` `

هل البصمة الإلكترونية تحمي الخصوصية على الإنترنت؟

تكنولوجيا
15 مايو 2022
هل البصمة الإلكترونية تحمي الخصوصية على الإنترنت؟
تُساعد البصمة الإلكترونية في حماية الخصوصية أثناء الاتصال بشبكة الإنترنت (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

ينتشر استخدام البصمة الإلكترونية خلال الوقت الراهن في الهواتف الذكية بشكلٍ كبير؛ لإجراء المصادقة بدلًا من استخدام  كلمات المرور، إلى جانب استخدامها لتوفير مزيدٍ من الحماية على شبكة الإنترنت. يوضّح هذا المقال كثيرًا من المعلومات التي تتعلق بالمُصادقة عن طريق البصمة، بالإضافة إلى تزويد القارئ بأنواع المُستشعرات المُستخدمة لهذه الغاية، وبيان العديد من الخطوات التي يمكن الاعتماد عليها لحلّ مشاكل البصمة في الهواتف الذكية أيضًا.

هل البصمة الإلكترونية تحمي الخصوصية على الإنترنت؟

تُساعد البصمة الإلكترونية في حماية الخصوصية أثناء الاتصال بشبكة الإنترنت؛ إلّا إنّ على المرء اتخاذ الاحتياطات المُناسبة دائمًا عند استخدام شبكة الإنترنت؛ لضمان عدم سرقة بياناته أو معلوماته وانتهاك خصوصيته وعدم الاكتفاء بالبصمة الإلكترونية وحدها. ومن الضروري الموازنة بين مزايا الأمان التي توفرها البصمة والمخاطر المُحتملة عند استخدام أيّ موقعٍ من مواقع الإنترنت، وتجنّب الاعتماد على البصمة عند القلق من قيام الجهات المسؤولة عن الموقع بسرقة بيانات البصمة، واللجوء إلى وسائل الأمان الأُخرى في هذه الحالة.

صورة متعلقة توضيحية

هل البصمة الإلكترونية أفضل من كلمات المرور؟

إن البصمة الإلكترونية وسيلة حماية أفضل عند المُقارنة بينها وبين استخدام كلمة المرور؛ ذلك لوجود عددٍ من السلبيات التي تُعاني منها كلمات المرور؛ منها ما يأتي:

  • الحاجة إلى كثيرٍ من كلمات المرور: نتيجةً لاحتمالية سرقة كلمة المرور يحتاج المرء إلى إدخال كثيرٍ من كلمات المرور المختلفة عند التسجيل في كل موقع، وهو ما يضطره إلى استخدام بعض المعلومات الشخصية التي يسهل اختراقها أحيانًا؛ مثل تاريخ الميلاد.
  • سهولة كسر كلمات المرور: غالبًا ما يقوم مرتادو شبكة الإنترنت بالاعتماد على كلمة مرور ضعيفة، هذا يعني سهولة كسر كلمة المرور واختراق الحسابات المُختلفة وسرقة بياناتها.
  • نسيان كلمة المرور القوية: عادةً ما تكون كلمات المرور بلا معنى حقيقي بالنسبة إلى مستخدمين شبكة الإنترنت، أو البرمجيات والتطبيقات المُختلفة، لذلك فإنه من السهل نسيانها مع صعوبة تذكرها مرةً أُخرى.

ما هي أنواع مستشعرات البصمة الإلكترونية؟

هُناك عِدّة أنواع من المستشعرات للبصمة الإلكترونية، وفيما يأتي بعضًا منها:

  • المُستشعرات البصرية: يقوم هذا النوع من المُستشعرات بعمل صورة بصرية عن البصمة بالاعتماد على حساسيتها للضوء، وعادةً ما يتم استخدام المُستشعرات البصرية في ماسحات البصمة التي تصل مع أجهزة الحاسوب. 
  • المُستشعرات السعوية: لا تعتمد هذه المستشعرات على الماسحات الضوئية لتسجيل معلومات البصمة؛ إنما تعتمد على الكهرباء لتحديد أنماط بصمات الأصابع، وتستخدم مُعظم الهواتف الذكية المزوّدة بمستشعر البصمات هذا النوع.
  • المستشعرات بالموجات فوق الصوتية: تقوم هذه المستشعرات بإرسال الإشارات ثم قياس ارتداد هذه الإشارات؛ لتسجيل البصمة وإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد عنها، ويتم تطوير هذه المستشعرات لاستخدامها في الهواتف خلال الوقت الراهن.
  • المستشعرات الحرارية: تحتوي هذه المستشعرات على مواد كهربائية حرارية تختلف خصائصها عند تغيّر درجات الحرارة، ويمكن لهذه المستشعرات تسجيل البصمات بالاعتماد على الاختلاف بالحرارة بين الأماكن المرتفعة والمنخفضة من البصمة.

ما هي مميزات استخدام البصمة لحماية الخصوصية؟

توجد عِدّة مميزات تجعل خيار التحقّق بالبصمة مُفضّلًا لدى كثيرٍ من الأشخاص؛ منها الوصول السريع بالاعتماد على بصمة الأصبع بدلًا من استغراق الوقت في إدخال كلمات المرور ورموز التحقّق، كما أنه من الصعب تزويد البصمة أو اختراقها ممّا يجعلها من خيارات الأمان الجيدة أيضًا؛ ذلك لأن كل شخص يتمتع ببصمة فريدة.

في كثيرٍ من الأحيان يُمكن تخمين كلمات المرور واختراق الهواتف الذكية أو الحسابات أو أجهزة الحاسوب؛ إذا استطاع أحد ما بتخمين صحيح. أمّا بصمة الإصبع؛ فلا يُمكن تخمينها مُطلقًا، وعلى خلاف كلمات المرور التي يتعرض البعض إلى نسيانها لا يُمكن نسيان بصمات الأصابع في أيّ حالٍ من الأحوال ممّا يجعلها طريقة تحقّقٍ أفضل.

هل توجد عيوب للتحقق باستخدام البصمة الإلكترونية؟

تضم القائمة الآتية بعضًا من عيوب التحقّق باستخدام البصمة:

  • الرفض الكاذب: إذا كانت البصمة المُسجلة ذات جودة رديئة؛ فربما يقوم النظام برفض المصادقة عندما يقوم الشخص الحقيقي بمحاولة ذلك في بعض الأحيان، ويُعرف هذا النوع من الأخطاء باسم الرفض الزائف أو الكاذب.
  • عدم تسجيل البصمة: تصل نسبة البشر الذين لديهم بصمات أصابع غير مقروءة إلى 4% تقريبًا، ولا تستطيع هذه الفئة من الناس تسجيل البصمة والاعتماد عليها للمصادقة وتسجيل الدخول، أو الاستفادة من خيارات الخصوصية الأُخرى من خلال البصمة.
  • فشل المصادقة: يمكن أن يفشل النظام في إجراء المصادقة بالرغم من قدرته على قراءة البصمة، وربما يكون ذلك بسبب التعرق المُفرط، أو نتيجةً للإصابات في اليد، أو لغير ذلك من الأسباب التي تؤدي إلى تغيير في خصائص الأصابع.
صورة متعلقة توضيحية

كيف يتم التعامل مع مشكلة التحقق بالبصمة الإلكترونية للهاتف؟

تعتمد العديد من الهواتف الذكية على مستشعر البصمة الإلكترونية لتوفير الحماية والخصوصية اللازمتين، وفي حالة مواجهة مشكلة مع التحقّق باستخدام البصمة في هذه الأجهزة يمكن اتباع الإرشادات الآتية:

  • التحقّق من جفاف الإصبع: لا يستطيع مستشعر البصمات قراءة بصمة الإصبع إذا كان رطبًا في كثيرٍ من الأحيان؛ لذلك ينبغي على المرء التأكّد من جفاف الإصبع إذا فشلت محاولة التحقّق باستخدام البصمة.
  • التخلّص من الأوساخ: إذا كانت اليد مُتسخة؛ فربما تؤدي طبقات الأوساخ إلى مواجهة صعوبة في التعرّف على بصمة الأصابع، ويُمكن تجاوز هذه المشكلة من خلال تنظيف اليد وإزالة الأوساخ المُتراكمة عليها.
  • تنظيم مستشعر البصمات: أحيانًا لا تكون المشكلة في نظافة الأصابع وجفافها؛ إنّما تكمن في تراكم الأوساخ على مستشعر البصمة، ومن الجيّد تنظيف المستشعر ثم محاولة التحقّق مرة أُخرى إذا فشلت المحاولات السابقة.
  • إضافة بصمة جديدة: ربما تتعرض بصمات الأصابع إلى بعض التغيّرات الطفيفة؛ بسبب العمل أو نتيجةً للظروف الجويّة الباردة، ويتم التعامل مع هذه التغيّرات عن طريق إضافة البصمة من جديد إلى الهاتف وإزالة البصمة السابقة.
  • تحديث نظام التشغيل: يواجه بعض مالكي الهواتف الذكية مشكلةً مع استخدام البصمة الإلكترونية عند وصول الإصدارات الجديدة من نظام التشغيل، وفي هذه الحالة لا بُد من الانتظار حتى تقديم إصدار جديد ثم تحديث النظام مرة أُخرى لحل المشكلة.
  • إزالة واقي الشاشة: إذا تمّ وضع واقي الشاشة أو حافظة الهاتف بشكل يحول بين الإصبع ومستشعر البصمة؛ فلا بُد من إزالة الواقي أو الحافظة، ثم محاولة استخدام التحقّق بالبصمة مرة أُخرى للتأكّد من تجاوز المشكلة.
  • حذف البصمة: لا يستطيع الهاتف إتمام تسجيل البصمة بنجاح في بعض الأحيان؛ ممّا يؤدي إلى عِدّة مشاكل، وفي هذه الحالة يجب على المرء حذف البصمة المُسجلة، ثم إعادة تشغيل الجهاز وتسجيل بصمة جديدة.
  • استعادة ضبط المصنع: يُعد هذا الخيار واحدًا من آخر الخيارات التي يُمكن للمرء اللجوء إليها حتى يتعامل مع أخطاء التحقّق باستخدام البصمة، ولا بُد من إعادة تسجيل البصمة من جديد بعد انتهاء استعادة الضبط.
  • التواصل مع مركز الصيانة: إذا فشلت جميع المحاولات في التعامل مع مشكلة المصادقة باستخدام بصمة الإصبع؛ فربما يكون المستشعر متعطلًا، وينبغي التواصل مع مركز الصيانة للتحقّق من سبب الخطأ واتخاذ الإجراءات المناسبة.

ما هي استخدامات البصمة الإلكترونية في الهواتف الذكية؟

إلى جانب الاعتماد على البصمة الإلكترونية لفتح قفل الهاتف، هُناك العديد من الاستخدامات الأُخرى لبصمات الأصابع في الهواتف الذكية، ومن هذه الاستخدامات ما يأتي:

  • قفل بعض التطبيقات: يتم استخدام الهاتف ذاته من قِبل عِدّة أشخاص في بعض الأحيان، ويمكن الاعتماد على البصمة الإلكترونية لقفل بعض التطبيقات مثل واتساب في هذه الحالة؛ ذلك للمحافظة على الخصوصية ومنع الآخرين من الوصول.
  • مُصادقة المشتريات: بدلًا من إدخال كلمة المرور عند إجراء عمليات الشراء في متجر التطبيقات يستطيع المرء الاعتماد على البصمة الإلكترونية لإجراء المصادقة، لكن على المُستخدم تفعيل هذا الخيار بشكلٍ يدوي.
  • إخفاء بعض الوسائط: تساعد عِدّة تطبيقات على إخفاء الصور والمقاطع المرئية وتمنع الوصول إليها؛ إلّا بعد إجراء المصادقة؛ ذلك لتوفير مزيدٍ من الخصوصية، ويعتمد بعض هذه التطبيقات على بصمة الإصبع لإجراء التحقّق والمصادقة.
  • المحافظة على أمان كلمات المرور: تهدف بعض التطبيقات إلى الاحتفاظ بكلمات المرور حتى يستطيع المرء الوصول إليها فيما بعد، ويتميّز بعضها بخاصية المصادقة عن طريق بصمة الإصبع؛ لمنح الإذن بالوصول إلى كلمات المرور المحفوظة.
  • التقاط الصور: تمّ تزويد بعض الهواتف الذكية بخاصية لالتقاط الصور من خلال مستشعر البصمة الإلكترونية بدلًا من الضغط على زر الالتقاط من الشاشة، ويمكن تفعيل هذه الخاصية من خيارات الكاميرا.

هل التحقق بالبصمة من تطبيقات المقاييس الحيوية؟

تعتمد المقاييس الحيوية على بعض الخصائص المميزة للفرد من أجل إجراء المصادقة بدلًا من كلمات المرور، أو خيارات المصادقة التقليدية الأُخرى، وتُعد المصادقة باستخدام البصمة الإلكترونية من أبرز تطبيقات المقاييس الحيوية، كما أن هُناك العديد من تطبيقات المقاييس الحيوية الأُخرى؛ منها ما يأتي:

  • التحقّق باستخدام الوجه: يعد التحقّق باستخدام الوجه من الخيارات ذات الكفاءة المنخفضة، كما يمكن التحايل عليه بسهولة كبيرة مقارنةً بإمكانية التحايل على المقاييس الحيوية الأُخرى.
  • التحقق عن طريق قزحية العين: يتنافس خيار التحقّق عن طريق قزحية العين على البصمة الإلكترونية في توفير مستويات أفضل من الأمان؛ إلّا إنّه من الخيارات التي تتأثر بالمشاكل البصرية.
  • التحقّق من خلال الصوت: يتأثر التحقّق من خلال الصوت بالمشاكل الصوتية عند الرغبة بإجراء المصادقة أحيانًا، وهو من تطبيقات المقاييس الحيوية ذات الأداء المنخفض كما هي حالة التحقّق باستخدام الوجه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن حماية بطارية الهاتف؟

هل يمكن حماية الهاتف من الفايروسات؟

هل التعلّم الآلي مرتبط بالذكاء الاصطناعي؟

هل نظام حماية خصوصية البيانات الشخصية آمن بالفعل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على