` `

هل الشحنات الكهربائية في الدماغ مرضٌ خطير؟

صحة
15 مايو 2022
هل الشحنات الكهربائية في الدماغ مرضٌ خطير؟
لا تُعد الشحنات الكهربائية في الدماغ من الأمراض والاضطرابات الخطيرة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

في بعض الأحيان تتعرض الشحنات الكهربائية في الدماغ إلى تغيّرات مُفاجئة وغير طبيعية، وهي مشكلةٌ صحيةٌ ينبغي تشخيصها وعلاجها حتى لا تؤدي إلى أيّ مضاعفات تُهدّد حياة المُصاب. يوضّح هذا المقال طريقة تشخيص هذه الحالة وعلاجها، بالإضافة إلى بيان بعضٍ من أبرز مُضاعفاتها، ويُبيّن كذلك مكان وجود الشحنات في دماغ الإنسان.

هل الشحنات الكهربائية في الدماغ مرضٌ خطير؟

لا تُعد الشحنات الكهربائية في الدماغ من الأمراض والاضطرابات الخطيرة، ولا تزال الأسباب الكامنة وراء 70% من الإصابات بمرض اضطراب الشحنات الكهربائية في الدماغ مجهولة حتى الآن، وهو اضطراب يُعرف باسم النوبات الصرعية، ويصل عدد الأشخاص المُصابين بهذا الاضطراب إلى 50 مليون فرد حول العالم حسب منظمة الصحة العالمية، ويمكن لمعظم المُصابين مُتابعة حياتهم الطبيعية بدون ظهور أيّة أعراض إذا تمّ تشخيصهم وعلاجهم بشكلٍ صحيح.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي الشحنات الكهربائية في الدماغ؟

تعتمد بعض الخلايا في الدماغ على الشحنات الكهربائية لإرسال الإشارات واستقبالها؛ إذ إن المُستقبِلات تقوم بتسجيل المُحفزات الخارجية التي تحصل عليها من العالم الحسّي المُحيط بالإنسان على شكل نشاطٍ كهربائي، ثم يتم إرسال هذه الإشارات إلى الدماغ حتى يقوم بقراءتها، وبعد قراءتها يقوم الدماغ بتوجيه الجسم حتى يُمارس السلوك الذي يُفضّله الإنسان؛ مثل التباطؤ أو التسارع.

أين توجد الشحنات الكهربائية في الدماغ؟

توجد الشحنات الكهربائية في الخلايا العصبية داخل الدماغ، وهي الجزء المسؤول عن نقل المعلومات إلى جميع أجزاء جسم الإنسان لتنسيق الوظائف الحيوية الضرورية. وتُشير التقديرات إلى وجود 86 مليار خلية عصبية في الدماغ، وتتصل كل خلية من هذه الخلايا مع ألف خلية أُخرى لتكوين شبكة مُعقّدة، وتُشكّل هذه الخلايا ما نسبته 10% من دماغ الإنسان، ويتكوّن الجزء الباقي من الخلايا النجمية والخلايا الدبقية.

ما هي الأسباب المعروفة لاضطراب الشحنات الكهربائية؟

يتعرض الإنسان إلى نوبات الصرع عندما تنتج الخلايا التالفة من الدماغ إشارات كهربائية غير طبيعية، وهُناك العديد من الأسباب لهذا الاضطراب إلى جانب الوراثة، ومنها ما يأتي:

  • التصلّب الصدغي الميزاني: تتعرض الشحنات الكهربائية في الدماغ إلى الاضطراب أحيانًا نتيجةً للتندبات، التي تحدث في الفصّ الصدغي من الدماغ وتُعرف باسم التصلّب الصدغي الميزاني، ويؤدي ذلك إلى نوبات الصرع البؤرية.
  • إصابات الرأس: لا تنشأ إصابات الرأس عن حدث مُحدّد؛ إنّما هُناك كثيرٌ من الأحداث التي تؤدي إلى هذه الإصابات؛ منها حوادث المركبات والسيارات وكذلك السقوط.
  • التهابات الدماغ: في بعض الأحيان تكون التهابات الدماغ سببًا وراء الإصابة بنوبات الصرع، ومن أشهر هذه الالتهابات التهاب السحايا والتهاب الدماغ، وكذلك تظهر النوبات نتيجةً لبعض أنواع العدوى؛ مثل داء الكيسات المذنبة العصبي.
  • اضطرابات المناعة الذاتية: يقوم جهاز المناعة بمهاجمة خلايا الدماغ السليمة أحيانًا نتيجةً لبعض اضطرابات المناعة الذاتية، ويُمكن أن ينتهي ذلك بتعرض المرء إلى نوبات الصرع في بعض الأحيان. 
  • اضطرابات التمثيل الغذائي: يُمارس الجسم عمليات التمثيل الغذائي حتى يوفر الطاقة المطلوبة للقيام بالوظائف الطبيعية، ويُمكن للاضطرابات في التمثيل الغذائي أن تؤدي إلى تغيّر الشحنات الكهربائية في الدماغ وظهور أعراض نوبات.
  • أمراض الدماغ: هُناك مجموعةٌ واسعةٌ من المشاكل الصحية والأمراض التي تُصيب الدماغ وتؤدي إلى نوبات الصرع؛ منها الخَرَف والسكتة الدماغية والأورام وبعض التشوّهات في الأوعية الدموية.

ما هُمان النوعان الرئيسيان لنوبات تغير الشحنات الكهربائية في الدماغ؟

تضم القائمة الآتية بعضًا من أنواع نوبات الصرع الذي ينتج عن الاختلاف غير الطبيعي للشحنات الكهربائية في الدماغ:

  • النوبات المُعممة: تؤثر النوبات المُعممة على جانبي الدماغ معًا، ومنها ما يُعرف بنوبات الصرع المصحوبة بغيبة التي تُسمى نوبات الصرع الصغير، بالإضافة إلى النوبات التوترية الرمعية التي تُسمى نوبات الصرع الكبير.
  • النوبات البؤرية: يشمل تأثير النوبات البؤرية منطقةً واحدةً من الدماغ خلافًا للنوبات المُعممة، ويندرج في هذا النوع كلٌّ من النوبات البؤرية البسيطة والنوبات البؤرية المُعممة والنوبات الثانوية المُعممة التي تبدأ في جزءٍ واحدٍ، ثم تنتشر إلى بقية الأجزاء.

ما هي مضاعفات اضطراب الشحنة الكهربائية في الدماغ؟

يؤدي تغيّر الشحنات الكهربائية المُفاجئ غير الطبيعي إلى المضاعفات الآتية أحيانًا:

  • السقوط: ربما لا يكون السقوط بذاته مشكلة في بعض الحالات؛ إلّا إنّه يؤدي إلى العديد من المشاكل الأكثر خطورةً أحيانًا؛ من ذلك التعرض إلى إصابات الرأس أو الكسور في العظام نتيجةً للسقوط.
  • الغَرَقْ: يمكن أن يتعرض المرء إلى النوبات أثناء السباحة أو أثناء الاستحمام، وربما يتسبب ذلك بالغرق الذي ينتهي بالموت إذا لم يتم إسعاف الشخص.
  • حوادث السيارات: إذا ظهرت أعراض نوبات الصرع أثناء قيادة السيارة وأُصيب السائق بالغيبوبة أو فقدان الوعي نتيجة لذلك؛ فربما تصطدم السيارة بالسيارات أو العناصر الأُخرى على الطريق.
  • مشاكل الحمل: تُشكّل نوبات الصرع خطورةً كبيرةً على الحمل، كما أن الأدوية المُخصّصة للتعامل مع هذه النوبات تتسبب بعيوب خلقية عند الجنين أحيانًا؛ لذلك فإنه من الضروري الحصول على استشارات الطبيب باستمرار عند الحمل في هذه الحالة.
  • الآثار النفسية: تنتج الآثار النفسية التي تتسبب بها نوبات الصرع عن عاملين أساسيين؛ هُما الآثار الجانبية للأدوية، وصعوبة التعامل مع هذا الاضطراب والتغيّر المفاجئ في الشحنات الكهربائية داخل الدماغ، ومن هذه الآثار الاكتئاب والقلق.

كيف يتم علاج تغيّر الشحنات الكهربائية في الدماغ؟

توجد العديد من أساليب العلاج للتعامل مع تغيّر الشحنة الكهربائية المُفاجئ في الدماغ وما ينتج عن ذلك من أعراض:

  • الأدوية: غالبًا ما تكون الأدوية المُضادّة للصرع أُولى خيارات العلاج والتعامل مع هذا الاضطراب، وهي أدويةٌ تستهدف أنواع الشحنات الكهربائية التي تؤدي إلى النوبات في خلايا الدماغ، وتستطيع إدارة الاضطراب بفعالية كبيرة.
  • الجراحة: قد يُوصي مُقدّم الرعاية الصحية باللجوء إلى الجراحة إذا لم تنجح الأدوية الأُخرى في التعامل مع حالة المُصاب بنجاح، وهُناك عِدّة أنواع من الجراحة التي يُمكن إجراؤها لهذه الغاية؛ منها جراحة الاستئصال وجراحة قطع الجسم الثفني.
  • تحفيز الأعصاب: يتم علاج نوبات الصرع والتغيّر المفاجئ في الشحنات الكهربائية داخل الدماغ عن طريق زراعة أجهزة تحفيز الأعصاب بالاعتماد على الأقطاب الكهربائية، ومن الخيارات المتاحة لتحفيز الأعصاب ما يأتي:
    • تحفيز العصب المُبهم: إن العصب المُبهم أطول الأعصاب في جمجمة الإنسان، ويمتد إلى المعدة، وفي بعض الأحيان يقوم الطبيب بزراعة جهاز تحت جلد الصدر؛ لإرسال الإشارات على طول هذا العصب والحدّ من النوبات.
    • التحفيز العميق للدماغ: في هذا النوع من التحفيز يقوم مُقدّم الرعاية الصحية بزراعة جهاز في البُقع الدماغية؛ لإيقاف نوبات الصرع وما يتبعها من مضاعفات خطيرة أُخرى.
    • التحفيز العصبي المُستجيب: عند اللجوء إلى هذا الإجراء يقوم الطبيب بزراعة عِدّة أجهزة في مناطق مختلفة من الدماغ مع زراعة جهاز آخر في الصدر؛ لإرسال الإشارات الكهربائية إلى الأجهزة الأُخرى وتقليل النوبات.
  • التغييرات في نظام الغذاء: يقوم الطبيب بتوجيه المُصابين إلى اتباع النظام الغذائي الكيتوني أو الأنظمة الغذائية المناسبة الأُخرى؛ للتعامل مع نوبات الصرع أحيانًا بدلًا من اللجوء إلى العمليات الجراحية؛ إذا كان هذا الخيار مُلائمًا للشخص المُصاب.

ما هو جهاز كشف الشحنات الكهربائية في الدماغ؟

توجد الشحنات الكهربائية في الدماغ داخل الخلايا العصبية كما ذُكر سابقًا، ويتم الكشف عنها والتحقّق منها بالاعتماد على جهاز تخطيط كهربية الدماغ، وعادةً ما يكون استخدام هذا الجهاز آمنًا، كما أنه غير مؤلم للمرضى، لكن هُناك مخاوف ضئيلة من تأثير الإشارات التي يرسلها هذا الجهاز على الشحنات الكهربائية الموجودة في الدماغ، وظهور أعراض النوبة عند المصابين بالنوبات الصرعية، كما يُعاني البعض من فرط التنفس عند استخدام جهاز الكشف عن الشحنات الكهربائية في الدماغ أحيانًا.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي طريقة تشخيص الشحنات الكهربائية في الدماغ؟

إلى جانب استخدام جهاز كشف الشحنات الكهربائية في الدماغ يتم اللجوء إلى العديد من الاختبارات والفحوصات الأُخرى؛ ذلك حتى يستطيع الطبيب تشخيص أعراض نوبات الصرع والتغيّر في الشحنات الكهربائية داخل الدماغ، ومنها ما يأتي:

  • الفحص العصبي: يقوم الطبيب بإجراء فحص لتقييم سلوك المريض الذي تظهر عليه الأعراض والتحقّق من قُدراته الحركية ووظائفه العقلية؛ وذلك ليتأكد من وجود مشكلة يُعاني منها الدماغ أو الجهاز العصبي في البداية.
  • فحص الدم: يُساعد فحص الدم في تشخيص العديد من الحالات التي تؤدي إلى نوبات الصرع عند الإنسان، كذلك يُمكن الاعتماد على الفحص ذاته للتحقّق من بعض الحالات الوراثية، والتأكّد من مستويات السكر في الدم وغيرها.
  • البزل القطني: يتم الاعتماد على البزل القطني للتشخيص إذا اشتبه مُقدّم الرعاية الصحية بوجود عدوى تؤثر على المريض وتكمن وراء ظهور الأعراض؛ ذلك عن طريق إزالة عيّنة من السائل النخاعي ثم اختبارها.
  • تخطيط الدماغ المغناطيسي: يختلف اختبار تخطيط الدماغ المغناطيسي عن تخطيط كهربية الدماغ، ويهدف هذا الاختبار إلى تقييم وظائف الدماغ، ويمكنه قياس نشاط الدماغ على مستوى جزء من ألف جزء من الثانية الواحدة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يُمكن الاعتماد على تقنية الرنين المغناطيسي لتشكيل صورة تفصيلية للدماغ، وتساعد هذه الصورة الطبيب على اكتشاف بعض المشاكل والتشوّهات التي تؤثر على الشحنات الكهربائية في الدماغ وتؤدي إلى النوبات.
  • التصوير المقطعي المحوسب: يهدف التصوير المقطعي المحوسب كذلك إلى تشكيل صورة يعتمد عليها مُقدّم الرعاية الصحية؛ للتعرّف على بعض تشوّهات الدماغ ذات العلاقة بنوبات الصرع؛ مثل التكيُّسات أو الأورام أو النزيف.

ما هي أنواع الشحنات الكهربائية في الجسم؟

يمكن تقسيم الشحنات الكهربائية في جسم الإنسان إلى الشحنات الكهربائية الساكنة والمتحركة، وتنشأ الشحنة المتحركة عن بعض العناصر الموجودة في الجسم؛ مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، وهي الشحنة التي يعتمد عليها الجسم لإرسال الإشارات والقيام بالوظائف الحيوية المختلفة، ويتم استخدامها من قِبل مُعظم الخلايا في الجسم.

الشحنات الكهربائية الساكنة في الجسم

في بعض الأحيان يُخزّن الجسم الكهرباء الساكنة وتتراكم حتى تجد طريقةً للتفريغ، وكثيرًا ما تكون هذه الشحنات الكهربائية مُزعجةً للفرد، وعادةً ما يزداد التعرض إليها في فصل الشتاء، ويمكن للشخص تفريغ الكهرباء عن طريق لمس أيّ جسمٍ مُوصلٍ قريب أو بعيد عن الأرض، أو من خلال خلع الجوارب والحذاء ثم الوقوف على الأرض بقدمين حافيتين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الصرع وراثي؟

هل أضرار الغضب الصحية مُميتة؟

هل تختلف مراحل نمو الجنين خلال 40 أسبوعًا؟

هل يوجد فرق بين الاضطرابات النفسية والسلوكية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على