر الدم والسكري وارتفاع ضغط الدم الناتج عن الضغوط النفسية.
  • تفكُّك الأسرة: في بعض الأحيان يؤدي ارتفاع نسبة البطالة إلى انتشار حالات الطلاق بين الزوجين، بالإضافة إلى زيادة نسبة العنوسة، وهو ما يؤثر على العلاقات الأُسرية بشكل سلبي.
  • تدهور المستوى المعيشي: تحدُّ البطالة من قُدرة المرء أو الأُسرة على توفير مكان السكن المناسب للمعيشة، بالإضافة إلى الحدّ من القدرة على شراء الملابس، كذلك تؤثر على مُختلف مجالات المستوى المعيشي للإنسان.
  • تغيّر سلوك الأطفال: ينشأ الإجهاد الأُسري عند الأطفال بسبب البطالة والفقر في بعض الأحيان، ويؤدي هذا النوع من الإجهاد إلى ظهور المشاكل السلوكية مع مرور الزمن.
  • تخريب المُجتمعات: يتم استغلال بعض الشباب نتيجةً لعدم حصولهم على فرصة وظيفية مناسبة أحيانًا؛ حتى يُصبحوا معاوِلَ هدمٍ في المُجتمع مع استغلالهم للقيام بأعمال تخريبية في مُجتمعاتهم.

هل آثار البطالة النفسية والصحية حقيقية؟

لا شك بأن هُناك العَديد من الآثار النفسية والصحية السلبية للبطالة؛ فإن القدرة على توفير الأطعمة الصحية وشراء الأدوية تنخفض بشكلٍ ملحوظٍ عند تعرّض المرء إلى البطالة؛ ممّا يزيد من حالته الصحية سوءًا. كما أن آثار البطالة تشمل الشعور بتدني المنزلة الاجتماعية للإنسان وتزيد من العُزلة وتتسبب بالاكتئاب والملل والقلق والإحباط، وأظهرت إحدى الدراسات بأن نسبة الاكتئاب أكثر ارتفاعًا لدى البالغين العاطلين عن العَمل مقابل العاملين.

كيف تتأثر الصحة النفسية للإنسان عند ترك العَمل؟

يُمكن أن تتأثر الصحة النفسية للمرء بشكل سلبي إذا أصبح عاطلًا بعد ترك وظيفته؛ فإن ترك العَمل يتسبب باضطراب الاكتئاب الشديد في بعض الأحيان، وهو اضطراب يؤدي إلى التعب وصعوبة التركيز والأرق أو فرط النوم، بالإضافة إلى العُزلة الاجتماعية وتقلُّبات الشهية وكُره الذات أو الشعور بانعدام القيمة، وتساعد الإرشادات الآتية في التعامل مع فقدان الوظيفة بشكل مناسب للحدّ من الآثار النفسية:

  • التواصل مع الآخرين: من الجيد التواصل مع الأصدقاء المقربين وأفراد العائلة؛ للتحدّث بشأن ترك الوظيفة والحصول على الدعم والتشجيع من قِبلهم؛ لتجاوز الشعور السلبي تجاه هذا الأمر.
  • النشاط البدني: تساعد الأنشطة البدنية في المُحافظة على الصحة البدنية والصحة العقلية للإنسان بحالة جيدة، ويُمكن للمرء ممارسة التمارين والأنشطة البدنية لضمان الحدّ من آثار البطالة بعد ترك العَمل.
  • محاولة التأقلم: على المرء تعزيز مهارات التأقلم الصحية مع ترك العَمل؛ مثل التنفس العميق والكتابة في إحدى المجلات، ويجب التخلص من مهارات التأقلم السلبية مثل المخدرات أو الطعام؛ فإنها تمنح بعض الراحة ثم تؤدي إلى تفاقم المشكلة النفسية.
  • تشتيت الانتباه: لا بُدّ من تشتيت الانتباه عندما يبدأ الإنسان بالتفكير في ترك العَمل والآثار السلبية التي يعيشها المرء بعد البطالة؛ فإن ذلك يزيد من حالته سوءًا.
  • التحدّث مع المختصين: إذا شعر الإنسان بالاكتئاب الشديد وأحس بتدهور حالته النفسية كثيرًا؛ فلا بُدّ من استشارة أخصائي الصحة النفسية؛ لأخذ التوجيهات والتعليمات المناسبة حتى يستعيد المرء عافيته النفسية.

ما هي أسباب زيادة نسبة البطالة؟

تؤدي الأسباب الآتية إلى تفشي البطالة وزيادة نسبتها في المُجتمع:

  • الفصل العُنصري: ينتشر الفصل العُنصري في بعض الدول ويؤدي إلى حصول بعض الأفراد على التعليم ثم فرص التوظيف المناسبة، بينما تنخفض المستويات التعليمية عند الآخرين وتقلّ نسبة التوظيف بينهم.
  • المناهج التعليمية غير المناسبة: لا تستطيع بعض الأنظمة التعليمية تزويد الطلبة بالمهارات المُناسبة لدخول سوق العَمل، وهو ما يتسبب بتدنّي قدرتهم على المنافسة في السوق والحصول على الوظيفة المُلائمة.
  • الركود العالمي: أثّر الركود العالمي في العامين 2008-2009 إلى تدنّي أعداد الفرص الوظيفية المُتاحة للعديد من الأشخاص حول العالم، أدّى ذلك إلى زيادة نسبة البطالة بشكل كبير.
  • مطالب النقابات: تُطالب النقابات العمالية بحصول الموظفين على حقوقهم ورفع مستوياتهم المعيشية وتحسين أجورهم، ويُمكن أن يؤدي ذلك إلى التقليل من الفُرص الوظيفة المُتاحة نتيجةً لارتفاع قيمة الرواتب؛ إلّا إنّ هذه المطالب قد تكون مُهمّة لتحسين حياة العاملين.
  • النمو الاقتصادي الضعيف: تُعاني بعض الدول حول العالم من نمو ضعيف في الاقتصاد، ولا تستطيع المؤسسات توفير فُرص عمل جديدة في هذه الحالة؛ ممّا يؤدي إلى زيادة أعداد العاطلين عن العَمل وتفشّي آثار البطالة في المجتمع.

هل توجد أنواع مختلفة للبطالة؟

للبطالة عِدّة أنواع مُختلفة، وأبرزها ما يأتي:

  • البطالة الدورية: إذا انكمش الاقتصاد في الدولة فإن ذلك يستدعي تسريح الموظفين من المؤسسات؛ ممّا يؤدي إلى زيادة نسبة البطالة، ثم يعقُب ذلك فترةً من الازدهار؛ فتقوم الشركات بطلب العمَالة مرّةً أُخرى وهكذا بشكل دوري، وهو ما يُعرف باسم البطالة الدورية.
  • البطالة الهيكلية: في حالة عدم وجود توافق بين المهارات والخبرات لدى الباحثين عن العَمل والمهارات المطلوبة للفرص الوظيفية المُتاحة؛ فإن ذلك يؤدي إلى زيادة نسبة البطالة، ويُعرف هذا النوع باسم البطالة الهيكلية.
  • البطالة الاحتكاكية: عادةً ما يستمر هذا النوع من البطالة فترةً قصيرةً لا تتعدّى شهرًا واحدًا، وهي بطالة تنشأ عندما تنتقل الأيدي العاملة من مؤسسة إلى مؤسسة أُخرى، ولا تؤثر هذه البطالة على الأجور أو التضخّم عادةً.
  • البطالة المُقنّعة: عندما يحصل المرء على فرصة وظيفية إلّا إنّه يحتاج العَمل لساعاتٍ إضافيةٍ حتى يسدّ حاجته؛ فإن ذلك يُعرف باسم البطالة المُقنّعة، ويشمل هذا النوع الفئتين الآتيتين:
    • الأشخاص الذين يعملون بدوام جزئي مع رغبتهم بالعَمل مزيدًا من الساعات الإضافية.
    • العاملين بدوام كُلّي عادةً، لكنهم حاليًا يعملون وِفق دوام جزئي.
  • البطالة المخفيّة: يفقد بعض الأشخاص الأمل في العثور على فرصة عمل مناسبة؛ فيتوقفون عن البحث، ويُعرف ذلك باسم البطالة المخفيّة؛ لأن أعدادهم لا تُحتسب مع نسبة البطالة بالرغم من عدم عثورهم على العَمل.
  • البطالة الموسمية: يظهر هذا النوع من البطالة في مواسم مُعينة من السنة ويختفي بعدها؛ ومن ذلك بطالة مُدربي التزلج عندما تذوب الثلوج في فصل الصيف، كذلك العاملين في مجال جمع الفاكهة.

كيف يمكن التعامل مع آثار مشكلة البطالة في المجتمع؟

يُمكن للإرشادات الآتية الحدّ من آثار البطالة وتوفير المزيد من فرص العَمل للأفراد في المُجتمع:

  • وضع الخطط الوطنية للعمَالة: تقع على عاتق الحكومات مُهمّةٌ كبيرةٌ في وضع الخُطط، التي تهدف إلى توظيف الشباب الباحثين عن فرص العَمل ومحاولة العثور على الفرص المُناسبة لهم، وتحفيز القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية على ذلك.
  • تحسين المناهج التعليمية: من الجيد تحسين المناهج التعليمية وإدراج ريادة الأعمال فيها، بالإضافة إلى توفير العديد من البرامج المهنية في المدارس لتدريب الطلبة من الشباب وتزويدهم بالمهارات والمعارف المناسبة.
  • بناء الشراكة بين مؤسسات التعليم والشركات: تستطيع الشركات المُختلفة بناء شراكة مع بعض المؤسسات التعليمية؛ لرفدها بالمهارات المُناسبة من الشباب ذوي الخبرة والمعرفة في مجال عملها، ثم تشغيل هؤلاء الشباب وتوفير الفرص الوظيفية لهم.
  • تعزيز ريادة الأعمال: يجب على المؤسسات التعليمية ومُختلف الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص تشجيع وتعزيز ريادة الأعمال؛ حتى يتمكّن الشباب من الإبداع لإنشاء الأعمال التي يجنون منها الأموال ويحدّون فيها من البطالة.

ما هي الدول التي حقّقت أقل نسبة بطالة في العالم؟

تضم القائمة الآتية الدول التي حقّقت أقل نسبة من البطالة في العالم حسب تقديرات عام 2020:

  • دولة قطر: حققت دولة قطر نسبة بطالة تبلغ 0.1% عام 2020، وهي الدولة ذات نسبة البطالة الأقل حول العالم، هذا يعني أن آثار البطالة داخل هذه الدولة أقل انتشارًا من الدول الأُخرى.
  • النيجر وجُزر سليمان: حقّقت كلٌّ من دولة النيجر ودولة جزر سليمان نسبة بطالة بلغت 0.5% فحسب، وهو ما يجعلها في المرتبة الثانية بعد دولة قطر.
  • جمهورية لاوس: بلغت نسبة البطالة في جمهورية لاوس 0.6% عام 2020، هذا يعني أنها في المرتبة الثالثة بين دول العالم ذات نسبة البطالة الأقل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل هناك أسرار للنجاح في العمل؟

هل يمكن العمل بتجارة التجزئة على الإنترنت؟

هل هناك مشاريع مربحة يمكن عملها من المنزل؟

هل تُؤثر الصحة النفسيّة للعاملين على كفاءة العمل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على