` `

هل يمكن علاج الاستيعاب البطيء عند الأطفال؟

صحة
30 أبريل 2022
هل يمكن علاج الاستيعاب البطيء عند الأطفال؟
يدل بُطء الاستيعاب على وجود حالة صحية كامنة تحتاج إلى تشخيص (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

من الضروري علاج الاستيعاب البطيء عند الأطفال فور ملاحظته؛ ذلك حتى يتمكّن الطفل الذي يُعاني من ضعف أو بُطء في الاستيعاب من إدراك أقرانه الآخرين. يتطرق هذا المقال إلى طُرق علاج هذه المشكلة العقلية، بالإضافة إلى توضيح العديد من الإرشادات للتعامل معها في كلٍّ من البيت والمدرسة، كذلك يعتني ببيان بعض المشاكل الصحية المرتبطة مع ضعف الاستيعاب.

هل يمكن علاج الاستيعاب البطيء عند الأطفال؟

يُمكن علاج الاستيعاب البطيء الذي يظهر عند بعض الأطفال بالفعل بعد إجراء التشخيص ومعرفة الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة العقلية، وعادةً ما يدل بُطء الاستيعاب على وجود حالة صحية كامنة تحتاج إلى تشخيص وتدخّل من قِبل مُقدّم الرعاية الصحية؛ إلّا إنّها لا تدل على أيّة حالة أُخرى أحيانًا.

صورة متعلقة توضيحية

كيف يتم علاج الاستيعاب البطيء عند الأطفال؟

لا يوجد علاجٌ واحدٌ مُحدّدٌ للتعامل مع جميع حالات الاستيعاب البطيء عند الأطفال؛ إنّما يعتمد على السبب الأساسي الذي يؤدي إلى المشكلة، كما يعتمد الأطباء على بعض التمارين والتدريبات العقلية، التي من شأنها تعزيز الوظيفة المعرفية عند الطفل، كما تساعد ممارسة التمارين الرياضية على تحسين حالة الاستيعاب أيضًا، كذلك بالنسبة لتناول الطعام المتوازن والمُحافظة على العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء وأفراد العائلة.

هل يوجد إرشادات للتعامل مع الاستيعاب البطيء عند الأطفال؟

فيما يأتي بعضًا من الإرشادات التي تُساعد على التعامل مع حالة الاستيعاب البطيء عند الأطفال:

  • السماح بوقت إضافي للاستيعاب: يستغرق الأطفال ذوو الاستيعاب البطيء مزيدًا من الوقت لمُعالجة المعلومات والتفاعل معها؛ لذلك ينبغي منحهم وقتًا إضافيًا لحلّ الواجبات المدرسية وفهم المواد المقروءة أو المسموعة.
  • تكرار التعليمات: ربما لا يتمكّن الطفل من استيعاب التعليمات أول مرة، هذا يعني ضرورة تكرارها عِدّة مرّات لمساعدة الطفل على الفهم والاحتفاظ بهذه التعليمات في الذاكرة لوقتٍ كافٍ حتى الانتهاء من إنجاز المهمة.
  • إشراك الحواس المتعددة: إن استخدام الحواس المُتعددة يُسهم في تعزيز عملية الاستيعاب عند الطفل متى أمكن، ومن الأمثلة على ذلك تلقين الاتجاهات بصوتٍ مرتفعٍ مع عرض المُخططات والرسوم التي توضّحها.
  • تسليط الضوء على الصورة الكبيرة: من الجيد تسليط الضوء على الأفكار الرئيسية والجوهرية عند التعامل مع الأطفال بطيئي الاستيعاب؛ فإن ذلك يسمح لهم باستيعاب الصورة الكبيرة قبل البدء بالتفاعل مع المعلومات التفصيلية.
  • الاستعانة بالتكنولوجيا: يمكن للآباء والمُعلمين الاستعانة بالتكنولوجيا لتكرار المواد التعليمية المُفيدة عدة مرات مع عرض المواد المرئية والمسموعة؛ ذلك للتعزيز من قدرة الطفل على الاستيعاب والفهم.
  • تجنّب الإكثار من الأسئلة: في بعض الأحيان يؤدي الإكثار من الأسئلة إلى إرباك الطفل الذي يُعاني من بطء الاستيعاب؛ لذلك فإنه ينبغي طرح سؤال واحد في كل مرة ليتمكّن الطفل من التركيز على المعلومات المَعنيّة.
  • تقصير المهام: إن تقصير المهام يساعد الطفل على الاستيعاب من خلال منحه الفرصة للتركيز، بالإضافة إلى التقليل من الأعباء التي يشعر بها، كذلك يُسهم في منحه مزيدًا من الوقت للتفكير والخروج بنتيجة جيدة.
  • منحهم فرصة لاستخدام لوحة المفاتيح: عندما يستخدم الأطفال لوحة المفاتيح من أجل تعلّم الكتابة، يؤدي ذلك تقليل التشتيت المُحتمل عن الكتابة لتشكيل الحروف؛ ممّا يساعد على التعامل مع بطء الاستيعاب عند الأطفال بشكل أفضل.

ما هي العوامل التي تزيد من خطورة بطء الاستيعاب عند الأطفال؟

توجد الكثير من العوامل التي تزيد من خطورة تعرض الطفل إلى مشكلة بطء الاستيعاب؛ أبرزها الاكتئاب، كذلك نمط الحياة غير المستقر، ونقص الحوافز الذهنية أو الروابط الاجتماعية. ولا بُد من حصول الطفل على قسط نومٍ كافٍ دائمًا؛ فإن قِلّة النوم تزيد من فرصة مشاكل الاستيعاب عند الأطفال. ويُمكن أن ترتبط صعوبة الفهم والاستيعاب عند الأطفال كذلك ببعض المشاكل الصحية؛ مثل السُكّري وارتفاع ضغط الدم.

ما هي أبرز أسباب عدم استيعاب الأطفال؟

هُناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى بُطء الاستيعاب عند الأطفال؛ منها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهي مشكلة صحية تؤدي إلى ضعف انتباه الطفل وسهولة تشتيته وانخفاض مستويات التركيز لديه، بالإضافة إلى زيادة نشاطه ومواجهة الصعوبات في البقاء جالسًا أو التزام الصمت، ويُمكن أن يتسبب ذلك بارتكاب الكثير من الأخطاء دون مبالاة إلى جانب التأثير على الاستيعاب.

ينتج عدم الاستيعاب عند الأطفال -وغيرهم من البالغين أو المراهقين- عن بعض المشاكل الصحية في بعض الأحيان؛ منها انكماش الحُصيّن الموجود في الدماغ، كذلك نقص فيتامين بي 12 وخمول الغدة الدرقية والشعور بالقلق ومشاكل الانتباه، كما يُمكن أن يُعاني الأطفال من بُطء الاستيعاب نتيجةً لأيّ حالة صحية تؤدي إلى تلف المسارات العصبية.

خمول الغدة الدرقية عند الأطفال

يؤدي خمول الغدة الدرقية عند الأطفال إلى ظهور العديد من المُضاعفات؛ منها ضعف النمو الجسدي، تأخّر نمو الأسنان والتأخّر في البلوغ، بالإضافة إلى ضعف النمو العقلي، كما أنه من الأسباب التي تؤدي إلى بُطء الاستيعاب. ولا بُد من التعامل مع هذه الحالة حتى يتم علاج الاستيعاب البطيء عند الأطفال المُصابين، وعادةً ما يتم العلاج من خلال الاعتماد على أقراص يتناولها الطفل لتزويده بهرمونات الغدة الدرقية.

المعاناة من القلق عند الأطفال

إذا تعرض الطفل إلى القلق؛ فإن ذلك يؤثر على سرعة الاستجابة واتخاذ القرارات لديه، كما أنه يُمكن أن يؤدي إلى ضعف الاستيعاب نتيجةً لانخفاض سرعة مُعالجة المَعلومات في الدماغ. وهُناك العديد من الأعراض الأخرى للقلق عند الأطفال؛ منها: مواجهة صعوبة في التركيز، البكاء بشكل مستمر، الشعور بآلام في البطن والإحساس بتوعك في الجسم. ويتم علاج القلق من خلال العلاج السلوكي المعرفي أو بالاعتماد على بعض الأدوية، وفي بعض الأحيان تكفي استشارة الطبيب للتخلص من حالة القلق.

ما هي أعراض صعوبة الفهم والاستيعاب عند الأطفال؟

هُناك العديد من الأعراض التي تظهر بسبب ضعف الاستيعاب عند الأطفال، وربما تختلف الأعراض مع تقدم الطفل في العمر، ومنها ما يأتي:

  • مواجهة مشكلة في اتباع بعض التعليمات: لا يستطيع الأطفال اتباع التعليمات والتوجيهات التي تشتمل على خطوات مُتعددة أحيانًا؛ بسبب ضعف الاستيعاب.
  • صعوبة الإجابة على الأسئلة: عادةً ما يواجه الأطفال صعوبةً في الإجابة على الأسئلة التي يتم طرحها عليهم نتيجةً لضعف الاستيعاب، وتزداد المشكلة سوءًا عند طرح الأسئلة عبر الهاتف. 
  • أخذ المزيد من الوقت: يحتاج الطفل بطيء الاستيعاب إلى مزيدٍ من الوقت لكتابة اسمه، ويستغرق وقتًا أطول في تعلّم طريقة استخدام الأوراق وأقلام الرصاص مقارنةً بالأطفال الآخرين في نفس المرحلة العمرية، وكذلك في العديد من الأنشطة الأُخرى.
  • صعوبة اتخاذ القرار: لا يستطيع الأطفال المصابون بضعف الاستيعاب حسم أمرهم واتخاذ القرارات بسرعة، وإنما يستغرقون وقتًا أطول، ومن الأمثلة على ذلك بطء اتخاذ القرارات حول الطعام الذين يرغبون بتناوله على الإفطار.
  • عدم الفهم من المرة الأولى: عند قراءة المعلومات يحتاج الطفل المصاب بضعف الاستيعاب إلى تكرار القراءة أكثر من مرة حتى يتمكن من فهمها، ولا يستطيع فهمها من المرة الأولى عادة.
  • صعوبة استيعاب ما يحدث في الأماكن المزدحمة: عادة ما تضم الأماكن المزدحمة -مثل الملعب في المدرسة- كثيرًا من الأنشطة في ذات الوقت، ولذلك يواجه الطفل صعوبة في استيعاب ما يحدث داخل هذه الأماكن.

هل مرض الزهايمر من أسباب عدم استيعاب الأطفال؟

يُعد الزهايمر واحدًا من أسباب عدم استيعاب الأطفال بالفعل، ويختلف الزهايمر الذي يُعاني منه بعض الأطفال عن مرض الزهايمر المعروف، وهو مصطلح يُشير إلى اثنتين من الحالات النادرة الوراثية؛ هما مرض نيمان-بيك من النوع سي، ومتلازمة سانفيليبو من النوع الثالث، وتشمل الأعراض -إلى جانب بطء الاستيعاب- مواجهة المشاكل في الذاكرة وقِلّة الانتباه، وفي هذه الحالة يتم علاج الاستيعاب البطيء عند الأطفال من خلال التعامل مع حالة الزهايمر الأساسية.

ما هي صعوبات التعلّم التي ترتبط مع بطء الاستيعاب عند الأطفال؟

هناك العديد من صعوبات التعلّم ذات الارتباط الوثيق مع بُطء الاستيعاب عند الأطفال، وتضم القائمة الآتية بعضًا من هذه الصعوبات:

  • عُسر القراءة: عادةً ما يتمتع الأطفال الذين يُعانون من عُسر القراءة بذكاءٍ طبيعي؛ إلّا إنّهم يواجهون صعوبةً في استيعاب المواد المقروءة، وينبغي التعامل مع هذه الحالة في وقتٍ مبكرٍ من حياة الطفل حتى يستطيع تجاوز مشكلة القراءة بأفضل شكلٍ مُمكن.
  • خلل الأداء التنموي: لا يستطيع الأطفال المُصابون بخلل الأداء التنموي أداء الأنشطة اليومية بالشكل المتوقع مقارنةً بالأطفال الآخرين في نفس العُمر، ويُمكن أن يؤدي ذلك إلى العديد من المشاكل في مرحلة البلوغ أيضًا ولا يتوقّف في مرحلة الطفولة.
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: يؤثر هذا الاضطراب على كلٍّ من حركة الطفل وانتباهه، ويؤدي إلى قِلّة الانتباه، ويتسبب ببطء الاستيعاب في بعض الأحيان، كما أنه يتسبب بزيادة حركة الطفل وكثرة نشاطه مقارنةً بأقرانه من الأطفال.
  • اضطراب نقص الانتباه: هناك العديد من الأعراض التي يُمكن أن تصاحب اضطراب نقص الانتباه؛ منها الصعوبة في متابعة التعليمات والتوجيهات، إضافةً إلى المُعاناة عند أداء المهام في كل من المدرسة أو المنزل أو عند ممارسة الألعاب.

كيف يتم التعامل مع ضعف الاستيعاب عند الأطفال في المدرسة؟

ربما لا يستطيع علاج الاستيعاب البطيء عند الأطفال القضاء على الأعراض بشكل كامل في بعض الأحيان، وإنما يؤدي إلى السيطرة عليها والتقليل من شِدّتها؛ لذلك فإنه ينبغي إيلاء هذه الفئة من الأطفال اهتمامًا خاصًا والتعامل معها بشكلٍ مناسب في المدرسة لمتابعة التعليم؛ من ذلك: تقسيم المهام إلى أجزاء أصغر، تقديم التعليمات المكتوبة المختصرة، منحهم المزيد من الوقت عند إجراء الاختبارات والسماح لهم باستخدام أجهزة الحاسوب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن تقوية الذاكرة والتركيز والذكاء؟

هل يمكن علاج تلعثُم الكلام عند الأطفال؟

هل العمر يُحدّد مدى تأثير الطلاق على الأطفال؟

هل يوجد أساليب معينة للتعامل مع سلوكيات الأطفال؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على