` `

هل يمكن تمييز الأخبار المُضللة بسهولة؟

أخبار
5 مايو 2022
هل يمكن تمييز الأخبار المُضللة بسهولة؟
توجد الكثير من الأخبار المضللة التي لا يمكن اكتشافها إلا من قبل المختصين (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تؤثر الأخبار المُضللة على المجتمع بشكلٍ سلبيٍّ في كثيرٍ من الأحيان؛ لذلك فإنه ينبغي الحرص على كشفها والتعامل معها بطريقة صحيحة تضمن الحدّ من تأثيراتها السلبية، ويُبيّن هذا المقال العديد من الخصائص التي تتمتع بها هذه الأخبار، بالإضافة إلى تزويد القارئ ببعض الإرشادات لاكتشافها والتعرّف إليها أيضًا.

هل يمكن تمييز الأخبار المُضللة بسهولة؟

في حين يُمكن اكتشاف بعض الأخبار المُضلّلة بسهولةٍ كبيرةٍ نتيجةً لجودة عرضها المُنخفضة؛ إلّا أنّه توجد الكثير من الأخبار المضللة التي لا يُمكن اكتشافها إلّا من قبل المُختصين في هذا المجال؛ ذلك لأنها تأتي من بعض المصادر الموثوقة عند المرء، أو بسبب الدقّة الكبيرة عند إنتاجها، كما في بعض الأخبار المضللة المُعتمدة على تقنيات التزييف العميق ذات الجودة المرتفعة والدقة الكبيرة، الأمر الذي يفنّد سهولة تمييزها عن غيرها من الأخبار غالبًا. 

يُذكر أنّه من الجيد الاعتماد على المصادر الموثوقة من قِبل غير المُختصين لضمان الحد من نشر الأخبار المضللة كما هو الحال في مؤشر مسبار لتقييم موثوقية المواقع، فضلًا عن التحقيقات التي يقدمها الفريق الصحفي فيه.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي إرشادات تمييز الأخبار المضللة؟

فيما يأتي بعضًا من الإرشادات التي تساعد على تمييز الأخبار المضللة من غيرها:

  • تقييم المصدر: لا يتم تقييم المصدر من خلال صفحة الأخبار؛ إنّما من خلال التحقّق من معلومات الاتصال الخاصة بالموقع والمُهمّة التي يسعى إلى إنجازها، وغير ذلك من المَعلومات ذات الأهمية في تحديد المواقع المزيفة.
  • التحقّق من الكاتب: عادةً ما يكون اسم المؤلف أو الكاتب متوفرًا مع الأخبار، سواءً كانت مضللة أو حقيقية، ويُمكن النقر على اسم الكاتب والبحث عنه للتحقّق من صدقيّة الأخبار التي ينشرها والمعلومات التي يوفّرها.
  • التأكّد من التاريخ: تقوم بعض الجهات بإعادة نشر الأخبار القديمة بدلًا من كتابة الأخبار الجديدة؛ لذلك ينبغي التحقّق من التاريخ؛ فإنّ إعادة نشر الخبر القديم لا تعني وجود صلة بينه وبين الأحداث الجارية دائمًا.
  • التحقّق من التحيُّزات: في بعض الأحيان تؤدي التحيزُّات الموجودة عند القارئ إلى التأثير على الحكم فيما يتعلق بالأخبار، هذا يعني ضرورة التخلص من التحيُّزات والتحقّق من عدم وجودها عند تقييم الأخبار لمعرفة المُضلّل منها.
  • الاطلاع على المصادر: يضيف البعض مصادرًا لا علاقة لها بالموضوع الأصلي، هُنا يجب الضغط على المصادر والتأكّد منها وتقييم مدى صلتها بالموضوع الأصلي لمعرفة مدى صدق الأخبار وحقيقتها من كذبها.
  • معرفة الدعابة من غيرها: يقوم بعض المؤلفين بنشر الأخبار على سبيل الدُعابة، وعادةً ما يكون لهذه الأخبار نمط مُميّز، ويمكن التحقّق من المؤلف لمعرفة ما إذا كانت عادته نشر الدُعابات أم لا.
  • الاستعانة بالخبراء: يُمكن للمرء الاستعانة بالخبراء للتأكّد من صحة المعلومات المنشورة عبر الأخبار ومعرفة المُضلّل من غيره؛ من ذلك الاستعانة بأحد مواقع التحقّق من الأخبار مثل موقع مسبار.
  • عدم الاكتفاء بمصدر واحد: يجب على الشخص الاطلاع على عِدّة مصادر للخبر نفسه وعدم الاكتفاء بمصدرٍ واحدٍ فحسب؛ فإن فرصة الحصول على استنتاجات دقيقة تزداد بشكلٍ كبيرٍ عند النظر في عِدّة من المصادر.
  • التأكّد من طريقة التمويل: يمكن للمُموّلين التأثير على الأخبار والمصادر بشكل كبير؛ لذلك فإنه من الضروري معرفة ما إذا كان مصدر الخبر مُموّلًا أو لا، بالإضافة إلى معرفة الممولين في حالة وجودهم لاكتشاف التحيُّزات عند وجودها.
  • إجراء البحث عن طريق غوغل: في بعض الأحيان يساعد مُتصفّح جوجل الشهير في التحقّق من دقّة الأخبار؛ فإنه يعرض النتائج ذات الصلة، ويستطيع المرء التحقّق من مدى وجود المعلومات ذاتها في المصادر الموثوقة الأُخرى لمعرفة ما إذا كان الخبر دقيقًا أو لا.

كيف يمكن تمييز مواقع الإنترنت الموثوقة من غيرها؟

عادةً ما تتمتع المواقع الموثوقة على شبكة الإنترت بالعديد من الخصائص التي تميُّزها عن غيرها، ويمكن الاعتماد على هذه الخصائص لاكتشاف الموقع الموثوق والتمييز بينه وبين المواقع الأُخرى، وتضم القائمة الآتية بعضًا من خصائص المواقع الموثوقة:

  • المعلومات الأساسية: عادةً ما تقوم مواقع الويب الموثوقة بإضافة جميع المعلومات الأساسية وتوفيرها للقارئ بوضوح، وتشمل هذه المعلومات كُلًّا من بيانات الاتصال ومعلومات المطوّر أو المالك ومؤهلات الكاتب واعتماداته.
  • الغرض من الموقع: يجب أن يكون الغرض من موقع الويب واضحًا إذا كان الموقع موثوقًا، ويُمكن أن يُبيّن النطاق الغرض من إطلاق الموقع؛ ومن ذلك النطاق الخاص بالمؤسسات الحكومية، أو النطاق المُخصّص للجامعات والمؤسسات التعليمية.
  • الروابط الخارجية: تُقدم المواقع الموثوقة للأخبار على شبكة الإنترنت العديد من المصادر الخارجية التي تؤكّد وتدعم الادعاءات، وفي حالة اعتمد الموقع على الروابط الداخلية بشكلٍ أساسي؛ فهذا يدعو إلى الشك في موثوقيته.
  • توفير معلومات التوقيت: على المواقع الموثوقة توفير المعلومات الدقيقة حول وقت نشر الأخبار المختلفة وتزويد القُرّاء بها، كما أنه ينبغي توفير التفاصيل الزمنية التي تتعلّق بتحديث المقالات أيضًا.
  • الموضوعية: لا بُد أن يكون الموقع واضحًا جدًا وصريحًا بشأن الموضوعية التي يتمتع بها، ويمكن التحقّق من مدى عناية الموقع بالموضوعية من خلال الذهاب إلى الصفحة الخاصة ببيان المعلومات العامة حول الموقع.
  • الدقّة: يجب أن تكون جميع المعلومات الموجودة في مواقع الويب الموثوقة قابلة للتحقّق منها ومعرفة مدى دقتها، ولا بُد أن تصمد جميع الادعاءات في هذه المواقع وتثبت صحتها عند اختبارها ومقارنتها بالمصادر المُستقلّة الأُخرى.

خطوات الكشف عن موثوقية مواقع الويب

هُناك عِدّة خطوات تساعد الشخص في الكشف عن موثوقية المواقع المختلفة على شبكة الإنترنت وتقليل فرصة نشر الأخبار المضللة خاصة عندما يتعلّق الأمر بالأخبار العاجلة والخطيرة، وأبرزها الخطوات الآتية:

  • التأكّد من النطاق: يمكن النظر إلى الأحرف الثلاثة الأخيرة من اسم الموقع بعد النقطة لمعرفة اسم النطاق؛ فعادةً ما تكون المواقع .Gov والمواقع .Edu موثوقة مع وجود بعض المواقع التي تستخدمها للتضليل، ويمكن الاطلاع على الموقع للتحقّق من ذلك.
  • إلقاء نظرة فاحصة على الخبر: يتم تفحص الخبر عن طريق التحقّق من إدراج أسماء المؤلفين أو لا، ثم يتم التحقّق من ارتباطهم بالمصادر الموثوقة أو كتابة آرائهم الشخصية من غير دعمها، وفي حالة الآراء الشخصية ينبغي توفير الاعتمادات للمؤلف.
  • التحقّق من عدم وجود مُعارِض: يُمكن إجراء البحث للتحقّق من عدم وجود مصادر موثوقة تتعارض معلوماتها مع المعلومات التي يوفرها الموقع المشكوك في موثوقيته، وفي حالة وجود مُعارض ينبغي إجراء مزيدٍ من البحث الإضافي.

ما هي مصادر الأخبار المضللة والمزيفة؟

لا تقتصر الأخبار المزيفة والمضللة على مصدرٍ واحدٍ فحسب، وإنما توجد العديد من المصادر التي تروّج مثل هذه الأخبار على شبكة الإنترنت، وفي القائمة الآتية بعضًا من هذه المصادر:

  • المواقع الإخبارية الوهمية: كثيرًا ما تتم مشاركة هذه المواقع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ويعتمد بعضها على غضب الناس أو غير ذلك لنشر الأكاذيب والأخبار المضللة والحصول على مزيد من الإعجابات والمشاركات والأرباح.
  • الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي: في بعض الأحيان تُستخدم هذه الحسابات لنشر الأخبار المضللة، وهناك عدة وسائل لمعرفة هذا النوع من الحسابات والأخبار المضللة.
  • مواقع الإنترنت المُخادعة: تقوم هذه المواقع بتقديم الأخبار الملُفقة عن عَمْدٍ وقصد، وعادةً ما تدور أخبارها حول موضوع مُعين.
  • المواقع الساخرة: وتضم المواقع الكوميدية والمواقع المُهتمة بالهِجاء وتقديم التعليقات النقدية حول بعض المواضيع، بالرغم من فائدة هذه المواقع إلّا إنّ البعض ينشر أخبارها على أنها أخبار حقيقية.

بماذا تتميز الأخبار المضللة عن غيرها؟

في القائمة الآتية بعضًا من الخصائص التي تتمتع بها الأخبار المضللة أو المزيفة عن غيرها:

  • صعوبة التحقّق منها: لا يتم تزويد الأخبار المضللة بالمصادر في كثيرٍ من الأحيان، أو يتم تزويدها بمصادر داخلية من الموقع نفسه، ويمكن ربطها مع مصادر خارجية دون وجود ارتباط بها، لذلك فإنه من الصعب التحقّق منها.
  • الاعتماد على العواطف: تعتمد الأخبار المضللة على العواطف في كثيرٍ من الأحيان، وتتم صياغتها لجعل المرء غاضبًا أو خائفًا أو سعيدًا عند قراءتها، هذا يعني ضرورة التحقّق من صحة الخبر إذا تمّت صياغته على هذا النحو.
  • الكتابة من قِبل غير المختصين: في كثيرٍ من الأحيان تعتمد مواقع الأخبار المزيفة أو المضللة على الكاتب، الذي يتقاضى مالًا مقابل صياغة المقال بطريقة تجذب الانتباه فحسب، دون التحقّق من صحة المعلومات أو مصادرها.

هل الأخبار المضللة خطيرة؟

إنّ الأخبار المُضللة تكون خطيرة وضارّة في كثيرٍ من الأحيان، وهو ما يُشير إلى ضرورة التعرّف عليها والتحقّق من صحة الأخبار قبل القيام بأيٍّ من الممارسات أو اتخاذ أيّة خطوات عملية تَنتج عن التأثّر بهذه الأخبار، كما أن إحدى الأوراق البحثية أظهرت مدى التأثير الكبير للأخبار المضللة على رؤية الحقيقة وتوفيرها للآخرين أيضًا، ومن أضرار ومخاطر الأخبار المضللة ما يأتي:

  • الارتباك: يؤدي انتشار الأخبار المُزيفة إلى مشكلة في التفريق بينها وبين الأخبار الحقيقية التي تتمتع بمستويات مرتفعة من الدقة والموثوقية، ويُمكن أن يتسبب ذلك بسوء الفهم والارتباك عند النظر إلى العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية المهمة.
  • التسبب بالأضرار الصحية: إذا تعلّقت الأخبار المزيفة أو المضللة بالمواضيع الطبيّة من العلاجات وغيرها؛ فُيمكن أن يؤدي ذلك إلى اتخاذ القرارات التي من شأنها إلحاق الضرر بصحة المرء.
  • تدنّي درجات الطلبة: يطلب أعضاء هيئة التدريس من الطلبة الاعتماد على المصادر الموثوقة في أبحاثهم كثيرًا من الأحيان، ويُمكن أن يؤدي استخدام المصادر غير الموثوقة إلى تدنّي درجة الطالب في الفصل الدراسي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الأخبار الكاذبة: قصة الإعلانات ومنصات التحقّق

أبرز الأخبار المضلّلة عن الطقس والمناخ في يناير 2022

دراسة: كيفية مكافحة الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة (2)

دراسة: كيفية مكافحة الأخبار المزيفة، والمعلومات المضللة (4)

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على