تحقيق مسبار
يقوم هيموجلوبين الدم بوظيفة مُهمّة في جسم الإنسان، ويؤدي نقصه إلى ظهور العديد من الأعراض والمُضاعفات، ويوضّح هذا المقال العديد من أسباب نقص الهيموجلوبين وأسباب زيادته، بالإضافة إلى طُرق علاج هذا النقص وطريقة التشخيص، كما أنه يتطرّق إلى أنواع نقص الهيموجلوبين، ذلك مع تبيين المعدل الطبيعي لمستوى الهيموجلوبين في الدم أيضًا.
هل يمكن علاج نقص هيموجلوبين الدم؟
من المُمكن علاج نقص هيموجلوبين الدم بعد إجراء التشخيص المطلوب والتحقّق من النقص، ويُعرف نقص الهيموجلوبين باسم فقر الدم أيضًا، وعادةً ما يُصاحب هذا النقص ضعف عام في الجسم؛ لأن الدم لا يكون قادرًا على نقل الأكسجين إلى الأنسجة المُختلفة داخل جسم الإنسان المريض، كما أن الهيموجلوبين يساعد في نقل ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة والخلايا إلى الرئتين؛ لإخراجه بعد ذلك بعملية الزفير.
كيف يتم علاج نقص هيموجلوبين الدم؟
فيما يأتي بعضًا من خيارات علاج نقص هيموجلوبين الدم:
- عوامل النمو: تساعد عوامل النمو في تحفيز النخاع العظمي على إنتاج خلايا الدم لعلاج بعض أنواع نقص الهيموجلوبين، ذلك سواءً كانت هذه العوامل طبيعية ينتجها الجسم، أو كانت من المصادر الأُخرى الخارجية.
- الحصول على الحديد: إذا كان نقص الهيموجلوبين مرتبطًا بنقص الحديد؛ فيُمكن للمرضى أخذ الحديد عن طريق المُكملات الغذائية أو اتباع نمط تغذية مناسب أو الحصول على الحديد من خلال الوريد للتعامل مع الحالة.
- عمليات الزراعة: يُصاب البعض بنقص الدم المنجلي، الذي يتم علاجه عن طريق إجراء عمليات زراعة نخاع العظم، أو زراعة الخلايا الجذعية، لكن هذه العمليات لا تنجح دائمًا.
- الحصول على الفيتامينات: ينتج فقر الدم الخبيث عن نقص فيتامين بي 12 في الجسم، ولا بُد من الحصول على هذا النوع من الفيتامينات للتعامل مع هذه الحالة وعلاجها والحدّ من ظهور أعراضها الخطيرة أو المزعجة.
- علاج الحالة الأساسية: في بعض الأحيان تتسبب الأمراض المُزمنة بنقص هيموجلوبين الدم، ولا بُد من التعامل مع الحالة المُزمنة وعلاجها حتى يستطيع الجسم استعادة المستويات الطبيعية من هيموجلوبين الدم.
- نقل الدم: يُمكن لنقل الدم المساعدة في توفير الهيموجلوبين عند الإصابة بالعديد من أنواع فقر الدم؛ منها فقر الدم المنجلي والثلاسيميا وفقر الدم اللاتنسجي.
- الأكسجين: يحتاج المصابون إلى الأكسجين أحيانًا؛ ذلك للتعامل مع عددٍ من الأعراض التي تُصاحب نقص هيموجلوبين الدم، إضافةً إلى التقليل من المُضاعفات المُحتملة بسبب هذه الحالة الصحية.
- إعاقة جهاز المناعة: يُمكن أن يعتمد الأطباء على جهاز يُقاوم جهاز المناعة في جسم الإنسان حتى يتعامل مع مشاكل نقص هيموجلوبين الدم في بعض الأحيان؛ فإن هذا النقص ينشأ عن المناعة الذاتية عند بعض المُصابين.
ما هي أنواع حالة نقص هيموجلوبين الدم؟
تُعرف حالة نقص الهيموجلوبين باسم الأنيميا، ولها عِدّة أنواع، وأبرز أنواعها ما يأتي:
- فقر الدم الناجم عن عوز الحديد: يُعد هذا النوع أكثر أنواع نقص الهيموجلوبين شيوعًا على الإطلاق، ويُصاب به المرء عندما تنخفض نسبة الحديد في الدم عن الكمية التي يحتاجها الجسم لإنتاج الهيموجلوبين وخلايا الدم الحمراء.
- فقر الدم اللا تنسجي: يُصاب بعض الأشخاص باضطراب يمنع نخاع العظم من إنتاج خلايا الدم الحمراء السليمة بالأعداد الكافية التي يحتاجها الجسم، وهو من أنواع نقص الهيموجلوبين وفقر الدم النادرة.
- فقر الدم المنجلي: ينتج هذا النوع عن اضطراب وراثي، ويؤدي إلى انخفاض كميات خلايا الدم الحمراء السليمة، كما بتعرض المُصابين به إلى نوبات من الانسداد الوعائي.
- فقر الدم الخبيث: إذا لم يقم الجسم بامتصاص ما يكفي من فيتامين بي 12 نتيجةً لقلة المدخول الغذائي أو لغير ذلك من الأسباب؛ فلن يكون الجسم قادرًا على إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، وهو ما يُعرف باسم فقر الدم الخبيث.
- فقر دم الأمراض المزمنة: إن فقر دم الأمراض المزمنة ثاني أكثر أنواع نقص هيموجلوبين الدم شيوعًا، ويُصاب المرء بهذا النوع عندما يتعرض إلى مرض مزمن يؤثر على إنتاج خلايا الدم الحمراء مع مرور الوقت.
- فقر الدم الانحلالي: عند الإصابة بفقر الدم الانحلالي يقوم الجسم بتدمير خلايا الدم الحمراء على نحوٍ أسرعٍ من القيام بإنتاج الخلايا الجديدة، وينتج هذا النوع عن عِدّة أسباب؛ منها الإصابة بالعدوى أو التعرض إلى السموم.
ما هي مضاعفات نقص نسبة الهيموجلوبين في الدم؟
يُمكن أن يُصاب الجسم بالعديد من المضاعفات نتيجةً لنقص نسبة الهيموجلوبين في الدم، ومن هذه المضاعفات ما يأتي:
- التعب الشديد: في بعض الأحيان يؤدي نقص هيموجلوبين الدم إلى تعبٍ شديد، ويمنع المرء عن متابعة الأنشطة اليومية المختلفة، وهو ما يؤثر على جودة الحياة بشكلٍ مباشرٍ.
- التأثير على الحمل: يُمكن أن ينشأ فقر الدم ونقص نسبة الهيموجلوبين عن انخفاض مستويات حمض الفوليك عند النساء في فترة الحمل، وهي حالة تزيد من فرصة بعض المضاعفات؛ مثل الولادة المبكرة.
- المشاكل القلبية: يتعرض بعض المصابون بهذه الحالة الصحية إلى اضطراب في ضربات القلب، وفي بعض الأحيان تؤدي إلى فشل القلب أو تضخم عضلة القلب؛ بسبب المجهود الذي يبذله لتعويض نقص الأكسجين.
- الموت: يؤدي فقر الدم المنجلي وبعض الأنواع الوراثية الأُخرى من نقص الهيموجلوبين إلى تكسير الدم بسرعة كبيرة مقابل سرعة إنتاجها، ويُمكن أن ينتهي ذلك بالوفاة.
ما هي طرق علاج زيادة الهيموجلوبين في الدم؟
عادةً ما يتم التعامل مع زيادة الهيموجلوبين في الدم بالاعتماد على الفصد العلاجي؛ ذلك للتخلص من وحدات الدم والمُحافظة على استقرار نسبة الهيموجلوبين، وإذا كانت الزيادة مرتبطة بأيٍّ من الحالات المرضية أو المشاكل الصحية؛ فيتم التعامل مع الحالة الكامنة؛ منها أمراض الكلى و أمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي.
ما هي أسباب زيادة هيموجلوبين الدم؟
هُناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة مستويات الهيموجلوبين في الدم، ومنها ما يأتي:
- المعيشة في مكان مرتفع: يعيش البعض في مكان مرتفع عن مستوى سطح البحر مثل الجبال، وتعاني بعض هذه المناطق من قِلّة الأكسجين ممّا يؤدي إلى زيادة نسبة الهيموجلوبين في بعض الأحيان.
- التدخين: يتسبب تدخين التبغ بالكثير من المشاكل الصحية، سواءً كان من السجائر المعروفة أو من السيجار، وتُعد مشكلة زيادة نسبة الهيموجلوبين واحدةً منها.
- داء الانسداد الرئوي المزمن: يُعرف هذا الداء كذلك باسم مرض الرئة الانسدادي المزمن، ويؤدي إلى التهاب الرئتين ومنع الهواء من الدخول إليهما ويُمكن أن يتسبب بزيادة الهيموجلوبين.
- بعض أمراض القلب: تؤثر بعض أمراض القلب على التنفس، أو تؤثر على نقل الدم من الرئتين إلى مجرى الدم، أو على ضخ الدم من القلب بشكلٍ طبيعيٍّ، وهي حالات تؤدي إلى زيادة الهيموجلوبين أحيانًا.
- تناول الإريثروبويتين: إذا تناول المرء الإريثروبويتين دون حاجة إلى ذلك؛ فيمكن أن يُصاب بزيادة الهيموجلوبين، ويعد الاستخدام لتحسين الأداء الرياضي من أنواع الاستخدام بغير داعٍ.
كيف يتم تشخيص زيادة أو نقص هيموجلوبين الدم؟
يتم إجراء عِدّة أنواع من الاختبارات والفحوصات المخبرية لتشخيص حالة زيادة أو نقص هيموجلوبين الدم، ومنها ما يأتي:
- تعداد الدم الكامل: يُمكن لهذا الاختبار قياس مستويات الهيموجلوبين في الدم، كما أنه يُبيّن أعداد خلايا الدم الحمراء في جسم الإنسان بالإضافة إلى بيان حجمها، ويستطيع الطبيب الاعتماد عليه للتحقّق من خلايا الدم البيضاء أيضًا.
- تعداد الخليّة الشبكيّة: تُعرف خلايا الدم الحمراء غير الناضجة باسم الخلايا الشبكية، ويتم قياسها بالاعتماد على هذا الاختبار؛ ذلك للتحقّق من قيام نخاع العظم بإنتاج الكميات الكافية من الخلايا.
- قياس مستوى الحديد في الدم: يستطيع هذا الاختبار قياس الكمية الإجمالية للحديد في دم المرء، ويُمكن إجراؤه لبعض المرضى حتى يتحقّق الطبيب من وجود الارتباط بين نقص الحديد وفقر الدم أو نقص الهيموجلوبين.
- اختبار الفيريتين: يهدف هذا الاختبار إلى التحقّق من مخزون الحديد في الجسم؛ ذلك لأن نقص الحديد يُعد واحدًا من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى نقص الهيموجلوبين ونقص الدم عند الإنسان.
- اختبار فيتامين بي 12: بما أن نقص فيتامين بي 12 يؤدي إلى انخفاض مستويات الهيموجلوبين أحيانًا؛ فهذا يعني أن اختبار فيتامين بي 12 أحد الاختبارات التي يُجريها الأطباء للتحقّق من سبب النقص، ويُمكن إجراء اختبار لحمض الفوليك عند البعض.
- اختبار كومبس: إن اختبار كومبس واحدٌ من اختبارات الدم، ويستطيع هذا الاختبار الكشف عن الأجسام المضادة الذاتية التي تُهاجم خلايا الدم الحمراء في الجسم وتؤدي إلى تدميرها.
- اختبار الدم الخفي في البراز: في هذا الاختبار يتم التحقّق من وجود أيّة دماء غير ظاهرة في بُراز الإنسان، وذلك بعد تطبيق مادة كيميائية خاصة على البراز حتى يتحقّق الطبيب من سبب فقر الدم ونقص الهيموجلوبين.
- اختبارات نخاع العظام: يتم إجراء اختبار العظام أو أخذ خزعة من النخاع حتى يتحقّق الطبيب من أيّة مشكلة موجودة تؤثر على مستويات الهيموجلوبين، ويُمكن لهذا الاختبار الكشف عن سرطان الدم وفقر الدم اللا تنسجي.
ما هو معدل الهيموجلوبين الطبيعي؟
تتراوح المستويات الطبيعية للهيموجلوبين في الدم بين 13.2-16.6 جرامًا لكل ديسيلتر من الدم عند الرجال، وأما النساء فيتراوح معدل الهيموجلوبين الطبيعي لديهن بين 11.6-15 جرامًا لكل ديسيلتر من الدم، هذا يعني أن المستويات الطبيعية عند النساء منخفضة مقارنةً بمستويات الهيموجلوبين عند الرجال، وإذا نقصت عن المستويات المذكورة؛ فإن المرء يُعاني من نقص هيموجلوبين الدم.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج أملاح الدم بشكل نهائي؟
هل فقر الدم يسبب اصفرار العين فعليًا؟
