` `

هل هنالك فرق بين التجوية والتعرية؟

علوم
17 مايو 2022
هل هنالك فرق بين التجوية والتعرية؟
التعرية تأتي بعد التجوية، ثم تستقر أجزاء الصخور في مكانٍ آخرٍ (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

إن التجوية والتعرية من العمليات الجيولوجية التي تتسبب بتغيّر تضاريس الأرض بشكلٍ كبير، كما أن لهذه العمليات بعضًا من الآثار السلبية على كلٍّ من الإنسان والحياة الحيوانية والنباتية. يُبيّن هذا المقال الفرق بين التعرية والتجوية، بالإضافة إلى ذكر بعضٍ من أنواعهما وطريقة الوقاية من آثارهما السلبية.

هل هنالك فرق بين التجوية والتعرية؟

إن هُناك فرقًا كبيرًا بين التجوية والتعرية؛ إذ إن التجوية تعني تحلّل الصخور أو تفتتها لأيّ سببٍ من الأسباب طبيعيًا كان أو بشريًا. أمّا التعرية؛ فهي انتقال أجزاء الصخور التي تعرّضت إلى التحلّل أو التفتت بفعل الجليد أو الرياح أو المياه، هذا يعني أن التعرية تأتي بعد التجوية، ثم تستقر أجزاء الصخور في مكانٍ آخرٍ بعد التعرية، وتُعرف هذه العملية باسم الترسيب.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي أنواع التجوية والتعرية؟

هُناك عِدّة أنواع لكل من التجوية والتعرية، وفيما يأتي بيان لهذه الأنواع:

  • أنواع التجوية: يتم تقسيم أنواع التجوية للصخور إلى نوعين؛ ذلك بالاعتماد على طريقة تفتتها أو تآكلها، وتشكيل الأجزاء الأصغر التي يُمكن لعوامل التعرية أن تحملها، وهُما النوعان الآتيان:
    • التجوية الفيزيائية: في التجوية الفيزيائية يتم تكسير الهيكل المادي للغطاء الصخري، وذلك كما يحدث عندما تتسرب المياه إلى الصخور في الأوقات الباردة ثم يؤدي التمدّد إلى تكسرها وتفتتها.
    • التجوية الكيميائية: لا تؤدي التجوية الكيميائية إلى تكسير الهيكل الفيزيائي المادي؛ إنّما تُغيّر التركيب الكيميائي للصخور، وتجعلها أكثر ليونة وهشاشة ممّا كانت عليه، وغالبًا ما تكون عملية سابقة للتجوية الفيزيائية.
  • أنواع التعرية: عادةً ما يتم تصنيف أنواع التعرية بناءً على القوة التي أسهمت في نقل فتات أو أجزاء الصخور من المكان الأصلي إلى مكانٍ آخرٍ بعد انتهاء عملية التجوية، وفيما يأتي عِدّة من هذه الأنواع:
    • التعرية بواسطة الانهيال الكتلي: تحدث هذه التعرية بالاعتماد على قوة الجاذبية الأرضية بشكل أساسي، كما أن للمياه دورًا مساعدًا في الانهيال الكتلي.
    • التعرية بواسطة العمليات النهرية: يشمل هذا النوع جميع عمليات التعرية التي يكون للماء فيها دورٌ أساسيٌّ، سواء كانت التعرية من خلال جداول الأنهار أو غيرها، وسواء تدفقت المياه داخل التربة أو كانت تجري على السطح.
    • التعرية بواسطة الرياح: في هذا النوع من التعرية تقوم الرياح الشديدة بنقل نواتج عمليات التجوية من مكانٍ إلى آخر، وعلى الرغم من تأثيرها الشديد في بعض المناطق؛ إلّا إنّها منخفضة التأثير في مناطق أُخرى.
    • التجوية بواسطة الجليد: يُعد التآكل بواسطة الجليد من العمليات النادرة حول العالم؛ إلّا إن الجليد يستطيع نقل صخورٍ ذات حجمٍ كبيرٍ جدًا، مقارنةً بأحجام الصخور أو الفُتات التي تحملها الأنواع الأُخرى من التعرية.

ما هي أضرار التجوية والتعرية؟

يُمكن لعمليات التجوية والتعرية التسبّب بالعديد من الأضرار وترك عِدّة آثار سلبية في المنطقة التي تنتشر فيها هذه العمليات الجيولوجية، ومنها ما يأتي:

  • التأثير على جودة التربة: تقوم التعرية بإزالة الطبقة العلوية التي تقع على سطح التربة، وهي الطبقة الغنيّة بالمُغذّيات اللازمة لنمو النباتات بالإضافة إلى الكائنات الحيّة الأُخرى؛ بما في ذلك البشر، هذا يعني أنها تؤثر على جودة التربة بشكلٍ كبير.
  • الإصابات البشرية عند المُتسلّقين: تترك عمليات التجوية آثارًا مثل الشظايا في الصخور أحيانًا، وهو ما يؤدي إلى إصابة المتسلقين غير الماهرين في بعض الأحيان، ويُمكن أن يتسبب بإصابات خطيرة.
  • تلويث المياه: بعد عمليات التجوية تنتقل الأجزاء المُتفتتة حاملةً معها الملوّثات وغيرها من خلال وسائل التعرية المختلفة، وإذا انتهى المطاف بهذه الأجزاء إلى المُسطحات المائية؛ فإنها تؤدي إلى تلوث المياه والتقليل من جودتها.
  • سد مجاري المياه: في بعض الأحيان ينتج عن التجوية والتعرية تراكم الطين على المنحدرات، وإذا انهال الطين بسبب الزلازل أو غيرها من الظروف الطبيعية الأُخرى؛ مثل المطر الغزير؛ فربما يتسبب ذلك بانسداد مجاري المياه.
  • تدمير البُنية التحتية: ربما تتعرض البُنية التحتية في المدينة إلى التدمير أحيانًا إذا تسببت الظروف الطبيعية؛ مثل الأمطار الغزيرة أو غيرها، بانجراف أو انهيار الأجزاء التي استقرّت على المُنحدرات بفعل عمليتي التجوية والتعرية.
  • التأثير على النظام البيئي البحري: في بعض الأحيان تؤدي عمليات التعرية إلى استقرار الأجزاء المُتفتتة من الصخور والتربة فوق المسطحات المائية، حاجبةً للضوء الذي تحتاجه بعض النباتات المائية للنمو، ويؤدي ذلك إلى خلل في النظام البيئي البحري.
  • انتشار الطحالب: إذا وصلت نواتج عمليات التعرية إلى المياه حاملةً معها كمياتٍ كبيرةٍ من الأسمدة؛ فيُمكن أن يؤدي ذلك إلى نمو الطحالب بكثافة؛ ممّا يتسبب بالتقليل من نسبة الأكسجين في المياه وتغطية الضوء الذي تحتاجه النباتات الأُخرى للنمو.

كيف يمكن الوقاية من التجوية والتعرية؟

لا بُد من اتخاذ العديد من الخطوات التي تهدف إلى التقليل من سرعة التجوية والتعرية، وتساعد في الحدّ من الأضرار والآثار السلبية لهذه العمليات، وفيما يأتي قائمة ببعض الإرشادات والتعليمات للوقاية من عمليتي التعرية والتجوية:

  • زرع النباتات المناسبة: ينبغي على المرء زراعة النباتات الراسخة في الأرض لمقاومة آثار عملية التجوية بشكلٍ كبير، كما يجب التأكّد من مُراعاة ظروف الرطوبة والشمس أو الظل في المنطقة عند اختيار النباتات المناسبة لزراعتها.
  • تغطية ممرّات التربة المكشوفة بالنِشارة: يمكن استخدام نشارة الخشب أو الحصى لتغطية الأماكن التي تتعرض إلى التعرية، وهي من الخطوات المناسبة في المناطق التي تشهد حركةً كثيفةً للسير على الأقدام.
  • الاعتماد على المصاطِب: تشبه المصطبة شكل الدرج إلى حدٍّ ما، ويمكن الاعتماد عليها للوقاية من التجوية والتعرية عند وجود منحدرات شديدة، وينبغي بناء المصطبة بشكلٍ يتقاطع مع مسار تدفق التربة.
  • تشكيل سد حاجز: يستطيع السد الحاجز إبطاء سُرعة الجريان السطحي للمياه، ويُمكنه المساعدة في التقليل من آثار التجوية، وينبغي بناء سلسلة من السدود وعدم الاكتفاء بواحدٍ منها لهذه الغاية.
  • مُراعاة هطول الأمطار: من الضروري مُراعاة هطول الأمطار عند الرغبة في الحصاد أو قطع الأشجار؛ فإنه ينبغي على المرء تأخير الحصاد بعض هطول الأمطار الغزيرة، كذلك يجب عليه تجنّب قطع الأشجار عند توقّع هطول المطر.

هل تحدث تجوية الصخور بسبب الإنسان عندما يحفر الآبار؟

تؤدي عمليات الحفر بشكل عام إلى التجوية، سواءً كان الحفر بفعل بعض الحيوانات أو كان بفعل من البشر، ذلك لأن الحفر يتسبب بتفتت الصخور، هذا يعني أنه يُسهّل من عملية نقلها إلى أماكنٍ أُخرى بعد الحفر بفعل عوامل التعرية، وهذا يعني ضرورة الحذر عند الحفر واتباع الأساليب المُناسبة التي تستطيع توفير الحماية المطلوبة للتربة.

ما هي العوامل التي تؤثر على شدة التجوية؟

تتأثر شِدّة التجوية بعِدّة عوامل يُذكر منها ما يأتي:

  • المناخ: عند ارتفاع درجات الحرارة تزداد سرعة التفاعلات الكيميائية، وعند انخفاضها تتجمد المياه ويحدث الصقيع، وهُما من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث التجوية كيميائية كانت أو فيزيائية، كما تتأثر التجوية بكميات سقوط الأمطار أيضًا.
  • نوع الصخور: تتشكّل أنواع الصخور المختلفة من عِدّة معادن ترتبط مع بعضها البعض عن طريق التبلور، أو التفاعلات الكيميائية أو الترسيب، ويُمكن أن تتأثر شِدّة التجوية باختلاف نوع الصخور السائد في المنطقة.
  • الوقت: لا شك بأن الوقت عاملٌ مهمٌّ عند الحديث عن التجوية؛ فإن المُدّة الزمنية التي يحدث فيها ذات النوع من عمليات التجوية تُحدّد عُمق الصخور التي تعرضت إلى هذه العمليات، بالإضافة إلى تحديد درجة التجوية أيضًا.

هل تؤدي التجوية إلى تحرّك الكُتل الأرضية؟

يُعرف تحرك الكتل الأرضية بأنه سقوط كتلة من التربة أو الصخور إلى الجزء السفلي من التل بالاعتماد على قوة الجاذبية، وعادةً ما تشترك التجوية مع المياه في هذه الحركة، ولحركة الكُتل الأرضية عِدّة أشكال منها ما يأتي:

  • الزحف: إذا تحركت الكُتل الأرضية ببطء بعد التجوية باتجاه الأسفل من المنحدرات؛ فإن هذه الحركة تُعرف باسم الزحف، وعادةً ما تنتشر هذه الحركة في الأماكن التي تتعرض إلى تجمّد وانصهار في المياه.
  • السقوط: في بعض الأحيان تتحرك الصخور والكُتل الأُخرى إلى أسفل المنحدر تاركةً أثرًا مُنحنيًا، وهي حركة يُطلق عليها اسم السقوط، وعادةً ما تحدث هذه الحركة في الطبقات السميكة التي تتضمن صخورًا رسوبية أو رسوبيّات مُفكّكة.
  • الانزلاق الصخري: أثناء الانزلاق الصخري تتحرك الصخور ذات الكُتلة الكبيرة من أعلى المنحدر بسرعة تتجاوز 200 كيلومتر في الساعة، ويؤدي ذلك إلى تراكم الصخور في الجزء السفلي من المنحدر بعد استقرارها هناك.
  • التدفق الطيني: يقوم الجليد المُنصهر أو المطر بإشباع التربة أحيانًا؛ ممّا يجعلها تتدفق إلى الأسفل بسرعة تبلغ عِدّة أمتار في اليوم الواحد عادةً، وفي بعض الأحيان تصل سرعة التدفق إلى 160 كيلومترًا في الساعة، وهي سرعةٌ كبيرة.

كيف تؤدي أنشطة البشر إلى زيادة التجوية والتعرية؟

تُعد كل من التجوية والتعرية من العمليات الجيولوجية الطبيعية؛ إلّا إنّ هُناك العديد من الأنشطة التي يقوم بها البشر وتؤدي إلى زيادة نشاط هاتين العمليتين؛ منها قطع الغابات وبناء السدود، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة الزراعية التي تُسهم في تعزيز الإنجراف وزيادة شِدّة التجوية والتعرية وتتسبب ببعض المشاكل البيئية الأُخرى أيضًا.

يؤدي حرق الوقود الأحفوري في الأنشطة المختلفة للبشر إلى إطلاق العديد من المواد الكيميائية التي تتصاعد في الجو؛ مثل أُكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت وغيرها، وتتسبب هذه المواد بهطول الأمطار الحِمضيّة عندما تتكاثف، وتؤثر هذه الأمطار على حياة الحيوانات والمطر، وتزيد من شِدّة التعرية والتجوية بشكلٍ كبير.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل تلوث البيئة خطير؟

هل ملوحة التربة من أسباب التصحّر؟

هل هنالك فرق بين التنجيم وعلم الفلك؟

هل توجد فوائد لظاهرة الاحتباس الحراري؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على