` `

هل يمكن مكافحة انتشار الأخبار المزيفة؟

أخبار
8 مايو 2022
هل يمكن مكافحة انتشار الأخبار المزيفة؟
يتم نشر الأخبار المزيفة بعد صياغتها بشكل يجذب عواطف القُرّاء (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

لا بُدّ من مكافحة أيّة أخبار مزيفة ومنع انتشارها والحدّ من وصولها إلى الآخرين لما يترتب على ذلك من الآثار السلبية، ويتطرق هذا المقال إلى بعض الإرشادات التي تساعد على مكافحة الأخبار المزيفة واكتشافها، بالإضافة إلى بيان بعض المواقع المفيدة في الكشف عن الأخبار المزيفة، إلى جانب ذكر بعض الأمثلة على الأخبار المزيفة والادعاءات التي انتشرت في السابق أيضًا.

هل يمكن مكافحة انتشار الأخبار المزيفة؟

توجد العديد من الإرشادات والخطوات التي يمكنها المساعدة في مكافحة انتشار الأخبار المزيفة والحدّ من آثارها السلبية على المجتمعات والأفراد، ولا تقتصر إجراءات المُكافحة على الأفراد أو الحكومات دون الآخر؛ إنّما ينبغي على كلٍّ من الطرفين القيام بمسؤولياته كاملةً لضمان الوصول إلى النتيجة الأفضل.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي طرق مكافحة انتشار الأخبار المزيفة؟

فيما يأتي بعضًا من الإرشادات لمكافحة أية أخبار مزيفة والحدّ من انتشارها:

  • معرفة طريقة اكتشاف الأخبار المزيفة: ينبغي على المرء التمييز بين الأخبار المزيفة وغير المزيفة، بالإضافة إلى التحقّق من جميع الأخبار التي يسمعها أو يقرأها حتى يضمن عدم نشر الأخبار المضللة أو المزيفة.
  • الاعتماد على المصادر الموثوقة: يُمكن الاعتماد على مصادر الأخبار الموثوقة التي تُراعي الصدقية في النشر وترك المصادر الأُخرى؛ للحدّ من احتمالية انتشار الأخبار ذات المصداقية المنخفضة أو الشائعات.
  • الحذر قبل المشاركة على شبكات التواصل: يُشارك البعض الأخبار عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وفي هذه الحالة ينبغي التروي وأخذ المزيد من الحيطة والحذر قبل النشر، مع التفكير في الأخبار التي تُثير تعاطفًا قويًا سلبيًا كان أو إيجابيًا قبل نشرها.
  • الاعتماد على الأدوات المُخصّصة: هُناك العديد من الأدوات والمواقع المتخصصة في اكتشاف الأخبار المزيفة، ويُمكن الاعتماد على هذه المواقع والأدوات للتحقّق من الخبر قبل نشره؛ فإن ذلك يضمن الحدّ من انتشار أيّة أخبار مزيفة.
  • تغيير سياسات موزعي المحتوى: ينبغي على موزعي المحتوى الإخباري -بما في ذلك المحتوى الرقمي- تغيير سياساتهم، كذلك الاعتماد على سياسات جديدة تضمن عدم انتشار الأخبار الكاذبة وتشجع نشر الأخبار الموثوقة.
  • تكييف المناهج الدراسية بالشكل المناسب: يمكن للحكومات إجراء عددٍ من التغييرات على المناهج الدراسية وتكييفها بشكلٍ يُساعد الطلاب على معرفة الأخبار المزيفة، إضافةً إلى الترويج لمهارات نقد الأخبار من خلال الدورات التدريبية.
  • الاعتماد على القوانين المحلية: تعتمد بعض الدول على القوانين المدنية وغيرها من القوانين المحلية، التي تهدف إلى تنظيم وسائل الإعلام والحدّ من انتشار الأخبار الكاذبة ومحاسبة المسؤولين عن انتشارها ومعاقبتهم.
  • توعية الأفراد: تقع مسؤولية توعية الأفراد على المؤسسات الحكومية وغيرها من المؤسسات المُجتمعية الأُخرى، وتهدف إلى التوعية بمخاطر الأخبار المزيفة وأضرارها وآثارها السلبية على المُجتمعات.

هل هُناك مواقع متخصصة في اكتشاف الأخبار المزيفة؟

هُناك العديد من مواقع الإنترنت المُتخصصة في الكشف عن أيّة أخبار مزيفة فضلًا عمّا تقوم به تحقيقات موقع مسبار، ومنها ما يأتي:

  • موقع بوليتيفاكت: تمكّن هذا الموقع من الحصول على جائزة بوليتزر، التي تقدمها جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأميركية، ويمكنه التدقيق في الادعاءات التي تَصدُر عن الشخصيات العامة والمسؤولين المُنتخبين.
  • موقع فاكت تشيك: يحرص موقع فاكت تشيك على التحقّق من دقّة الأقوال التي تصدر عن اللاعبين السياسيين الأمريكيين خلال المقابلات التلفزيونية والمقابلات الإخبارية وغيرها، وهو أحد المواقع غير الحزبية في الولايات المتحدة.
  • موقع سنوبس: عادةً ما يكون موقع سنوبس ضمن أول المواقع التي تكشف الحقائق وتدحض الأخبار المزيفة أو المضللة؛ لذلك يعد أحد المصادر الموثوقة لاكتشاف الشائعات وغيرها من المعلومات غير الصحيحة أيضًا.

هل توجد نصائح للتعرّف على الأخبار المزيفة؟

تضم القائمة الآتية بعضًا من النصائح التي تساعد في اكتشاف الأخبار المزيفة:

  • التأكّد من نشر الخبر على منصات أُخرى: تقوم العديد من المواقع عادةً بنشر الأخبار التي تتعلق بالأحداث الكبيرة، وفي حال لم يتم نشر هذا النوع من الأخبار على عددٍ من المواقع الإخبارية المختلفة؛ فربما يكون خبرًا مُزيفًا.
  • الحذر من العناوين المُثيرة: يتم نشر الأخبار المزيفة بعد صياغتها بشكل يجذب عواطف القُرّاء؛ لذلك فإنه ينبغي الحذر عند رؤية الأخبار ذات العناوين المُثيرة، يجب كذلك التأكّد من نشر الخبر ذاته في المصادر الموثوقة الأُخرى.
  • التحقّق من الوسائط المُصاحبة للخبر: كثيرًا ما يتم استخدام الصور والمقاطع المرئية الجذابة عند نشر الأخبار المزيفة، ويجب التأكّد من ارتباط هذه الوسائط مع جوهر الخبر وعدم إضافتها للتضليل أو التزييف.
  • التفكير في أسباب نشر الخبر خلال وقت مُعين: لا بُد من التفكير في الأسباب التي تدعو الناشر إلى مشاركة الخبر مع الآخرين في وقتٍ مُعين دون غيره؛ فربما يساعد ذلك على اكتشاف بعض الأخبار المزيفة بعد التحقيق.
  • التأكّد من جِديّة الخبر: في بعض الأحيان يتم نشر الأخبار التي تهدف إلى الفُكاهة فحسب، ويقوم البعض بمشاركة هذه الأخبار على أنها حقيقية أحيانًا، هذا يعني ضرورة معرفة الهدف من نشر الخبر قبل مشاركته مع الآخرين.
  • التحقّق من الأخبار المنشورة عبر التلفاز: لا بُدّ من فحص جميع الأخبار المشكوكة التي يتم بثها عبر التلفاز قبل اتخاذ القرارات بشأن صحتها؛ ذلك لأن نشر الخبر على التلفاز لا يعني صحته وموثوقيته بالضرورة.

ما الأشياء التي يجب معرفتها من قِبل مُكافحي الأخبار المزيفة؟

يوجد العديد من المعلومات التي يتوجب على مكافحي الأخبار المزيفة ومدققي المعلومات معرفتها واستحضارها عند التحقيق في أيّ خبر:

  • التزييف ليس جديدًا: يعود تاريخ الأخبار الكاذبة إلى أواخر القرن التاسع عشر كما يرى بعض المُختصّين، وعلى كل حال؛ فإن هذا النوع من الأخبار قديم وليس جديدًا، إلّا إنّ الوسائل الرقمية ساعدت على تداول الأخبار المزيفة بسرعة أكبر.
  • اختلاط الحقيقة بالكذب: لا تكون الأخبار المزيفة مكذوبةً ومُضللةً دائمًا؛ إنّما يُمكن أن تختلط مع بعض الحقائق أحيانًا، وعادةً ما تفيد هذه الحقائق في إضافة الصدقيّة إلى الأخبار المزيفة حتى تصبح مقبولة عند الناس.
  • التكرار يزيد من قبول الخبر: يمكن أن تزداد مستويات قبول الأفراد للأخبار المزيفة عندما تتكرر بشكلٍ أكبر، هذا ما يجعل من مقاومة أيّة أخبار مزيفة أكثر صعوبة؛ فإن إقناع الناس بخلاف ما يعتقدونه يمثّل تحدّيًا بالعادة.
  • الشك أمرٌ جيدٌ: إن الشك أمرٌ جيدٌ فيما يتعلق بالأخبار أحيانًا وليس بالشيء السيء، ويدلُّ هذا الشعور على المستويات الكبيرة من المعرفة عند الشخص، ويدفعه إلى التحقّق من الأخبار بشكلٍ أكبرٍ حتى يتحقّق من صحتها أو تزييفها.
  • صعوبة اكتشاف المواقع المزيفة: في الوقت الراهن أصبح اكتشاف مواقع الويب المزيفة صعبًا نتيجةً لكثرتها، كما أن شراء نطاق على شبكة الإنترنت صار سهلًا في الفترة الحالية ممّا زاد من احتمالية نشر الأخبار عبر مواقع مزيفة.

ما هي طريقة IMVAIN للتحقّق من أيّة مصادر أو مواقع مزيفة؟

تُعد طريقة IMVAIN واحدةً من الطُرق لاكتشاف أيّة مواقع مزيفة تنشر الأخبار المضللة، بالإضافة إلى اكتشاف المصادر الأُخرى لهذا النوع من الأخبار، وتُشير هذه الطريقة إلى تقييم المصدر بالاعتماد العوامل الآتية:

  • المصادر المستقلة: يُشير حرف I من اسم هذه الطريقة إلى (Independent sourcing) التي تعني المصادر المستقلة، ويدلُّ هذا على ضرورة التحقّق من استقلالية المصدر الذي يقوم بنشر الخبر وعدم تأثّر سياساته بأيٍّ من المُؤثرات الخارجية.
  • المصادر المتعددة: يؤخذ هذا العامل من الحرف M الذي يُشير إلى (Multiple sources) التي تعني المصادر المتعددة، ويعني التحقّق من الاقتباسات والاطلاع على عِدّة مصادر، بالإضافة إلى معرفة مدى قُرب المصادر من الخبر أيضًا.
  • إمكانية التحقّق: يُشير حرف V إلى كلمة (Verifiable) التي تعني إمكانية التحقّق، هذا يعني أن على مكتشفي الأخبار المزيفة التأكّد من وجود البيانات والأدلّة والأمثلة التي تدعم مصداقية الخبر، إلى جانب إتاحة مصادر هذه البيانات والأدلة للقارئ.
  • الموثوقية: تدل كلمة A على كلمة (Authoritative) التي تشير إلى الموثوقية، ويهدف إلى التنبيه على ضرورة التحقّق من نوع الدليل الذي يُقدّمه الخبر؛ فمن المُهم أن يتم تضمين الخبر بآراء الخبرات أو المؤسسات الموثوقة حتى يكون أقرب إلى الصواب.
  • الاطلاع: إن حرف I قبل الأخير من اسم هذه الطريقة يدل على كلمة (Informed) التي تُشير إلى الاطلاع، ويعني ذلك ضرورة التأكّد من الاعتماد على المعلومات والبيانات المُحدّثة عند كتابة الأخبار.
  • التسمية: يدل حرف N على كلمة (Named)، ويُشير إلى ضرورة الاطلاع على اسم الكاتب للخبر أو اسم الناشر؛ فعلى الرغم من الاعتبارات الأخلاقية التي تدعو إلى عدم الكشف عن الهوية أحيانًا؛ إلّا إنّ ذلك يجعل الخبر عُرضةً للشك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الصورة ليست من الانفجار الأخير لمبنى سكني في مدريد

فيديو الجندي الأوكراني الذي لا يجيد إطلاق قذيفة هاون ساخر

لا علاقة للصورة بمزاعم القبض على جنرال كندي في ماريوبول

الصور ليست لبطاقات شخصية لمعتقلين أفرج النظام السوري عنهم حديثًا

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على