تحقيق مسبار
يُعاني الكثيرون من الدوخة في رمضان نتيجةً للإصابة بالأمراض أو اتباع نمط حياةٍ غير مُناسب، وفي هذا المقال يتعرّف القارئ على أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالدوخة في شهر رمضان، بالإضافة إلى طُرق التعامل مع هذا الشعور وأساليب العلاج المُتاحة بعد وقبل الإفطار، ويتطرّق المقال كذلك إلى بعض الأطعمة والمشروبات التي تحِدُّ من الدوخة أيضًا.
هل توجد أسباب وراء الشعور بالدوخة في رمضان؟
توجد الكثير من الأسباب للشعور بالدوخة في شهر رمضان، وترجع بعض أسباب الدوخة إلى عادات الأكل والشرب غير الصحيّة والإفراط في تناول الطعام أو عادات النوم السيئة، بينما يرجع بعضها الآخر إلى حالة طبية كامنة تستدعي تدخلًا طبيًا في بعض الأحيان؛ مثل حالات الأُذن الداخلية، ويمكن أن تظهر أعراض الدوار بسبب الحركات المُفاجئة؛ مثل القيام بعد الجلوس.
لماذا يشعر البعض بالدوخة في رمضان؟
توضّح القائمة التالية كثيرًا من أسباب الدوار في شهر رمضان:
- ارتفاع نسبة السُكّر في الدم: إذا ارتفعت نسبة السكر في الدم بشكلٍ حادّ؛ فإن الصائم يتعرض إلى فقدان الشهية، بالإضافة إلى الشعور بالعطش مع الحاجة إلى التبول بكثرة، كذلك تظهر أعراض الدوخة في هذه الحالة.
- انخفاض سُكّر الدم الحادّ: الكثير من الأعراض تُصاحب حالة النقص الحادّ في سُكّر الدم إلى جانب الشعور بالدوخة؛ منها التعرّق والشعور بالتعب أو الإرهاق والتعرّض إلى التشنجات أو الإغماء أو الرجفة.
- انخفاض الضغط: يتجاهل بعض مرضى القلب الحصول على الكميات الكافية من السوائل خلال شهر رمضان، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وينتج عن ذلك الشعور بالدوخة.
- الإفراط في تناول الطعام: يتناول البعض كثيرًا من الطعام على مائدة الإفطار بدلًا من تقسيمه على عِدّة وجبات أصغر، ويؤدي ذلك إلى توجّه الدم نحو المَعدة للمساعدة في عملية الهضم؛ ممّا يتسبب بالدوخة.
- تناول بعض الأدوية: في بعض الأحيان يتناول المرء أدوية تؤدي إلى الشعور بالدوخة بعد فترة الإفطار؛ أبرزها أدوية التعامل مع حالة السُكّري مثل الأنسولين.
- ردّ الفعل التحسّسي: إذا تحسّس المرء تجاه أيٍّ من الأطعمة الموجودة على مائدة الإفطار في شهر رمضان؛ فإنه يكون عُرضة إلى الشعور بالدوخة، إضافةً إلى الغثيان والأعراض الأُخرى.
- الوقوف بعد الانتهاء من الطعام: يجلس أغلب الناس لتناول الطعام ثم يقومون بعد الانتهاء من الأكل، ويُعاني البعض من حالة تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم عند الوقوف، وينتج عنها الشعور بالدوخة.
- نقص بعض الفيتامينات: يُمكن أن يؤدي نقص فيتامين بي 12 إلى العديد من المشاكل التي تلحق الجهاز العصبي، وينتج عن هذا النقص اختلالٌ في توازن الجسم وانخفاضٌ في تدفق الدم إلى الدماغ، بالإضافة إلى الدوخة وانخفاض ضغط الدم.
- الشعور بالقلق: يُمكن أن يكون القلق سببًا في التعرض إلى الدوخة في رمضان أحيانًا.
- الجفاف: يتعرض الجسم إلى الجفاف أحيانًا إذا لم يحصل على كمياتٍ كافية من السوائل أو فَقَدَ كثيرًا من سوائله دون تعويضها، ويؤدي الجفاف إلى نوبات من الدوار بجانب عِدّة أعراضٍ أُخرى.
- انخفاض الأكسجين: لا يستطيع الجسم الحصول على الكميات الكافية من الأكسجين أحيانًا؛ ممّا يؤدي إلى الشعور بالدوخة، وذلك كما يحدث عند الجري والتنفس بقوة.
- نقص الحديد: يُعاني البعض من نقص مخزون الحديد، وتُعرف هذه الحالة باسم فقر الدم، ويُصاحبها العديد من الأعراض التي يشعر بها المرء؛ مثل الدوخة والتعب والضعف بالإضافة إلى شحوب الجلد.
- الإجهاد النفسي: يقوم الجسم بإفراز بعض الهرمونات التي تؤثر على القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي عند التعرض إلى الضغط أو الإجهاد النفسي، ويؤثر ذلك على الأوعية الدموية والتنفس وعدد نبضات القلب؛ ممّا يؤدي إلى الدوخة وعِدّة أعراضٍ أُخرى.
ما هو علاج الدوخة في الصيام خلال رمضان؟
يُمكن للصائم الاعتماد على الطُرق الآتية لعلاج الدوخة أثناء الصيام في شهر رمضان، ما لم تستدعِ حالته زيارة الطبيب أو أخذ الأدوية:
- التوقّف عن الأنشطة الحالية: ينبغي على المرء التوقّف عن الأنشطة التي يقوم بها عند الشعور بالدوخة وأخذ قسطٍ من الراحة، ثم العودة إلى مُتابعة هذه الأنشطة بعد هذا الإحساس.
- الاستلقاء: إذا بدأ الصائم بالتعرض إلى الإغماء مع الشعور بالدوخة؛ فإن الاستلقاء ضروريٌّ في هذه الحالة حتى يسمح للدم بالوصول إلى الدماغ على نحوٍ أسرع، ولا بُدّ من مُراجعة الطبيب إذا كانت الحالة خطيرة لضمان عدم ظهور أيّ مُضاعفات.
- الحرص على تنظيم الضغط والسُكّر: يُمكن أن يؤدي الإجهاد الزائد، أو الاستحمام في الماء الساخن وغيرها من الأنشطة إلى اختلاف نسبة السُكّر ومستويات ضغط الدم ممّا يتسبب بالدوار، ولعلاج هذه الحالة يجب الابتعاد عن هذه الأنشطة والحرص على تنظيم السُكّر والضغط.
هل توجد طريقة لعلاج الدوخة بعد الإفطار في رمضان؟
يعتمد تحديد علاج الدوخة بعد الإفطار في شهر رمضان على تشخيص الطبيب للتخلّص من الحالة الكامنة التي تتسبب بهذا الشعور، وفيما يأتي بعضًا من تعليمات علاج الدوخة في شهر رمضان:
- اختيار الأطعمة المُناسبة: يُمكن أن يحتوي النظام الغذائي للبعض على أطعمة تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، أو اختلاف مستويات السُكّر، أو غيرها من الحالات التي تتسبب بالدوخة، ويتم العلاج في هذه الحالة باختيار أطعمة مناسبة بدلًا من الأطعمة المذكورة.
- شُرب الكثير من الماء: من الضروري شرب الماء بكثرة حتى تزداد كمية الدم في الجسم، وهو ما يضمن الحدّ من انخفاض الضغط والشعور بالدوخة، وتزداد الحاجة إلى شُرب الماء قبل الأكل لهذه الغاية.
- عدم الوقوف فجأة في الفترة التي تتبع الأكل: تظهر الدوخة عادةً بسبب الوقوف خلال الساعة الأولى من تناول الطعام، هذا يعني أن الوقوف ببطء خلال هذه الفترة يُسهم في الحدّ من الدوخة في رمضان.
- الابتعاد عن مُسببات الحساسية: في حالة كانت الحساسية سببًا بشعور الدوخة؛ فينبغي على المرء تجنّب الأطعمة أو المشروبات، التي تؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية للتخلص من هذا الشعور.
أدوية لعلاج الدوخة بعد الإفطار في رمضان
يُمكن للصائمين الاعتماد على الأدوية الآتية لعلاج الدوخة بعد الإفطار في شهر رمضان مع ضرورة استشارة الطبيب قبل تناولها:
- أدوية الدوخة والغثيان: تستطيع العديد من الأدوية توفير شعورٍ فوري بالراحة والقضاء على الدوخة والغثيان؛ منها مُضادات الهستامين ومضادات الكولين.
- مُضادات القلق: يُمكن أن تُساعد بعض مُضادات القلق في التخلص من الدوخة؛ مثل دواء ديازيبام ودواء ألبرازولام، كذلك دواء البنزوديازيبينات الذي يتسبب بالإدمان والنعاس.
- أدوية الصداع النصفي: كثيرًا ما ترتبط الدوخة بالتعرض إلى الصداع النصفي، وفي هذه الحالة يُمكن أن تساعد أدوية الصداع النصفي في الحدّ من التعرض إلى حالة الدوخة.
كيف يمكن الوقاية من الدوخة في رمضان؟
فيما يلي بعضًا من أبرز الخطوات للوقاية من الشعور بالدوخة في شهر رمضان:
- تجنّب الحركات المُفاجئة: لا بُدّ من تجنّب الحركات المُفاجئة؛ مثل الوقوف أو المشي، للحدّ من الشعور بالدوخة في شهر رمضان، وتزداد الحاجة إلى الوقوف ببطء عند الإصابة ببعض الاضطرابات التي تؤدي إلى انخفاض الضغط عند وقوف الشخص.
- الحرص على شُرب السوائل: بما أن الجفاف واحدٌ من أسباب الدوخة؛ فهذا يعني ضرورة الحرص على توفير الترطيب المُناسب الذي يحتاجه الجسم في شهر رمضان، حتى لا يتعرض المرء إلى حالة الدوخة في النهار.
- أخذ القسط الكافي من النوم: يُمكن أن تؤثر اضطرابات النوم خلال شهر رمضان وعدم النوم لوقت كافٍ إلى ظهور العديد من الأعراض؛ بما فيها الدوخة، ولا بُدّ من النوم الجيد للوقاية في هذه الحالة.
- اتباع نظام غذائي جيد: يشمل النظام الغذائي الجيّد تجنّب الإفراط في الكافيين والملح والابتعاد عن تدخين السجائر، كذلك عدم تناول الأطعمة التي تُثير ردّة فعلٍ تحسّسية عند المرء أيضًا.
- تخفيف جُرعات الأدوية: على المرضى استشارة الطبيب لتغيير الأدوية التي تؤدي إلى الشعور بالدوار، أو التقليل من جرعاتها حتى يقي المرء نفسه من الدوخة في رمضان.
متى يجب زيارة الطبيب بسبب الدوخة في رمضان؟
في الحالات الآتية لا بُدّ من زيارة الطبيب أو الحصول على الرعاية الطبية الفورية عند التعرض إلى الدوخة في رمضان:
- ظهور أعراض السكتة الدماغية: إذا ظهرت الدوخة فجأة مع الشعور ببعض الأعراض الأُخرى؛ مثل ازدواج الرؤية أو التنميل أو الضعف في أحد جانبي الجسم؛ فإن ذلك يُشير إلى السكتة الدماغية ويستدعي الذهاب إلى الطبيب فورًا.
- التعرض إلى الغثيان: إذا تعرض المرء إلى الغثيان أو ظهرت عليه أعراض الغثيان مع القيء، إلى جانب الدوخة دون وجود فائدة من تناول الأدوية؛ فلا بُدّ من زيارة الطبيب للتحقّق من سبب الدوخة.
- التعرض إلى نوبات دوخة شديدة: في حالة تعرض المرء إلى نوبات دوخة شديدة ومتكررة وطويلة مع أخذ العلاجات المُوصى بها من قِبل الطبيب؛ فيُشير ذلك إلى حالة تستدعي مُراجعة مُقدّم الرعاية الصحية في أقرب وقتٍ مُمكن.
هل يوجد أطعمة ومشروبات للدوخة في رمضان؟
توجد العديد من الأطعمة والمشروبات التي يمكن الاعتماد عليها للتقليل من الدوخة في رمضان؛ ومنها شاي الزنجبيل الذي يتم صُنعه عن طريق نقع جذور الزنجبيل في الماء المغلي مُدةً تتراوح بين 5-10 دقائق، واللوز الذي يُسهم في الحدّ من أعراض الدوخة عند تناول حفنة واحدة منه يوميًا، كذلك مصادر فيتامين سي مثل البرتقال والفلفل والفراولة، ومصادر فيتامين إي مثل السبانخ والمكسرات، ومصادر فيتامين دي ومصادر الحديد.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج الدوخة في المنزل؟
هل يمكن علاج فقدان الشهية والغثيان والدوخة؟
