` `

هل يمكن التحقق من ادعاءات منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي؟

أخبار
12 مايو 2022
هل يمكن التحقق من ادعاءات منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي؟
تُعاني بعض وسائل التواصل الاجتماعي من التحيُّز في الخوارزميات (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تنتشر عِدّة ادعاءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتُلاقي رواجًا كبيرًا بين الأشخاص؛ على الرغم من زيفها وافتقارها إلى المصداقية. يوضّح هذا المقال بعضًا من الإرشادات والنصائح لاكتشاف الادعاءات المزيفة والحد من انتشارها، بالإضافة إلى الوقاية منها، كذلك يُبيّن المراحل التي تمرُّ بها الادعاءات المزيفة حتى تنتشر وتزداد مصداقيتها عند البعض.

هل يمكن التحقق من ادعاءات منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي؟

هناك العديد من الطرق للتحقّق من الادعاءات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ذلك حتى يتجنّب المرء نشر أيًّة من المَعلومات أو الأخبار المزيفة، ويتجنّب اتخاذ أيّة قرارات مبنيّة على هذا النوع من الادعاءات؛ ذلك لأنها تؤثر على المُجتمعات والأفراد بشكل سلبي، ويُمكن أن تتسبب بالعديد من الأضرار.

صورة متعلقة توضيحية

كيف يتم التحقق من الادعاءات على مواقع التواصل الاجتماعي؟

هُناك العديد من الإرشادات والنصائح التي يُمكنها المُساعدة على التحقّق من الادعاءات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي ومعرفة الأخبار المُزيفة منها، وفيما يأتي بعضًا من هذه النصائح والإرشادات:

  • التفريق بين الادعاءات الجديّة وغيرها: كثيرًا ما يتم نشر الادعاءات عبر شبكات التواصل الاجتماعي على سبيل السخرية والتهكّم لا على سبيل الحقيقة، هذا يعني ضرورة التفريق بين الادعاءات الجديّة والادعاءات الأُخرى قبل بدء التحقّق.
  • البحث عن مصداقية الكاتب: في حالة كان اسم الكاتب للادعاءات متوفرًا؛ فلا بُد من إجراء البحث لتقييم مدى مصداقية القائل والتأكّد من سمعته، والتحقّق من كونه خبيرًا في المجال الذي يتعلّق به الادعاء أو الخبر.
  • التأكّد من تاريخ الادعاء: في بعض الأحيان تنتشر الادعاءات القديمة على وسائل التواصل الاجتماعي ليظن البعض بأنها مرتبطة ببعض الأحداث الجارية؛ لذلك فإنه ينبغي التأكّد من التاريخ الذي نُشر به الادعاء أول مرة لمعرفة مدى ارتباطه بالأحداث الجارية.
  • التحقّق من المصادر: عادةً ما يتم ذكر المصادر للادعاءات الموثوقة، سواءً نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها، وينبغي على المرء التحقّق من المصادر عند وجودها لمعرفة مدى تعلقها بتفاصيل الادعاء.
  • استشارة الخبراء: عند رؤية الادعاءات التي يُشتبه كونها مُزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، يُمكن للمرء استشارة أهل الخبرة في مجال الادعاء، أو الاستعانة بالمواقع المُخصصة للكشف عن الحقائق والتأكّد من صدق الادعاء.
  • الحذر من العناوين المُثيرة: يحرص ناشرو الأخبار المزيفة على إثارة عاطفة القارئ حتى يتقبّل هذه الأخبار والادعاءات، هذا يعني احتمالية كون الادعاء مُزيفًا إذا كان العنوان مثيرًا، ويُنبّئ بضرورة إجراء مزيدٍ من البحث للتحقّق.
  • التدقيق في الوسائط المُصاحبة: عادةً ما يُفضّل ناشر الادعاءات المزيفة الاعتماد على الصور والمقاطع المرئية والوسائط التي تجذب القارئ؛ لذلك فإنه ينبغي التأكّد من ارتباط الوسائط المُختلفة بالادعاء والتحقّق من مصداقية هذه الوسائط.
  • التعرّف على سبب النشر: ربما تساعد معرفة سبب نشر الادعاء ومشاركته في الوقت المُحدد دون غيره من الأوقات الأُخرى على معرفة مدى صدق الادعاءات أحيانًا؛ ذلك لأن البعض ينشر الادعاء نتيجةً للتحيّزات السياسية لا بسبب صدق الادعاء.
  • البحث عن الحقائق الداعمة: من الجيد البحث عن المصادر التي تدعم ادعاءات وسائل التواصل الاجتماعي قبل نشرها ومشاركتها مع الآخرين؛ ذلك عند الشك في مصداقية أيّ ادعاء حتى لو تمّ نشره عبر الحسابات الموثوقة.
  • التبليغ عن الخبر: إذا شك الشخص في مصداقية أيّة أخبار منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ فيُمكنه تقديم التبليغات ليقوم الفريق المختص بالتحقّق من هذه الأخبار، ثم اتخاذ الإجراءات المناسبة عند ثبوت كونها مزيفة.

ما الخطوات التي يجب اتباعها عند رؤية ادعاءات وسائل التواصل الاجتماعي؟

فيما يأتي 4 خطوات تساعد على معرفة الادعاءات المنشورة عبر وسائل السوشيال ميديا:

  • التوقّف عند رؤية الادعاء: ينبغي التوقّف عند رؤية الادعاء في البداية، سواء نُشر الادعاء على حسابات موثوقة أو غير موثوقة، وفي هذه المرحلة يتم التقييم الأولي لناشر الادعاء، بالإضافة إلى معرفة الغرض الذي يرغب المرء بتقييم الادعاء لأجله.
  • التأكّد من المصدر: بعد معرفة الناشر والغرض الكامن وراء الرغبة في التحقّق من الادعاء، ينبغي على المرء التأكّد من الدوافع التي تحثُّ الناشر على مشاركة الادعاءات المُختلفة مع الآخرين.
  • توسيع البحث: في هذه المرحلة يتم توسيع البحث والاطلاع على مصادر خارجية تدعم ذات التفاصيل، سواءً كانت حسابات أُخرى على شبكات التواصل الاجتماعي أو غير ذلك؛ فإن مصداقية الادعاء تزداد عند نشره في عِدّة مصادر موثوقة.
  • التتبّع: قبل اتخاذ القرار حول صدق الادعاءات أو زيفها ينبغي تتبّع الاقتباسات والوسائط التي تتضمنها هذه الادعاءات حتى الوصول إلى مصدرها الأصلي؛ ذلك لمعرفة التفاصيل التي تمّت إعادة صياغتها والتفاصيل التي تمّ التعديل عليها.

هل يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي الحدّ من الادعاءات المزيفة؟

تستطيع شبكات التواصل الاجتماعي اتخاذ العديد من الإجراءات والخطوات، التي تهدف إلى الحد من انتشار الادعاءات المزيفة ووصولها إلى الآخرين من خلال هذه الشبكات، وفيما يأتي بعضًا من هذه الإجراءات:

  • تنبيه القارئ: يُمكن لوسائل التواصل الاجتماعي اتخاذ خطوة لتنبيه القارئ إلى عدم موثوقية بعض الحسابات، التي ثَبُتَ نشرها لأيّة ادعاءات زائفة في وقتٍ سابقٍ؛ ذلك حتى يكون حذرًا من مشاركة أيّة ادعاءات تنشرها هذه الحسابات.
  • التقليل من التحيُّزات: تُعاني بعض وسائل التواصل الاجتماعي من التحيُّز في الخوارزميات؛ لعرض المنشورات والادعاءات بالاعتماد على التفاعل السابق للفرد على هذه الوسائل، وربما تؤدي هذه التحيُّزات إلى زيادة انتشار الادعاءات الزائفة.
  • الاستعانة بالمجتمع: يُمكن لمواقع التواصل الاجتماعي الاستعانة بالجمهور؛ للمساعدة على تقييم مصادر الادعاءات مع الإشارة إلى تقييم الجمهور للادعاءات، التي تنتشر عبر هذه المواقع وتصنيفها حسب هذا التقييم.

كيف تنتشر الادعاءات المزيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

تمرُّ الادعاءات المزيفة بالعديد من الخطوات منذ إنشائها ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحتى انتشارها ووصولها إلى أعدادٍ كبيرةٍ من الناس، وتوضّح القائمة الآتية أبرز خطوات انتشار الادعاءات المزيفة:

  • تكوين الادعاء: في البداية يقوم الشخص المُخادع أو المُتحيّز إلى قضية ما بتكوين الادعاءات المُزيفة والقصص المُخترعة، ثم ينشرها عبر حسابات التواصل الاجتماعي، ويُمكن أن ينشرها من خلال البرامج أو المنافذ الأُخرى أيضًا في بعض الأحيان.
  • إعادة النشر: عندما يشاهد المتابعون القصص أو الادعاءات المزيفة يقوم البعض بنشرها ومشاركتها مع الآخرين من خلال حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ويشمل ذلك إعادة التغريد على تويتر وكافة وسائل المشاركة الأُخرى.
  • الوصول إلى الشبكات الأُخرى: عندما يتحدث مرتادو شبكات التواصل الاجتماعي عن الادعاءات المزيفة؛ تقوم بعض المنافذ الأخرى للأخبار بتوضيح مشاركة الناس لهذه الادعاءات وتحدّثهم عن القضية التي تتعلق بها.
  • الظهور على وسائل الأخبار: يُمكن أن تقوم بعض مصادر الأخبار المشهورة بنشر الادعاءات المزيفة على أنها حقيقة، خاصة إذا لم تتحقّق هذه المصادر من الادعاءات ومدى مصداقيتها.
  • نشر الاعتذار: عادةً ما تقوم المنافذ الأُخرى ومصادر الأخبار الموثوقة بالاعتذار عن نشر الادعاءات المزيفة بعد معرفة زيفها؛ إلّا إنّ ذلك يكون بعد انتشارها على نحوٍ واسعٍ؛ لأنها وصلت إلى الناس من خلال مصادر موثوقة لديهم.

العوامل التي يعتمد عليها ناشر الادعاءات المزيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

هُناك الكثير من العوامل التي يعتمد عليها ناشر الادعاءات المزيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ لضمان انتشار ادعاءاته ووصولها إلى أكبر عدد من الناس، وتحتوي القائمة الآتية على عِدّة من هذه العوامل:

  • خوارزميات الإنترنت: في بعض الأحيان يعتمد ناشرو الادعاءات المزيفة على خوارزميات الإنترنت؛ للتضخيم وضمان ظهور ادعاءاتهم في النتائج الأولى عند البحث؛ ممّا يزيد من فرصة نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي.
  • الإكثار من نشر الادعاءات: يعتمد البعض على نشر الادعاءات بشكلٍ هائلٍ؛ للتغطية على النقاش المنطقي والحقيقي وجذب انتباه الآخرين إلى الاتجاه السائد على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ممّا يتسبب باختطاف التوجّه العام.
  • القضايا الخلافية: يلجأ بعض ناشري الادعاءات المزيفة عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى الاعتماد على القضايا الخلافية؛ لترويج الادعاءات وزيادة الانقسامات الثقافية وتعزيز الاقتتال بين مجموعة معينة من الناس.

ما هي طريقة الوقاية من الادعاءات المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي؟

يستطيع مرتادو شبكات التواصل الاجتماعي اتباع الإرشادات الآتية للوقاية من تصديق الادعاءات المزيفة والأخبار الكاذبة، أو نشرها ومشاركتها مع الآخرين:

  • متابعة المؤثرين: من الجيد إنشاء قائمة بالمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي للتعرّف على تصوّرات هذه الفئة من الأشخاص، بالإضافة إلى معرفة الثغرات في المحتوى الذي ينشرونه ومتابعة الأخبار المضللة التي تنتشر عبر حساباتهم.
  • سجل الشائعات: ينبغي على المرء إنشاء سجل للشائعات مع الاحتفاظ به؛ لمتابعة الادعاءات المزيفة التي تعتمد على هذه الشائعات ومعرفة كيفية انتشارها، بالإضافة إلى تطورها مع مرور الوقت أيضًا.
  • إعداد نظام مراقبة: يساعد نظام المراقبة على التحقّق من الادعاءات المزيفة المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو الوسائل التقليدية المختلفة، ويمكن للشخص الاستعانة بالأدوات المجانية لمراقبة الادعاءات وتحليلها في هذا الصدد.
  • طرح الأسئلة: ينبغي على مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي طرح بعض الأسئلة لتحليل الادعاءات؛ منها الأسئلة التي تتعلق بمعرفة الشائعات والأخبار الزائفة المنتشرة، والأسئلة التي ترتبط بعواطف الناس تجاه موضوع مُحدّد أيضًا.

ما هي أبرز أنواع الادعاءات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي؟

يُمكن أن تنتشر العديد من أنواع الأخبار المضللة أو المزيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ثم تُلاقي رواجًا كبيرًا بين الناس؛ منها طُعم النقرة، وهي ادعاءات تهدف إلى جذب انتباه الزائرين للضغط على رابطٍ مُعين، كذلك الادعاءات المعروفة باسم التزييف العميق لنشر صور أو مقاطع مرئية مزيفة على أنها حقيقية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

التفكير النقديّ ودوره في الوقاية من الأخبار الزائفة

خمسة ادعاءات زائفة ومضللة متداولة حديثًا حول تطعيم كورونا

دراسة جديدة عن أثر الاستجابة العاطفية على سرعة انتشار الأخبار الزائفة

اللغة تكشف كل شيء: كيف يمكن لخوارزمية أن تساعدنا على تحديد الأخبار الزائفة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على